مورينهو يشيد بفريقه.. وأليغري يعترف بسوء الأداء

ريال مدريد يتخلص من فخ الفرق الإيطالية ويحقق فوزا غاليا على الميلان

TT

سقط فريق ميلان الإيطالي في فخ الهزيمة أمام مضيفه الإسباني ريال مدريد بهدفين نظيفين في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب سانتياغو بيرنابيو في الجولة الثالثة للمجموعة السابعة في دوري أبطال أوروبا. افتتح كريستيانو رونالدو الشباك في الدقيقة 13 من الشوط الأول، ثم أتبعه أوزيل بهدف ثان بعد مرور دقيقة واحدة فقط، بينما أعاقت مهارة كاسياس وسيطرة صاحب الأرض، الميلان، عن الاستفادة من الفرص القليلة التي أتيحت له طوال الوقت. وفي أعقاب المباراة، صرح المدير الفني في ريال مدريد، جوزيه مورينهو، قائلا: «لقد عانينا كثيرا في هذه المباراة التي بدت لكم سهلة للغاية، حيث استهل الفريق اللعب بديناميكية رائعة وسرعة كبيرة بالنسبة إلى الميلان. لقد حاولنا الاستفادة من ذكائنا في السيطرة على المباراة حتى النهاية، ولم ينقصنا سوى الهدف الثالث فحسب، بينما كان الميلان مهددا طوال المباراة». وأضاف: «الريال فريق شاب للغاية، باستثناء كارفالهو وكاسياس. لقد كانت هذه المباراة بمثابة اختبار مهم جدا للفريق حتى وإن كانوا يصفوننا بفريق النجوم. إنني أعمل مع لاعبين لديهم رغبة كبيرة في التعلم والتطوير من أنفسهم باستمرار».

جدير بالذكر أنها المرة الأولى التي يقتنص بها الفريق الملكي الفوز من بين أنياب الفرق الإيطالية، ففي الموسمين الماضيين، انطلق الريال بقوة في دوري أبطال أوروبا محققا فوزين متتابعين، ولكنه ما لبث أن وقع في فخ يوفنتوس ومن بعده الميلان. فضلا عن ذلك، فاز الريال بمباراة واحدة فقط من إجمالي 9 مباريات أمام مجموعة متنوعة من الفرق الإيطالية، وكان ذلك أمام لاتسيو حين انتهت المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف لصالح الفريق الإسباني. واستأنف مورينهو حديثه قائلا: «هل كنت أشعر بأجواء الديربي أمام الميلان؟ كلا، وهذا يرجع لسببين اثنين. أولا لأن علاقتي بمسؤولي ولاعبي الميلان كانت جيدة للغاية طوال فترة وجودي في إيطاليا. ثانيا لأن الإنتر هو بطل أوروبا وإيطاليا، وربما كان يسعد الإنتر بهزيمة الميلان حتى سنوات قليلة مضت، ولكن هذا لم يعد موجودا الآن. إيطاليا؟ إنني أفتقدها بعض الشيء، ففي إسبانيا أقضي 5 دقائق فقط في المؤتمر الصحافي بعد كل مباراة ثم أعود إلى المنزل في هدوء». ربما أراد مورينهو أن ينفى شعوره بالحنين لإيطاليا، خصوصا في ظل النجاح الكبير الذي حققه مع النادي الملكي حتى الآن بداية من التربع على قمة الدوري الإسباني إلى تحقيق ثلاث انتصارات متتابعة في دوري أبطال أوروبا وبقاء شباكه نظيفة من الأهداف في هذه المنافسة، بينما وصل عدد الأهداف التي استقبلتها شباك الريال في الدوري المحلي إلى 3 أهداف في 10 مباريات. غير أنه كان يتصرف بشكل مختلف في الملعب، حين بدا متأثرا بهتافات الجماهير الإيطالية التي أخذت تغني باسمه قبل انطلاق المباراة، وحين عانق رونالدينهو بود كبير أثناء خروجه من الملعب.

ويبدو أن الحظ الذي حالف ليوناردو، المدير الفني السابق للميلان، حين حقق فوزا تاريخيا على ملعب البيرنابيو في العام الماضي، لم يتذكر موعده مع أليغري الذي أصابته لعنة بونيرا وأوزيل. وبهذه الهزيمة أمام الريال، أصبحت مهمة الميلان في المباريات الثلاث المقبلة أكثر صعوبة، حيث يتعين على الفريق الإيطالي التحرر من قيود أياكس أمستردام والفوز على الريال في مباراة الإياب.

