تشهد الجولة الثالثة من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مباريات قمة اليوم، قد تحدد هوية وملامح طليعة المتأهلين إلى الدور الثاني؛ حيث تبرز مواجهة ريال مدريد الإسباني مع ميلان الإيطالي، وأياكس أمستردام مع أوكسير الفرنسي في المجموعة السابعة، وروما الإيطالي مع بال السويسري، وبايرن ميونيخ مع كلوج الروماني بالمجموعة الخامسة، وسبارتاك موسكو مع تشيلسي، ومرسيليا مع زيلينا السلوفاكي في المجموعة السادسة، وفي المجموعة الثامنة يلتقي سبورتينغ براغا البرتغالي مع بارتيزان بلغراد وآرسنال مع شاختار دانيتسك الأوكراني.
فعلى ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد، يستقبل ريال مدريد، متصدر الليغا الإسبانية، ميلان الإيطالي، ضمن المجموعة السابعة التي يتصدرها بست نقاط بفوزين على أياكس أمستردام الهولندي 2/صفر وأوكسير الفرنسي 1/صفر خارج أرضه.
وتجمع المباراة بين الفريقين الأكثر تتويجا في المسابقة؛ إذ أحرز ريال مدريد اللقب 9 مرات مقابل 7 مرات لميلان وصيف المجموعة، بفوزه على أوكسير 2/صفر وتعادله على أرض أياكس 1/1.
ويتألق الفريق الملكي راهنا؛ إذ سجل 10 أهداف في آخر مباراتين له في الدوري المحلي؛ حيث يملك أفضل هجوم وأقوى دفاع، بيد أن ذكرى المواجهة الأخيرة بين الطرفين على هذا الملعب تصب في مصلحة ميلان الذي خرج فائزا 3/2 العام الماضي في دوري المجموعات بهدف متأخر من البرازيلي ألكسندر باتو. ويجتاز باتو، 21 عاما، مرحلة رائعة، فبعد إبلاله من الإصابة، سجل هدفين لفريقه خلال الفوز على كييفو 3/1 السبت؛ حيث يحتل ميلان المركز الثاني في الترتيب بفارق نقطتين خلف لاتسيو المتصدر. ويرى نجم ريال الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو، صاحب الهدفين في مباراة مالقة الأخيرة (4/1)، أن فريقه يسير على الطريق الصحيح، وقال: «أعطانا الفوز على مالقة ثقة كبيرة لمباراة ميلان، ندرك أن الفوز على الإيطاليين سيمنحنا منطقيا بطاقة التأهل إلى الدور الثاني. نخوض هذه المباراة ونحن في مستوى جيد».
هذا ويملك مدرب ريال، البرتغالي جوزيه مورينهو، سجلا جيدا أمام ميلان عندما كان يشرف على صفوف جاره إنترناسيونالي؛ إذ فاز 3 مرات وخسر مرة واحدة في الدوري المحلي.
ويشرف على ميلان ماسيميليانو أليغري الذي كان على خصام مع مورينهو عندما كان الأول مدربا لكالياري، كما أنه انتُخب أفضل مدرب لموسم 2009 على الرغم من قيادة مورينهو إنتر إلى إحراز ثلاثية تاريخية.
ويرى صانع ألعاب ميلان، أندريا بيرلو، أن التشكيلة الحالية تذكره بالفريق الذي أحرز اللقب الأوروبي مرتين عامي 2003 و2007 تحت إشراف كارلو أنشيلوتي مدرب تشيلسي الإنجليزي الحالي: «لعبنا آنذاك بلاعب وسط مهاجم، كاكا أو روي كوستا. بدأنا نلعب الآن بطريقة مشابهة».
ويحوم الشك حول مشاركة المدافع البرازيلي تياغو سيلفا بعد تعرضه لإصابة في كاحله خلال مباراة كييفو، في حين يأمل ريال شفاء ظهيره الدولي سيرخيو راموس، الذي أصيب مع منتخب إسبانيا وغاب عن الفوز الأخير على مالقة.
وفي المجموعة ذاتها، تبدو مهمة أياكس أمستردام، وصيف الدوري الهولندي، سهلة عندما يستضيف أوكسير الفرنسي الذي يمر بمرحلة حرجة محليا؛ إذ يحتل المركز السابع عشر في الترتيب.
ويعود تشيلسي إلى أرض ملعب «لوجنيكي» في العاصمة الروسية موسكو، حيث تلقى هزيمة ربما هي الأكثر مرارة في تاريخه عندما خسر بركلات الترجيح 5/6 في نهائي المسابقة أمام مواطنه مانشستر يونايتد عام 2008.
ولن تكون زيارته المقبلة بالغة السهولة؛ إذ حقق مضيفه سبارتاك موسكو الروسي فوزين ليرافقه في صدارة المجموعة السادسة.
