الميلان يصفع كييفو بثلاثية البرازيليين باتو وروبينهو في الجولة السابعة

رونالدينهو يستمتع باللعب خلف رأسي الحربة.. وإصابة تياغو سيلفا تثير القلق

TT

حقق فريق إيه سي ميلان فوزا على فريق كييفو بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس على ملعب سان سيرو في إطار منافسات الجولة السابعة للدوري الإيطالي. افتتح البرازيلي الشاب أليكساندر باتو أهداف أصحاب الأرض بثنائية في الدقيقتين 18 و30 من الشوط الأول، ثم سجل إبراهيموفيتش هدفا في مرمى فريقه بطريق الخطأ في الدقيقة 25 من الشوط الثاني، لكن روبينهو حسن النتيجة بتسجيله الهدف الثالث للميلان والأول له بقميص الفريق.

الميلان أحرز ثلاثة أهداف، أو على وجه الخصوص ثلاث نقاط، كي يترك خلفه ثلاثة فرق. فقد صفع فريق الميلان «البرازيلي» كييفو بثنائية لباتو في نصف ساعة، وعانى بعد هدف إبراهيموفيتش في مرماه في منتصف الشوط الثاني، وفي اللحظات الأخيرة من الوقت بدل الضائع قفز من الفرحة مع روبينهو الذي خمن تمريرته الحريرية ليسجل منها هدف الفوز 3/1. عاد الفريق مجددا إلى المقدمة، مثلما حدث منذ أسبوعين بالفوز في بارما بهدف نظيف، وحقق الميلان الفوز الثالث له على التوالي في الدوري المحلي، متجاوزا لاتسيو والإنتر ونابولي. هكذا يكون الوصول إلى درع البطولة، من خلال المهارة الفردية للاعبين القادرين على صنع الفارق أمام أكثر الفرق تنظيما، لكنه أقل شراسة أمام المرمى. لكن، هكذا، بات من الأصعب الفوز بدوري الأبطال، لأنه حينما يتزايد المستوى الفني للخصوم فلا مكان لانعدام التركيز أو الخطر، بالذات إذا كان غائبا التوازن التكتيكي اللازم، وبالتالي، بالنظر لأول اختبار أوروبي حقيقي، مساء غد الثلاثاء أمام ريال مدريد الإسباني، فمن الصحيح التأكيد على أن الفوز 3/1 هذا يعد أقل لمعانا مما قد يبدو لمن لم يشاهد المباراة أو رأى الأهداف في الملخصات التلفزيونية.

أضواء وظلال: من بين أرقام كثيرة، هناك هذه المرة منها اثنان لا يمكن التقليل من قيمتهما، وهما إيجابيان للغاية بالنسبة لفريق الميلان. في سبع مباريات من الدوري، هذا هو الفوز الثاني للميلان (من أصل أربعة) بفارق أكثر من هدف، بعد أول مباراة أمام ليتشي (4/0) من دون الصفقتين الجديدتين، إبراهيموفيتش وروبينهو. وبصفة خاصة، عيننا على الرقم القياسي الجديد لفريق أليغري، فقد سجل لاعبوه 10 مرات نحو المرمى، ودائما بين الثلاث خشبات، ولا واحدة منها خارج المرمى. إنها مسألة دقة، نادرة حقا، وبالتالي خطورة، لأن الميلان يتغير حينما يدخل إبراهيموفيتش في هجمة عكسية للقيام بالتمرير لباتو الذي استعاده الفريق، مع وجود رونالدينهو كصانع ألعاب من خلفهما. إنها قوة هجومية غير عادية، لأنه لا فريق لديه ثلاثي هجومي متفاهم جيدا هكذا، وإن كان غير كاف لتجنب المعاناة. وهنا نعود إلى أهمية التوازن الخططي، فلو لم يعد أي من الثلاثة، بدءا من مشكلة مركز رونالدينهو غير الصحيحة، فمن المخاطرة إشراك سيدورف إلى جوار بيرلو وغاتوزو، والتخلي عن لاعب وسط أكثر ميلا للدفاع مثل بواتينغ. وهذا هو تفسير المساحات الشاسعة التي منحت لفريق كييفو، والذي سدد أكثر من الميلان (13 مرة منها 8 بين الثلاث خشبات) مختبرا دائما الحارس أبياتي البارع للغاية.

باتو وسيلفا: من الصحيح الإشادة بباتو، الذي لعب أساسيا شهرا واحدا، ثم أصيب في مباراة أوكسير الفرنسي في دوري الأبطال، فمن دونه الميلان يخسر الكثير للغاية، مثلما رأينا العام الماضي، لكن من أجل العودة إلى الفوز ببطولة ما لابد من الاعتماد على برازيلي آخر، تياغو سيلفا، الذي تعرض لإصابة أول من أمس أثارت المخاوف بشأن مشاركته في مدريد غدا. ليس صدفة أنه بمجرد خروجه ترنح الدفاع أكثر من ذي قبل، ودخل مرمى الفريق هدف بطريق الخطأ لإبراهيموفيتش، رفع من آمال كييفو في التعادل. حسنا فعل أليغري، حينما ثبت خط الوسط بالدفع بالغاني بواتينغ، وحسنا فعل، بعد ذلك، بسحب باتو العائد من إصابة، وحتى وإن كان بعيدا عن الهدف الثالث لروبينهو سيكون أكثر عدلا إعادة إطلاق إنزاغي، الذي تتم التضحية به كثيرا على مقعد البدلاء.

