توقف الحديث عن تجديد التعاقد ينذر بقرب رحيل روني عن مانشستر يونايتد

بروس مدرب سندرلاند يرى أن اللاعب صغير ولا يقدر جهود فيرغسون لحمايته

TT

أبدى ستيف بروس، كابتن نادي مانشستر يونايتد السابق ومدرب فريق سندرلاند الحالي، تأييده لسير أليكس فيرغسون في أسلوب تعامله مع المهاجم الدولي واين روني، لكنه يشعر أن مهاجم إنجلترا صغير للغاية على نحو يجعله عاجزا عن تقدير أسلوب عمل سير فيرغسون.

وكانت مجموعة من الصحف البريطانية قد ذكرت أمس أن نادي مانشستر يونايتد قد يضطر لبيع واين روني بسبب الخلاف القائم بين اللاعب والمدير الفني للفريق فيرغسون.

وذكرت صحيفة «الجارديان» أن روني، الذي ما زال أمامه عشرون شهرا على انتهاء عقده الحالي مع مانشستر يونايتد، أخبر إدارة ناديه الإنجليزي بأنه لن يجدد عقده.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يتردد عن حياة روني الشخصية تزامن مع الخلاف الناشب بينه وبين فيرغسون.

واستبعد فيرغسون روني من العديد من مباريات مانشستر يونايتد مدعيا أن اللاعب، 24 عاما، يعاني من الإصابة في الكاحل.

ولكن روني نفسه أكد قبل أيام قليلة أنه لا يعاني من أي إصابة وأنه لم يغب عن أي حصص تدريبية للفريق مما يعني أن فيرغسون استبعده لأسباب أخرى.

وتردد في صحف أخرى أن روني تلقى إخطارا من النادي بأنه لن يوقع عقدا جديدا ليحل محل عقده الحالي الذي يتقاضى خلاله 90 ألف جنيه استرليني أسبوعيا والذي من المقرر أن ينتهي بحلول يونيو (حزيران) 2012، وكان متوقع أن يرتفع الراتب إلى 150 ألف جنيه أسبوعيا وفقا للتعديل الجديد. وجاءت هذه التوترات في أعقاب الفضيحة الأخلاقية التي عصفت بروني في بداية هذا الموسم، مع تنامي مزاعم بارتباطه بعلاقات مع فتيات ليل، الأمر الذي أضر بعلاقته بفيرغسون.

الملاحظ أنه منذ الكشف عن هذه الفضيحة تراجع أداء روني، وجاء رد فعله غاضبا حيال قرار فيرغسون بإسقاط اسمه من أعضاء الفريق الأول.

إلا أن بروس، مدرب سندرلاند والذي خاض أكثر من 400 مباراة مع مانشستر يونايتد في ظل إدارة فيرغسون، مصر على أن مدربه السابق تصرف مع الأمر على النحو الصائب رغم الحزن الذي يشعر به روني.

وقال بروس قبل زيارة سندرلاند لبلاكبيرن أمس: «فيرغسون هو الشخص المناسب للتعامل مع هذا الأمر وأجد أنه من المثير للدهشة أن نشكك في قدرته، أنا على ثقة من أنه تصرف على هذا النحو رغبة منه في حماية مهاجمه الشاب. لا أعتقد أن روني سيتفهم هذا الأمر الآن لأنه صغير، لكنه سيدركه عندما يتقدم به العمر».

وأضاف: «أنا على قناعة من أن فيرغسون فعل ما يفعله حاليا كثيرا من قبل وأن هدفه هو حماية اللاعبين الكبار عبر إبعادهم عن دائرة الضوء والإبقاء عليهم تحت رادار مراقبته إذا رغب في ذلك، والأهم من ذلك أنه من خلال ذلك يحمي اللاعبين».

وقال: «إننا جميعا نعلم أن روني لاعب رائع، وهذه المرة الأولى التي يواجه فيها عثرة صغيرة، لكنه سيتجاوزها بالتأكيد. إنه أفضل لاعب في البلاد وحان الوقت كي نحاول حمايته ورعايته».

وما زالت الشكوك قائمة حول أن تكون أنباء عدم التجديد مجرد نوع من أنواع المراوغة لكي يحصل روني على شروط أفضل في عقده الجديد مع مانشستر ولكن «الغارديان» أكدت أن روني اتخذ قراره بالفعل بالرحيل.

ومن المرجح أن تتصدر أسماء ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي قائمة الفرق الراغبة في ضم روني الذي كلف مانشستر يونايتد 30 مليون جنيه إسترليني (48 مليون دولار) قبل ستة أعوام ولكنه ابتعد عن مستواه تماما خلال الأشهر القليلة الماضية.

