في أعقاب أحداث الشغب التي تسبب فيها عدد من المشجعين الصرب خلال مباراة منتخب بلادهم مع إيطاليا في إطار تصفيات أمم أوروبا عام 2012 والتي ستقام في بولندا وأوكرانيا، وما بين المرارة والرفض، هناك مساحة لتنفس الصعداء. حيث يقول شيزاري برانديللي، 53 عاما، المدير الفني للمنتخب الإيطالي: «انتابني القلق خصوصا حينما رأيت جماهير صربيا تحاول كسر الزجاج الفاصل الجانبي، ولو قاموا بذلك لوصلوا إلى المنطقة المخصصة للأطفال والعائلات، والهروب الجماعي كان سيتحول إلى مأساة». مثل كارثة استاد هيسيل الشهيرة ببلجيكا في عام 1985، قبل دقائق من بداية نهائي دوري الأبطال بين ليفربول ويوفينتوس. وأضاف برانديللي أن ثقافة العنف انتشرت في جميع الملاعب، وأن الكوارث الحقيقية على الأبواب.
* برانديللي، لننطلق من البداية، فقبل المباراة، دخل الحارس الصربي ستويكوفيتش إلى غرفة خلع الملابس الخاصة بكم، بعد تعدي مشجعي بلاده عليه.
- كان يرتعد مثل ورقة الشجر، وكان تائها، ولم يكن يعرف أين هو. بحث عن ملاذ آمن، وشرح لنا أن المشجعين الصرب جاءوا ليمنعوا إقامة المباراة.
* كانوا يطلقون القذائف النارية فيما كان اللاعبون الصرب ينظرون.
- بعدها بقليل طلبنا منهم أن يحاولوا تهدئة الجماهير.
* كانوا يصفقون أكثر من تهدئتهم.
- كانوا مرعوبين، وغير مستعدين لذلك. إنهم لاعبون يتعين عليهم العودة إلى عائلاتهم ومن الممكن أن يجدوا الشيء ذاته أسفل منازلهم.
* وأنتم؟
- لم نكن نريد اللعب، فقد واصلنا اللعب بعد ساعة من الإحماء، وكان هناك خطر أن يلحق بنا ضرر. بعدها، حينما توقفت المباراة، اتصل اللاعبون بذويهم في البيت لطمأنتهم. والآن ننتظر قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بهدوء.
* ماذا تبقى بداخلك؟
- المرارة لعدم اتقاء هذا العنف والسيطرة عليه، والحسرة فقد كان هناك أطفال، وعائلات، ومن كانوا ينتظرون أمسية جميلة، أفسدها جمهور المباراة بنية خلق المشكلات.
* وماذا تقول لإيفان بوغدانوف، «الرجل الأسود»؟
- هل لديك أبناء؟ إخوة صغار؟ هل تشعر بمسؤوليتك عن مستقبلهم؟
* كثيرا ما تكون كرة القدم رهينة العنف، في إيطاليا أيضا، صحيح؟
- من يعمل في كرة القدم يعلم أنه في بعض المدن هناك مجموعات تؤثر في الاختيارات وطرق العيش، وفي مناطق بعينها، من الصعب التعبير عما تراه والخروج لتناول البيتزا لو كنت خاسرا.
* لكن حينما حذر كابيللو من ذلك، كثيرون في إيطاليا سخطوا عليه.
- لكنني، على العكس، مقتنع أن كثيرين يفكرون في ذلك جديا.
* وما الطريقة المُثلى للخروج من هذا النفق؟
- الوقاية طويلة الأمد، فقطاعات عديدة من جيل البالغين قد تلوثت بالفعل، ينبغي العمل على توعية مشجعي المستقبل رياضيا، وتربيتهم على الحضور إلى الاستاد بروح مختلفة.
* وخلال فترة أقصر؟
- الحوار، لا أعتقد بوجود استاد واحد من دون جماهير تجمع بينها رابطات متعصبة، ولكن هذه الرابطات تجد بينها أناسا يمكن أن يتقبلوا الكلمة الحسنة. عالم الألتراس يعبر عن تضامن وتماسك شديدين، وقد تحسن الجو في ملاعبنا في السنوات الأخيرة. لنحاول فتح حوار مع عزل مثيري العنف.