الإعلام الإيراني: ضربنا هامة الهلال في أصفهان.. وسنسقط هيبته في الرياض

جماهير ذوب آهن تحذر من انقضاض الأسد الجريح لاستعادة كبريائه

TT

لم تقم وسائل الإعلام الإيرانية كعادتها بالتهليل بشكل مبالغ فيه للانتصارات التي تحققها الكرة المحلية هناك على حساب الكرة السعودية على صعيد المنتخبات أو الأندية كما حدث في مناسبات سابقة.. وجاءت الفرحة الإيرانية مشوبة بالحذر، بعد الانتصار الذي حققه لاعبو ذوب آهن أصفهان على حساب نظرائهم في فريق الهلال السعودي أول من أمس الأربعاء على أرض ملعب فولاذ بمدينة أصفهان بهدف نظيف، وهو الأمر الذي قلل من مظاهر الفرحة التي لم يتجاوز سقفها ما كتبه الناقد الرياضي حسين حيدري في صحيفة «إيران فيرزاجي» تحت عنوان «ذوب آهن انتصر.. هللوا له»، قائلا «لأننا رأينا الهلال فعليه أفطرنا.. لأنه العيد هدية السماء لنا.. الإفطار كان شهيا، لذيذا، كبيرا بحجم الزعيم وهيبته التي نال منها فريقنا مذيب الصلب والحديد، فلم تنفع الهلال 50 بطولة وألف صولة وصولة، لأن للدقائق التسعين واقعية لا تعترف بالأرشيف والتراث والتاريخ، ففاض ذوب آهن عسلا، ولعقنا الفرحة»..! وتابع «ضربنا هامة الهلال في أصفهان، لكن لم نسقط هيبته، لأن المتبقي مثل ما مضى، والفرحة ملأت نصف وجوهنا، وللنصف الآخر حكاية في موقعة الرياض الحامية الوطيس، وحكايتنا مع النصف لا تنتهي، فأصفهان نصف جهان (العالم)، وهلال الهلال اختفى وراء غيوم ذوب آهن، ولا يلي الغيوم إلا الغيث المتهاطل».

في حين تطرقت صحيفة «الوفاق» إلى اللقاء بوصفها إياه بالصعب والمثير في تفاصيله، وبالذات بعد أن تمكن لاعبو ذوب أهن من خطف الفوز من الباب الضيق وبهدف وحيد. وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن اللقاء كان قويا ومليئا بالضغوطات على الجانبين، خصوصا على لاعبي آهن بعد أن تحصلوا على الهدف الوحيد الذي أجبرهم على التراجع خوفا من اهتزاز شباكهم بهدف هلالي كان من شأنه لو تحقق فعلا أن يُدخل اللاعبين في دوامة الحسابات المعقدة قبل موقعة الإياب. وأشادت الصحيفة بالأداء البطولي الذي ظهر عليه خط دفاع ذوب أهن وحارسهم الشاب عيسى ندوي الذي تصدى ببراعة لجزائية الدولي السويدي الخبير كريستيان فيلهامسون، إذ ظهر بدوره كأقل لاعبي الفريقين عطاء، وظهر تائها وثقيل التحركات وسط الميدان، وارتمى مستسلما وسط أحضان المدافع سيد أحمد بور الذي تمكن بصورة رائعة من تطويق خطورة الجناح الأشقر.

وتحدث بور عن اللقاء قائلا «تمكنا من الفوز على الهلال بصعوبة، وسنعيد الكرة مرة أخرى في الرياض بعد أسبوعين، وسنحتفل من هناك باللعب على النهائي». وتطرق بور إلى حديث مهاجم الهلال ياسر القحطاني قبل اللقاء، والذي أشار فيه إلى استعداده لخوض اللقاء بقدم واحدة، معلقا على كلمات القحطاني بالقول «لقد قالها ياسر وخرج قبل نهاية اللقاء من دون أن يكمله، وهو يتوكأ مصابا على قدم واحدة، في حين أنني كنت أملك من الحماس ما يكفي للعب خمس مباريات متتابعة من دون أي توقف. لقد أحسست بأنني لعبت بثماني أرجل في المباراة».

وختم بور حديثه للصحيفة قائلا «تنتظرنا مواجهة صعبة بعد أقل من أسبوعين هناك في الرياض، والأجواء هناك ستكون مثيرة، كما أن الحسابات باتت مختلفة، فالضغط الأكبر بات حاليا على كاهل الهلاليين لأنهم باتوا في حاجة إلى الفوز بفارق هدفين، لكن هذا لا يعني أننا حسمنا أمر التأهل، لدينا تسعون دقيقة إضافية، وربما تكون مائة وعشرين دقيقة.. من يدري؟!».

