مولينا مهاجم سيونغنام ينزوي حزينا داخل الحافلة.. ويعد بتكرار الهدفين إيابا

صحافي كوري يكشف قصة أكل اللحوم وتعامل القريني وصرامة البلطان

TT

جاء التقرير المحمل بتفاصيل كثيرة ودقيقة والمدعوم بالصور من قبل معده، الصحافي الكوري الجنوبي تشو داي غوك، الذي يعمل لصالح صحيفة «مينوا إليوا» اليومية، مثيرا للغاية، وكان تشو قد رافق فريق سيونغنام إيلهوا تشونما في رحلته إلى الأراضي السعودية، من أجل مواجهة فريق الشباب في لقاء الذهاب بدور نصف نهائي آسيا، الذي انتهى سعودي الجانب بنتيجة 4/3.

وحفل التقرير بالكثير من المفارقات والأحداث التي غابت عن أعين الإعلام المحلي السعودي، وبرع تشو في رصدها وتقديمها في سياق متسلسل ومشوق، بداية من وصول الفريق الكوري إلى السعودية يوم الجمعة الماضي، وحتى وقت المغادرة، مساء أول من أمس (الأربعاء)، ولم يغب عن غوك الإشارة بإتقان بالغ إلى الأماكن والشخوص الذين صنعوا الحدث الكروي، وأسهموا في صياغته من الجانبين الكوري والسعودي، وجاءت أولى المفارقات في التقرير ذاته، بعد أن وجد عناصر بعثة سيونغنام أنفسهم في المطار دون أن يحظوا بأي استقبال من طرف أنصار فريق الشباب، بعد أن كان اللاعبون يمنون أنفسهم بالتوقيع على أتوغرافات المشجعين هناك، ولكن شيئا من هذا كله لم يحدث، وينتقل بعدها الفريق إلى فندق هادئ للغاية، يكاد يخلو من أي أحد، وهو ما حدا بمدافع الفريق المقدوني الأصل الأسترالي الجنسية، ساسا أوغنينوفيسكي، إلى التساؤل عن سر هدوء الأجواء والتعليق على ذلك بالقول: «لماذا لم يأت المشجعون إلينا؟»، يعني في الفندق، «هل لا يوجد أحد هنا يعرف بأننا وصلنا للعب مع فريق الشباب؟» وتابع: «يبدو أن السعوديين مشغولون للغاية بالتحضير لملاقاتنا، ربما تمكنا من إخافتهم قبل مواجهتهم في الملعب، وهذا شيء جيد، وتابع تشو رصده للأحداث، مشيدا بتعامل الجانب الشبابي، وبالذات من جانب أمين عام النادي، عبد الله القريني، حيث قال: «لقد كان يحضر إلينا في الفندق بصفة متكررة رجل يدعى القريني، وهو يمثل نادي الشباب، ويقوم بالإشراف على كل شيء، ويتفقد الأمور الخاصة بنا بحرص كبير، ولقد استوقفته للحديث معه بعد أن رأيته يقوم بلفتة طيبة تجاه أحد اللاعبين المصابين في سيونغنام، حين بادره بالسؤال عن طبيعة إصابته وخطورتها، بعد أن لاحظ القريني وجود قدم اللاعب في الجبيرة، لقد كان سلوكا راقيا من القريني، وهو ما دفعني لسؤاله لماذا تقومون بكل هذا؟

وأجابني بتواضع: «إننا نحب أن تعاملونا في كوريا، إن حضرنا للعب معكم، كما نعاملكم هنا في السعودية، وتنافسنا معكم لا يعني ألا نوفر لكم الأجواء الجيدة؛ فنحن تعودنا التعامل مع الجميع بمثالية»، ولم يفت على تشو الإشارة إلى مقدار التعب الذي حل بمسؤولي الفندق في استجابتهم لمطالب الفريق، حيث أشار إلى ذلك بالقول: «يكفي ما حل بمسؤولي الغسيل من مشقة، لقد تعبوا منا كثيرا بعد أن واجهوا أكواما من ملابس اللاعبين في الفريق ليقوموا بمهمة غسلها، كما أن المطعم لم يسلم من مطالبنا أيضا، وحدة لسان المدرب يونغ الذي دخل معهم في مناوشات كثيرة بسبب إفراط اللاعبين في تناول الفواكه والحلويات».

