رصد مسيرو نادي ذوب آهن أصفهان الإيراني مكافآت مالية ضخمة يتجاوز سقفها حاجز الخمسين ألف دولار، سيجري منحها لكل لاعب وللجهازين الفني والإداري في حال تمكن الفريق من تجاوز عقبة مضيفه الهلال السعودي يوم الأربعاء المقبل في إياب دور نصف النهائي من دوري المحترفين الآسيوي 2010، وأطلق مسؤولو النادي وعودهم بشأن منح المكافأة للجميع بصفة فورية، في حال انتهت نتيجة المباراة إيرانية الجانب ولن يكون أمر المكافآت المالية مقصورا على مسيري النادي الإيراني، حيث بادرت شركات إيرانية صناعية عملاقة وبعض الأفراد من رجال الأعمال المقتدرين بدعم النادي ماديا في سبيل الوصول إلى نهائي الكأس بنسختها الجديدة وتحقيقها لأول مرة على صعيد الأندية الإيرانية كإنجاز غير مسبوق.
وتبنى رئيس منظمة التربية الرياضية الإيراني علي سعيد في مدينة أصفهان مبادرة دعم ذوب آهن أصفهان في مهمته القارية، حيث شدد في اتصال هاتفي جمعه برئيس النادي أصغر دليلي، على الوعد الشخصي الذي قطعه على نفسه بتقديم مكافأة مالية خاصة للاعبي الفريق ومدربهم منصور زادة في سبيل تحفيزهم لعبور منافسهم الهلال، الذي وصفه سعيد بالخصم الأكثر قوة على صعيد القارة الصفراء، وهو الأمر الذي أكده صانع ألعاب الفريق ونجمه المؤثر البرازيلي إيغور كاسترو، الذي أكد في تصريح مطول لصالح وكالة «إسنا» الإيرانية على صعوبة المواجهة قائلا: «الهلال من أقوى فرق آسيا ولديه لاعبون مهرة وعلى مستوى عال من الاستيعاب التكتيكي، كما أنهم سيلعبون أمام مشجعيهم وتحت أنظارهم وهو أمر مهم لهم، وسيصعب من مهمتنا».
وتابع كاسترو حديثه بالقول: «إذا أردنا أن نصعد إلى النهائي علينا جميعا كلاعبين أن نقدم مباراة العمر».
وعن سوء نتائج المنتخبات والأندية الإيرانية على أرضية ملعب الملك فهد الدولي بالرياض أجاب كاسترو عن الأمر قائلا: «نحن لا نلتفت لهذه الأمور والتاريخ لا يهم الآن، وحدها مواجهة يوم الأربعاء المقبل هي من ستحدد الفريق المتأهل للعب على الكأس القارية الكبيرة».
ومن جانبه، قلل المدير الفني لفريق ذوب آهن أصفهان الإيراني منصور زادة من الآثار السلبية المترتبة على النتائج المتواضعة التي سجلها الفريق مؤخرا ضمن إطار الدوري المحلي بتعادله مع فريق راه آهن وشاهين بوشهر متذيلي ترتيب الدوري، الأمر الذي بات يهدد صدارة الفريق لفرق البطولة الإيرانية بصفة فعلية بعد أن تمكن بيروزي من مزاحمة الفريق في مركزه الأول والاقتراب منه بشكل كبير، مقلصا الفارق لثلاث نقاط فقط وقال زادة: «نحن لم نفقد الصدارة بعد، والتعادل في اللقاءين الأخيرين حدث بسبب نقص التركيز لدى اللاعبين، فجمعيهم يفكرون بصفة مستمرة في المباراة التي سيلعبونها بعد أقل من أسبوع أمام الهلال بالرياض في دور ما قبل النهائي للبطولة الآسيوية، وأنا أسمعهم في التدريبات وفي المباريات وفي كل أرجاء النادي يتحدثون عن هذا اللقاء بصورة مستفيضة، وبصراحة لا يمكنني أن أمنعهم من التفكير والحديث عن المباراة، كونها تمثل منعطفا مهما وتاريخيا للنادي، وأنا بنفسي أفكر في هذا اللقاء بصورة مستفيضة وتشغلني ظروف التحضير له بشكل كبير ومرهق، ولا يمكن لأحد أن يلومنا على ذلك، حيث إن المتبقي على نيل البطولة أقل من خطوتين، والإنجاز في حال تحقق سيكون هائلا بحق الفريق وخاصة الكرة الإيرانية على وجه العموم». وعلى صعيد المتابعة الإعلامية تساءلت صحيفة «النادي الإيراني» في تقرير نشرته عبر صفحاتها عن قدرة بقاء ذوب آهن أصفهان في حلبة السباق نحو الحصول على الكأس، فتحت عنوان «هل ستعود سمعة الكرة الإيرانية عبر بوابة أصفهان» تناولت الصحيفة السؤال بصفة تحليلية قائلة في ذات التقرير: «إن ذوب آهن الذي تمكن من تقديم أقوى العروض خلال البطولة الحالية وإقصاء أعتى الفرق على صعيد القارة الصفراء كالوحدة الإماراتي وبونيدكور الأوزبكي، وتمكن من تجريد بوهانغ ستيليرز بطل النسخة الماضية من لقبه، واستطاع إبعاد وصيفه الاتحاد السعودي، علاوة على النتائج الجيدة التي تحققت للفريق الذي نال أربعة انتصارات مقابل خسارة واحدة غير مؤثرة على يد فريق الوحدة الإماراتي، قادر بصفة واضحة على الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك والفوز بلقب البطولة الكبيرة، ولم لا يحدث ذلك في ظل القدرات الكبيرة للفريق على الصعيد الدفاعي والهجومي، وامتلاكه لعدة أسماء كروية مؤثرة كالبرازيلي إيغور كاسترو وقائد خط الوسط الدولي مهدي رجب زادة وهداف الفريق ومهاجمه الخطير محمد رضا خلعتبري وجلال حسيني، وغيرهم من الأسماء التي أظهرت قدراتها العالية على فرض التنظيم الجيد لأداء الفريق، الأمر الذي أدى إلى الظهور بمستوى ثابت طيلة مراحل البطولة الجارية التي شارفت على النهاية، وهو ما يجعل فرصة الفريق مرتفعة لتحقيق اللقب الغائب عن خزائن الكرة الإيرانية من أعوام طويلة، والذي ينتظره أنصار فريق ذوب آهن أصفهان ومتابعو الكرة في إيران بتعطش بالغ لن يجدي معه محاولات المدرب منصور زادة ولاعبيه تصنع التواضع من أجل الحد من فورة وحماس مشجعي الفريق الذين باتوا يحملون اللاعبين مسؤولية كبيرة فوق رؤوسهم من أجل تحقيق حلم الشعب الإيراني بالتتويج باللقب القاري الأقوى على مستوى الأندية».