رياح التغيير تهب على الميلان بعد الهزيمة من ريال مدريد

ليس بالمهارات الفردية فقط تتحقق الانتصارات

TT

لقد خيل لماسيميليانو أليغري مدرب الميلان خلال الربع ساعة الأول من مباراة فريقه أمام ريال مدريد في استاد «برنابيو» بالعاصمة الإسبانية أنه يحلم. فهو لم يرَ فريق الميلان في الآونة الأخيرة يرتكب هذا العدد الكبير من الأخطاء ويظهر بلا شخصية داخل الملعب. وقد ظل أليغري فاغرا فاه، بل الأدق أنه احتفظ بفمه مغلقا بحرص أمام الكاميرات، لكن وجهه كان يعبر عما يعتمل بداخله. لقد فَقَد أليغري القدرة على الكلام أمام فريقه الذي ظهر بشكل أكثر من سيئ في هذا اللقاء. وسيحاول المدرب في معسكر الفريق في «ميلانيللو» أن يستعيد القدرة على الكلام عندما يعود الفريق للتدريبات بعد يوم واحد من الراحة. ومثلما فعل أليغري بعد الهزيمة من فريق تشيزينا (وكانت بالنتيجة نفسها 2/0) من المحتمل أن يرفع المدرب صوته أو على الأقل سيكون لديه الكثير ليقوله ويوضحه للاعبين.

التركيز: على سبيل المثال، يجب أن يحتفظ الفريق دائما بتركيزه مرتفعا وأن لا يرتكب أخطاء تفتح للمنافسين طريق المرمى. إن قوة فريق ريال مدريد لا يمكن إنكارها، لكن هناك بعض الأخطاء المحفورة في عقل مدرب الميلان. ومنها على سبيل المثال أخطاء باتو الذي تسبب في الضربة الحرة التي أخطأ خلال تنفيذها سيدورف وإبراهيموفيتش وجاء منها هدف ريال مدريد الأول. وهناك مشكلة ضعف وتراخي الفريق. فلاعبون بمستوى لاعبي الميلان ينتظر منهم قدرة أكبر على الرد مما أظهروه في الشوط الثاني من مباراة ريال مدريد. فقد افتقد الفريق إلى السرعة واللياقة وكذلك إلى الشخصية داخل الملعب، ولم يكن أليغري يتوقع ذلك الأمر من لاعبي فريقه، لا سيما أصحاب الخبرة منهم.

المحور: وكان اللاعبون الإيطاليون في الميلان هم الذين حالوا دون انهيار الفريق تماما في مدريد. فقد استمر بيرلو، الذي ظهر بمستوى رائع حتى النهاية، وغاتوزو الذي بذل جهدا وفيرا في الشوط الأول، ونيستا الذي كان من أفضل لاعبي الفريق، في مقاومة هجمات فريق ريال مدريد، لكن ذلك لم يكف الميلان للخروج بنتيجة جيدة أو تعويض الهدفين اللذين دخلا مرماه. وظل المظهر السيئ الذي ظهر به الفريق في استاد برنابيو على وجه المدير الفني للفريق، الذي أعاد مشاهدة المباراة في اليوم التالي بمجرد عودته إلى إيطاليا. ولم يفعل أليغري ذلك بغرض تعذيب ذاته بل لرغبته في توضيح الأمور مع نفسه بشكل تام.

المهارة: والمحصلة باختصار هي أن طريقة لعب الميلان لا يمكن أن تكون ثابتة ودائمة، فليس ذلك ممكنا عندما يلعب الفريق مباراة كل 3 أيام. وفي هذه الحالة يكون الخطأ مسؤولية المدرب الذي أراد أن يلعب تشكيل مباراة الميلان نفسها وكييفو الأخيرة في الدوري، بغض النظر عن المشكلات البدنية لدى اللاعبين. لكن وقت التغيير قد حان، وجرى حديث طويل عن هذا الأمر أول من أمس بين أليغري وغالياني نائب رئيس الميلان، وأظهر الحديث تطابقا في الرؤى. لقد ظهر رونالدينهو، الذي تألق وأبهر الجميع مساء السبت الماضي أمام فريق كييفو وهو يتحرك كلاعب خط وسط مهاجم، عديم الفاعلية، وينطبق ذلك أيضا على باقي لاعبي خط الهجوم. وفي ظل المباريات الصعبة التي تنتظر فريق الميلان، فإنه من الأفضل منح الفرصة لمن يركض أكثر داخل الملعب. ومن هنا تنهار طريقة اللعب القائمة على المهارة بأي ثمن، ما دامت المهارة غير مصحوبة بجرعة كبيرة ومستمرة من الركض واللياقة البدنية.

