الإعلام البريطاني ينقلب على روني ويتهمه بالأنانية

أشاروا إلى أن تصرفاته الانفعالية تأتي عندما لا تسير الأمور وفق رغبته

TT

ما زالت قضية واين روني مهاجم إنجلترا وإعرابه عن رغبته في ترك ناديه مانشستر يونايتد بشكل مفاجئ هي الشغل الشاغل للإعلام البريطاني الذي كان يشعر أن هذا اللاعب لن يترك أبدا هذا الفريق.

وكتب بريان مور في صحيفة «دايلي تلغراف» أمس متهما روني بالأنانية وأشار إلى أن تعليقاته القاسية ضد استهجان مشجعي المنتخب الإنجليزي في أعقاب الأداء السيئ أمام الجزائر في كأس العالم، تظهر أن هذه السمة الشخصية وجدت منفذا بديلا. وقال مور: تأتي رغبة روني الصريحة في مغادرة نادي مانشستر يونايتد متسقة مع ردود أفعاله عندما لا تسير الأمور وفق رغبته، دون تفكير كاف في عواقب هذا الإعلان.

خضع روني هذا الصيف للعديد من الضغوط النفسية نتيجة القضية المرفوعة أمام المحكمة العليا من قبل وكيل أعمال سابق له، والأداء السيئ في كأس العالم، وعلى الرغم من المزاعم بشأن بائعة الهوى التي أكملت فصل المشكلات بفضيحة جاءت فيما بعد. كان ينبغي أن يعلم روني أنه سيكون محط أنظار صحيفة مثل «نيوز أوف ذا وورلد» وأنه سيضطر في مرحلة ما لأن يواجه زوجته ووسائل الإعلام العالمية. حتى ولو لم يعرف ما إذا كان روني أم وكيله بول ستراتفورد، هو من أثار أولا إمكانية الانتقال، لكن لن يكون من الصعب الاعتقاد بأن هذه العوامل المحزنة التي تفاقمت بالنصيحة التي أكدت على إمكانية تراجع النادي، هي التي أدت إلى مثل هذا القرار. هذا النوع من المواقف عادة ما يكتسب زخما خاصا، عبر عدد هائل من التعليقات والتوقعات، وعندما تتزايد الضغوط نتيجة تعليقات السير أليكس فيرغسون يوم الثلاثاء فمن المتوقع أن يدير اللاعب وجهه للعالم حتى وإن كانت هناك شكوك في قراره نفسه. تعليقات روني الأخيرة والشكوى من مستوى الإنفاق في مانشستر يونايتد حملت أدلة على أنها صيغت من قبل محام وصيغت بالصورة الوحيدة التي يمكن أن تترك له قدرا ضئيلا من المسؤولية، هذا إن صدقها أحد على الإطلاق. نحن بحاجة لأن نسمع من مدير مانشستر ديفيد جيل، بشأن العديد من اللقاءات التي زعم روني أنه عقدها معه وما قاله فيها. وعلى روني أيضا أن يوضح نوعية الضمانات التي يرغب فيها لأنه إن لم يفعل ذلك فستظل تلك العبارة مبهمة وبمثابة عذر غير مبرر له لترك النادي في أي لحظة. وإذا فعل ذلك وأعطى مانشستر يونايتد الضمانات، فهل سيستمر روني في النادي؟. كان الكثير من اللاعبين الكبار قد غادروا النادي دون استبدالهم، لكن سجل فيرغسون يثبت أنه لا يعيد بناء الفريق عبر شراء خمسة أو ستة لاعبين من طراز عالمي مثل كانتونا وشمايكل وكين وتيفيز ورونالدو وروني - لم يظهر أي من هؤلاء اللاعبين على الساحة الأوروبية إلا بعد اللعب مع مانشستر يونايتد. علاوة على ذلك، إذا أردنا أن نتحدث عن الإنجازات، فعلى الرغم من أن تيفيز ورونالدو لم يفوزا بشيء منذ أنا غادرا النادي، فاز روني بالكثير من الألقاب.

وعلى الرغم من زعمه بأنه لاعب من طراز عالمي فإن روني فشل في آخر كأسي عالم وآخر بطولة أوروبية وإذا ما نظرت إلى قائمة الفرق التي أحرز في مرماها مع منتخب إنجلترا ستجد أنها ليست من الفرق القوية.

