خالد القروني: لن نذهب إلى مونديال كولومبيا للمشاركة.. والمدرب الوطني يواجه أزمة فكر

قال في حوار لـ«الشرق الأوسط»: إن الخالد قادر على تكرار إنجازيه الموندياليين مع الأسوياء

TT

أكد مدرب المنتخب السعودي للشباب، السعودي خالد القروني، أن تفضيل المدرب السعودي مستمر وحاضر، مشددا على أنه ليس مدرب طوارئ، وأن الثقة الممنوحة له من قبل اتحاد الكرة ولجان المنتخبات هي التي ترجح كفته في المحافل، موضحا أن معظم الإنجازات السعودية جاءت من أجهزة فنية وطنية، مدللا على ذلك بإنجاز المدرب الوطني، خليل الزياني، عام 1984، وما تلاه من إنجازات كبرى بأيدي سعوديين.

وأشار القروني في حواره مع «الشرق الأوسط» إلى أنه أعاد صياغة عدد من اللاعبين الذين بإمكانهم المحافظة على سمعة الكرة السعودية، وكشف أنه تلقى عروضا من دول خليجية، وكذلك من اليمن والسودان ومصر، موضحا أن العمل مع الأندية أصعب منه مع المنتخبات.

وقال خالد القروني إن سوء الطالع كان السبب في خسارة المنتخب السعودي للشباب أمام أستراليا، في نصف نهائي كأس آسيا، مبينا أن عناصر المنتخب قدمت أفضل أداء في تلك المواجهة، نافيا تحميل اللاعبين مسؤولية الخسارة في المباراة الافتتاحية أمام الصين، مشيرا إلى أن الأخطاء الفردية والرهبة من المباريات الكبيرة وقلة الخبرة والارتباك هي سبب الخسارة.

وحول وجود اختصاصي نفسي مع المنتخب السعودي للشباب، قال القروني: «عملنا معهم أكثر مما كان سيعمله المختص النفسي بخبرتنا الماضية؛ كلاعبين ومدربين، واستطعنا، ولله الحمد، انتشالهم من الوضع النفسي الذي كانوا عليه بعد مباراة الصين، بدليل أنهم عادوا وأحرزوا مستويات ونتائج جيدة، وهذا دليل على أننا استطعنا مساعدتهم لتخطي المرحلة، فالمدرب السعودي (مواطن) يستطيع فهم لاعبيه، وإدراك ما يشعرون به».

* كيف رأيت تعاونك مع المدرب الوطني، أحمد زايد، في قيادة المنتخب، وإلى أي مدى أنتما منسجمان ومتفاهمان فنيا؟

- زاملت أحمد زايد كلاعب، وعملنا معا، كما أشرفت عليه كلاعب أيضا، فهناك تفاهم كبير بيننا وانسجام وثقة، وبالمناسبة هو مدرب لياقة ومساعدي كذلك. ولدينا تجربة عمل 10 سنوات؛ حيث عملنا معا في ناديي الرياض والرائد، زاملني كثيرا وأصبحنا نفهم بعضنا، حتى من النظرات.

* لو سألتك عن إنجاز خليل الزياني مع المنتخب السعودي 1984، وتحقيقه لكأس آسيا آنذاك، حيث لم يكن هناك احتراف كما الآن.. ما قولك؟

- الزياني حقق كأس آسيا 1984 على مستوى المنتخب الأول، أوافقك الرأي بأنه لم يكن هناك احتراف، لكن كان هناك نجوم كبار، وكانت لديهم رغبة وحماس منقطع النظير لتحقيق إنجاز للبلد لأول مرة، والإصرار تولد عنه بطولة، والحمد لله. أما الآن فمن الصعوبة تحقيق إنجاز مماثل، فالظروف اختلفت، وكذلك مستويات الفرق، وبالذات في شرق القارة، هناك منتخبات كبيرة مثل كوريا الشمالية كانت جديدة على البطولة، كما أن هناك منتخبات كبيرة لم تصل، مثل كوريا الجنوبية واليابان والإمارات، لدينا جيل ممتاز وسوف يحقق الأفضل.

