بوريللو مهاجم الآزوري: ستشاهدون نغمة مختلفة أمام منتخب صربيا

كاسانو اختفى في آيرلندا.. وكارولينا ستحرر كل طاقاته الكامنة في جنوا

TT

لو أراد جورج بست هداف منتخب آيرلندا الشمالية السابق الجلوس على سحابة ورغب في إضاعة بعض الوقت في مشاهدة مباراة كرة القدم بين منتخب إيطاليا ومنتخب آيرلندا الشمالية (والتي انتهت بالتعادل 0/0) كان سيفكر أن بإمكانه تقديم أفضل من ذلك. إن هؤلاء الشباب من المحتمل أنه كان بإمكانهم منافسة بست فيما يتعلق بالسيارات وغيرها من هواياته المفضلة، لكن باقي المقارنات ليست بالمتاحة. ومن يدري، لعل بست لو كان على قيد الحياة لشعر هو الآخر ببعض خيبة الأمل والحسرة، لا سيما من كاسانو، ذلك اللاعب المنحدر من مقاطعة باري في إيطاليا، والذي أدرك الطريق لإخراج الكرة الإيطالية من ظلمتها. ولا جدوى من عدم الاعتراف بأن الجميع كان يتوقع أن مباراة المنتخب الإيطالي أمام منتخب آيرلندا الشمالية ستثير حماس أنطونيو كاسانو لاعب المنتخب الإيطالي، والرجل الذي اعتمد عليه تشيزاري برانديللي في المنعطف الجديد للآزوري، والمتهم دائما، كما صرح اللاعب ذاته منذ ثلاثة أيام، بأنه في بؤرة الاهتمام.

بعض التمريرات فحسب: لكن هذه المرة لم يقم مهاجم سمبدوريا إلا ببعض التمريرات. وقد وصلت من قبل عن طريق هذا اللاعب الإشارة الأولى لثورة الكرة الإيطالية؛ فبعد الوعود الخجلة أمام منتخب كوت ديفوار، جاءت ومضات الفرح أمام منتخب استونيا، ثم بعدها كانت ليلة السعادة والفرح أمام منتخب جزر الفارو. لكن لاعبي آيرلندا الشمالية أوقفوا طويلا وصول فانتانطونيو إلى المرمى، ولم يتمكن سوى من إرباك دفاع المنتخب الآيرلندي عن طريق تلك الكرة الخطيرة التي حملها في منطقة جزاء الفريق المنافس.

الكثير من التوقعات: لكن لا يمكن تجاهل أن الكرتين الجمليتين اللتين لعبهما سيموني بيبي في الشوط الأول من اللقاء وتلك الكرة التي لعبها بيرلو في الشوط الثاني كانتا من تمريرة أنطونيو كاسانو. غير أنه كان من المتوقع لهذه الموهبة الكروية أن تقدم أكثر من ذلك. ومن جانب آخر، منذ شهر مضى كان روبرتو باجيو مسؤول الاتحاد الإيطالي لكرة القدم قد أقر للجميع قائلا «لن نحمل أنطونيو الكثير من التوقعات. فمن المؤكد أن لديه المهارات التي تجعله يتألق في صفوف المنتخب». إن باجيو يقصد ما قاله، وربما كانت التوقعات الكثيرة هذه المرة هي التي أحرقت العمل الرئيسي الذي كان بإمكان كاسانو أن يقدمه.. فلم يقدم شيئا. لكن النتائج الأخرى التي حققها المنتخب الإيطالي في هذه المجموعة خففت من حدة الهبوط الرسمي الأول لحقبة برانديللي على كوكب التعادل.

انتقام جنوا: لكن هناك موجة من التفاؤل تحيط بالمنتخب الإيطالي. ويرجع ذلك إلى أن المباراة القادمة أمام منتخب صربيا (الذي خسر على ملعبه من منتخب استونيا 1/3) ستقام في مدينة جنوا في إيطاليا. ويثق الجميع في تأثير كارولينا زوجة مهاجم سمبدوريا على زوجها، والتي ستكون موجودة بعد غد الثلاثاء في مدرجات ملعب مارسي وفي أحشائها يسبح وريث أنطونيو. وربما يكون ذلك بمثابة الدافع لمهاجم فريق سمبدوريا الذي من المحتمل أن يحرر على ملعبه كل طاقاته الكامنة بداخله.

