الأرقام وحدها تتحدث عن قدرة وموهبة الأسد الكاميروني

عشر سنوات لم يتوقف فيها إيتو عن التهديف

TT

هناك الكثير من الطرق لإحراز الأهداف. أليس كذلك؟ بالفعل، وهو يجيدها جميعا. ويسجل من خلالها أكثر من الآخرين. أما الباقي فإنه بالفعل مجرد تفاصيل. إن الكاميروني صامويل إيتو لاعب الإنتر والمنتخب الكاميروني يأتي على رأس قائمة من يسعون دائما إلى إحراز الأهداف. إن لاعب الإنتر يتصدر حتى الآن هدافي أوروبا برصيد 16 هدفا، ويأتي من بعده الأورغوياني ادينسون كافاني مهاجم فريق نابولي الإيطالي برصيد 14 هدفا، وبنفس الرصيد يأتي الهولندي هونتيلار لاعب فريق شالكه الألماني، وبعد ذلك ساوريز والحمداوي لاعبا فريق أياكس برصيد 12 هدفا، ومن ورائهم يأتي السنغالي بابيس سيسي لاعب فريق فرايبورغ الألماني برصيد 11 هدفا، الذين لا يزال يتعين عليهم بذل المزيد من الجهد. فالجوهر ينمو على أن الفائز هو الأسد الكاميروني إيتو.

متكافئة: وبالنظر إلى قدرته الخارقة التي استهل بها هذا الموسم في 21 أغسطس (آب) الماضي خلال مباراة كأس السوبر الإيطالية، تلوح في الخاطر بشكل تلقائي فكرة التحليل والمقارنة؛ من اليوم يشبه هذا الأسد الكاميروني؟ الإجابة ببساطة لا أحد مثله. لقد أحرز إيتو حتى الآن 6 أهداف في بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي مع فريقه (3 بقدمه اليمنى وهدف واحد بقدمه اليسرى وهدفان من ضربتي جزاء)؛ منها هدفان في شباك روما في أول بطولة للموسم الحالي (كأس السوبر) و4 أهداف في بطولة دوري أبطال أوروبا (3 في شباك فيردير بريمين الألماني وهدف أمام فريق توينتي). واستطاع الأسد الكاميروني أن يسجل 4 أهداف بقميص منتخب بلاده (هدفان في مرمى بولونيا ومثلهما في مباراة موريشيوس). إنه أمر تصعب مقارنته، لا سيما إذا ما نظرنا إلى عدد الأهداف التي سجلها في الدوري المحلي (6 أهداف تعطي معنى المساواة والتكافؤ، حيث استطاع إيتو أن يسجل 3 منها على ملعب فريقه بسان سيرو و3 خارج أرضه). يمكنك بالفعل أن تثق في اللاعب الكاميروني سواء على أرضك أو خارجها.

سأستعيد كل شيء: إن الأمر في واقعه يبدو وكأنه خطة تعويضات؛ فلاعب الإنتر يوشك على استعادة كل ما «منح» الموسم الماضي للأمير ميليتو. إن الأمر لم يكن مساعدة، بل كان تضحية، «سأبذل أنا الجهد وفكر أنت في إسكان الكرة الشباك». ولكن اليوم وفي ظل تعرض الأمير لإصابتين، بدأ الأسد الكاميروني في استعادة تألقه من خلال طريقة لعب 4-2-3-1 التي اتبعها فريق الإنتر (ابتداء من مباراة تشيلسي) وتمكن من التخلص من اللعب كظهير. ومن الواضح أن اللاعب الكاميروني أحرز أهدافه عندما انطلق في المباريات كجناح أيسر متقدم أو كمهاجم. ولكن هناك الآن تساؤلا يطرحه الجميع: متى سيعود ميليتو إلى المشاركة مع الفريق؟ إنه سؤال جميل.

