ليفربول في «ثوبه الجديد» يسعى لنسيان أحزانه

البسمة عادت إلى جماهيره وغنت لهودجسون «لن تمشي وحيدا».. والتفاؤل ساد الجميع قبل لقاء إيفرتون اليوم

TT

أخيرا، فر راعي البقر الأميركي القادم من تكساس إلى خارج المدينة، بعد أن نفدت منه الرصاصات، تاركا ليفربول ليلم شتات نفسه وينفض عنه الغبار ويشرع في التطلع نحو المستقبل، بدءا من اليوم في «غوديسون بارك».، ملعب ايفرتون. الآن، يحول نادي ليفربول اهتمامه بعيدا عن المنازعات القضائية إلى كرة القدم مجددا، حيث تنتظره مباراة يعتقد أنها ستعبر عن الدوري الإنجليزي الممتاز بما يتميز به من قوة وسرعة، بجانب ما يشتهر به من التحامات قوية.

وتعد هذه المباراة واحدة من المناسبات التي ستجذب ليس أنظار الإنجليز فقط، ولكن بقاع أخرى في هذا العالم، وتكون محور اهتمام رجال أعمال أمثال جون دبليو. هنري وأعوانه داخل شركة «إن إي إس في» التي أنجزت صفقة شراء النادي الإنجليزي العريق بعد كفاح داخل أروقة المحاكم. سيكون اللقاء مع ايفرتون اليوم محط أنظار المالك الجديد هنري رغم أنه قرر أن يجعل من مقابلة 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أمام بلاكبيرن أول مباراة له مع ليفربول.

الواضح أن الفترة الراهنة تشهد بداية حقبة جديدة بالنسبة لليفربول ومدربه روي هودجسون، فبداية من الآن ستبدأ حصص كبيرة من العائدات في التدفق باتجاهه. ولذلك، أصبح لزاما على هودجسون عقد صفقات شراء لاعبين أفضل، والتفكير بعمق، وتذكر التقاليد العظيمة لليفربول القائمة على إنزال الهزيمة بالخصوم والابتعاد سريعا عن منطقة التعرض للهبوط إلى القائمة التي تضم الفرق المميزة.

من جهته، اعترف هودجسون بأن الاهتمام غير المتوقع بالنزاع القضائي مع توم هيكس وجورج غيليت سلط الضوء على مكانة ليفربول. أثناء سيره في طرقات، جلس هودجسون داخل غرفة مزدانة بعبارة ثناء أطلقها جوهان كرويف على النادي، وتحدث عن كيف أن رهبة سرت في أوصاله عندما سمع أصوات الجماهير داخل استاد أنفيلد تتعالى بأغنية «لن تسير بمفردك أبدا» للمرة الأولى.

إن النادي الذي سبق وحصد خمس كؤوس أوروبية، و18 لقب دوري محلي، بجانب تاريخه العريق، تركزت عليه الأنظار بصورة مكثفة خلال ما وصفه هودجسون بـ«صدمة» المعركة القضائية حول ملكية النادي. وأعرب هودجسون عن اعتقاده بأن هذا الأمر «يكشف أن النادي ما يزال يمثل أهمية حقيقية ليس فقط لأبناء ليفربول، وإنما للناس بمختلف أرجاء العالم. لقد كنت فخورا بالقدوم إلى هنا. والآن، ازددت فخرا بتقلدي منصب مدرب النادي لأنني أدركت مدى ضخامة المنصب الذي حصلت عليه».

وأضاف: «أعتبر ما حدث سحابة صيف ومرت. لقد افتقر الملاك السابقون إلى الشعبية، واستنزفوا أموال النادي ودفعوا به نحو التقهقر. وأضع ثقتي في مجلس الإدارة وقدرته على اختيار الملاك المناسبين». واستطرد قائلا: «ما أعرفه عن (إن إي إس في) وما فعلوه مع (بوسطن ريد سوكس) يوحي بأنهم يدركون جيدا طبيعة ما يفعلونه وسيديرون النادي على نحو جيد».

