مخاوف في الميلان لإصابة تياغو سيلفا قبل مواجهة ريال مدريد اليوم

غالياني قال إنه كان ليمنحه قدمه السليمة كي يراه في البرنابيو

TT

كل شيء له جانب مظلم، أيضا كرات جميلة بعينها تحمل بداخلها خطر أن تترك لديك فقط علامة لكعبي الحذاء على الجلد، حيث قال ماسيميليانو أليغري مدرب الميلان عقب الفوز على كييفو: «الأمر ليس أنني أخشى على لاعبي الفريق من الإعجاب بالذات، لأن اللاعبين الكبار يعشقون الاستمتاع والأرقام تأتي تلقائيا، وعلي القول إنه الفريق، بعد هدف كييفو 2/1 فورا، منحني انطباعا باستعادة السيطرة على مجريات اللعب. لكن، عموما، كان الخصوم يثورون أحيانا ويردون بأخطاء قد تتحول إلى إصابات، كنت أريد تجنب هذا. لا بد من الفوز وتفادي المخاطر».

لكن الجميع يتساءل الآن إذا ما كان تياغو سيلفا سيصعد على الطائرة المتجهة إلى مدريد لمواجهة الريال التي ستقام اليوم الثلاثاء، والتي يبدو أنه نزل منها مؤقتا.

يذكر أن البرازيلي سيلفا قد تعرض لإصابة على حسابه هو، فقد عانى من خطأ شديد من جانب بينتيفوليو لاعب كييفو، لكن التدخل لا علاقة له بسقوط المدافع، وتعرضه لالتواء في الكاحل الأيسر والخروج من الملعب على نقالة وعيناه تذرف الدموع ووسط تصفيق الجماهير كتعزية بسيطة له. تم اصطحاب تياغو إلى مستشفى غالياتزي لإجراء الفحوصات وكان الطبيب مالاغاتي يبدو معتدلا في تفاؤله، حيث قال: «إنه التواء خفيف، ومن المبكر الحديث». بعدها بقليل، تحدث أدريانو غالياني نائب رئيس النادي قائلا: «الأربطة سليمة، وحكى لي ولدي أن الإنتر في الموسم الماضي استعاد خدمات ويسلي شنايدر في ثلاثة أيام قبل مباراة برشلونة. أتمنى ذلك. ويقول أليغري: «القدم لم تتورم، لست طبيبا لكن جميعنا يأمل ألا يكون هناك شيء خطير. وبخلاف مباراة اليوم الثلاثاء أمام الريال، كلها فترة صعبة وحاسمة أمامنا، وخسارة سيلفا قد تكون أمرا مؤسفا. لكن هناك لاعبين بارعين جاهزين لتعويض غيابه». بارعون مثل من بدأوا من على مقعد البدلاء أمام كييفو وأكدوا فكرة المدرب أن المبادلة بين اللاعبين يمكن إجراؤها بشكل رئيسي من خلال التغييرات، إلا أنه يطلب شراسة أكثر من لاعبيه، حيث يتابع: «لا أتحدث عن نرجسية، أعرف أن لعبات بعينها تشكل جزءا من طبيعة لاعبين موهوبين عدة لدي في هذا الفريق. لكن، مثلما رأينا في مباراة كييفو، علينا البحث دائما عن الوسائل من أجل إنهاء المباراة».

أبياتي: والآن، يمكن للتفكير أن يتجه نحو ريال مدريد مورينهو، ويقول أليغري: «هذا الفوز لا يفيدنا فقط في البقاء بشكل مؤقت على رأس الترتيب، وإنما، بالذات، من أجل مواجهة الريال في أفضل حالة نفسية». ومن يعرف إذا كان ذلك سيكون كافيا، فالميلان اليوم، في وجود تياغو سيلفا أو غيابه، ينطلق من دون أفكار واضحة تماما حول إمكانية ومدى فاعلية رونالدينهو صانع الألعاب، وروبينهو الذي يبدو وقد وجد أخيرا الاطمئنان داخل الميلان.

