إغراءات غالاكسي تلاحق رونالدينهو.. والدوري الإنجليزي ينادي كاكا

حالة القلق وعدم الاستقرار تجتاح اللاعبين البرازيليين

TT

منذ شهرين ونصف، أصدر سيلفيو برلسكوني رئيس نادي أيه سي ميلان الإيطالي حكما خلال وجوده في تجمع الفريق الأول في ميلانيللو قائلا: «لا إمكانية للاستغناء عن رونالدينهو، سيظل في الميلان مدى الحياة». والآن هناك تساؤل إذا ما كانت الأمور ستنتهي هكذا حقا، أم أن اللاعب البرازيلي سيغير فريقه في يناير (كانون الثاني) المقبل، خلال فترة الانتقالات الشتوية، نظرا لأنه لم يجدد للفريق الإيطالي بعد وهناك إصرار من نادي غالاكسي لضمه، كما أنه لم يعد غير قابل للمساس به.

العرض.. يظل رونالدينهو هو الرغبة الأولى للفريق الأميركي، ففريق زميله السابق في الميلان دافيد بيكام، والذي يحاول، بدوره، إقناعه بالتحليق إلى الولايات المتحدة، جاهز لتقديم عرض للنجم البرازيلي بقيمة 8 ملايين يورو صافية حتى عام 2014. وفي غضون أيام، من المفترض أن يلتقي شقيقه ووكيل أعماله روبرتو مبعوثي النادي. يذكر أن عقد رونالدينهو ينتهي في يونيو (حزيران) 2011 ولم يتفاوض بعد على تجديده مع مسؤولي الميلان ومن يدري إذا كانوا مستعدين لدفع نفس المبلغ الذي يعرضه نادي غالاكسي.

صانع ألعاب.. وبناء على ما تقدم، فإن إمكانية رحيل رونالدينهو عن الميلان في يناير المقبل موجودة، أيضا لأن اللاعب البرازيلي أدرك أنه يمكن المساس به في تشكيلة الفريق مع أليغري، فالمدرب الجديد احتفظ به على مقعد البدلاء في مباراة أياكس خارج ملعبه ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، ثم أعاده أساسيا أمام بارما، لكن مع تغيير مركزه. لعب رونالدينهو كقمة معين وسط الملعب إلى الأمام، خلف إبراهيموفيتش وروبينهو، وهو المركز الذي لا يعشقه.

المنافسة.. يروق للساحر البرازيلي الانطلاق من أقصى اليسار، حيث لعب أول ست مباريات رسمية مع الميلان هذا الموسم (5 في الدوري المحلي وواحدة في دوري الأبطال)، فهو المهاجم الوحيد الذي شارك دائما حتى مباراة أمستردام، لكنه من ذلك الجانب يعشق روبينهو التحرك، فالإدارة تعول كثيرا عليه وحينما سيدخل في لياقة المباريات يواجه رونالدينهو خطر أن يتجاوزه لاعب برازيلي آخر.

هل اللاعب المهاري سيظل في الميلان أم لا؟ سوف نعرف ذلك فقط في غضون بعض الوقت، بعد التحدث مع مسؤولي ناديي غالاكسي والميلان. وبالطبع، الكلمة الأخيرة ترجع لبرلسكوني، العاشق دائما للاعب البرازيلي وقد يتدخل شخصيا لحل معضلة التجديد وإقناعه بالبقاء. كما أن رونالدينهو يتدرب وغاب عن مران الأربعاء الماضي بسبب نوبة إنفلونزا لكنه تدرب عصرا، ويأمل أن الجولة السابعة من الدوري ستجلب له الحظ، مثلما حدث منذ عام مضى في برغامو، أمام أتالانتا، حينما نزل خلال المباراة وسجل هدفا مذهلا وصار النقطة المرجعية لفريق الميلان مع المدرب ليوناردو.

