كريستيانو رونالدو ظاهرة مكتملة وزلاتان إبراهيموفيتش ظاهرة لم تكتمل بعد

مدريد تشهد تألق البرتغالي.. ولكنها ما زالت أرضا غريبة على السويدي

TT

إنهم لم يكونوا يرونه ويستمرون الآن أيضا في عدم رؤيته. «إنكم في إسبانيا لا تعرفون من يكون إبراهيموفيتش الحقيقي. ولكني أعرفه أنا من هو». لقد أصاب مورينهو مدرب الريال هذه المرة أيضا؛ فإذا كان يريد تفريغ السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لاعب الميلان من الطاقة التي كانت تملأه فقد نجح في هذا. وكما يحدث غالبا عندما تدق أجراس المباريات الكبيرة ظل إبراهيموفيتش حائرا في مكانه خلال مباراة أول من أمس التي جمعت بين ريال مدريد والميلان في إطار الجولة الثالثة لمباريات بطولة دوري أبطال أوروبا والتي انتهت بفوز أصحاب الأرض 2 - 0. ومن المحتمل أن يشهد شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل تسليم إبراهيموفيتش للمرة الرابعة في مدينة مالمو جائزة الكرة الذهبية السويدية. إنه رقم قياسي سوبر وعلامة أخرى تدل على هيمنة اللاعب السويدي على الملعب الإقليمي لبلاده. أما على المستوى الأوروبي فهناك شيء آخر ولا سيما إذا كانت أوروبا الكبيرة.

أفضل على أرضه: يظل زلاتان هو هداف الميلان الوحيد بعد 3 جولات من مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا. فقد سجل اللاعب السويدي ثنائية في مباراة أوكسير الفرنسي التي أقيمت في إيطاليا، وهدفا آخر في مرمى أياكس أمستردام الهولندي على ملعب استاد أرينا بهولندا الذي يعد إلى حد ما بيت اللاعب السويدي أيضا. أما مدريد فلا، إن العاصمة الإسبانية تعد أرضا غريبة بالنسبة للاعب السويدي وهو يرى ذلك. لقد ارتبك زلاتان خلال اللقاء أول من أمس. وحاول إبراهيموفيتش لاعب برشلونة السابق الركض بعيدا عن المنطقة الآمنة قدر المستطاع، وفي نهاية المباراة أطاح بكرة في السماء تتجه نحو مدينة طليطلة الإسبانية. لم يحاول اللاعب السويدي خلال هذا اللقاء الالتحام مع لاعبي الفريق المنافس، فأحيانا لم يكن يركض في الملعب، بل كان يسير على قدميه فحسب. وبينما كان إبراهيموفيتش يخطئ خلال هذا اللقاء كان البرتغالي كريستيانو رونالدو على موعد ليقود فريق ريال مدريد نحو هدف التقدم. وقد صرح زلاتان عقب اللقاء قائلا: «لقد أخطأت أنا ووسيدورف في فتح الحائط. يبدو الأمر أحيانا أنك لم تفعل شيئا ولكن في الواقع أني أبذل قصارى جهدي من أجل الفريق». كسل: في الواقع تألق البرتغالي رونالدو طوال هذا اللقاء، وفضلا عن قدرته على لعب كرة رائعة سجل منها هدف التقدم لفريقه كانت لديه القدرة أيضا على الاستفادة من كل كرة تحملها إليه الريح. وهكذا استطاع رونالدو أن يزيد من عصبية لاعبي الفريق المنافس علاوة على تفوقه عليهم. وحاول زامبروتا أولا ثم بيرلو وبعده بواتنيغ إيقاف تحركات اللاعب البرتغالي بأي شكل. ولكن رونالدو، النحيل، استطاع أن يتغلب عليهم جميعا. ولم يتلق لاعب الريال إعاقة حقيقية سوى من اللاعب البرازيلي رونالدينهو.

أرقام حاسمة: إن اللاعب البرتغالي هو ذلك الرجل الذي استطاع أن يحصد تشجيع جماهير الريال في أيام قليلة. فعندما وصل إلى النادي الملكي في الموسم المنصرم جر وراءه إلى الاستاد نحو 80 ألف شخص. إن رونالدو هو الرجل الذي ربما لم يتوقف مطلقا واستطاع أن يأخذ بيد فريقه الذي كان محطما نفسيا في الموسم الفائت. إن كاكا لاعب كرة قدم رائع ولكنهم في مدريد لا يذكرونه كثيرا لأنهم لا يرونه منذ فترة طويلة في الملاعب. واللاعب البرتغالي لا يعد فتى نموذجيا غير أنه نموذج؛ فهو منتصر وأيضا متكبر إلى حد ما. ويبدو أنه نحى هذا التكبر جانبا حتى يتيسر له التفاهم مع مورينهو وليس لكونهما برتغاليين. تجدر الإشارة إلى أن رونالدو له أيضا إخفاقاته في البطولات الأوروبية؛ فعندما كان لاعبا في فريق مانشستر يونايتد وفي مباراة النهائي لم يكن لامعا غير أنه خلال مسيرته الكروية البسيطة استطاع أن يحصل على جائزة الكرة الذهبية والكثير من الجوائز والألقاب الأخرى والعقود الإعلانية التي تقدر بالملايين. إن اللاعب البرتغالي ظاهرة تمت واكتملت أما اللاعب السويدي زلاتان فلا يزال ظاهرة غير مكتملة. لقد أحرز كريستيانو خلال هذا الموسم 6 أهداف حتى الآن، وأول من أمس تمكن من افتتاح التسجيل وكان بمقدوره أن ينهيه أيضا، فقد أتيحت له الكثير من الفرص ولكنه أراد أن يحتفظ ببعض السحر الذي يتمتع به حتى يستثمر في المرات المقبلة. لقد تلقى أليغري مدرب الميلان وفريقه الدرس. ولعل إبراهيموفيتش لا يستأنف حيرته، مثل ما حدث أول من أمس، على ملعب الاستاد سان سيرو في لقاء العودة أمام الريال بحثا عن بطولة دوري أبطال أوروبا التي لم يحققها اللاعب السويدي من قبل.