مانشستر يونايتد يستعيد نغمة الفوز بالتغلب على ستوك سيتي

50 مليون إسترليني من عائلة غلايزر لدعم الفريق استجابة لروني

TT

استعاد مانشستر يونايتد نغمة الفوز بعد 3 تعادلات متتالية بفوزه على مضيفه ستوك سيتي 2/1 في المرحلة التاسعة من بطولة الدوري الممتاز الإنجليزي، في الوقت الذي أعلن فيه ملاك النادي بعد تمديد التعاقد مع واين روني رصد 50 مليون جنيه إسترليني لدعم الفريق بلاعبين جدد.

والفوز هو الأول لمانشستر يونايتد خارج ملعبه هذا الموسم بعد أن فرط في الفوز على فولهام (2/2)، وعلى إيفرتون (3/3) وعلى وست بروميتش (2/2)، وكاد يفعلها أمس أيضا لولا هدف مهاجمه المكسيكي خافيير هرنانديز أواخر المباراة.

ولم يقدم مانشستر يونايتد عرضا جيدا، لكنه حقق الأهم بإحراز نقاط المباراة الثلاث ليبقى على مقربة من المتصدر. كان ستوك، الذي يعتبر ندا عنيدا على ملعبه بريتانيا ستاديوم، الأفضل في نصف الساعة الأول، لكن مانشستر يونايتد نجح في افتتاح التسجيل بهدف متميز عندما تلقى هرنانديز كرة عرضية من نيمانيا فيديتش فسددها برأسه خلفية خدعت الحارس الدنماركي توماس سورنسن وتابعت طريقها داخل الشباك في الدقيقة 27. وحاول ستوك سيتي تعديل النتيجة في الشوط الثاني، لكنه اصطدم بالثنائي ريو فرديناند وفيديتش الذي دافع عن مرماه ببراعة قبل أن يدرك المهاجم التركي تونكاي التعادل عندما خدع المدافع الفرنسي باتريس إيفرا وتوغل داخل المنطقة قبل أن يسدد بيسراه كرة بعيدة عن متناول الحارس الهولندي العملاق إدوين فان در سار في الدقيقة 82.

وظن الجميع أن مانشستر يونايتد سيتابع نزيف النقاط، لكن هرنانديز لعب دور المنقذ عندما استغل تمريرة من إيفرا ليتابع الكرة داخل الشباك من مسافة قريبة في الدقيقة 86، مانحا فريقه فوزا هو في أمسِّ الحاجة إليه.

ورفع مانشستر، الذي لم يهزم الموسم الحالي، رصيده إلى 17 نقطة بفارق 5 نقاط خلف تشيلسي المتصدر.

وربما يعطي هذا الفوز دعما معنويا إلى الفريق الذي عانى الأيام الأخيرة أزمة مهاجمه واين روني الذي هدد بالرحيل قبل أن يوقع على عقد جديد حتى عام 2015، كما أن ملاك النادي تعهدوا برصد 50 مليون إسترليني للمدير الفني السير أليكس فيرغسون لشراء لاعبين جدد، ولكن يجب تمويل أي مصروفات أخرى من خلال بيع لاعبين ليس الفريق في حاجة إليهم.

كان ملاك مانشستر يونايتد، عائلة غلايزر الأميركية، قد وافقوا على مطالب النجم البارز لديهم «واين روني» قبل 3 أيام وجعلوه ضمن اللاعبين ذوي أعلى أجر داخل بريطانيا في تعاقد سيحصل بموجبه على 200 ألف جنيه إسترليني. ولكن لم يمنح الملاك الأميركيون روني أمنيته الأسمى بإعطاء فيرغسون شيكا مفتوحا للمحافظة على مانشستر يونايتد قرب قمة كرة القدم الأوروبية.

وفي لقاء درامي يوم الخميس الماضي، قال المالك المشارك جويل غلايزر لروني إن مديره الفني سيسمح له بإنفاق 50 مليون جنيه إسترليني من أجل إعادة بناء فريقه، الذي كان معتمدا بدرجة كبيرة على المهاجم الإنجليزي.

ويمكن لفيرغسون زيادة هذا المبلغ 20 مليونا أخرى من خلال بيع ما يصل إلى 10 من لاعبي مانشستر يونايتد لا تتم الاستعانة بهم بشكل مستمر.

وعلى رأس قائمة فيرغسون المرغوبة يأتي غاريث بال من توتنهام وغوردان هندرسون من سندرلاند، وهو من أبرز المواهب في منطقة وسط الملعب.

كان بال محل عرض من مانشستر يونايتد مقابل 20 مليون جنيه إسترليني خلال الصيف، وهو ما رفضه رئيس توتنهام، دانيال ليفي، من دون دراسة متأنية.

ومع ذلك، لن يمنع هذا فيرغسون الذي يرى بال يتقدم في المستوى ليكون من بين أبرز اللاعبين خلال الموسم الحالي حتى الآن، ويُظهر «الهاتريك» الذي سجله في منتصف الأسبوع ضد إنتر ميلان مستوى اللاعب.

