نتائج سيئة للفرق الإيطالية في بطولة الدوري الأوروبي

باليرمو يسقط على أرضه بثلاثية نظيفة أمام سيسكا موسكو وسمبدوريا يخسر في أوكرانيا وتعادل نابولي على ملعبه أمام ليفربول

TT

تعادل فريق نابولي سلبيا مع فريق ليفربول الإنجليزي في المباراة التي أقيمت بينهما باستاد سان باولو بمدينة نابولي، في بطولة الدوري الأوروبي. وكان الانطباع السائد خلال هذا اللقاء هو أن فريق نابولي يخشى فريق ليفربول بدرجة مبالغ فيها، على الرغم من أن الفريق الإنجليزي لم يظهر بشكل قوي. ولم يقدم فريق المدرب ماتزاري أداء جماعيا يستحق به الفوز، ولذلك يعتبر التعادل نتيجة عادلة تبقي الفريقين في سباق التأهل للدور التالي، وقد صرح ماتزاري مدرب فريق نابولي عقب المباراة قائلا: «يجب الاعتراف بقوة فريق ليفربول. لقد تعودنا في مباريات الدوري الإيطالي على مهاجمي المنافس وطرق لعبهم، لكننا في هذه المباراة واجهنا فريقا عالميا، حقق نتيجة إيجابية في مباراتين من 3 مباريات لعبها في البطولة ودخل هذا اللقاء على هذا الأساس».

الحذر: لم يظهر فريق نابولي بشكل متميز في هذا اللقاء على الرغم من احتشاد المدرجات بـما يزيد عن 60 ألف مشجع يؤازرون الفريق؛ فقد ظهر فريق نابولي شديد الحذر والخوف طوال الشوط الأول للقاء، على الرغم من أن غياب جيرارد وتوريس وكاوت وجونسون عن الفريق الإنجليزي، والخروج المبكر لكارغر، كان من المفترض أن يدفع بكافاني ورفاقه لمحاولة تحقيق الفوز. لكن رينا حارس مرمى فريق ليفربول لم يظهر مطلقا في الصورة، ولم يتعرض مرماه لأي خطورة تذكر. وأضاف ماتزاري قائلا في هذا الصدد: «رغم كل شيء يمتلك فريق ليفربول لاعبين جيدين لا بد من احترامهم. لقد تميز أداؤنا بالفعل خلال الشوط الأول بالعقم، ولم يمنحنا المنافس مساحات يمكننا أن نتوغل فيها. وأعتقد أن أداء الفريق قد تحسن في الشوط الثاني عندما بدأنا في الهجوم بطريقة أكثر تنظيما وخلقنا بعض الفرص الجيدة. وفي النهاية قلّت فاعليتنا مجددا، لكننا كنا نسيطر على اللقاء». ويرى ماتزاري أن التعادل نتيجة ليست سيئة نظرا لأنه يمتلك بالفعل أفكارا واضحة بشأن مباراة العودة أمام فريق ليفربول: «سنذهب إلى ليفربول من أجل تحقيق الفوز، وأنا واثق من ذلك. إنني أؤمن بقدرة الفريق على التأهل عن هذه المجموعة، وأرغب في أن يكون لدى الفريق نفس القناعة».

الأحداث: وتحدث أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي عن أحداث العنف التي وقعت في اليوم السابق للقاء: «لا يمكن وصف من يرتكب أعمال عنف بالمشجعين، فهم مجرمون حقيقيون. لقد كان المشجعون الحقيقيون يجلسون في المدرجات. وتصرفت الجماهير بطريقة حضارية رائعة أعادت لمدينة نابولي ماء وجهها بعد المظهر السيئ الذي ظهرت به بعد ما حدث مساء الأربعاء».

وفي المجموعة السادسة من نفس البطولة لقي فريق باليرمو هزيمة ثقيلة بنتيجة 0 - 3 على يد فريق سيسكا موسكو الروسي، في المباراة التي أقيمت بينهما في مدينة باليرمو.

إن مَن يشاهد فريق سيسكا موسكو بمهاجمه البرازيلي فانغر لوفر وشعره المصبوغ باللون الأزرق، وبلاعبه الياباني هوندا ذي الشعر الأصفر في وسط الملعب، ويعرف أن جناحه الأيسر أوليسيه هو حفيد أوليسيه لاعب اليوفي السابق، وأن لاعبه الروسي ألدونين بدأ حياته مطربا مع فريق البيتلز يعتقد أن الفريق الروسي هو فريق من الهواة، لكن من يشاهد الفريق وهو يلعب داخل المستطيل الأخضر يدرك أنه فريق حقيقي وقوي، وأنه يلعب في بطولة الدوري الأوروبي عن طريق الخطأ لأنه يستحق اللعب في بطولة دوري أبطال أوروبا، وأنه استحق أيضا الفوز على فريق باليرمو في عقر داره بثلاثة أهداف نظيفة. وكان نجم اللقاء من الفريق الروسي هو اللاعب الإيفواري دومبيا، المولود عام 1987، الذي انتهى به المطاف في روسيا بعد أن لعب في اليابان، وحصل على لقب الهداف في سويسرا. فقد سجل هدفين في مرمى فريق باليرمو، إلى جانب الهدف الثالث الذي حمل توقيع نيتشيد، وفتح الطريق أمام فريقه ليتصدر المجموعة برصيد 9 نقاط، ودون أن يدخل مرماه أي هدف حتى الآن.