كييفو: إذا كان الميلان ظل يعاني حتى الدقيقة الثالثة من أربع دقائق وقتا بدل ضائع في الشوط الثاني، فالفضل يرجع لكييفو الذي تعد جريمته الوحيدة هي غياب النجوم الكبار، لأن بيلليسير ليس باتو وغرانوكي ليس إبراهيموفيتش. ومع ذلك، ظهر المدرب بيولي في قامة أليغري على الرغم من عدم امتلاكه القوة ذاتها. أكد كييفو الذي فاز 3/1 في آخر مباراتين خارج ملعبه أمام جنوا ونابولي، أنه فريق كبير، ليس هذا دربا من الخيال، لكنه أكثر قليلا من المعجزة. إذن، تحياتنا لكييفو، ولهذا تحديدا تحيات مضاعفة للميلان الذي فاز ووجد نفسه في المركز الأول للترتيب منفردا، على الأقل لليلة واحدة، أو ربما أكثر.

لا يمكن أن القول إن مانو مينيزيس قد قام برحلة من دون نتيجة، فقد سجل باتو ثنائية وروبينهو هدفا، والأخير اختار وجود المدير الفني للمنتخب البرازيلي في المقصورة للاحتفال بأول هدف له بقميص فريقه الجديد، وملأ ميلان - السامبا مفكرة مينيزيس بالنقاط الإيجابية المؤكدة، مقتربا بأفضل الطرق إلى ملعب برنابيو في مدريد، حيث سيحضر المدرب البرازيلي أيضا.

قيد المراقبة: في حقيقة الأمر، المدير الفني للمنتخب البرازيلي ليس في حاجة إلى تأكيدات من جانب باتو، لكنه يبحث عن إجابات رونالدينهو. فقد كان تحت المراقبة بصفة خاصة، وسيكون كذلك في مدريد أيضا. أما المعني المباشر، رونالدينهو، في ثاني تجربة له كصانع ألعاب، فقد منح الحق لأليغري في ما قاله منذ بضعة أيام مضت، وقال «من خلال اللعب خلف رأسي الحربة فأنا أشارك أكثر كثيرا في اللعب، وأستمتع لأن كرات كثيرة تصلني ويتعين علي لعبها. منذ سنوات طويلة وأنا لا أشارك كصانع ألعاب، والعودة إلى هذا المركز أمر في غاية الجمال. مباراة الريال؟ هدفنا هو الثلاث نقاط، وهم أيضا عليهم أن يتوخوا الحذر منا». كما يريد النجم البرازيلي الرد على المشككين قائلا «أريد مساعدة الفريق من خلال تقديم أفضل ما لدي والرد هكذا على كل من يقولون أنني ألعب واقفا».

إنه اتهام لا يمكن أن يوجه أبدا إلى باتو، لا فرق بين البرازيل والميلان، فهو يسجل على أي حال، وباستمرارية مذهلة، فمعدله التهديفي يعد أشبه بالخيال العلمي، 4 في 248 دقيقة لعبها، أي أنه يسجل هدفا كل 62 دقيقة. صحيح أنه يبدد ذلك مشكلة الاعتماد كليا على إبراهيموفيتش، فقد قدم أمس تمريرات حاسمة لكلا الهدفين (الثاني جاء بمكر). وهنا عودة إلى الطريقة، فقد تأكد أن طريقة (4/3/1/2) ثرية بالتوازن وقادرة على إظهار القوة الهجومية الهائلة حتى وإن كان توظيف المهاجمين الثلاثة على الخط، وكان ذلك واضحا أول من أمس، فقد تمكن باتو من اللعب كرأس حربة ثان، وبالتالي أكثر قربا من المرمى. أو بطريقة أخرى، أقل إجهادا وأقل إمكانية لفقد الكرة نظرا لأنه في الجهة اليمنى كان يجد مراقبة ثنائية غالبا نظرا لأنه يتعين عليه الركض لأمتار أكثر. من جهة أخرى، فإن المشروع الخططي الذي ينوي الميلان تطويره من أجله، من المفترض أن يحمله للعب مباشرة كمهاجم. ويقول غالياني نائب رئيس النادي مبتسما «هل هو رأس حربة أول أم ثان؟ باتو كل شيء.. لقد قمنا بشرائه في منافسة قوية من أندية القمة، والآن يشكل مع إبراهيموفيتش ثنائيا هجوميا لا مثيل له في العالم».

يتوجه باتو بالشكر ويستمتع بثنائيته الثانية هذا الموسم، حيث قال «المهم كان النقاط الثلاث، فالشيء المهم بالنسبة لي هو أن أكون مفيدا للفريق، وأنا بحالة جيدة في هذا المركز. لقد استعددنا لتقديم مباراة كبيرة في مدريد. هل سيحضر مينيزيس في المقصورة؟ أتمنى أن ينجح رونالدينهو في العودة إلى المنتخب». أما روبينهو المتحمس فيقول «إنني سعيد بالهدف وبالانتصار، وأتمنى أن نشاهد روبينهو الحقيقي في البرنابيو».