إيتو يبدأ موسمه الكروي مع الإنتر بإحراز هدف كل 39 دقيقة

المدير الفني يختار طريقة اللعب وفقا لإمكانياته وقدرته على التهديف

TT

«يتم عادة وضع اللاعبين في المركز الذي يقدمون فيه بصورة أكبر، وبينيتيز مدرب الإنتر يمضي على هذا النهج. إن إيتو لاعب قلب هجوم فذ، ويتعين عليه أن يلعب في قلب الهجوم».. هذا ما كتبه زدينيك زيمان، أحد اللاعبين المخضرمين في كرة القدم الإيطالية، في التحليل الفني الذي تناول اللاعب الأكثر تألقا في بطولة الدوري الإيطالي هذا الموسم. إن صامويل إيتو هو محترف اللعب الهجومي الذي يعتمد عليه فريق الإنتر في تسجيل المزيد والمزيد من الأهداف. وقد حاول جاهدا أن يطوي صفحة العشر مباريات التي لعبها الفريق دون أن يسجل في أربع منها.

أرقام اللاعب المتألق: ويدعم ما كتبه زيمان بعض الأرقام الخاصة باللاعب الكاميروني إيتو. فقد شارك اللاعب مع فريقه خلال هذا الموسم نحو 878 دقيقة، لعب فيها كجناح أيسر لمدة 682 دقيقة في طريقة 1/3/2/4 التي استهل بها بينيتيز كل المباريات التي خاضها. وكانت محصلة ما وصل إليه اللاعب الأفريقي تتحدث عن 6 أهداف بمتوسط هدف في كل 113.6 دقيقة. وعلى عكس ذلك، عندما شارك إيتو كلاعب قلب هجوم تقلص عدد هذه الدقائق إلى 196 دقيقة. ولكن عدد الأهداف أصبح 5، وبات معدل التهديف رائعا، حيث يسجل اللاعب الكاميروني هدفا في كل 39.2 دقيقة. إنها أرقام بليغة حتى إذا أدرجنا فيها النصف ساعة الأخير الذي لعبه إيتو في مباراة فريقه أمام باليرمو. عندما قلب بينيتيز المباراة بتحوله إلى اللعب بطريقة 2/4/4، حيث لعب بزانيتي وبانديف كجناحي الفريق وجعل اللاعب الكاميروني يقترب من ميليتو في خط الهجوم. ولم يكن من قبيل الصدفة، عندما تم وضعه قريبا من المرمى، أن يسجل اللاعب الأفريقي هدفين في 8 دقائق.

تجربة لم تتكرر: إن تجربة اللعب أمام باليرمو بهذه الطريقة لم تتكرر، ويرجع ذلك إلى أن غياب شنايدر عن ذلك اللقاء هو الذي دفع مدرب الفريق للتحول إلى هذه الطريقة والدفع بإيتو في خط الهجوم. لدرجة أن الدقائق الأخرى التي لعبها إيتو كرأس حربة أول في فريق الإنتر كانت بسبب غياب ميليتو عن تشكيلة الفريق سواء للتبديل أو الإصابة (واستطاع الكاميروني أن يسجل ثلاثية في مباراة فيردير بريمن في بطولة دوري أبطال أوروبا). وكانت هذه هي النقطة التي حتى زيمان لم يعمق الحديث عنها. ولكن كيف يمكن لصامويل إيتو أن يقترب من المرمى إذا لم يكن يبدو أن بينيتيز على استعداد للتخلي عن طريقة 1/3/2/4، وميليتو ليس من المؤكد أن بإمكانه القيام بدور الجناح؟ وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن يكون الأمير ميليتو في أفضل حالاته، فسيكون الحل الوحيد لهذه المسألة هو تغير طريقة اللعب التي يعتمد عليها بينيتيز والدفع بشنايدر تحت رأسي الحربة. إن برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، يفكر هو الآخر بصدد طريقة الرومبو (4/3/1/2).. ولكن إذا افترضنا أن الطريقة المفضلة للمدرب الإسباني رافائيل بينيتيز هي 3/4/4، فستظل هناك المشكلة العددية. إن المدرب الإسباني ليست لديه الثقة في التغيير المفاجئ، لا سيما في ظل مرور زانيتي وتيغو موتا بفترة إتمام التعافي من الإصابة.

كمدافع أيضا: ولكن رافا، الذي تلقى مؤخرا إشادة من جانب الحكام بقدرته المهنية وثقته، سيستمر في التأكيد على أن التوازن والحسم والتفاهم أكثر أهمية من طرق اللعب، وهو في الغالب سيختار طريقة اللعب التي تتوافق مع إمكانيات إيتو وقدراته التهديفية، دون تجاهل أن اللاعب الكاميروني بفضل حالته النفسية العالية هذه الأيام ربما يسجل أيضا إذا تم إشراكه في قلب الدفاع. لدرجة أنه في مواقف مختلفة، انتهى به الأمر أن يصبح أكثر خطورة عندما ينطلق من الجانب الأيسر ويتمكن من تجاوز المنافس المباشر الذي أمامه، من أن يظل قريبا من المرمى، حيث تكون المساحات أكثر تضييقا ويصبح من الأسهل مضاعفة الرقابة عليه بلاعبين. وهذا ما أكدته مباراة الإنتر واليوفي يوم الأحد الماضي، عندما كان إيتو هو اللاعب الأكثر خطورة في الشوط الثاني، وعندما دخل ميليتو بدلا من بيابياني المصاب. وفضلا عن الكيمياء الخططية المتعددة، سيتمكن التحليل من حل هذه المشكلة بمزيد من النضج في تشكيلة الفريق.

موتا يقترب: ومع عودة بعض مفاتيح اللعب في الفريق، ومن بينهم البرازيلي تيغو موتا الذي قام، بعد العملية التي خضع لها في شهر أغسطس (آب) الماضي في ركبته، بإجراء أول تدريب كامل له بالكرة. إن اللاعب البرازيلي بمثابة لاعب فريق في مجموعة لاعبي الإنتر، وربما يعود أيضا إلى صفوف الفريق قبل نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.