الثنائي: وليس من المستبعد أن تشهد مباراة يوم الثلاثاء القادم إعادة تشكيل الثنائي (كاسانو وباتزيني) رمز العصر الجديد. في وجود باتزيني إلى جانب كاسانو بدلا من بوريللو، ربما يستعيد ملعب مارسي أبطاله بإرادتهم المعهودة. وإذا كان جورج بست لم يتمكن من مساعدة فريقه، فنحن على ثقة بان جمال كارولينا سيكون حاسما مع كاسانو.

ملعب مارسي.. انتظرني: الندم والعزاء والتعادل من دون أهداف لا تضيف جديدا، لكنها تزيد من التأكيد على أن هذا الفريق في مرحلة البحث عن الهوية.

كانت تلك الفرصة الضائعة لبوريللو مهاجم فريق روما والمنتخب الإيطالي في الشوط الأول من اللقاء بمثابة أخطر الفرص، لكن تايرول حارس مرمى المنتخب الآيرلندي تصدى لها، وارتدت الكرة إلى كاسانو الذي أضاعها بجوار القائم. ويعقب بوريللو مهاجم الآزوري على هذه الكرة قائلا «أنا بخير. كنت أصل دائما إلى الكرة قبل المنافس. وعندما أُتيحت لي هذه الفرصة، على بعد 50 مترا، استطعت أن أسبق المدافع بنحو خمسة أمتار. لم يكن ينقصني سوى الهدف، بيد أنني بهذا المستوى سأصل، وفي غضون ذلك سأتعلم من الأخطاء. وفي جنوا سأكون أكثر التزاما حيث إن التناغم بيني وبين كاسانو متوفر...». لكن كاسانو أضاع الفرصة التي عن طريقها كان بإمكانه أن يصير نجم تلك الليلة. وقد عقب سيموني بيبي على الفرصتين اللتين أضاعهما قائلا «بالفعل، خاصة في الشوط الثاني، لقد لعبنا كرة قدم جيدة. لكن كان يتعين علينا أن ننهي الهجمات بشكل أفضل». ويواصل اللاعب «لكن في ما يتعلق بكرة كاسانو فقد وصلت إلى الكرة بخطوة طويلة للغاية، ولم يكن بإمكاني أن ألعبها بشكل آخر، لذا حاولت أن أضعها في منتصف المرمى». وصرح كاساني مدافع المنتخب الإيطالي حول الدور الذي قام به خط الدفاع خلال هذا اللقاء قائلا «لقد التزمنا بما طالب به برانديللي، وقمنا بخلق فرص للتهديف». وأضاف المدافع كيلليني قائلا «لا أريد أن نلقي بكل اللوم على مهاجمي المنتخب. فقد حاولنا التسجيل بكل الطرق، وفي بعض الأحيان لم يكن ينقصنا سوى القليل من الحظ الزائد لإحراز الهدف الحاسم في هذه المباراة».

ظهور الخطر: لقد لعب المنتخب الإيطالي ست مباريات لم يتمكن خلالها من الحفاظ على شباكه نظيفة. لكنه خاض مباراتين من دون أن تستقبل شباكه الأهداف. وإذا كان الآزوري قد نجح أمام منتخب الفارو في الحفاظ على شباكه فيمكننا القول إن مباراة أول من أمس لم يغب عنها هذا الخطر. وقد أقر كيلليني بهذا الصدد قائلا «لقد كنا محظوظين في هذه المباراة أيضا». ويواصل مدافع الآزوري حديثه عن التصدي لهجمات هيالي وديفس مهاجمي منتخب آيرلندا قائلا «لم يكن الأمر معقدا للغاية، ربما أننا ركزنا أكثر على هيالي. وإذا لم نكن ملتزمين جيدا بالتعليمات لتعرضنا إلى الخطر. على أي حال، كان الأمر سيصبح مؤسفا لأننا أهدرنا الكثير من الفرص في الأمام».