بعد أن حفلت البطولات الأوروبية في الأيام الماضية بأحداث اتسم معظمها بالإثارة، تعود إلى الملاعب الإنجليزية والإسبانية والإيطالية منافسات البطولات المحلية التي قد لا تخلو من بعض المفاجآت. في إنجلترا تتجه الأنظار إلى ملعب «سيتي أوف مانشستر»، حيث يتواجه مانشستر سيتي مع ضيفه آرسنال في المرحلة الثامنة من الدوري الإنجليزي التي تشهد اختبارا صعبا لمانشستر يونايتد لأنه يحل ضيفا على ستوك سيتي العنيد، في حين يلتقي تشيلسي حامل اللقب والمتصدر مع ولفرهامبتون الجريح. وفي إسبانيا بعد الفوز الثمين للفريق على ميلان 2/صفر في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي، لم يعد لدى لاعبي ريال مدريد ومشجعي الفريق أي صبر على انتظار مباراة الفريق التالية التي يستضيف فيها ريسينغ سانتاندر اليوم ضمن مباريات المرحلة الثامنة من الدوري الإسباني لكرة القدم. وفي إيطاليا وبغياب الأرجنتيني دييغو ميليتو عن صفوف الفريق بسبب الإصابة، سيتولى إيتو قيادة هجوم إنتر لإزعاج دفاع المنافس عندما يستضيف سمبدوريا بعد غد ضمن منافسات المرحلة الثامنة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.
* الدوري الإنجليزي تعتبر المواجهة بين مانشستر سيتي وآرسنال قمة بكل ما للكلمة من معنى، استنادا إلى عدة عوامل، أولها موقع الفريقين في الترتيب حيث يحتل الأول المركز الثاني بفارق نقطتين عن تشيلسي، بينما يحتل منافسه المركز الثالث بفارق 3 نقاط عن مضيفه، وبفارق الأهداف عن كل من مانشستر يونايتد وتوتنهام. كما أن الفريقين يقدمان عروضا مميزة، حيث يبحث سيتي، الذي يعتبر من أكثر الفرق إنفاقا في أوروبا خلال الموسمين الأخيرين، عن فوزه الخامس على التوالي في الدوري المحلي من أجل أن يبقى قريبا من تشيلسي أو لينقض على الصدارة في حال تعثر الأخير.
ويدخل فريق المدرب الإيطالي، روبرتو مانشيني، إلى هذه الموقعة بمعنويات مرتفعة جدا بعد تغلبه أول من أمس على ضيفه ليخ بوزنان البولندي 3/1 في مسابقة الدوري الأوروبي بفضل ثلاثية من التوغولي إيمانويل أديبايور الذي افتتح سجله التهديفي هذا الموسم بأفضل طريقة ممكنة. أما بالنسبة لآرسنال الذي عاد إليه قائده الإسباني فرانسيسك فابريغاس، فهو كان استعاد في المرحلة السابقة توازنه على حساب برمنغهام (2/1) بعد أن كان خسر موقعة العاصمة مع تشيلسي (صفر/2).
وسيكون الخطأ ممنوعا على آرسنال في هذه المواجهة لأنه قد يجد نفسه في المركز السادس، في حال تكرر سيناريو زياراته الـ3 الأخيرة إلى «سيتي أوف مانشستر ستاديوم»، حيث تلقت شباكه 10 أهداف في هذه المباريات (صفر/3، و2/4، وصفر/3 على التوالي)! علما بأن الفوز الأخير للفريق اللندني على ملعب مضيفه يعود إلى الثاني من فبراير (شباط) 2008 عندما فاز 3/1 بفضل هدفين من أديبايور تحديدا.
وعلى ملعب «ستامفورد بريدج» يبحث تشيلسي عن تعويض تعادله في المرحلة السابقة أمام أستون فيلا (صفر/ صفر) عندما يستقبل ولفرهامبتون الثامن عشر في مباراة يشارك فيها هدافه العاجي ديدييه دروغبا بعد شفائه من الإنفلونزا التي أبعدته عن مباراة المرحلة السابقة ومواجهة سبارتاك موسكو الروسي في دوري أبطال أوروبا.
أما بالنسبة لمانشستر يونايتد فلن تكون مهمته سهلة على الإطلاق في ضيافة ستوك سيتي العنيد. ويأمل مدرب «الشياطين الحمر»، الاسكوتلندي أليكس فيرغوسون، أن يعطي الفوز الذي حققه فريقه على بورصة سبور التركي، الأربعاء الماضي، في دوري أبطال أوروبا الدفع المعنوي اللازم للاعبين بعد أزمة روني ويقودوا فريقهم إلى استعادة نغمة الانتصارات في الدوري بعد 3 تعادلات على التوالي. أما بالنسبة لتوتنهام الذي لا يتخلف سوى بفارق الأهداف عن مانشستر يونايتد، فهو يستقبل إيفرتون على ملعبه «وايت هارت لاين» بمعنويات جيدة بعد الأداء الذي قدمه الأربعاء الماضي في الشوط الثاني من مباراته مع مضيفه إنتر ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا عندما تألق غاريث بايل وسجل ثلاثية لكنها لم تكن كافية لتجنيب الفريق اللندني الهزيمة (3/4).