* ماجد عبد الله كان من أبرز مخرجات البطولة الآسيوية تلك؛ فماذا قدمتم من أسماء أضافت ناتج مماثل كالذي قدمه الزياني؟

- ماجد كان نجما، وزملاؤه ومجموعتنا الحالية فيها نجوم، مثل عبد الله عطيف، وهتان باهبري، ويحيى دغريري، وياسر الفهمي، وياسر الشهراني، جميعهم قدموا أداء جيدا، ولنقل إني أعدت صياغة البعض، وهم قادرون على الحفاظ على سمعة الكرة السعودية.

* المنتخب الذي وصل لنهائيات 2011م هو نفسه الذي أخفق في البطولة الأولمبية الأخيرة، ما الذي حدث؟

- بالنسبة للأولمبية لم يكن الإعلام مسلطا الضوء عليها بشكل جيد، بل كان مجرد إعداد بعد توقف دام 12 يوما، انتقلنا لأبها، ومن ثم لبطولة المصيف بالطائف، وللدوحة مباشرة، والفريق شاب، وباقي المنتخبات شاركت بالأولمبي؛ فعناصرنا من مواليد 92 - 93م وأقل عمريا عن المطلوب، ولا يتجاوزون (17 - 18 عاما)، والبقية 19 سنة.

* كيف أعددتم المنتخب للاستحقاق القاري؟ ولماذا اختصرتم الإعداد «وديا» على منتخبات ضعيفة كرويا لم تضف لكم الكثير؟

- الإعداد كان بمعسكر الرياض للتجمع والتعارف لمدة 10 أيام، ومن ثم إلى أبها وإيطاليا للمشاركة في بطولة ودية لعبنا خلالها مباريات مع فرق إيطالية ومنتخبهم الشاب، توقفنا بعد ذلك وعدنا للموسم بمعسكرات أبها، الطائف، الدوحة، الدمام، الرياض، وأخيرا في الصين، لعبنا خلالها مباريات تجريبية مع منتخبات شباب البحرين والمغرب وفيتنام والسعودي الأولمبي، ومباريات ودية مع فرق محلية في الصين.

* هل تشعر بأن هذا المنتخب الأفضل عناصريا أم أن تغييرا ربما يطرأ على مستقبل الأسماء الصاعدة؟

- بعد تكليفي تم استدعاء أسماء، مثل فهد الجهني وعلي الزبيدي كلاعبين جديدين، والحمد لله تفوقنا؛ إذ إن لدينا متسعا من الوقت لكي نرى اللاعبين، ونختار الأفضل بعد نهاية الموسم.

* شاركتم في الأولمبية الخليجية بلاعبين صغار مقابل عناصر أكبر سنا، وجسمانيا يفوقون لاعبينا؛ لماذا؟

- كي يكتسبوا الخبرة، ولمعرفة كيفية مواجهتهم لعناصر القوة الجسمانية؛ الفكر والمهارة مهمان وكذلك البنية الجسمانية، فمن يمتلك تلك الميزة له الأفضلية بالتواجد مع المنتخب.

* ما سبب خسارتكم للمباراة الأخيرة أمام أستراليا في الوقت الذي كانت كل الآمال تتجه حذوكم بتفاؤل كبير؟

- الخسارة أمام أستراليا لم تكن نهاية العالم.. الأهم الاستفادة.. أعتقد بأن مباراة أستراليا كانت الأفضل من ناحية تحركات اللاعبين، صحيح هناك أخطاء تقديرية، وهذه المباريات تفيد اللاعبين؛ سنحت لنا خمس أو ست فرص لم نستغلها، ومنتخب أستراليا سجل من فرصتين، والأهم هو الوصول للمونديال.

* تأهلتم لكأس العالم، لكنكم أضعتم فرصة الحصول على كأس آسيا بتوقيت حاسم وحساس ومهم للعودة للواجهة القارية.. ما السبب؟

- خسرنا صحيح، لكننا قدمنا مباراة هي الأفضل، وعدم التوفيق وقف حائلا بيننا وبين اللقب، وكما سبق القول هم يفوقوننا من ناحية البنية الجسمانية.

* هل التأهل للمونديال أهم من مواصلة الأداء الإيجابي برأيك؟

- بالعكس، تركيزنا وتفكيرنا كان منصبا على تحقيق البطولة والوصول للنهائي لكن قلة خبرة لاعبينا بالمقارنة مع الأستراليين المحترفين خارجيا وما لديهم يفوق خبرة ومهارة واحتكاك لاعبينا؛ فمعظمهم لم يلعب مع الفريق الأول ومع ذلك قدموا أداء جيدا.

