ديل بييرو.. تاريخ ما زال حاضرا ورواية مع التألق لا تنتهي

يتربع على رأس هدافي يوفنتوس في الدوري الإيطالي

TT

مثل كل مرة، بقدمه اليسرى. وكعادته دائما، بمهارة كبيرة كأنه ساحر، لأن هذا هو ما يفعله أليساندرو ديل بييرو منذ وقت طويل، فهو يسحر الجماهير بأهدافه الرائعة. إن ديل بييرو يثير الإعجاب والذهول ويأسر القلوب ويخطف الأهداف، حتى وصل إلى الهدف رقم 178 مع نادي يوفنتوس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بالهدف الذي أحرزه في مباراة فريقه أمام فريق ليتشي في إطار مباريات الجولة السابعة للدوري الإيطالي التي أقيمت يوم الأحد الماضي. ويفعل ديل بييرو كل هذا بثقة كبيرة لأن المهارة التي يظهرها داخل الملعب تنتقل منه إلى باقي زملائه أيضا. إن ديل بييرو هو التاريخ الذي يستمتع بكونه ما زال حاضرا وهو رواية لا تنتهي أبدا، ورحلة تحمل ألوان قميص نادي اليوفي على قوس من المشاعر. إنه أسطورة تستمتع بالتفوق على أساطيرها. فلم يعد جامبييرو بونيبرتي، الذي يحمل بداخله روح نادي اليوفي، منفردا في صدارة هدافي نادي اليوفي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد أن عادل ديل بييرو رقم بونيبرتي ومن المؤكد أنه سيتمكن خلال الفترة المقبلة من زيادة رصيده من الأهداف والتربع على عرش هدافي النادي في الدوري الإيطالي. لكن بونيبرتي نفسه هو صاحب أول تمريرة ذهبية لديل بييرو عندما قام باختياره للعب في نادي اليوفي. ويعتبر هذا الاختيار بمثابة الهدف رقم 179 في رصيد بونيبرتي رغم أن السجلات لا تحتفظ بالطبع بمثل هذا الهدف.

مصدر للفخر: لقد احتفل ديل بييرو بهذه المناسبة على موقعه على الإنترنت عن طريق فيلم مصور مدته دقيقتان يحتوي على صور تاريخية لبونيبرتي وديل بييرو تم الحصول عليها من أرشيف سالفاتوري جيليو. وتتمثل الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم القصير في أغنية «عندما ستصبح كبيرا» لإدواردو بيناتو، وهي الأغنية التي تعود لعام 1977 ومن المحتمل أنها كانت مصدر إلهام للطفل أليساندرو ديل بييرو عندما كانت يعلق صور بلاتيني فوق سريره. ويستطيع أليساندرو، الذي أصبح كبيرا حقا، أن يفخر أيضا بهذا الهدف الجديد الذي حققه. وظهر ذلك واضحا في تصريحاته التي قال فيها: «إنه مصدر للفخر. لم أكن اشعر بأي ضغوط خاصة، لكنني سعيد للغاية بمعادلة رقم إحدى أساطير كرة القدم. إنني أتحدث مع بونيبرتي كثيرا وربما أقوم بالاتصال به اليوم (الاثنين). لقد كان بونيبرتي يقول لي دائما إنه سيشعر بالسعادة إذا تمكنت من اللحاق به وأنا واثق أنه يشعر بسعادة حقيقية من أجلي. إنني أهدي هذا الإنجاز لمن هم بجانبي. وسأحتفظ بالقميص الذي لعبت به هذه المباراة في خزانتي. فأنا أحتفظ في منزلي بذكرى لكل مناسبة خاصة».

عائلة أنيللي: لكن ديل بييرو، رغم سعادته بهذا الإنجاز الشخصي الذي حققه، لا يرعب في أن يطغى الاحتفال الشخصي على الفوز الرائع الذي حققه فريق اليوفي على فريق ليتشي في الجولة السابعة لبطولة الدوري بنتيجة 4/0 وصرح قائد اليوفي قائلا في هذا الصدد: «إن هذا الفوز يحمل أهمية كبيرة لأنه يوضح استمرارية الفريق، ولكن يجب أن ننسي هذا الفوز على الفور. إنني أفكر الآن في موسم فريق اليوفي فقط وفي الافتخار بما نحققه وتحقيق الفوز. إن الانتصارات تمنح الفريق الحماس ودفعة معنوية كبيرة. وأتذكر دائما كلمات جون إلكان عام 2006 الذي قال فيها: ستفخرون بهذا الموسم في دوري الدرجة الثانية. وقد حدث هذا بالفعل بالنسبة لي ولمن شارك في دوري الدرجة الثانية ذلك الموسم. وفي الوقت الحالي يعتبر وجود أندريا أنيللي في الصفوف الأولى سببا للشعور بالأمان، لأنه شخص رائع يحمل عشقا كبيرا لنادي اليوفي».

ليس الكم ولكن الكيف: ثمة الكثير من أوجه الشبه بين الهدف رقم 178 والهدف الأول لأليساندرو ديل بييرو. ويتمثل التشابه الأول في النتيجة (حيث أحرز ديل بييرو الهدف الرابع في مرمى فريق ليتشي في اللقاء الذي انتهى بنتيجة 4/0 مثلما كان الحال بالنسبة لهدفه الأول مع فريق اليوفي في مرمى فريق ريجيانا يوم التاسع عشر من سبتمبر (أيلول) عام 1993 وأيضا في دور لاعب الارتكاز الذي لعبه ديل بييرو (وكان الجناح الأيمن في المباراة التي شهدت هدف ديل بييرو الأول هو دي ليفيو بينما كان الجناح الأيمن في مباراة الأحد الماضي هو كرازيتش) وكذلك في تسجيل ديل بييرو بنفس القدم لهدفه الأول والهدف رقم 178 (القدم اليسرى). وتتبقى حاليا القليل من الأرقام القياسية لضربها بالنسبة لديل بييرو. ولعل الهدف الرئيسي لديل بييرو في الوقت الحالي سيكون هو السعي لاعتلاء صدارة هدافي الدوري الإيطالي على مر التاريخ (وهو يحتل الآن المركز الخامس برصيد 307 أهداف. ويسبقه سلفيو بيولا برصيد 364 هدفا وجوزيبي مياتزا برصيد 338 هدفا وروبرتو باجيو برصيد 319 هدفا وبيبو إنزاغي برصيد 313 هدفا). ويتمتع ديل بييرو بالفضول لمعرفة ما سيحدث في المستقبل، لأنه وهو في سن الـ36 ما زال يستمتع باللعب وتخيل مستقبله، سواء في اليوفي أو في الولايات المتحدة الأميركية، سيتضح ذلك قريبا. لكنه أمر رائع على أي حال أن يكون ديل بييرو هنا ويتساءل عن مستقبله ويتخيل أيضا أنه سيستمر مرتديا قميص اليوفي حتى سن الأربعين. ولعل ديل بييرو خلال اللقاء الأخير كان يبتسم ويفكر في زوجته سونيا الموجودة في المدرجات وفي ابنيه وفي الثالث الذي ينتظره وفي الـ735 مباراة التي لعبها خلال مسيرته مع الكرة وفي الـ50665 دقيقة التي ركض خلالها خلف الكرة داخل المستطيل الأخضر. وفي النهاية يهمس ديل بييرو: «ليس المهم كم سألعب، بل كيف سألعب. والطريقة التي ألعب بها حاليا تسعدني كثيرا». إن ديل بييرو سعيد وإن الآخرين يفتحون أفواههم دهشة وإعجابا، وكأن عصا الساحر قد لمستهم.