المدير الفني الجديد لليفربول يدفع ثمن أخطاء سلفه

هل حان الوقت لتوجيه اللوم إلى بينيتيز ووقف الهجوم على هودجسون؟

TT

في حال نجاح جون هنري وأقرانه الـ17 في شراء نادي ليفربول، يبدي توم هيكس وجورج غيليت عزمهما على التمسك بعدم الإطاحة بهما من ليفربول عبر اللجوء إلى المحكمة العليا. ويبدو هيكس مصمما على إلقاء بضع قنابل أخيرة في محاولة لتجنب تكبد نصيبه من الخسارة المالية التي يواجهها هو وشريكه وتقدر بنحو 140 مليون جنيه إسترليني.

ودعونا نؤكد أن هنري يسير في طريق النجاح، وهو يعلم جيدا طبيعة ما يقحم نفسه فيه بإقدامه على محاولة شراء نادي ليفربول. ويبقى التساؤل الأكبر: من سيضطلع بأهم الأدوار داخل النادي؟ بمعنى: من ستوجه إليه أصابع اللوم؟

منذ فترة، جرى الربط بصورة وثيقة بين مشكلات ليفربول داخل الملاعب والتأثيرات السلبية المثيرة لقلاقل صراع القوى الدائر داخل النادي وتداعياته المالية. وقد أصبح من الحقائق المعروفة أن الأداء داخل الملعب من غير المحتمل أن يتحسن، بينما ظل الجمود والتأزم مسيطرين على شؤون النادي خارج المستطيل الأخضر. ومع ذلك، يبقى التساؤل الآن: من الشخص الذي ينبغي أن يلومه مشجعو ليفربول إذا استمر الأداء الكروي الرديء؟

بالتأكيد الإجابة هي: هودجسون، على الرغم من أن فترة عمله في النادي كانت شديدة القصر. وكما نعلم جميعا، فإن المعسكر المعادي لروي هودجسون في أوج نشاطه وحماسه الآن بالفعل. وتطالب جماهير المشجعين داخل الاستاد بعودة كيني دالغليش، على الرغم من أن آخر أعماله الكروية كان اختيار جون بارنيس مدربا معاونا له بنادي سيلتيك.

بعد البداية البشعة للنادي هذا الموسم، والأداء الرديء لاثنين من اللاعبين ممن وقعوا في عهده، شكل هودجسون الهدف التالي الطبيعي لهجوم الجماهير داخل الملعب، إلا أن بعض مشجعي ليفربول ربما تتعين عليهم إعادة النظر في موقفهم؛ ذلك أن كراهيتهم للمالكين الغائبين، هيكس وغيليت، والعبء الذي أثقلا به عاتق النادي، دفعاهم للانحياز لصف المدرب السابق رافا بينيتيز.

يأتي ذلك على الرغم من الدور الهائل الذي لعبه بينيتيز في سقوط ليفربول. وفي خضم الهجوم الشديد على هيكس وغيليت، يغفل المشجعون عن أن بينيتيز جرى تحويل مبالغ له تقدر بنحو 170 مليون جنيه إسترليني في عهدهما. وبغض النظر عما إذا كانت هذه الأموال من الناحية الفنية تخصهما، تظل الحقيقة أنهما أتاحا هذا المبلغ أمام بينيتيز. وتشير الأرقام إلى أن ناديين فقط، مانشستر سيتي (426 مليون جنيه إسترليني) وتوتنهام (177 مليون جنيه إسترليني)، أنفقا أكثر منذ فبراير (شباط) 2007.

وقد فاق ليفربول في نفقاته مانشستر يونايتيد (142 مليون جنيه إسترليني) وتشيلسي (112 مليون جنيه إسترليني)، بينما جاء آرسنال (71 مليون جنيه إسترليني) في ذيل القائمة. وعلى الرغم من ذلك، جاء ليفربول في المرتبة الـ18 في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن هل ينبغي أن نشعر بدهشة كبيرة حيال هذا الأمر، بالنظر إلى حالة الفوضى التي تركها بينيتيز لخلفه هودجسون؟ وقد حاول المدرب الإسباني نفي أي اتهام يوجه إليه وبرأ نفسه من ارتكاب أي أخطاء.