من جهة أخرى، كلٌ حر في تفسير ما كتبه البرازيلي كاكا لاعب ريال مدريد يوم الاثنين الماضي على صفحته الخاصة «هيا ميلان» - على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي بدأ يصبح «موضة» أكثر من «فيس بوك». وتثير هذه العبارة في الوقت الحالي نقاشا وتخلق فرضيات جديدة. في الواقع، المسألة تتعلق برد على تهاني أحد مشجعي الميلان، لكنها كانت كافية لطرح مسألة عودة اللاعب البرازيلي إلى الميلان من جديد، وهي إمكانية قليلة في الوقت الحالي.

آلام ومشكلات.. كل شيء يتولد من الموقف الحساس الذي يعيشه «ريكي» مع فريق ريال مدريد الإسباني، فقد خضع اللاعب لجراحة في أوائل أغسطس (آب) الماضي في الركبة اليسرى، وهو حادث سيئ سيبعده عن الملاعب حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وبالتالي سيغيب عن لقاءي الميلان، ذهابا وإيابا، في دور المجموعات لدوري الأبطال. وهو حادث سيئ أيضا أحاطت به المشكلات، فقد اتهم اللاعب بأنه لم ينبه أطباء الريال لآلامه وذهب لقضاء إجازته ليجد نفسه يخضع لجراحة بعد 3 أيام من معسكر الإعداد للموسم الجديد. ولو أضفنا إلى هذا موسمه الأول مع الريال المخيب للآمال مقارنة بما كان منتظرا منه، وبعده مونديال على النغمة ذاتها، فها هو إطار كاكا - ريال ليس شاعريا، وهكذا بدأت احتمالات رحيله عن النادي الملكي تأخذ حجمها، ليس في يناير لكن الأقرب في يونيو، من دون استبعاد بقائه في فريقه الحالي.

فرق إنجليزية.. المسار الأكثر إمكانية الذي قد يسلكه لاعب الميلان السابق هو ذلك المؤدي إلى فريق تشيلسي الإنجليزي، ولا يخفى على أحد أن أنشيلوتي طلب ضمه قبل مونديال جنوب أفريقيا، لكنه اتجه للتماشي مع سياسات التقشف لأبراموفيتش رئيس النادي. لكن كارلو كان لينتزع من رئيس البلوز وعدا بالعودة إلى الإنفاق بمجرد أن تسمح الظروف بذلك. هل هناك وجهات أخرى؟ المؤشرات التي تأتي تشير دائما وفقط نحو الدوري الإنجليزي: مانشستر سيتي أو ليفربول. لكن تشيلسي هو الفريق الوحيد الذي تقدم فعليا في هذا الصدد. سيعتمد أي استثمار ضخم كثيرا على تعافي كاكا، فحينما سيعود يتعين عليه الفوز بالمنافسة مع الألماني الموهوب مسعود أوزيل، اكتشاف المونديال الأخير. بالنسبة لكاكا «الحقيقي» لا يوجد شيء ممنوع، أما بالنسبة لكاكا بـ«نصف إمكاناته» فقد تكون هناك مشكلة. في الأساس، تظل إرادة اللاعب كي يظهر للريال أنه لم يكن إخفاقا، نظرا للقيمة الكبيرة التي استثمرها فلورنتينو بيريز لضمه من الميلان، 68 مليون يورو، بالإضافة إلى عقد حتى عام 2015 مقابل 9.5 مليون يورو سنويا. ولذا قد يعد الاستغناء عنه فشلا ذريعا لرئيس النادي. كما أن مورينهو مدرب الفريق ينتظره: «حينما سيشتري الآخرون لاعبين جددا، سيكون لدينا كاكا مجددا»، هذا آخر ما قاله البرتغالي عن اللاعب البرازيلي. من الصعب أن يمثل كاكا ديربيا في سوق الانتقالات بين الإنتر والميلان، فقد قطع موراتي الطريق أول من أمس قائلا: «لم نقم قط بأي مفاوضات من أجل كاكا»، وهو اقتراح وئد في مهده.