من جهة أخرى، حملت المباراة في طياتها منافسة أخرى بين مورينهو وأليغري بعد أن انتزع الأخير جائزة أفضل مدرب في العام الماضي، ولكن البرتغالي نجح في الانتقام لنفسه، مستغلا افتقار الميلان إلى العدوانية في الملعب واهتزاز جبهة الدفاع، وكذلك غياب التنظيم عن جبهة الهجوم. هكذا عاد أليغري خطوة إلى الخلف، وهو ما عقب عليه المدير الفني في الميلان قائلا: «إنها ليلة سيئة. لقد بدأت المباراة لصالحهم، وارتكبنا خطأ فادحا في البداية مما سهل لهم تسجيل الهدف الأول، حيث غاب الإحكام عن الجناحين، وفتحنا لهم الحائط عند تسديد المخالفة. كان علينا أن نتحلى بالمزيد من الخشونة في بداية المباراة، فالوصول إلى المرمى يتطلب أن نلعب بشكل عمودي، ولكننا سمحنا للمنافسين أن ينتزعوا مننا الكرة، وأن يضعونا في دائرة الخطر في نصف الملعب الخاص بنا».

واستأنف أليغري قائلا: «لقد كان استعدادنا للمباراة ضعيفا للغاية، حيث افتقر الفريق إلى العزيمة والخشونة، حتى أننا لم نقم باستغلال الفرص المتاحة لدينا، كما أن الريال كان مسيطرا على المباراة بشكل كبير. هل كنت أتوقع هذه النتيجة؟ كلا. لقد لعبنا دون كرة، وهو أمر خطير للغاية في مواجهة الريال، بل إن الصواب هو أن تستفيد من المساحات المتاحة لديك أمام هذا الفريق. ثلاثي الهجوم؟ قليلا ما تحرك المهاجمون، وكانت تحركاتهم كلها خاطئة. لا شك أننا نمتلك المهارة ولكن المنافسات الأوروبية تتطلب المزيد من المميزات، وأنا واثق تماما من أننا سنستفيد من هذه الهزيمة، وسنفهم أن (الشامبيونز ليغ) تحتاج إلى رد فعل مختلف. وفي النهاية، سأحتفظ بإيماني بقدرتنا على المرور من هذه المرحلة بسلام».

وفي سياق متصل، اندفع أحد المشجعين إلى أرض الملعب في بداية مباراة الريال والميلان، ولكن رجال الأمن تمكنوا من إيقافه وتم استئناف اللقاء. إنه شاب يدعى ماريو فيري ويبلغ من العمر 23 عاما، يعمل مندوب مبيعات في مدينة مونتوسيلفانو (في مقاطعة بيسكارا). وجدير بالذكر أن هذا الشاب معروف بقيامه بالنزول إلى الملاعب خلال الكثير من المباريات. وكان «فالكو» اللقب الذي يطلق على فيري يوجد في استاد بيرنابيو وهو يرتدي زى سوبرمان، وتمكن أيضا من النزول إلى أرض الملعب عقب انطلاق المباراة بنحو دقيقتين، ولكن تم إيقافه على الفور. يذكر أن آخر مرة قام فيها فالكو بالهبوط إلى أرض الملعب خلال إحدى المباريات كان في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي أثناء مباراة إيطاليا - جزر الفارو. وكان يعبر بذلك على اعتراضه على بطاقة المشجع. أما المرات السابقة التي نزل فيها فيري إلى الملعب فكانت في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 أثناء المباراة الودية التي جمعت بين إيطاليا وهولندا، وكان حينها يرتدي قميصا يحمل عبارة «كاسانو في المنتخب». وكانت المرة الثانية في 15 مايو (أيار) 2010 أثناء مباراة سمبدوريا - نابولي، أما المرة الثالثة فكانت في مونديال جنوب أفريقيا خلال مباراة نصف النهائي بين إسبانيا وألمانيا. وقبيل المباراة أيضا وقعت مشادات بين عشرات من مشجعي الميلان والشرطة الإسبانية. وتم إلقاء القبض على مشجعين إيطاليين.