حلم رومبو: وعندما يعود الأمير (في مباراة جنوا أم في مباراة توتنهام اليوم؟) من الممكن لبينيتيز مدرب فريق الإنتر أن يتخلى عن طريقة 4-2-3-1 ويتحول إلى الطريقة التي يطلق عليها «الرومبو». أو سنظل حينها نذكر نفس الأشياء المعتادة. إن هناك أمرا مؤكدا، وهو أنه منذ أن صرح إيتو قائلا: «مع بينيتيز الأمر أفضل، حيث أظل أقرب إلى المرمى»، ومن المنتظر أن يتم توجيه حاسم لطريقة لعب الفريق. حتى إن الأمير ميليتو ذاته قد صرح لقناة الإنتر قائلا: «اللعب إلى جانب إيتو، ومن الخلف شنايدر؟ ليست هناك مشكلة في ذلك، والباقي فعلناه وبشكل جيد بالفعل».

10 سنوات من التهديف: الحقيقة أن اللاعب الكاميروني لا يتوقف، وأن فريق الإنتر ينتظر مباراة توتنهام اليوم على أن يلعب الهداف الأوروبي في خط الهجوم. إن الكاميروني يسجل باستمرار منذ 10 سنوات؛ فقد كان إيتو يسجل هدفا كل مباراتين، ابتدءا من فريق ماريوكا الإسباني مرورا بالبارسا ووصولا إلى الإنتر الإيطالي. لقد سجل الكاميروني حتى الآن 179 هدفا في 317 مباراة. حتى هنا تتحدث الأرقام عنه، فقد أحرز مع الإنتر 18 هدفا في 39 مباراة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

12 من 18: وفي الأيام القليلة المقبلة سيقوم إيتو بتسجيل مشاركته الخاصة مع مقدم البرامج، بونوليز. وفي غضون ذلك ينتظر إيتو أن يجد شقيقه (المهاجم الشاب إيمانويل صاحب الـ21 عاما) مكانا له في إيطاليا وأن يستمر معدل تهديفه في الزيادة. فحتى الآن سجل الكاميروني 12 هدفا من إجمالي 18 سجلها فريق الإنتر هذا الموسم.

وفي سياق متصل، سوف تكلف الهتافات العنصرية التي أطلقتها جماهير فريق كالياري ضد الكاميروني صامويل إيتو، في مباراتهم الأخيرة أمام فريق الإنتر، الكثير من الأموال. إنه مبلغ يتراوح بين 20 إلى 50 ألف يورو مقابل هتافات استمرت نحو 3 دقائق. ومن الممكن تخفيف هذه الغرامة، إذ إن القاضي توزيل ربما سيراعي أن نادي كالياري حاول منع هذه الهتافات وإنها بالفعل توقفت وتم استئناف المباراة.

شنايدر على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: اعترض أيضا لاعب الإنتر الهولندي ويسلي شنايدر على ما وقع خلال مباراة فريقه أمام كالياري من هتافات عنصرية ضد إيتو وكتب على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قائلا: «في إيطاليا لدينا التشجيع الأقل تهذيبا في أوروبا». إنه حكم ثقيل. ولكن عقب اللقاء بقليل كتب شنايدر قائلا: «إنها مباراة كبيرة. ولكن الهتافات ضد إيتو كانت أسوا ما في اليوم. أعتقد أنه لا يزال هناك عنصرية في كرة القدم. كنت أعتقد أن جماهير كالياري مخلصة للوطن وعطوفة، ولكن ربما كنت مخطئا، فما حدث كان عارا». وفي ما بعد خفف اللاعب الهولندي من حدة تصريحاته الأولى وكتب على الموقع ذاته قائلا: «أعلم أن جماهير كالياري لم تكن كلها ضد إيتو لأنهم يعلمون أنه شخص رائع. لقد كانت جزيرة سردينيا تروق لي كثرا وكذلك سكانها، وكنت دائما متاحا بالنسبة إليهم. إنني لم أكن يوما مع الهتافات العنصرية، ولم يرق لي تماما ما حدث يوم الأحد الماضي».

مانشستر وتجديد العقد: وأثناء ذلك، يدخل الهولندي ويلسي شنايدر في بؤرة اهتمام الصحافة الإنجليزية، حيث ينطلق ديربي في سوق الانتقالات بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد حول اللاعب. ولكن يروق للاعب الهولندي الوجود في صفوف الإنتر وربما يتم تجديد عقده مع الفريق بعد مباراة توتنهام التي تقام اليوم ولا ينقص الأمر سوى مجرد تفاصيل، ومن المحتمل أن يمتد العقد حتى نهاية 2015.