وسيعرض مايكل كاريك، المقدر بـ8 ملايين جنيه إسترليني، ويمكن أن يضاف الكوري جي بارك سونغ إلى الحزمة من أجل مساعدة مدرب توتنهام هاري ريدناب على الموافقة على بيع غاريث بال.

واتخذ من كاريك كبش فداء في هزيمة مانشستر يونايتد خلال دوري الأبطال أمام برشلونة قبل موسمين، ويعاني منذ ذلك الحين أزمة ثقة. وسيرحب بفرصة للظهور بصورة منتظمة في الفريق الأول. وكذا الحال مع بارك الذي تراجع مستواه الموسم الحالي بعد أن كان من بين أكثر اللاعبين تماسكا داخل مانشستر يونايتد خلال الدور الثاني الأخير.

ويعتبر هندرسون ضمن قائمة أهداف مانشستر يونايتد، وقد جذب أيضا اهتمام كل من مانشستر سيتي وتشيلسي.

ولكن يعتقد فيرغسون أنه سيكون في موقع متقدم عندما يستمع سندرلاند في النهاية للعروض الخاصة بنجم إنجلترا.

وينظر إليه على أنه أفضل لاعب خط وسط، وحصل على ثناء من المدرب المساعد لمنتخب إنجلترا ستيوارت بيرس الذي أوصى فابيو كابيللو به من أجل ضمه في المباراة الودية ضد فرنسا في ويمبلي الشهر المقبل.

وخضع هندرسون لرعاية المدير الفني لسندرلاند، ستيف بروس، الذي سعى جاهدا للاحتفاظ به، لكن بروس يدرك أن الصيف المقبل هو الفرصة الأنسب بالنسبة له كي يتمكن من الحصول على قدر كبير من المال من أثمن أصوله.

كانت عائلة غلايزر قد خصصت 5 ملايين جنيه إسترليني للحصول على بال وهندرسون، لكن هذا المبلغ لا ينفع الآن، وعلى فيرغسون أن يرفع من القيمة ببيع عدد من لاعبي مانشستر يونايتد القدامى.

ومن المتوقَّع أن يلتحق غاري نيفل وإدوين فان درسار بطاقم تدريب مانشستر يونايتد باعتزالهما المرتقب نهاية الموسم، وهناك شعور قوي بأن أوين هارغريفز سيطلب الاعتزال بعد الإصابات المتلاحقة وعدم الشفاء.

ومع التوقعات أيضا بعدم منح مايكل أوين تعاقدا جديدا، فإن هذا سيوفر قدرا كبيرا من المال ينفق حاليا على أجور نجوم المنتخب الإنجليزي.

ويعتبر ويس براون فائضا أيضا على الحاجة، في الوقت الذي سيسمح فيه لداني ويلباك بترك النادي بعد أن قضى غالبية الموسمين الماضيين معارا.

أما الأسماء الهامشية مثل حارس المرمى توماس كوزتشيك ودارون جيبسون فمن المتوقع أن يستخدما في جمع المال؛ حيث يرغب فيرغسون في تعزيز خزينة النادي بمبلغ 20 مليون جنيه إسترليني إضافية.

على الرغم من أن الـ70 مليون جنيه إسترليني التي سيتحرك بها فيرغسون في سوق الانتقالات ضئيلة مقارنة بالأموال الطائلة التي يملكها غريمه مانشستر سيتي، فإنه بذلك يبعث برسالة إيجابية عبر تجديد التعاقد مع ديميتار بيرباتوف وباتريك إيفرا وجون أوشاي الذين لم يتبق لهم الكثير في عقودهم مع النادي.

أما الأولوية الأخرى لفيرغسون فتتمثل في العثور على حارس مرمى من الطراز الرفيع، وربما يكون عرض 10 ملايين جنيه إسترليني على حارس مرمى نادي شالكه مانويل نوير أو حارس مرمى أتليتكو مدريد ديفيد دي غيا كافيا للتعاقد مع أي منهما. ويناضل شالكه على وجه الخصوص لمحاولة السيطرة على الرواتب.

كل ذلك يرسم صورة مشرقة لروني، الذي طالب بهذا النوع من الضمانات من فيرغسون وديفيد غيل وعائلة غلايزر لكي يستمر مع الفريق.

وقال أحد المقربين من روني: «لقد تأثر روني كثيرا بالضمانات التي قدمها له غلايزر، فقد شعر أنه حرك الإدارة بعض الشيء عبر التهديد بالرحيل عن النادي؛ لأن النادي يفتقد الطموح. وقال، بعد التوقيع على عقده الجديد: لقد فعل النادي كل ما يمكن للاحتفاظ بي، ولعل ما فعله النادي في الوقت الذي كانت فيه لياقته البدنية ضعيفة تصويتا على الثقة في روني».

وستثبت الأيام المقبلة قدرة النادي على الحفاظ على هذه الوعود، لكن مع عوامل الجذب التي يمتلكها مانشستر سيتي، يعرف فيرغسون أنه يواجه صيفا محوريا.