على الجانب الآخر، كان ستيفانو بيولي مدرب فريق كييفو يأمل في داخله ألا يكون فريقه فريسة سهلة لأليغري وفريقه الميلان، والذي ابتلعه من دون صعوبات، وأوقف الهجمات الجانبية للضيوف. الكمال الذي طالب به المدير الفني عشية المباراة لم يتكرر، وخصوصا أمام المرمى: «سنحت فرصتان أمام كونستانت وكانتا خطيرتين..».، يتحدث بيولي متعجبا. ويتابع مدرب كييفو: «في البداية، لعبنا متباعدين قليلا وسمحنا بمساحات، لكننا كنا نرد ضربة بضربة، ونحن أيضا كانت لنا فرص جميلة، بالضبط مثل الميلان، الفارق فقط هو أنهم نجحوا في استغلالها وتحويلها لأهداف». لكن لا يمكن القبول بمضاعفة الميلان للنتيجة في وقت قصير هكذا، ويقول: «لو كان تركيزنا أكثر لتجنبنا ذلك، لكن لا بد من الاعتراف بأن كييفو قد لعب باستمرارية وشخصية. نية بيولي الواضحة هي تسليط الضوء على النواحي الإيجابية، وهي طريقة لاستعادة المسيرة الطيبة بدءا من الأحد المقبل، على ملعبه، ضد تشيزينا، حيث يختتم قائلا: «كنا نعلم أنه في الشوط الثاني سيتعين علينا اللعب بضغط أكثر وعدم التأقلم على إيقاع المباراة، وهذا ما فعلناه. إنني سعيد لأننا ظللنا متماسكين للغاية وكنا مؤمنين بتعديل النتيجة حتى النهاية».

إلى ذلك، هذه قصة لاعب يجيد تغيير دوره في دقائق قليلة، تحديدا مثل الممثل المسرحي فريغولي في بداية القرن العشرين. إننا بصدد الحديث عن زلاتان إبراهيموفيتش، فهو مميت أمام المرمى في مباريات بعينها والشهي للغاية في طريقته في صنع الأهداف في لقاءات أخرى، كما حدث السبت الفائت، مثلا، أمام كييفو. لو كان باتو قد وقع على فوز الميلان، فلا بد أن نذكر أن من وضع القلم في يده هو إبراهيموفيتش في الهدفين، من خلال تمريرتين ذهبيتين، تليقان بصانع ألعاب من العيار الثقيل. أقل جودة هو التدخل بالرأس الذي هز زلاتان من خلاله شباك أبياتي، زميله في الفريق. لكن هذا حديث آخر.

ما لا تتوقعه: يمر فوز الميلان على كييفو في الدوري بأنه المباراة التي حصل فيها زلاتان على راتبه مغدقا في أفكاره (وليس فقط مجسدها) ورونالدينهو الذي يركض ويشارك في الجمل التكتيكية مثلما لم يحدث منذ وصوله إلى إيطاليا. إننا نأخذ في الاعتبار أن هذه التأكيدات قد تظهر مبالغا فيها، لكن الواقع هكذا دائما ولا بد من التأقلم معه. الأرقام: أرسل إبراهيموفيتش، في الشوط الأول، ثلاث كرات لباتو (كرة عرضية سجل منها البرازيلي هدفه الأول، ثم لمسة لضربة ثابتة لتسجيل هدف التقدم الثاني، وأخيرا كرة بالقدم اليمنى والتي وضعت باتو في منطقة جزاء الخصم لكن الحارس سورنتينو حرمه من الثلاثية)، وفي الشوط الثاني، قدم كرة (بالرأس) ليسددها رونالدينهو بقوة. لا يمكن للاعب متخصص في التمريرات الحريرية القيام بأكثر من ذلك. كما سجل رونالدينهو، كي لا يترك المشهد كاملا لزميله السويدي، رقما قياسيا في لمس الكرة خلال الهجمة، 96 مرة.

صاحب التحول الآخر: في مواجهة أشياء لم تكن تتوقعها (إبراهيموفيتش الملهم ورونالدينهو يركض فجأة)، يجد كييفو نفسه، على الأقل في البداية، غير مستعد. ثم حمل القائد بيلليسير على عاتقه مهمة جر الفريق خلفه، فقد سدد في المرمى (مرتين)، ساعد في بناء الهجمة (8 تمريرات إيجابية، الأفضل بين رفاقه)، الكرات العرضية (4)، التضحية من أجل استقبال الكرة (2) ومحاولة صنع الأهداف (1). ليس هذا فقط، فقد يكون هو أكثر لاعبي فريقه تقدما وضغط على الخصوم ومحاولة استخلاص الكرة من بين أقدامهم (3 مرات). عموما، يقوم بدور المهاجم ولاعب الوسط، إذن هو فريغولي آخر. ليس في نفس مستوى إبراهيموفيتش، متفقين، لكن لا يمكن أخذ كل شيء في الحياة.