وتابع قائلا: «ما يلفت الانتباه هو أن السعوديين يملكون القدرة على أكل اللحوم بصفة يومية؛ فهم أغنياء للغاية، ومن قدر له أن يخرج إلى الشارع، فسيجد أن الطرقات مزدحمة بالسيارات الفارهة، لقد كان منظر الأطباق المليئة باللحوم والأصناف اللذيذة مثيرا للإعجاب، ولا يتكرر هذا الأمر إلا في السعودية لأنها دولة غنية للغاية»، وانتقل تشو بحديثه عن أجواء اللقاء وما حدث بعدها من إرهاصات قائلا: «لفت انتباهي انزواء مولينا في الحافلة، وحزنه الشديد، على الرغم من تمكنه من تسجيل هدفين في تلك الأمسية، وحين سألته عن سبب حزنه قال لي: «إنه كان قد أطلق تحديه بالنيل من الشباك السعودية، وفعل ذلك مرتين، ولكن ذلك لم يكن كافيا لدرء الخسارة، وتعهد مولينا بعدها بأنه سيقوم بذات الأمر في لقاء الإياب، وبأنه سيسجل أكثر من هدفين في كوريا، مشيرا إلى تكفله الشخصي بإحراز هدفين مقابل كل هدف يسجل من الجانب الشبابي حينها، وبأن اللقاء سينتهي بفارق ثلاثة أهداف لسيونغنام».

وتطرق تشو في حديثه إلى رصد ردة فعل رئيس نادي الشباب، خالد البلطان، معلقا عليها بالقول: «لقد كان رئيس الشباب طيلة أحداث اللقاء يغرق في صمت وتركيز كبيرين، ولم يتحرك من مقعده للاحتفال إلا بعد أن تمكن فريقه من تسجيل الهدف الرابع، لقد دفعني الفضول لمتابعة ردة فعله خلال شوطي المباراة، ووجدته حينها قليل الحديث، وحاد النظرات بشكل يعكس قوة شخصيته، لقد قمت بعد ذلك بملاحقته بعد أن رأيته يمشي بشكل متسارع إلى غرفة تبديل الملابس بين شوطي اللقاء، وعلمت حينها بأنه يقوم بإلقاء كلماته على مسامع اللاعبين بشكل قوي ومؤثر، وبعد المباراة رأيته يربت بصرامة على أكتاف لاعبيه، ويتحدث بإسهاب مع مدرب الفريق فوساتي، وأحسست حينها بأن اللقاء لم ينته بعد، وأننا في صدد أن نلعب أشواطا إضافية، في حين لم يبادر رئيس نادي سيونغنام إلى عمل ذات الأمر، بل بدا في صورة هادئة طوال الوقت».

وكشف تشو النقاب عن فحوى حديثه مع أحد السعوديين، الذي كان يتردد بصفة متكررة إلى الفندق، ويتحدث بصفة مطولة مع لاعبي الفريق، مولينا، ورادونستيش، وهو ما استرعى فضوله، وبادره بالسؤال عن سبب حضوره وحديثه مع اللاعبين، ليجيبه بعدها الشاب السعودي بالقول: «لقد كنت أتحدث معهم وأطالبهم بالتسديد بقوة، والحصول على أكبر قدر من الأهداف، وكنت أخبرهم عن تفاصيل دفاعات الشباب وحارسهم»، وحين سأله عن دوافعه في ذلك لم يجب حينها بإجابة مقنعة لأنه قال حينها إن والده يرتبط بعلاقات تجارية مع كوريا، وهو ما يدفعه للتعاطف مع سيونغنام.

وبدت لغوك تلك الإجابة غير مقنعة، ولكن حين وجده يحتفل بهدف سيونغنام الثالث بجانبه في الملعب، أعاد عليه السؤال عن سر رغبته في أن يحصل لاعبو سيونغنام على الفوز، وهذه المرة أجاب بصورة غريبة: «لأنني أتمنى أن يخرج الشباب من المنافسة على هذه الكأس، وحينها لم أصدق ما سمعت، وتجاهلت الأمر، وذلك بعد أن رأيته يخرج حزينا من الملعب بعد هدف الشباب الرابع».