جاءت ردود الأفعال في وسائل الإعلام الإيرانية والمواقع الإلكترونية المهتمة بالكرة الآسيوية متوافقة إلى حد كبير مع خيبة الأمل الكبيرة التي خرج بها أنصار فريق الهلال من ملعب الملك فهد الدولي بالرياض أول من أمس، وهم يتنهدون حزنا وألما على خروج فريقهم من سباق الفوز بالبطولة القارية بصورة درامية مؤثرة، وهو الأمر الذي لم يتمكن مشجعو الفريق الأزرق من هضمه، وجاء الحديث أولا من طرف صحيفة «بارسيك إيران»، التي تناولت في تقرير أعدته عن اللقاء المحصلة النهائية للمباراة، وفتحت بعنوان: «ذوب آهن أصفهان يتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا بالفوز على الهلال ذهابا وإيابا، مباراة تنتهي بهدف وحيد في مرمى الهلال تؤمن التأهل للإيرانيين»، وتناول موقع الصحيفة الظهور السعودي الباهت في المباراة بالقول: «إن الخسارة الأولية التي تلقاها الهلال قبل أسبوعين في أصفهان فتحت باب التساؤل لدى الكثيرين عن وضع الفريق السعودي الحالي، والذي بدا عاجزا أمام الوهج الإيراني أولا والانضباط التكتيكي التي ظهر به رجال منصور زادة ثانيا».
وأضافت الصحيفة أن الهلال السعودي دفع ثمن البداية الضعيفة التي ظهر عليها منذ بداية الموسم الحالي، بعكس موسمه السابق، وأردفت أن المباراة بدأت كعاصفة سعودية توهم معها الكثيرون بأن ذوب آهن أصفهان سيفشل في التصدي لها، ولكن بقي الصمود الذي يقوده حارس متألق وخط دفاع قوي هو سيد الموقف، وزاد بأن غياب عنصر الإبداع في خط الوسط كان السبب الرئيسي في فشل الهلال في تحقيق فوز كان مطلبا لكل السعوديين، وبأن موجة التمريرات والكرات العرضية التقليدية التي كانت هي السائدة خلال مجريات اللقاء، هي التي أفقدت الفريق السعودي فرصة إكمال مسيرته الناجحة في البطولة، التي بدأها منذ الموسم الماضي.
وتابعت الصحيفة قولها: «رجال أصفهان تمكنوا من أداء رقصة السيف على الأراضي السعودية بعد أقل من عام ونصف ردا على تلك التي أداها السعوديون على أرض ملعب أزادي احتفالا بفوز منتخب بلادهم على المنتخب الإيراني بهدفين أسهما في إبعاد المنتخب الفارسي عن فرصة التأهل لكأس العالم».
في حين تحدثت وكالة «فارس» الإخبارية عن اللقاء قائلة: «الهلال لم يكن ليملك زمام الأمور وسط الانضباط الذي أبانه لاعبو ذوب آهن أصفهان، حيث ظهر بعض نجوم الفريق السعودي كأشباح حقيقيين، وبالأخص الثنائي القحطاني والمحياني».
وأضافت الوكالة في معرض تعليقها على الحدث: «على الرغم من عدم جمالية الأداء للفريق الإيراني فإن ذلك لم يلغِ أحقيتهم في التأهل بالنظر إلى الحيوية والحماس والسرعة التي بدا عليها الإيرانيون، مقابل تناقص هذه الجوانب لدى الجانب السعودي الذي كافح لاعبوه لخلق فرص واضحة طوال المباراة، التي افتقد فيها لاعبو الأزرق رباطة الجأش هجوميا، بعكس الفريق الإيراني، الذي بدا أكثر خطورة في بعض الأوقات، وتمكن من تسجيل هدف الأسبقية والتأهل عبر مهاجمه البرازيلي إيغور كاسترو، في تأكيد عملي لحديث مهاجم الهلال الدولي ياسر القحطاني قبل المباراة، الذي شدد على صعوبة المواجهة، ويبدو أن القحطاني نفسه، الذي حاول التسجيل في المباراة دون طائل، تيقن من حقيقة الأمر على أرض الواقع بعد أن تمكن نجوم أصفهان من حرمانه مع زملائه في الهلال من نيل فرصة اللعب على النهائي القاري الكبير». في حين كان حديث الموقع الرسمي للفريق الإيراني منصبا على الوصف الفني لمجريات اللقاء، حيث استهل الموقع وصفه بالقول: «الفوز السعودي كان يتطلب التقدم وبذل المزيد من الجهود على الصعيد الهجومي، وهذا الأمر لم يتحقق لأن الإيراني كان متشربا برغبة عارمة للتأهل للنهائي القاري».
وزاد الموقع بأن الهلال لم يتمكن في تلك الأمسية من فتح الحصون الدفاعية المنيعة التي طوقه بها لاعبو ذوب أصفهان بقيادة حارسهم الممتاز، الذي أسهم في حرمان القحطاني ورفاقه من التسجيل في بعض الفرص النادرة، التي لاحت بصورة حقيقية خلال مجريات اللقاء في الشوط الثاني، والتي لم تمنع من إطلاق الفرح الإيراني من الأراضي السعودية بعد أن دوت صافرة النهاية في أرجاء ملعب الملك فهد الدولي، التي تأكد معها الجميع أن لاعبي ذوب آهن أصفهان الإيراني سيلعبون في نهائي الكأس يوم الثالث عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. في حين عنونت صحيفة «تباريز» الإيرانية للمواجهة بـ«الهلال صفر - ذوب آهن واحد»، وفي التفاصيل المختصرة للقاء أورد الموقع شرحا فنيا مقتضبا لمجريات اللقاء ومن ثم قام بإضافة موضوع ذي صلة يتعلق بمدربي الفريقين، فقد أظهر البلجيكي إيريك غيريتس حزنه الشديد على الخروج المر، واعترف غيريتس بأن الهلال لم يقُم بعمل جيد خلال المباراة، وبأن الأداء الذي قدمه اللاعبون لم يكن كما توقع، وبأن الهلال خاض مباراة أمام فريق قوي جاء إلى السعودية من أجل الحصول على التأهل وتمكن من تحقيق ذلك. ومن جانبه أشاد موقع «طهران تايمز» بالأداء القتالي الذي ظهر به لاعبو ذوب آهن، وقال: «قاتل الرجال من أجل التأهل للنهائي ونجحوا في ذلك. يجب أن يتقدم الجميع في إيران بالشكر الكبير للاعبين ومن خلفهم المدرب منصور زادة على الأداء الرائع الذي قدموه طوال المباراة»، وأضاف: «كان الجو حارا وكانت رحلة شاقة وصعبة من إيران إلى السعودية، ولكن الإيمان بقدرات اللاعبين ضمن لنا بطاقة التأهل»، وأضاف الموقع: «ركز منصور زادة على الدفاع لأننا تعرضنا لضغط كبير من قبل السعوديين، ولكن تمكن اللاعبون من احتوائه بشكل رائع». واختتم الموقع: «الجميع لاحظ أن الهلال يعاني من مشكلة في تأمين المهاجمين الجيدين».