لم يكن روني عاملا مؤثرا في فريق مانشستر في بطولة دوري أبطال أوروبا فلم يسجل بعد مباراة بايرن ميونيخ، سوى مرة واحدة في نهاية مارس (آذار) الماضي. وقد أدلى لاعب الجناح السابق في فريق تشيلسي بات نيفن بتعليقات شيقة هذه الأسبوع في محطة راديو «بي بي سي 5»، فقال: «إن الرغبة التنافسية التي يجب أن توجه إلى أمور ميدانية سمح لها بأن تمتد إلى قضايا جانبية مثل المال. فأن تكون على رأس قائمة الأجور يعتبر كميدالية شرف بين لاعبين يحصلون على مقابل إنجازهم الرياضي». وحدد نيفن أيضا القيود التي فكر فيها بلاتيني بشأن إنفاق الأندية المبالغ فيه، والتي إن طبقت كما خطط لذلك، فيجبر ذلك الأندية على خفض الرواتب وأن روني ووكيل أعماله ربما يستفيدون مما قد يعتبر الفترة الأخيرة عندما تنتزع هذه الرواتب المبالغ فيها من الأندية الخائفة من الخسارة لصالح المنافسين. في دفاعه طرح العديد من الأسئلة هذا التساؤل المعتاد - لو عرض عليك أربعة أضعاف ما تحصل عليه الآن، فماذا ستفعل؟ أشار ستان كوليمور، وهو لاعب سابق أيضا، إلى السير ألان شوجر وبيل غيتس قائلا: «إنهم لم يقولوا حد المال الذي يمكن أن يكفيهم لكنهم يواصلون تجميع الثروات، هناك فرق واضح بين هذه النقاط البسيطة».

القرار بالنسبة لشخص عادي يقبل زيادة ستؤمن مستقبله ومستقبل عائلته لا يماثل قرار رجل لديه أكثر مما يمكن أن يؤمن مستقبله مرات عديدة. علاوة على ذلك فإن أعمال غيتس تصنع المال وبهذا يقاسون، وصناعة لاعب كرة القدم هي كرة القدم عامل مساعد في ذلك، فلا أحد يقدر مكانة لاعب كرة القدم بثروته. ربما يدرك روني الآن أن انتقاله ليس سوى دواء وصف له، لكن لسوء الحظ فإن مستقبل روني ليس ورديا كما يتصور لأن هناك قيودا لا يمكنه القيام بالكثير حيالها، ومحاوله تجاوزها ستثير المزيد من الخوف. الانتقال إلى الخارج، خاصة إلى مدريد سيكون تحديا ثقافيا، فمدريد وبرشلونة تختلفان بصورة كبيرة عن إنجلترا والطريقة التي يعيش بها الإسبان تركز على العائلة الكبيرة.

النقطة الأخرى في أن روني لا يمكنه إيجاد حل دون خسارة واضحة هو أن زوجته كولين لديها أخت صغيرة هي روزي تعاني من خلل عقلي (متلازمة ريت)، وقد أعلنت زوجته أنها لا تنوي الانتقال بعيدا عن شقيقتها خلال مرضها. سيسعد مانشستر سيتي بقدر ما سيكره مانشستر يونايتد، بشراء روني، لكن ذلك لا يعني أي شيء بالنسبة للاعب، فالقضية لا تزال كما هي بالنسبة لروني. ولكن هل سيستطيع الاندماج في مانشستر سيتي. لن يحل روني في الوقت الحالي محل تيفيز، وعلى الرغم من قدرة سيتي على اللعب بخطة 4 - 4 - 2 أو اللعب بروني خلف تيفيز، فقبل أشهر قليلة زعم الخبراء أن أفضل مكان لروني هو موقع رأس الحربة المنفرد. ولم يتأكد بعد ما إذا كان سيتي مستعدا لطرد تيفيز أو تعديل طريقة لعبه وربما الأهم بنية الرواتب لتناسب روني.

قصة روني هي مجرد مثال آخر على تأثير وكيل الأعمال وأنانية اللاعب، وتراجع لتحويل كرة القدم إلى لعبة يحاول فيها المديرون الفنيون التسوية لا السيطرة.