المؤكد أن الوقت والاستثمار الكبير فقط هما اللذان سيدفعان إلى الجزم بما إذا كان الأميركي القادم أفضل من الأميركيين الراحلين. إلا أن هنري قدم بالفعل بداية واعدة، حيث اتصل هاتفيا بهودجسون وأكد له أنه سيبقى بمنصبه. وعن ذلك، قال هودجسون: «لا أعتقد أن هناك أي حاجة للحديث عن منصبي بالنادي، لكنه أجرى اتصالا هاتفيا بي وساندني. وأعرب عن تطلعه للعمل معي ومع الناس هنا». وشدد هودجسون على أنه «ليس هناك شرط بالعقد (يقضي بفسخه) حال تغير ملاك النادي»، رغم ظهور تلميحات بوجود مثل هذا العقد وقت انضمامه للنادي.

وأضاف هودجسون: «إذا رغب شخص ما في التخلص مني، فمن المفترض أنه سيسدد لي قيمة عقدي المستمر لثلاث سنوات».

وقال: «علم الجميع أن مهمتي ستكون صعبة. وقد وقعت عقدا لثلاث سنوات. وسأشعر بالحزن إذا كان هناك من يعتقدون بعد البداية السلبية التي شهدناها خلال سبع مباريات أن الحل يكمن في البحث عن شخص آخر يحمل عصا سحرية».

وأضاف: «إننا جميعا نعلم أنه ليست هناك عصا سحرية لحل المشكلات. وسأشعر بخيبة أمل كبيرة لو أنه بعد هذه الفترة القصيرة قرر المسؤولون الاستعانة بآخر».

وأكد: «أعلم أن بإمكاني إحداث تحول، لكن يجب أن أحظى بالدعم والصبر كي أحقق ذلك. لا يمكن أن ننتقل من المركز الثالث قبل الأخير إلى القمة خلال الأسابيع الأربعة القادمة فقط. لكن إذا تمكنا بالتعاون مع الملاك الجدد من تحويل مسار النادي، سيضفي ذلك علينا شعورا عظيما».

وقال أيضا: «بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبتها طيلة سنوات عملي بالحقل الكروي، أعتقد أن التمتع ببداية أكثر هدوءا واستقرارا في هذا النادي العظيم سيكون أمرا مرغوبا فيه بشدة. إن أحد أسباب عجزنا عن النهوض يكمن في الوضع المرتبط بالملكية، لكن جزء آخر يتعلق بأن لدينا ست نقاط فقط وخسرنا أمام بلاكبول على أرضنا. لكنني لا أشعر بالندم مطلقا إزاء قبولي تحمل هذه المسؤولية».

وقد تأكد الاحترام الذي يحظى به هودجسون داخل الحقل الكروي من جانب خصمه المحلي، ديفيد مويز. وفي الوقت إلى كان فيه هودجسون يتنفس الصعداء بعد حسم مسألة بيع النادي، كان مدرب إيفرتون على بعد 10 أميال داخل مزرعته التي يركن إليها طلبا للهدوء. وقال عن هودجسون: «عمل روي مدربا لأودينيزي وكان مدربا ناجحا، وتاريخه مليء بالنجازات».

يعد مويز واحدا من أكثر الأصوات تفاؤلا على مستوى البلاد، وقد أعرب عن اعتقاده بضرورة مكافحة نفاد الصبر المميز للكرة الإنجليزية، حيث يجري التخلي عن المدربين بسرعة كبيرة. وقال: «ربما من الأفضل توفير فترة زمنية تتاح خلالها فرصة الانتقال أمام المدربين، بحيث يصبح بإمكان المدربين الرحيل عن أنديتهم في يناير (كانون الثاني) أو الصيف فقط. ومن شأن ذلك توفير قدر أكبر من الاستقرار داخل الأندية».

الملاحظ أن الإصابات أثرت بشدة على فرقة مويز الصغيرة، فمثلا أصيب مروان فيلاني في أوتار المأبض خلال مباراة دولية، تفاقمت جراء استمراره في اللعب.

وقال مويز: «سأبعث بخطاب إلى اتحاد الكرة البلجيكي أعرب عن خيبة أملي حيال هذا الأمر». ويعتقد أن ليفربول الذي تسوده مشاعر تفاؤل جديدة سيعمد إلى استغلال غياب فيلاني وجاغيلكا، سعيا للخروج من دائرة المهددين بالهبوط.