اختصاصي تطوير القدرات البشرية: قانون «الجهد المعكوس» و«أم صلال» أطاحا بالهلال

الصيني قال إن «ترتيب الأفكار» أضاع بيونغ والفريدي.. وهندسة الفكر ستعيد الأزرق والشباب

TT

أكد اختصاصي تطوير وتنمية القدرات البشرية الدكتور إبراهيم الصيني أن ما حدث لفريق الاتحاد في الموسم الماضي بعد خروجه من البطولة الآسيوية من انحدار للمستوى لم يفق الفريق منه إلا في بطولة الملك التي توج بطلا لها قد يحدث لفريقي الهلال والشباب بعد خروجهما من البطولة الآسيوية، لافتا إلى أنه في حال تنبه مسيرو هذين الناديين لهذه النقطة المهمة وقاموا بعلاجها فإن تأثيرها سيتوارى تدريجيا وبسرعة، الأمر الذي يجعلها غير مؤثرة على مسيرتهما في المسابقات المحلية.

واسترجع الصيني في معرض حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» حال الاتحاد في الموسم الماضي حينما بالغ الأخير في الاحتفالات قبل المباراة مما جعلنا نتصور أن الفريق حقق الكأس، فكنت في وقتها أتحدث بأن الفريق لن يحقق البطولة، والشاهد هنا أن الفريق تعرض لانحدار شديد في المستوى بعد ذلك، لأن اللاعبين كان لديهم طموح كبير، وهدف يسعون لتحقيقه، وكانوا «قاب قوسين أو أدني» منه، فخسروا البطولة وانتهى الطموح، وهنا ينبغي على الإدارة وضع طموحات ومحفزات جديدة، فالإنسان في الحياة له هدف يسعى خلفه بقوة، فكلما زادت هذه الإرادة لتحقيق الهدف نجده يبتعد أكثر، وكلما اتسع الخيال لتحقيق الهدف كان أقرب، وهاتان نقطتان مهمتين جدا يجب الانتباه لهما من قبل فريقي الهلال والشباب، فالوصول لقمة الطموح وبعد ذلك الخسارة وفقدان كل شيء، ووقوف الإدارة مكتوفة الأيدي وعدم وضع هدف جديد بلا شك سيغيب هنا الجهد الجماعي، ويخرج الجهد الفردي ويضيعه.

وعاد الصيني للتعليق على خروج الهلال من البطولة الآسيوية أمام فريق متواضع بحسب تاريخه حيث قال: هنا يختلف الوضع بأن اللاعب لديه صورة مبرمجة داخليا «مباراة أم صلال» ولو نلاحظ السيناريو في مباراة ذوب آهن نجده مشابها لما حدث في مباراة أم صلال، فاللاعبون لا يستطيعون الركض في الملعب مما جعلهم يظهرون بصورة مهزوزة أمام خصم ليس بالقوي (ذوب آهن)، وذلك يدل على أن العقل الباطن للاعبين كان مهيمنا على العقل الواعي الذي يؤكد إمكانية تحقيق الهلال للانتصار نظرا لأنه الفريق الكبير البطل وصاحب الجماهيرية الغفيرة، وهناك برنامج يبث إنجازات سابقة للفريق لمدة أسبوع، لكن العقل الباطن كان أثره أقوى عندما عرض للاعبين نتائج وإخفاقات سابقة في البطولة الآسيوية «المنحوسة»، لا سيما أن الحدث ارتبط كذلك في ملعب الملك فهد إلى جانب الكثافة الجماهيرية، فكل الأحداث ضغطت القضية وهذا ما يسمى بقانون الجهد المعكوس، فعلى سبيل المثال: قد يمر من أمامك شخص تعرفه جيدا ولكن لا يمكنك تذكر اسمه، وكلما حاولت ضاع الاسم عن عقلك وتصاب بحرج شديد ولكن ما إن تسترخي ويذهب الشخص تجد اسمه يأتي بمخيلتك سريعا، فلو لعب الهلال بأسماء شابة أو فريق رديف «أولمبي» لوجدته يكسب المباراة، والسبب هنا بأن الخوف من تكرار ما حدث في مباراة أم صلال هو ما يسمى بالجهد المعكوس، مضيفا: هناك قانون المقاومة لو أتى شخص وقال أنت كسول وأنت في قرارة نفسك تعرف أنك نشيط وقوي وتقوم بالرد على الشخص ويستنزف منك جهد، فالمقاومة تحتاج لجهد وطاقة وأسلوب، فهذا قانون: أنت تصبح ما تقاومه، فعندما نقول بأن الهلال بطل ولا بد أن يفوز أمام ذوب آهن وهنا نكون أو لا نكون فهذه بداية المقاومة والمشكلة.

وعن مدى تأثر مسيرة فريقي الهلال والشباب في الدوري بعد خروجهما من الآسيوية قال: أي فرد في هذا النادي سواء كان إداريا أو لاعبا يتكون عالمه الداخلي من ثلاثة عوالم: عالم أفكار، وعالم أشخاص، وعالم أشياء، فهو يريد نتيجة المباراة القادمة، وهي الفوز على النصر أو العكس أو فوز الشباب على الأهلي أو العكس أيضا، فإذا سبقت الأشياء بمعنى أنه يريد النتيجة قبل بدء الحدث، ولديه فكر مرتب ولاعبون متميزون وبناء على هذه الفكرة بكل تأكيد سيحقق النتيجة، أما إذا فقد عالم الأفكار فهنا لن يوجد عالم الأشياء أو عالم الأشخاص، وكما قال معظم المحللين «كانوا أشباه لاعبين في الملعب»، حيث فقد عالم الأشخاص والسؤال لماذا فُقد لأن عالم الأشياء فقد وهو الوصول للنهائي، وما دام الأصل وهو عالم الأفكار غير موجود في ذهن اللاعب «ماذا يدور في ذهن اللاعب تجاه هذه المباراة كيف ينظر لفريق ذوب آهن كيف ينظر لذاته» مضيفا: أمام النصر كيف سيفكر لاعبو الفريقين؟، وماذا يدور في أذهانهم؟، إن اعتبر اللاعب الخسارة من الآسيوية ماضيا وانتهى، وهذه كبوة جواد فهنا سيقدم مباراة قوية ويعود قويا، أما إذا كان في ذهنه بأن كل شيء انتهى وهذا بداية الانحدار فبكل تأكيد سيسقط أمام النصر وهو ذات الحال للشباب هي أفكار تدور في ذهن اللاعب، وإذا كان منطلقها قويا فحتما ستكون نفسية اللاعب جيدة.