أزمة إيطالية: لقد دفع فريق باليرمو هو الآخر ثمنا باهظا للمشاركة الأوروبية ليسهم في زيادة أزمة الأندية الإيطالية التي خرجت بنتائج سيئة للغاية - باستثناء الإنتر - في هذه الجولة من البطولات الأوروبية. واعتمد فريق باليرمو في الشوط الأول على جهد بالزاريتي وعبقرية باستوري الذي هيأ كرة رائعة لهيرنانديز في بداية اللقاء. وقد أبدع باستوري لمدة 45 دقيقة، لكن سير اللقاء أصابه بالعصبية، فارتكب خطأ فادحا عندما صفق للحكم مستهزئا به وتعرض للطرد. وظهر باقي لاعبي فريق باليرمو بمستوى منخفض، وكذلك المدرب ديليو روسي الذي أخطأ بشدة عندما دفع دارميان وجعل كاساني يتقدم ليلعب في مركز الجناح المتقدم، حيث استغل فريق سيسكا موسكو الجانب الأيمن في فريق باليرمو بصورة شديدة الخطورة. وأدى الفريق الروسي المباراة بتنظيم رائع، فكان لاعبوه ينصبون مصيدة التسلل في الشق الدفاعي، وتميز خط وسطه وهجومه بالخفة والفاعلية بفضل هوندا وماميف وجناحيه السريعين أوليسيه وغونزاليس. وأضاع الفريق الروسي ضربة جزاء احتسبت له في الدقيقة 22 من الشوط الأول، إثر عرقلة بينوسي لغونزاليس داخل منطقة الجزاء لكن حارس مرمى فريق باليرمو تصدى لضربة الجزاء التي سددها فانغر لوف. لكن فريق سيسكا موسكو لم ييأس وتمكن الإيفواري دومبيا من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 34، عندما حول برأسه كرة رفعها له نابتبكين بين دارميان وكاساني مدافعي فريق باليرمو. وفي الشوط الثاني راوغ دومبيا نفسه كازامي وجويان، وسجل الهدف الثاني لفريقه. وبعد طرد باستوري فتح الفريق الإيطالي مرماه للهدف الثالث الذي أحرزه نيتشيد. إن فريق سيسكا موسكو فريق رائع يقوده مدرب متميز هو ليونيد سلوتسكي، الذي حقق كمدرب ما منعته إصابة تافهة من تحقيقه كلاعب، فقد سقط سلوتسكي من على شجرة صعد إليها لينقذ هرة صغيرة وتعرض لكسر في الركبة وعمره 19 عاما.

وفي إطار مباريات المجموعة التاسعة من نفس البطولة أكمل فريق سمبدوريا سلسلة النتائج السيئة للفرق الإيطالية بخسارته بنتيجة 1 - 2 أمام فريق ميتاليست الأوكراني علي ملعب الأخير.

وأهدر فريق سمبدوريا فرصة سهلة لتحقيق النقاط الثلاث وضمان التأهل للدور التالي. فقد دخل الفريق الإيطالي اللقاء بتشكيلة من اللاعبين الشباب الذين سيطروا على أحداث اللقاء، ووضعوا أصحاب الأرض في مأزق شديد، لكنهم في النهاية تخلوا عن السيطرة لصالح الفريق الأوكراني الذي كان يلعب ناقصا بعد طرد أحد لاعبيه. وفقد فريق سمبدوريا، الذي كان متوسط أعمار لاعبيه في هذا اللقاء 23.7 عاما، فجأة سطوته الهجومية، وأبطأ من إيقاعه، مما سمح لفريق ميتاليست بإحراز هدفين والفوز باللقاء. وهي الهزيمة الثانية لفريق سمبدوريا أمام فريق ميتاليست بعد أن تلقى الهزيمة بنتيجة 0 - 2 قبل عامين على نفس الملعب في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي.

طرد غريب: لقد غيرت صرامة الحكم الألماني ماير من سير اللقاء، لأن الحدث الأساسي في هذا اللقاء حمل توقيع الحكم الذي قام في الدقيقة 11 من الشوط الثاني بطرد تايسون لاعب فريق ميتاليست لرفضه بطريقة فجة مصافحة اللاعب فولتا الذي قام بعرقلته في وسط الملعب، وقام بعد ذلك بدفع بولي بيده. والغريب أن هذا الطرد أثر سلبا على الفريق الإيطالي أكثر من الفريق الأوكراني. وتعتبر هذه النتيجة خسارة كبيرة لفريق سمبدوريا الذي تمكن في بداية اللقاء من فرض سيطرته وإحراج أصحاب الأرض.

التحول: لقد دانت السيطرة في بداية اللقاء لفريق سمبدوريا بفضل سرعة ومهارة بولي وبوتسي الذي أهدر هدفا محققا مع بداية اللقاء. ولم يتعرض دفاع فريق سمبدوريا لأي مشكلة إلا عن طريق تايسون السريع والمهاري. وتقدم فريق سمبدوريا بالهدف الأول عن طريق كومان إثر كرة لعبها كاسانو لبوتسي الذي هيأها لكومان ليحرز هدف التقدم للضيوف. لكن تايسون أعاد فريقه للمباراة بتسديدة رائعة بيمناه عجز كورتشي حارس سمبدوريا عن التصدي لها. وسدد المهاجم البرازيلي تايسون كرة أخرى مع بداية الشوط الثاني، لكن كورتشي تصدى لها ببراعة، ثم خرج تايسون مطرودا. لكن حسم اللقاء جاء بصورة مفاجئة عن طريق لاعبين برازيليين آخرين، حيث استخلص إيدمار كرة صعبة، وحولها كليتون خافيير ببراعة داخل مرمى كورتشي ليخرج فريق سمبدوريا بهزيمة مفاجئة تكمل سلسلة إحباطات الكرة الإيطالية في هذه الجولة.