ماروني: أشعر بالحزن لاختلاط الرياضة بالسياسة

وزير الداخلية الإيطالي يطالب نظيره الصربي بعدم إعطائه دروسا في حفظ الأمن

TT

سوء تقدير.. إنه الاتهام الذي يواجهه روبرتو ماروني وزير الداخلية الإيطالي في يوم صعب، تميز بصور أصحاب استاد ماراسي بجنوا المثيرين للعنف. لكن الوزير الإيطالي يرى الأمر بطريقة مغايرة حينما يضع يده على النقطة الأساسية في الموقف برمته، حيث يقول: «المحصلة كانت ستبقى أكثر خطورة بقدر كبير لو لم تتدخل الشرطة قبل وأثناء وبعد المباراة. وأريد التأكيد على ما قبل المباراة، فالحقيقة أنه كان هناك خطر وقوع مأساة هيسيل 2، وإمكانات قوات حفظ النظام لدينا منعت ذلك». وأعرب الوزير الإيطالي عن حزنه العميق لاختلاط الرياضة بالسياسة، مشيرا إلى أن وجود بعض الاحتمالات أن يكون تصرف المشجعين بسبب دوافع سياسية لظروف معينة في بلادهم.

* السيد الوزير، لتقل لنا الحقيقة بشأن الفاكس الذي تقول مصادر صربية إنها أرسلته من أجل الإشارة إلى الخطر القادم.

- الفاكس موجود، وهو مستند يقول إن هناك مائتي مشجع قادمين. هكذا بالضبط (فقط في اجتماع الويفا سيعلن ماسوتشي المتحدث باسم الاتحاد العدد الحقيقي للتذاكر التي تم بيعها، وهو 1200 تذكرة). ولم يشر الفاكس إلى وصول مشجعي ألتراس خطرين، ومستند من هذا النوع لا يعد تحذيرا، فهو وسيلة للاتصال. أولا: لا تحذير من جانب صربيا. ثانيا: منذ ديسمبر (كانون الأول) 2009، ألغى الاتحاد الأوروبي ضرورة وجود تأشيرة دخول إلى أوروبا بالنسبة لمواطني صربيا. ثالثا: حاولت مرارا وتكرارا إقناع الويفا وبلاتيني حينما كان معارضا لنظام بطاقة المشجع، ولو تم تطبيق النظام الإيطالي في أوروبا، بطاقة المشجع وعقوبة الحرمان من دخول الاستادات، ما كان ليحدث شيء.

* لكن خدمة «التفتيش» لم تعمل كثيرا، وحمل مشجعو صربيا كل ما يريدون حمله إلى داخل الاستاد.

- هذه النقطة في الحقيقة حساسة، ففي الدوري المحلي هناك تفتيش أكثر صرامة، وتدخل فقط بعض اللافتات البريئة. الأمر هنا كان مختلفا، أولا: هذه كانت مجموعة كثيرة وعنيفة تقوم بضغط وتصعب من عملية التفتيش، وكان هناك خطر أن يتحول دخول الاستاد إلى مذبحة. ثانيا: نظام استاد ماراسي لا يساعد، فليست هناك منطقة ملائمة تمهد لعملية التفتيش حينما تكون هناك ظروف ضرورية. وعلى أي حال، بعد تقييم السلبيات والإيجابيات، قرر المسؤولون أنه أقل خطورة إدخال هذه المجموعة في الجزء المخصص للضيوف لتجنب وقوع حوادث أكبر خارج الاستاد.

* كتب مارتا فينشنزي عمدة مدينة جنوا أنك تتحمل ذنب ما حدث.

- إنه دخل في حملة انتخابية بالفعل، والعام المقبل سيترشح في جنوا. من الغريب القول إن قوات حفظ الأمن التابعة للشرطة تصرفت بشكل جيد وإن الوزير يتحمل ذنب ما حدث، فمن يترأس هذه القوات؟

* وزير الداخلية الصربي، إيفيكا داسيتش، يقول إن ذلك «ما كان ليحدث في بلغراد».

- وماذا عن الدم الذي سال في الشوارع خلال الهجوم مؤخرا على أحد الاحتفالات؟ آخر من يمكنه إعطاء دروس في الحفاظ على الأمن هو وزير الداخلية الصربي. يبدو لي هذا نقدا غير كريم، وأرى التفكير فقط في أنه لم يكن على إحاطة جيدة بالمعلومات.

* هل ستشعر بالحزن لو قام الاتحاد الأوروبي بمعاقبة إيطاليا؟

- سأكون حزينا، ولا أرى أن هناك مسؤولية نتحملها، فيما عدا اختيار استاد جنوا الذي تكون السيطرة فيه على الأحداث أكثر صعوبة. ربما المشكلة هي أنه في المباريات ذاتها درجة الحرارة تكون مرتفعة. ينبغي اختيار ملاعب بها مناطق خارجية، حيث يكون ممكنا القيام بالتفتيش عند الدخول. سأكتب إلى بلاتيني حتى يتبنى الاتحاد الأوروبي النظام الإيطالي، فلو كان معمولا به لما جاء هؤلاء الخارجون عن القانون.

* من كان عدو المشجعين الصرب؟ حكومتهم الصربية أم إيطاليا؟ ما المعلومات المتوافرة لديكم؟

- لا، هؤلاء عقولهم في غاية الصغر، ليست هناك استراتيجية لزعزعة استقرار الحكومات. إنهم غاضبون من منتخب بلادهم وبالذات حارس المنتخب الصربي.

* ماذا سيتم مع إيفان «المرعب»؟

- الأمر يتوقف على التحقيق، وأتمنى أن يتم توجيه تهمة محاولة ارتكاب مذبحة إليه.

* هل أسفرت تحقيقاتكم عن وجود «توأمة» مع ألتراس إيطاليين؟

- العكس صحيح، فقد أكدت مباشرة أن رابطتي الجماهير لفريق سمبدوريا وجنوا، وهما خصمان دائما، قد تحالفتا لمحاولة تهدئة الجماهير الصربية، ومن الليلة الجديرة بالنسيان أعتقد أن هذه هي الملحوظة الإيجابية الوحيدة.

* يطالبون بإحالتك إلى البرلمان؟

- أنا جاهز، وسأقوم بذلك بمجرد استدعائي.