حارس المرمى ماركيتي يشكو نادي كالياري إلى المحكمة الرياضية

يطالب بفسخ العقد وتعويضه عن الأضرار بسبب عدم مشاركته مع الفريق

TT

لقد قام بالتبديل الأصعب في الوقت بدل الضائع.. وبينما كانت المباراة تبدو متجمدة ومؤجلا الحديث فيها إلى سوق الانتقالات في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل وقع الانقلاب قبل يومين: حمل فيديريكو ماركيتي حارس مرمى فريق كالياري ناديه على الوقف أمام المحكمة الرياضية.. لتشتعل بذلك الحرب. فقد قام حارس المرمى، بمعاونة محاميه ووكيل أعماله السيد بيبي بوتسو، بالتوقيع على الوثائق التي تدين نادي كالياري الذي يرأسه ماسيمو تشيلينو. إن ماركيتي يطالب بتدخل سريع لحل معضلته، ويركز على فسخ العقد الذي يربطه بالنادي (ومن المفترض أن ينتهي في 2013)، مع التعويض عن الأضرار التي عانى منها، بدءا من عدم استدعائه إلى صفوف المنتخب. وهو ما يعني باختصار: دعوى قضائية بتهمة الضرر.

مفاجأة: وهكذا، وبعد مرور ما يقل عن 15 يوما فحسب على إعادة إصلاح الشجار الذي كان قد نشب بين كونتي وأغوستني لاعبي فريق كالياري، مع بيرباولو بيزولي مدرب الفريق، ها هي الرياح تهب من جديد نحو أسوار نادي كالياري. ويبدو أن هذا الخبر الخاص بماركيتي كان له وقع المفاجأة في نفوس مسؤولي النادي. وجاء التعليق الساخن من جانب النادي على ما حدث في وقت متأخر من الليل وجاء فيه «لقد قرأنا الخبر عبر المواقع الإلكترونية المتخصصة، غير أنه لم يتم إبلاغنا رسميا بشيء حتى الآن». إن ماركيتي لا يشارك مع الفريق في المباريات بسبب «الاختيارات الفنية» كما أكد مدرب الفريق على ذلك مؤخرا، ومنذ الصيف المنصرم وهناك عمليات جذب وشد غريبة بهذا الصدد، فالقصة ملحوظة. فقد استهل ماركيتي مشواره مع المنتخب الإيطالي في مونديال جنوب أفريقيا 2010 وهو حارس بديل لجيجي بوفون لاعب اليوفي والحارس الأول للمنتخب الإيطالي آنذاك، ثم تحول بعدها فيديريكو إلى الحارس الأساسي للآزوري، بعد أن تعرض بوفون لآلام الظهر التي منعته من المشاركة مع الفريق. وصار حال المنتخب الإيطالي وماركيتي في جنوب أفريقيا كما يعلم الجميع. إن تشيلينو رئيس نادي كالياري، والذي كان قد وافق من قبل على بيع الحارس، غير رأيه عقب المونديال وصرح قائلا «سأقدم هدية لبيزولي مدرب الفريق، سيظل ماركيتي في فريق كالياري». لكن الحارس لم يشارك مع فريقه في المباريات. وأكد تشيلينو عقب أحد الحوارات الصحافية التي أجريت معه قائلا «هناك أشياء معينة لا تقال إلى رجال الصحافة. إذا لم يكن ماركيتي يرغب في البقاء معنا فبإمكانه أن يرحل»، لقد أطلقها رئيس النادي. لكن ما هي الأخطاء التي اقترفها حارس المرمى حتى يستحق ذلك؟ لقد تحدث إلى جريدة «لاغازيتا ديللو سبورت» الرياضية عن حزنه لعدم بيع عقده إلى نادي سمبدوريا، حيث كان سيتمكن معه من اللعب في بطولة دوري أبطال أوروبا. وتم بعدها وضع أغاتسي حارسا أساسيا لفريق كالياري. وفي أول اختبار صيفي للحارس ماركيتي بدأت صيحات الاستهجان من جانب المشجعين المتعصبين. وحاول تشيلينو أن يجذب المشترين تجاه حارس مرمى ناديه، غير أن المحاولات لم تمض في الاتجاه السليم. تجدر الإشارة إلى أنه تم شراء عقد ماركيتي من نادي البينوليفي الإيطالي مقابل 4 ملايين يورو، وارتفعت التقديرات الخاصة ببيع اللاعب خلال سوق الانتقالات المنصرمة لتتراوح بين 10 و15 مليون يورو، بيد أن سوق الانتقالات انتهت من دون أن يحدث شيء؛ فقد ظل ماركيتي في نادي كالياري. وعاد الحارس للتدرب مع باقي الفريق. وصرح مسؤولو النادي بشأن اللاعب قائلين «إنه سيد محترف وفتى رائع». لكن من دون استدعاء واحد لهذا الحارس الذي كان يعد في شهر مايو (أيار) الماضي واحدا من أفضل حراس المرمى في إيطاليا. فقد أصبح الآن هو الحارس الثالث لفريق كالياري ويسبقه أغاتسي وبيليتزولي. رعشة: ومنذ فترة ليست ببعيدة قام تشيلينو بإعادة توضيح الإطار الذي يسير فيه هذا الشأن.. وقال «في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل سيرحل ماركيتي عن صفوف الفريق». وبالأمس كان تفريج الموقف الذي أعاد إلى الأذهان تلك السابقة التي تدب الرعشة في أبدان مسؤولي نادي كالياري؛ فالأمر يشبه تماما حالة المهاجم المقدوني غوران بانديف، لاعب الإنتر الحالي ونادي لاتسيو سابقا، والذي تمكن بمعاونة ماتيا غراساني من فسخ عقده مع نادي لاتسيو تقريبا على نفس المنوال الذي يدور الآن بين ماركيتي ونادي كالياري. فقد توجه بانديف إلى المحكمة الرياضية في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 بشكوى ضد نادي لاتسيو لعدم مشاركته مع الفريق. وفي 23 ديسمبر (كانون الأول) تم إصدار الحكم الذي نص على: أولا فسخ عقد اللاعب مع ناديه لاتسيو.. ثانيا دفع نادي لاتسيو مبلغ 160 ألف يورو كتعويض للاعب عن الأضرار التي لحقت به نتيجة عدم مشاركته في اللعب، بالإضافة إلى تحميل النادي مصاريف القضية.