* كرة القدم لعبة جماعية ومن المفترض أن تكون المسؤولية جماعية، لكنك حملت المسؤولية فقط للاعبين بعد الخسارة أمام الصين، وبشكل علني، ألم تشعر بأن ذلك سيؤثر على نفسياتهم سلبا فيما بعد؟

- لا لم أحملهم أي مسؤولية، لكن قلت بأن الأخطاء الفردية والرهبة من المباريات الكبيرة وقلة الخبرة والارتباك هي من أضاعنا أمام الصين، بالعكس هم قدموا مستوى يشكرون عليه، ولو تلاحظون فإن فترة «الارتباك» استمرت في الـ15 دقيقة الأولى من المباراة الافتتاحية فقط، واستطعنا العودة باللاعبين إلى أجواء المباراة، ولا تنس أنها كانت أمام المستضيف، وبين جماهيره.

* لنتحدث عن هذه النقطة بالذات؛ التجهيز النفسي «التهيئة والإعداد» من يقوم عليه؟ هل لديكم اختصاصي أو مستشار نفسي بالمنتخب؟

- ما عملناه معهم أكثر مما كان سيعمله المختص النفسي بخبرتنا الماضية كلاعبين ومدربين، استطعنا، ولله الحمد، انتشالهم من الوضع النفسي الذي كانوا عليه بعد مباراة الصين، بدليل أنهم عادوا وأحرزوا مستويات ونتائج جيدة، وهذا دليل على أننا استطعنا مساعدتهم لتخطي المرحلة، فالمدرب السعودي «مواطن»، يستطيع التفاهم مع اللاعب وفهم ما يشعر به ويفكر فيه.

* ما الضغوطات التي أشرت إليها شخصيا، التي بعد أن تحررتم منها استطعتم الفوز على منتخب سورية؟

- لم أقل ضغوطات، لكن قلت إننا تخلصنا من إخفاق البداية، وبدأ الفريق يعود لمستواه وتتضح بالنسبة له الرؤية، وبدأت الفرص تزيد في التأهل، باختصار لم تكن ضغوطات بقدر ما كانت بحثا عن التأهل بشكل ممتاز.

* المنتخب السعودي الشاب هو المتأهل الوحيد عن غرب آسيا للمونديال المقبل، بمعية أستراليا والكوريتين.. ما الذي يحملكم ذلك من مسؤولية؟

- المسؤولية الأولى والأخيرة هي الحفاظ على سمعة الكرة السعودية وأن تقدم الأفضل بكأس العالم، تشريف الوطن والخليج والعرب، وتمثيل البلد خير تمثيل.

* بصراحة وشفافية هل تواجدك على قمة تدريب المنتخب السعودي في المونديال سيفيده (ميدانيا ونتائجيا) أكثر من أي مدرب آخر محلي أو أجنبي؟

- حرصنا على تمثيل السعودية خير تمثيل هو الأهم بالنسبة لنا، وسوف يكون الاستعداد جيدا؛ فالمشاركة الآن أكبر وأقوى، ونحن حريصون على برنامج الإعداد خلال الفترة المقبلة.

* هل تتوقع أن تستمر الثقة في القروني من قبل لجنة المنتخبات لما بعد الاستحقاق الدولي؟

- إن شاء الله، فثقتي في المسؤولين كبيرة، خصوصا أنهم سيقيمون العمل الماضي، ويدرسون العمل المستقبلي، وأنا كمواطن حريص على مواصلة تقديم الأداء الجيد بكأس العالم.

* شخصيا هل أنت مستعد لهذا المحفل «ذهنيا ونفسيا وخبرة وتمرسا»؟

- الحمد لله؛ فخبرتي 20 عاما كمدرب متواصل ومتنقل بين المنتخبات السعودية السنية والفرق الكبيرة، حتى في مشاركاتها الخارجية، يمنحني الثقة بالمقبل، ويشعرني بالمسؤولية والجاهزية.

* ما آلية اختياركم للعناصر؟

- من خلال متابعة الدوري، لدينا تفرغ تام للمتابعة، ولدينا فرص أكبر للاختيار، وكذلك من خلال الخبراء والمختصين في لجان التطوير.