وتتجه الأنظار غدا إلى ملعب «إنفيلد» لمعرفة ما إذا كان ليفربول سيخرج من كبوته التاريخية عندما يستقبل بلاكبيرن، لأن فريق المدرب روي هودجسون لا يزال يبحث عن فوزه الثاني فقط هذا الموسم، مما جعله يقبع في المركز التاسع عشر قبل الأخير وبفارق الأهداف فقط عن وستهام متذيل الترتيب. وفي المباريات الأخرى، يلعب اليوم برمنغهام مع بلاكبول، وسندرلاند مع أستون فيلا، ووست بروميتش البيون مع فولهام، وويغان مع بولتون، ووستهام مع نيوكاسل.
* الدوري الإسباني يبدو ريال مدريد مرشحا فوق العادة لكي يحتفظ بصدارته للدوري الإسباني عندما يستقبل على ملعبه «سانتياغو برنابيو» راسينغ سانتاندر في المرحلة الثامنة. ويقدم النادي الملكي عروضا رائعة في الآونة الأخيرة تجسدت الثلاثاء الماضي بالفوز على ميلان الإيطالي 2/صفر في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وتبدو المنافسة على الصدارة محتدمة للغاية، إذ لا يتقدم ريال مدريد على كل من فياريال وبرشلونة وفالنسيا سوى بفارق نقطة واحدة، مما يعني أن أي تعثر مستبعد أمام سانتاندر قد يضع أيا من هذا الثلاثي في الصدارة.
وبدوره يخوض برشلونة اختبارا سهلا في ضيافة سرقسطة، ويبحث النادي الكاتالوني عن تحقيق فوزه الرابع خارج قواعده في مواجهة فريق لم يحقق أي انتصار هذا الموسم. ويبحث فالنسيا عن تعويض لهزيمته الأولى هذا الموسم وذلك عندما يستقبل اليوم مايوركا. أما بالنسبة لفياريال الذي يحتل المركز الثاني بفارق الأهداف عن كل من برشلونة وفالنسيا، فيسعى بدوره إلى تعويض إهداره نقطتين في المرحلة السابقة أمام هيركوليس (2/2)، لكن مهمته لن تكون سهلة على الإطلاق لأنه يستضيف على ملعبه «ال مادريغال» أتلتيكو مدريد في قمة المرحلة، لأن الأخير لا يتخلف عنه سوى بفارق ثلاث نقاط.
وفي المباريات الأخرى، يلعب غدا أشبيلية مع أتلتيك بلباو في مباراة قوية، وخيتافي مع سبورتينغ خيخون، والميريا مع هيركوليس اليكانتي، وأوساسونا مع ملقة، وإسبانيول مع ليفانتي، وبعد غد، الاثنين، ريال سوسيداد مع ديبورتيفو لا كورونيا.
* الدوري الإيطالي يخوض لاتسيو المتصدر اختبارا سهلا نسبيا في المرحلة الثامنة من الدوري الإيطالي، حيث يستقبل على الملعب الأولمبي في العاصمة كالياري الذي لا يزال يبحث عن فوزه الثاني فقط هذا الموسم. ويبحث فريق المدرب إدواردو ريجا عن فوزه الرابع على التوالي والسادس هذا الموسم، ويدرك الفريق الأبيض والأزرق أن الخطأ ممنوع لأن ميلان وإنتر ميلان حامل اللقب لا يتخلفان عنه سوى بفارق نقطتين. ولن تكون مهمة ملاحقيه سهلة على الإطلاق في هذه المرحلة، إذ يخوض ميلان، بعد غد، الاثنين، اختبارا صعبا على ملعب «سان باولو» في مواجهة مضيفه نابولي الرابع (12 نقطة). أما بالنسبة لإنتر ميلان فهو يستقبل على ملعبه «جوسيبي مياتزا» سمبدوريا السابع في مباراة صعبة يأمل أن يخرج منها فريق المدرب الإسباني بينيتيز بالنقاط الـ3، وأن لا يتكرر سيناريو المباراة الأخيرة بين الطرفين (صفر/صفر) عندما طرد 3 لاعبين. وفي المباريات الأخرى، يفتتح فيورنتينا الجريح المرحلة اليوم في مواجهة باري، بينما يلعب غدا الجريحان الآخران بارما وروما، وبولونيا مع يوفنتوس، وكييفو مع تشيزينا، وجنوا مع كاتانيا، وليتشي مع بريشيا، وأودينيزي مع باليرمو السادس.