لعبة الدور: إنها نهاية حقبة سيادة المهارة ونهاية حقبة اللاعبين أصحاب الحصانة. وسيدخل جزء من فريق الميلان خلال الفترة المقبلة من دون شك في لعبة الدور في إشراك اللاعبين، التي لن تطول لاعبي قلب الدفاع وبيرلو وإبراهيموفيتش. وفي ما يتعلق بباقي اللاعبين، ستتضح الأمور قريبا. فسيدورف ورونالدينهو جلسا بالفعل على مقعد البدلاء، في حين خرج باتو من التشكيلة فقط بسبب الإصابة. ويمر بواتينغ بحالة جيدة لكنه لا يمكن الثقة به في الشق الدفاعي، لكن تحركاته الدائبة ونشاطه يجعلان منه عنصرا جادا. وسيحصل بواتينغ على مساحة أكبر من المشاركة في الفترة المقبلة، لا سيما أن غاتوزو يحتاج للراحة. وفي الهجوم يظهر روبينهو من جديد. ولم يحظَ إنزاغي في مدريد سوى بدقائق قليلة داخل الملعب، لكن المدير الفني يعرف أنه يستطيع دائما الاعتماد عليه.

إن هناك دائما شيئا ما يمكن إنقاذه حتى عندما تكون الظروف قاتمة للغاية. وقد صرح أليغري قبل مغادرته استاد برنابيو بعد الهزيمة من ريال مدريد أنه سيغير من طريقة أداء الفريق. لكن ذلك اللقاء شهد أيضا شيئا قد يبعث على الراحة والتفاؤل بالنسبة لفريق الميلان، وجاء هذا الشيء بالتحديد من بين قائمي المرمى. فقد أهدت إصابة أبياتي الحارس الأساسي للمي لان الفرصة لأميليا ليلعب أولى مبارياته هذا الموسم، وهي أعقد وأصعب بداية كان من الممكن أن تواجه حارس المرمى، لكن أميليا حارس مرمى فريق جنوا السابق ظهر بشكل رائع، مثلما فعل أيضا في فترة الإعداد التي سبقت بطولة الدوري. ولم يتأثر أميليا، الذي لا يتحمل أية مسؤولية في الهدفين اللذين دخلا مرماه، بوجود 80 ألف متفرج وأنقذ هدفين محققين من كريستيانو رونالدو وهيغوين. ويؤكد تألق أميليا ما ظهر خلال فترة الإعداد الصيفية، وهو أن أليغري مدرب الميلان يستطيع الاعتماد على عدد من حراس المرمى أصحاب المستوى الرائع.

اتزان وهدوء أعصاب: وأمام أميليا حارس الميلان المتألق ببضعة أمتار كان هناك كلارينس سيدورف يحاول أن يوضح الطريق الصحيح الذي يتعين على الميلان اتباعه للخروج من هذه الهزيمة وتبعاتها. وقد صرح اللاعب الهولندي يوم الأربعاء قبل العودة إلى ميلانو قائلا في هذا الصدد: «ما زالت هناك 3 مباريات في بطولة دوري أبطال أوروبا، وينبغي أن نحتفظ بهدوئنا. إن الهزيمة مستحقة، فنحن لم نؤدِ مباراة جيدة، لكن دعونا ننظر إلى الأمام. لقد كان هناك حقا فارق كبير بيننا وبينهم، لكننا نتحدث عن مباراة واحدة فقط. يجب أن لا نبدأ بعمل كثير من المحاكمات والتحليل».

المصابون: وبعد الراحة التي حصل عليها لاعبو فريق الميلان لمدة نصف يوم إثر عودة الفريق من إسبانيا، استأنف الفريق تدريباته صباح أمس بمعسكر «ميلانيللو». وسيتم خلال الفترة المقبلة تقييم حالة المصابين تياغو سيلفا وأبياتي وأمبروزيني الذي يخضع للعلاج منذ فترة طويلة. ومن المفترض أن يتعافى البرازيلي تياغو سيلفا من إصابة الكاحل الأيسر قبل مباراة الفريق يوم الاثنين المقبل في نابولي. وتبدو حالة أبياتي أكثر تعقيدا، فقد غاب اللاعب عن المباراة الأخيرة لشعوره بآلام في فخذه الأيمن، وكذلك بالنسبة لأمبروزيني الذي لم يتعافَ بعد من إصابة ركبته اليسرى. وقد يعود حارس المرمى ولاعبا خط الوسط للمشاركة يوم السبت 30 أكتوبر (تشرين الأول) أمام فريق اليوفي في بطولة الدوري.