وتابع قائلا «يجب أن نمنع سبل الوصول إلى مرمانا، وأن نسد الطرق في وجه مهاجمي الهلال، إن أردنا فعلا الحصول على الكأس».

ومن جانبها، تحدثت صحيفة «طهران تايمز» الناطقة باللغة الإنجليزية عن أجواء اللقاء قائلة «اللقاء الصعب والمواجهة العنيفة تنتهي بأقل الأضرار على الصعيد البشري، وبأقل الأحداث المسجلة»، مشيرة إلى أن الرقم واحد تكرر كثيرا في التفاصيل التي انتهت إليها محصلة اللقاء.. هدف واحد، وركلة جزاء واحدة وضائعة، وفريق واحد فائز هو ذوب آهن أصفهان. وتابعت الصحيفة ذاتها «فاز ذوب آهن أصفهان وخسر الهلال، لكن الأمر لم يحسم بعد، فالتاريخ يقول إن الهلال لم يخسر على أرضه في البطولة الآسيوية منذ سبعة أعوام، وهو أمر مقلق للجميع هنا في إيران، كما أن امتلاء ملعب الملك فهد الدولي بالرياض بأنصار الهلال يوم 20 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي سيكون أمرا بديهيا ولا يحتاج إلى أي نوع من التوقع».

وأردفت الصحيفة «الأمر المثير للتعجب هو الروح التي خرج عليها مسيرو نادي الهلال ولاعبوه بعد نهاية اللقاء من أرض ملعب فولاذ، لقد كانوا واثقين للغاية من مسألة الرجوع إلى المنافسة مرة أخرى، وأنهم سيتمكنون من الفوز على ذوب أهن أصفهان ولاعبيه في لقاء الرد. لقد قالها مهاجم الهلال وهدافه ياسر القحطاني بالحرف الواحد وبثقة مفرطة: الموعد سيكون بعد أسبوعين في الرياض، وسيل الفرص التي ضاعت في لقاء الذهاب لن يتكرر، بل سنحرص على المقاتلة لتسجيل كل فرصة سانحة لنا أمام المرمى الإيراني».

في حين سارت تعليقات أنصار فريق ذوب آهن أصفهان في اتجاه مواز لرد الفعل الحذر الذي أطلقته وسائل الإعلام المحلية الإيرانية بعد نهاية اللقاء. وجاءت ردود الفعل الأولية من المنتدى الخاص بالنادي الإيراني متفقة بشكل كبير على ضرورة تأجيل الأفراح حتى نهاية المواجهة الثانية التي ينتظر أن تكون صعبة ومثيرة. وأشارت ردود الفعل ذاتها إلى أن الانتصار يعد مؤقتا حتى الآن في ظل بقاء مباراة أخرى على أرض الهلال الذي بدوره سينتفض كالأسد الجريح وسيحاول أن يستعيد كبرياءه وسط أنصاره الذين سيحضرون بكثافة متوقعة يوم اللقاء. ولم يخل المنتدى من تراشق بعبارات التحدي بين الطرفين الهلالي والإيراني، بعد أن قام بعض مشجعي الهلال بالتسجيل في المنتدى وإطلاق التهديدات بشأن اكتساح ذوب آهن أصفهان وبأهداف غزيرة، وجاءت محصلة أبرز التعليقات الهلالية قائلة «لا تفرحوا كثيرا، فالمعركة لم تنته بعد، والحرب صولات وجولات، انتهت جولة واحدة وبقيت أخرى، نعترف بأنكم فزتم بالأولى، لكنكم ستتركون لنا مرغمين أمر الانتصار في الموقعة الثانية. نحن لا نقول ذلك من باب الغرور، لكنها الحقيقة، لأننا نحب الهلال ونعرفه جيدا ونعلم كيف يظهر شكل الفريق وكيف يتجلى نجومه في المواقف الصعبة. نحن لدينا الثقة الكاملة فيهم. كلنا ترقب لما سيحدث يوم العشرين من الشهر الحالي. لن تضطروا سوى لانتظار أقل من أسبوعين حتى تشاهدوا بأم أعينكم خروج فريقكم من البطولة على يد لاعبي الهلال، وحينها سيتأكد الجميع من صدق مقولة من يضحك أخيرا يضحك كثيرا».