فتح نادي إنتر ميلان الإيطالي باب التفاوض مع كريم بنزيمه في الصيف الماضي عندما تقدم ريال مدريد بعرض لشراء البرازيلي مايكون، بيد أن حالة الشد والجذب الطويلة بين الناديين لم تثمر عن أية نتائج فعالة في النهاية. ولا يرجع السبب في ذلك إلى تمسك ماسيمور موراتي، رئيس الإنتر، بالمدافع البرازيلي في صفوف فريقه فحسب، بل أيضا إلى ممانعة فلورنيتينو بيريز، رئيس النادي الملكي، في التنازل عن المهاجم الفرنسي الذي تكلفت صفقة انتقاله للريال ما يقرب من 39 مليون يورو في العام الماضي.
جدير بالذكر أن بيريز كان يعتمد على كفاءة جوزيه مورينهو الخارقة للعادة في الاستفادة من بنزيمه بأفضل شكل ممكن، بيد أن الأمور لم تسر على النحو الذي يريده؛ حيث طالت فترة بقاء اللاعب على مقعد البدلاء، ما دفعه إلى الضغط على إدارة النادي للرحيل في شهر يناير المقبل. وهكذا، وجد يوفنتوس الفرصة متاحة أمامه للبدء في العمل من أجل إجراء صفقة ذات طبيعة خاصة (مثل صفقة كاسانو التي تمت بين سمبدوريا وريال مدريد)؛ بحيث يتم الحصول على خدمات اللاعب عن طريق دفع مبلغ مالي معين مقابل مشاركته مع الفريق المعار إليه. غير أن مسؤولي اليوفي كانوا يعلمون جيدا أن المنافسة ستكون شرسة للغاية في ظل اهتمام مانشستر سيتي والإنتر باللاعب. وفي هذه الحالة، تصبح موافقة اللاعب هي الفيصل الوحيد في مسألة انتقاله، وهو ما دفع المدير الرياضي في الإنتر، ماركو برانكا، إلى التحرك منذ وقت طويل حتى يسبق منافسيه في التعرف على المهاجم الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية عن قرب. من جهة أخرى، يسعى بنزيمه إلى اتخاذ القرار الصحيح، واضعا الأندية المهتمة به تحت مجهر الدراسة وعلى رأسها الإنتر؛ حيث ستكون المنافسة صعبة للغاية من أجل المشاركة بشكل أساسي مع الفريق في وجود إيتو وميليتو، بيد أن خطة اللعب التي يطبقها بينيتيز تناسبه تماما؛ حيث سيتمكن من الحصول على مساحة كافية للعب في حال انتقاله للإنتر. وفي الوقت نفسه، يعتبر بنزيمه بمثابة صفقة رابحة للإنتر نظرا لصغر سنه. قد يكون الوقت مبكرا للغاية لتحديد قيمة اللاعب، بيد أن الإنتر كان يطالب بالحصول على 35 مليون يورو مقابل التنازل عن مايكون، ويمكنه الآن فتح المفاوضات من جديد لمبادلة البرازيلي بمهاجم النادي الملكي نظير المبلغ نفسه. وما زال النادي الإيطالي يواصل سعيه للاتفاق مع ريال مدريد بشأن بنزيمه.
تجدر الإشارة إلى أن قرار الإنتر بزيادة قيمة الراتب السنوي الذي يتقاضاه مايكون بمقدار 700 ألف يورو، كان ناتجا عن حالة السخط التي سيطرت على البرازيلي عقب رفض النادي انتقاله لريال مدريد. غير أن هذه المبادرة لم تلق المردود المنتظر من البرازيلي الذي ما زال يفكر في الذهاب إلى مورينهو. وفي الأيام الماضية، تعددت اللقاءات بين مايكون وإدارة الإنتر في غياب وكيل أعمال اللاعب أنطونيو كاليندو، الذي باشر صفقة انتقال البرازيلي إلى الإنتر من قبل، وكذلك المفاوضات الصيفية مع ريال مدريد، وهو ما أدى إلى انتشار بعض الشائعات حول رغبة مايكون في التعاقد مع مينو رايولا بدلا من وكيل أعماله الحالي، وهو ما عقب عليه الأخير قائلا: «إنني لم أتحدث مع مايكون منذ أن كان إبراهيموفيتش وماكسويل لاعبين في الإنتر، أي منذ أكثر من عام». والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا يبدو مايكون وكأنه مقيد القدمين في مباريات الإنتر على الرغم من مساواته بويسلي شنايدر ورفع قيمة راتبه إلى 4.5 مليون يورو؟ ولماذا يبدو البرازيلي عصبيا إلى درجة كبيرة في كل مرة يتم تغييره كما حدث في مباراة الإنتر مع يوفنتوس عندما خرج من الملعب معترضا على قرار المدير الفني بالدفع ببياني بدلا منه؟ ستظل الإجابة عن هذين السؤالين معلقة إلى أن يتضح موقف الإنتر وريال مدريد وكريم بنزيمه، ولكن جماهير الإنتر ما زالت تتساءل: أين ذهب ذلك اللاعب القوي الذي تفجرت قوته الموسم الماضي؟ وفي هذا الشأن، عقب ماسيمو موراتي قائلا: «منافسة الدوري تأتي بقصص مختلفة كل عام. الأوضاع تتغير باستمرار، وأعتقد أن هذه المشكلات التي تتحدثون عنها مشكلات مختلقة من قبل وسائل الإعلام. أما في داخل الفريق، فنحن نبحث عن الاستقرار في المقام الأول».
على صعيد آخر، طمأن ويسلي شنايدر جماهير الإنتر حول مستقبله في الفريق قائلا: «سأمدد تعاقدي مع الفريق حتى عام 2015 خلال أسبوعين. لقد استغرق هذا الأمر فترة طويلة نظرا لمناقشة بعض الأشياء التي وعدتني بها الإدارة من قبل. هناك بعض الأندية التي أبدت اهتمامها بي، ولكنني في أحسن حال هنا وسعيد بوجودي في ناد كبير مثل الإنتر». وفي سياق متصل، قال الرئيس موراتي: «تجديد التعاقد مع شنايدر ومايكون؟ ربما تكون الرغبة موجودة بالفعل، ولكنها لن تكون ناتجة عن تصريحات وكلاء أعمال اللاعبين».