لكن الأرجنتيني خورخي فالدانو، مدير عام ريال مدريد الذي أعرب عن إعجابه بمهاجم مانشستر يونايتد أوضح أن لا نية لفريقه في التعاقد مع روني وقال: «أستبعد انضمامه إلى النادي الملكي لأنه لا مكان له في الفريق».

وتحدثت عدة صحف إنجليزية في اليومين الأخيرين عن إمكانية رحيل روني عن «الشياطين الحمر» غداة المباراة التي تعادل فيها الأخير مع وست بروميتش البيون (2-2) في الدوري المحلي بعدما تركه المدرب الاسكوتلندي اليكس فيرغسون على مقاعد الاحتياط مجددا ولم يشركه في اللقاء إلا قبل 20 دقيقة من النهاية. ورأت الصحف أن الإشراك المتأخر لروني كان بمثابة عقوبة له بعدما تسبب بمشكلة جديدة عندما أكد بأنه لا يعاني من أي إصابة في الكاحل خلافا لما أعلنه فيرغسون الذي سبق وأوضح أن غياب اللاعب عن المباراتين ضد بلنسية الإسباني وسندرلاند كان بداعي هذه الإصابة.

وارتبط اسم روني في الموسمين الأخيرين بانتقال محتمل إلى ريال مدريد وقد تعزز هذا الأمر في الآونة الأخيرة بعد تصريح المدرب جوزيه مورينهو بأنه يبحث عن رأس حربة لأن ريال لا يملك سوى مهاجمين هما الأرجنتيني غونزالو هيغوين والفرنسي كريم بنزيمة.

لكن وسائل الإعلام الإسبانية أكدت أن مورينهو مهتم بخدمات مهاجم اتلتيك بلبان والمنتخب الإسباني فرناندو لورنتي، إلا أن فالدانو اقفل الباب على أي صفقة محتملة مع روني في تصريح لتلفزيون فريق العاصمة.

وقال فالدانو: «أنا فعلا معجب بلورنتي وروني أيضا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في حال قدوم روني، مكان من سيلعب؟ نملك قوة هجومية مذهلة في ظل وجود (البرتغالي كريستيانو) رونالدو وهيغوين وكريم بنزيمة، والآن لدينا أيضا (الألماني مسعود) أوزيل و(الأرجنتيني انخل) دي ماريا».

ورشحت بعض وسائل الإعلام أن يجري ريال مدريد ومانشستر يونايتد صفقة تبادل بين روني وبنزيمة الذي كان من الأهداف الأساسية للفريق الإنجليزي في الموسمين الأخيرين، لكن فالدانو أكد أن مستقبل المهاجم الفرنسي الشاب في «سانتياغو برنابيو»، مضيفا «هناك بعض اللاعبين الشبان في النادي الذين يملكون إمكانية التطور - بنزيمة على سبيل المثال. ربما نملك حلا (هجوميا) للأعوام العشرة المقبلة».

ووسط كل السجال الدائر عن مستقبل روني أعلن مانشستر يونايتد أن مهاجمه الدولي لن يترك النادي خلال فترة الانتقالات الشتوية كما ذكرت بعض الصحف المحلية. وقال ناطق باسم النادي: «إن الحديث عن إمكانية بيع واين روني في يناير (كانون الثاني) المقبل لا معنى له».

واعتبرت صحيفة «الأوبزرفر» في افتتاحيتها «أنه في أفضل الأحوال لم ير روني بأن تكذيبه لفيرغسون سيفهم على أنه استفزاز له أو في أسوأ الأحوال فإن اللاعب رغب في تأكيد استقلاليته استعدادا للرحيل إلى ريال مدريد».

بينما أكدت صحيفة «ميرور» استنادا إلى مصادر داخل النادي لم تكشف عن هويتها، أن المفاوضات حول تمديد عقد روني توقفت.

وعلى ما يبدو أن المهاجم الإنجليزي الشاب أقحم نفسه في جدل قد يؤثر على استقراره وهو الذي اهتز أداؤه بشكل كبير بداية من مونديال جنوب أفريقيا قبل أن يمتد هذا التأثير السلبي إلى حياته الخاصة، بعد أن كان قد تم اختياره لجائزة أفضل لاعب في العام الماضي من جانب رابطة النقاد واللاعبين.

وبذل فيرغسون أقصى ما بوسعه لإبعاد روني عن خط النار، وهي السياسة التي يبدو أنها تلقى معارضة اللاعب. وفي حال الاتفاق على بيع روني في يناير، من المتوقع أن تصل قيمة الصفقة إلى 60 مليون جنيه استرليني، مما قد يساعد مانشستر على سداد ديونه الطائلة.