وسيغيب هداف تشيلسي العاجي ديدييه دروغبا عن المواجهة لإصابته بحمى أبعدته عن مواجهة أستون فيلا (صفر/صفر) في الدوري المحلي السبت.
وقال أنشيلوتي، الذي سيفتقد لاعب الوسط فرانك لامبارد المصاب: «لا أعتقد أنه (دروغبا) سيلعب؛ لأنه لم يتمرن الأسبوع الماضي». كان دروغبا قد غاب أيضا عن أول مباراتين لتشيلسي أمام زيلينا السلوفاكي (4/1) ومرسيليا الفرنسي (2/صفر) بسبب الإيقاف.
وفي المجموعة ذاتها، يأمل مرسيليا الفرنسي أن تنسحب نتائجه المحلية الجيدة؛ حيث لم يخسر في 7 مباريات، على المسابقة القارية عندما يستقبل زيلينا السلوفاكي على ملعبه «فيلودروم» في مواجهة بين فريقين لم يحققا أية نقطة حتى الآن. وصعد مرسيليا، وهو الفريق الفرنسي الوحيد الذي أحرز لقب المسابقة عام 1993، إلى المركز الرابع في ترتيب الدوري المحلي بفوزه على نانسي 1/صفر السبت وبات على بعد 4 نقاط عن رين المتصدر.
صحيح أن مواجهة آرسنال وضيفه شاختار دانيتسك على استاد «الإمارات» في لندن ضمن المجموعة الثامنة ستجمع بين فريقين إنجليزي وأوكراني، إلا أن صفوف الأول تعج بلاعبين فرنسيين وأجانب، والثاني بلاعبين برازيليين يعول عليهم بطل أوكرانيا.
وبفضل تواجد نحو 7 لاعبين من أصول برازيلية في تشكيلة شاختار، نجح الأخير في تحقيق فوزين نظيفين على بارتيزان بلغراد الصربي (1/صفر) وسبورتيغ براغا البرتغالي (3/صفر) لينضم إلى آرسنال المتصدر الذي حقق فوزين أيضا. وشهد اللقاء الأخير لشاختار أمام براغا، تألق لاعب الوسط المهاجم دوغلاس كوستا، 20 عاما، صاحب تمريرتين حاسمتين وأحد الأهداف الثلاثة لينال لقب «رونالدينهو الجديد»، وذلك بعد انتقاله مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني من غريميو، لكنه رفض المقارنة: «كبشر نحن مختلفان للغاية، لكن على أرض الملعب يمكنني القيام ببعض الخدع».
وفي صفوف شاختار، الذي يشرف عليه الروماني ميرسيا لوشيسكو، لاعب آخر من أصل برازيلي هو مهاجم آرسنال السابق الكرواتي إدورادو دا سيلفا الذي أمضى 3 أعوام مع المدفعجية، لكن دا سيلفا، 27 عاما، لم يجد مكانه بعدُ في تشكيلة شاختار الأساسية، وهو يأمل مبادلة قميصه مع لاعب وسط منتخب إسبانيا سيسك فابريغاس إذا حصل على فرصة المشاركة. ويتوقع أن يعود فابريغاس إلى تشكيلة المدرب الفرنسي آرسين فينغر بعد إصابته الشهر الماضي بتمزق عضلي خلال مواجهة سندرلاند (1/1) في الدوري المحلي.
وفي المجموعة ذاتها، يحل بارتيزان بلغراد على سبورتينغ براغا بعد أعمال الشغب التي ارتكبها بعض مشجعيه خلال مباراة إيطاليا وصربيا ضمن تصفيات كأس أوروبا 2012.
ويبحث بايرن ميونيخ الألماني، وصيف المسابقة، عن تحقيق فوزه الثالث على التوالي على حساب ضيفه كلوج الروماني على ملعب «أليانز أرينا».
ولا يزال المدرب الهولندي لويس فان غال يعاني غيابات لاعبيه بسبب الإصابة، على الرغم من مشاركة لاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر بديلا في مباراة هانوفر الأخيرة في الدوري المحلي (3/صفر)، في لقاء سجل فيه المهاجم ماريو غوميز ثلاثية «هاتريك»، في حين شارك المهاجم الكرواتي إيفيكا أوليتش بالتمارين قبل يومين فقط بعد إصابته بكسر في أنفه الأسبوع الماضي. ويتوقع كذلك عودة المدافع البلجيكي دانيال فان بويتن.
وسيفتقد بايرن ميونيخ أيضا خدمات قائده الهولندي مارك فان بومل ومهاجمه ميروسلاف كلوزه، لينضما إلى الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي آريين روبن، ما دفع فان غال إلى استدعاء النمساوي كريستوف كناسمولنر ونيكولاس يوليتش من فريق الهواة دون 23 عاما للجلوس على مقاعد البدلاء في مباراة هانوفر.
وفي المجموعة ذاتها، يستقبل روما الإيطالي (3 نقاط) على ملعبه الأولمبي بال السويسري متذيل الترتيب.