البطولات الأوروبية تثبت تدني مستوى الدوري الإيطالي.. وغاريث يسقط إمبراطورية مايكون

الفرق الإيطالية حققت في دوري الأبطال فوزا واحدا وهزيمتين.. وفي الدوري الأوروبي هزيمتين وتعادلين

TT

إنها جولة جديدة محرجة في البطولات الأوروبية تثبت تدني مستوى بطولة الدوري الإيطالي. ما الذي يحدث؟ لماذا نستمر في التدهور؟ فبعد أن وصلنا إلى القاع في مونديال جنوب إفريقيا بدأ مستوانا في الانحدار تحت سطح الأرض. إن نتائج الأندية الإيطالية في الجولة الأخيرة من البطولات الأوروبية تثير القلق. لقد حققت الفرق الإيطالية في بطولة دوري أبطال أوروبا فوزا واحدا وهزيمتين، وفي بطولة الدوري الأوروبي هزيمتين وتعادلين. فقد تعرض الميلان يوم الثلاثاء الماضي إلى هزيمة مذلة أمام نادي ريال مدريد وخسر فريق روما أمام فريق بازل المتواضع. وحقق الإنتر يوم الأربعاء فوزا مجنونا على فريق توتنهام الإنجليزي. ويوم الخميس خسر فريق سمبدوريا بقيادة كاسانو في أوكرانيا ولقي فريق باليرمو هزيمة ثقيلة على يد فريق سيسكا موسكو. وظهر فريق نابولي عاجزا عن الفوز على فريق ليفربول رغم ظهور الفريق الإنجليزي بأضعف حالاته خلال الـ10 سنوات الماضية. وتعثر اليوفي أيضا وتعادل مع فريق سالزبورغ الذي يواجه صعوبات كبيرة في الدوري النمساوي. إن الأمر يشبه مشاهد الاكتفاء الذاتي، فنحن ندور في فلك بطولتنا المحلية البدائية، دوري الدرجة الأولى الإيطالي الذي كان في الماضي يمتلك سمعة رائعة كأجمل دوري في العالم، وبمجرد أن نخرج الآن من النطاق المحلي نشعر بغربة من ابتعد عن وطنه. إن نادي الإنتر يبقى هو بطل أوروبا وصاحب لقب دوري أبطال أوروبا، لكنه حقق ذلك اللقب بفريق يخلو من اللاعبين الإيطاليين، باستثناء بعض اللاعبين الاحتياطيين. وبخلاف الإنتر، يبدو الأمل معدوما في باقي الأندية الإيطالية.

ويتحدث الناقد الرياضي لويجي غارلاندو عن مباراة الإنتر وتوتنهام فيقول: حدد بعض المؤرخين بداية العصور الوسطى بتاريخ احتلال روما (410) من قبل القوط الغربيين الوافدين، وهو حدث درامي بالنسبة للعالم الغربي بأكمله، وبعد مرور 1600 عام، أعاد التاريخ نفسه مرة أخرى في فريق إنترناسيونالي الإيطالي عندما تم اختراق حصن سيسيناندو دوغلاس مايكون المنيع (مثل الأيام الثلاثة التي قضاها البربر في روما)، ولكن هذه المرة كانت المهمة موكلة إلى غاريث بال الذي انطلق نحو مرمى الإنتر بثورة عارمة، مسددا سهامه الثلاثة داخل شباك جوليو سيزار، الاسم الذي يلمع في سماء إمبراطورية الإنتر.

منذ 4 أعوام، كان مايكون بطلا لشعب الإنتر، وكان الأخ الأكبر الذي يمنح الآخرين الشعور بالقوة. لقد كان البرازيلي مثل هولك الأسطورة الذي يتحول إلى اللون الأخضر، وكان يذكرنا أحيانا بالقراصنة الكبار القادرين على فعل كل شيء. إنه مايكون الذي سجل هدفا صاروخيا في سيينا، وحمل مورينهو على كتفه ليدور به في أرجاء الملعب، وهو ذلك السد العالي الذي سجل هدف الفوز بدرع الدوري في مرمى جانلويجي بوفون العظيم في أحد المواسم، وهو أيضا من كانت تشدو له الجماهير قائلة «كم أنت قوي يا مايكون». ولذلك، لم يتوقع أحد أن تتعرض إمبراطورية مايكون الدفاعية إلى مسرح للأهداف السهلة. لقد أجمع مشجعو الإنتر في بداية الموسم الحالي على تألق النجم البرازيلي قائلين: «سيقيم مايكون حفلا راقصا مساء يوم السبت، ثم سيحضر إلى الملعب مباشرة دون أن يمر بمنزله لكي يصفع منافسيه من الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة 90. كم هو قوي مايكون!».

غير أن ما حدث هو العكس؛ حيث لاحظ الجميع التصدعات والتشققات التي حلت بإمبراطورية مايكون؛ حيث خلع اللاعب عنه عباءة الرجل الخارق، وأخذ يؤدي مهمته على الأجناب بشكل محدود للغاية. وفي اللحظات الصعبة، كما حدث على أرض الملعب الأولمبي في مواجهة روما، كان الجميع ينتظرون ظهور هولك الأخضر ليسترد الفوز من فريق العاصمة، ولكن شيئا لم يظهر، حتى إن جريدة «لا غازيتا ديلو سبورت» قيمت أداءه بـ4.5 درجة فقط. وفي عشية مباراة الإنتر مع تنوتنهام، صرح بينيتز قائلا: «مايكون لا يعاني أية مشكلة، فهو بخير ويتطور بشكل طبيعي مع الفريق». وفي اليوم التالي، نجح غاريث بال في المرور من بين أيدي مايكون بسهولة تامة 3 مرات متتالية، مسجلا أهدافه الثلاثة. فهل يمكننا أن نعتبر أن هذه الثلاثية بداية العصور الوسطى الخاصة بمايكون، أم أن الإهانة التي تعرض لها أمام توتنهام ستثير غضبه وستوقظ لديه الرغبة في العودة لسابق عهده؟ والآن نحن ننتظر كيف سيبدو مايكون في المباريات المقبلة بعد أن كان أقوى ظهير في العالم.