في الواقع، لا يتحمل بينيتيز مسؤولية مشكلات الإصابات التي هاجمت فيرناندو توريس. وفي الوقت ذاته، قد لا يعارض غالبية المدربين فكرة عدم الاعتماد على بيبي رينا ودانييل أغر، بل وربما ماكسي رودريغيز أيضا، لكن ماذا عن اللاعبين الآخرين الذين اشتراهم بينيتيز؟

ماذا عن غلين جونسون، الظهير الأيمن العاجز عن القيام بمهام الدفاع، والذي وصل سعره إلى نحو 16 مليون جنيه إسترليني؟ وماذا عن ريان بيبل الذي وصل سعره إلى 11 مليون جنيه إسترليني؟ وماذا عن أوريليو وكيرغياكو وإنسوا ولوكاس وديغين، وقبلهم مورينتيس ونونيز وسيسكو وبينانت ودوسنتا؟

إضافة إلى ذلك، تم بيع كل من كريغ بيلامي وبيتر كراوتش، بينما ترك يوسي بينياون في أغلب الأحيان محبطا على مقعد البدلاء.

وأخيرا، تسبب بينيتيز في إرباك زابي ألونسو بالسعي وراء غاريث باري، بينما ساور الضيق سامي هيبيا، صاحب الشعبية الواسعة، بعدم إشراكه في الفريق الذي شارك في بطولة دوري أبطال أوروبا. بوجه عام، وقع بينيتيز عقودا بضم أكثر من 90 لاعبا مقابل 260 مليون جنيه إسترليني، مع وصول صافي النفقات إلى 120 مليون جنيه إسترليني. وترك أسوأ العناصر بينهم تستمر مع النادي، واشترى ألبرتو أكويلياني صاحب البنية الضعيفة مقابل 18 مليون جنيه إسترليني.

وربما يرد مشجعو ليفربول على ذلك بالإشارة إلى أنه وصل بالنادي إلى نهائي بطولة أبطال أوروبا مرتين واحتل المرتبة الثانية بالدوري الممتاز، إلا أن أحد هذين النهائيين والمركز الثاني في الدوري الممتاز تحققا تحت أعين هيكس وغيليت، بينما تحققت معجزة إسطنبول عام 2005 بفريق ورثه في معظمه من غيرالد هوليير.

وكنا نأمل لو أن هودجسون ترك وراءه مجموعة مشابهة من اللاعبين. والمؤكد أن هودجسون لم يفد نفسه باختياره فريقا من لاعبي الاحتياط أمام نورثهامبتون في كأس كارلينغ، كما أنه أثار الحيرة بتعاقدات مثل شرائه بول نوتشسكي وكريستيان بولسن، لكن على ما يبدو لم تتوافر أمامه فرصة زمنية كافية لوضع سياسة تناغمية للانتقالات والتعاقدات. وبالتأكيد يتحمل اللوم على الطبيعة المهلهلة للفريق الذي ورثه. وبذلك، يقبع ليفربول في المرتبة الثالثة من القاع. وهناك شكوك حول إمكانية أن يسهم الإنقاذ المالي للنادي في توفير دفعة فورية لأدائه الرياضي. الملاحظ أن رد الفعل الجماهيري تجاه صفقة البيع جاء فاترا، ومن المعتقد أنه سيبقى كذلك حتى يتكشف مزيد من التفاصيل حول سعر صفقة البيع وخطط النظام الجديد المحددة إزاء بناء استاد جديد أو إعادة تطوير استاد أنفيلد. وبخلاف تكديس الديون على عاتق النادي، تمثلت الجريمة الرئيسية الأخرى التي اقترفها نظام هيكس وغيليت في الوعد بإجراء تغييرات شاملة في غضون 60 يوما، بينما في الواقع لم يحركا ساكنا فيما يخص مشروع «ستانلي بارك». لكن هل يملك هنري (بالنظر إلى ثروته الشخصية المقدرة بـ600 مليون جنيه إسترليني فقط) توفير أموال إضافية للتخلص من عبء الديون وضخ أموال جديدة في نشاطات الانتقالات وتمويل مشروعه المفضل المتعلق بإعادة تطوير أنفيلد؟ وهل سيتمكن النادي من الحصول على تصريح بالتخطيط من مجلس يفضل بناء استاد جديد؟

المؤكد أنه إذا استمرت متاعب ليفربول خلال مبارياته السبع المقبلة -إيفرتون وبلاكبرن وبولتون وتشيلسي وويغان وستوك وويست هام- فإنه بذلك سيكون قد قضى نحبه تماما. ولن تبقى حينها أمام هنري حتى مجرد فرصة لبلوغ موسم الانتقالات في يناير (كانون الثاني) لإثبات حكمته في تصريف الأموال.