* بالمناسبة هل استفدت شخصيا من أعمال لجنة التطوير السعودية بشكل ملموس؟

- (يضحك).. أنا أحد أعضاء اللجنة، وهذا كرم من الله كما أنه ثقة من المسؤولين بي كمدرب والاستفادة من خلال النظرة والرؤية أكثر.

* هل وضعتم استراتيجية تخيلية تحضيرية لمونديال 2011؟

- أكيد، وضعنا دراسة أولية للنهائيات منذ كأس آسيا، والآن، وبعدما شاهدنا الفريق، فسوف نجري تعديلات طفيفة حسب رؤيتنا لأداء المنتخب السعودي لكي نضمن المشاركة الإيجابية في كولومبيا.

* بصراحة متى نرى الطموح السعودي يرتقي بالمشاركة لما هو أبعد من الوصول فقط؟

- أتمنى أن تتذكروا سؤالكم هذا بعد مشاركتنا في العالمية، فالمنتخب السعودي بإذن الله سوف يقدم أداء قويا ولافتا، واللاعبون لديهم طموح كبير، وهذا ما لمسته منهم؛ الطموح مع النظرة التدريجية، سوف نعمل عليه، وستشاهدون ذلك، خاصة أن هناك تفاهما كبيرا بيني وبين اللاعبين والجهاز الإداري.

* ماذا عن تواصلكم مع «بيسيرو»، ألم يخاطبك بشأن بعض الأسماء؟

- كنا في الدمام، وطلبت منه الحضور، وجاء إلى التمرين وأشاد بالمستوى، والتفاهم موجود، وكذلك التواصل بين الأجهزة الفنية، مثلما كان الأمير نواف بن فيصل يدعو؛ فنحن من يجهز للفريق الأولمبي.

* في حال أخفق بيسيرو (لا قدر الله) في «خليجي 20» أو آسيا، هل تتوقع أن تتجه المسؤولية إليكم كمدربين وطنيين لقيادة المنتخب؟ ومن من زملائك تتوقع بأن يتم اختياره؟

- أتمنى ألا يخفق، لأنه يمثل بلدنا، وحديثنا سابق لأوانه، لست إداريا ولا مسؤولا، وهذا من اختصاص المسؤولين.

* هل تشعر بأن من الأسماء الموجودة لديك بمنتخب الشباب من يستطيع الحصول على مركز في المنتخب الأول؟

- هناك مجموعة من اللاعبين لن أصرح بأسمائهم؛ فهم مثل أبنائي، وأتمنى رؤيتهم جميعا في المنتخب الأول.

* كيف ترى مستقبل القاعدة السنية الكروية السعودية؟ وما الذي ينقصها للبروز أكثر من الآن؟

- الحمد لله، الكرة السعودية في الطريق الصحيح، وأود تنبيه القائمين على الأندية بضرورة الاهتمام بالقاعدة والأكاديميات واستقطاب اللاعبين صغار السن، لأنهم سيفيدون النادي.

* هناك فجوة واضحة بين إدارات الأندية وبينكم كمدربين وطنيين، بدليل بحثها عن أجنبي تلو الآخر؟

- لو سألتك كم مدرب ألغي عقده حتى الآن من دورينا؟! هل نطلق على الجدد المقبلين أيضا مدربي طوارئ المسألة (عرض وطلب)، أحيانا تأتينا عروض من الأندية ونرفضها.

* هل السبب مادي فقط باعتبار المدرب الوطني أقل تكلفة؟ أم أنه عائد لصيغة التفاهم النفسي والاجتماعي مع اللاعبين؟

- لا، على العكس ليس السبب ماديا، لكن باعتباره الأقرب للاعب وطريقة تفكيره ونفسيته، ومن وضع الفرق في الدوري جميعها ترجح كفة المدرب الوطني، وبالعكس، والعروض التي تلقيتها كانت من فرق سبق أن أشرفت عليها، وعودتها لي دليل على نجاحي.

* لماذا تضع الأندية أمامكم سقفا أعلى وتستعين بخدماتكم بالفئات السنية فقط لفرقها؟

- لعدة أسباب، أولها التدريب في الفئات السنية أهم وأقوى من التدريب في الفريق الأول، ولأن المدرب الوطني يوضع في هذه المهمة فهذا دليل على نجاحه وقوة إمكانياته؛ فهذه المرحلة الابتدائية بناء وتجهيز وتكوين مهارات يبنى عليها التكتيك بمرحلة لاحقة، أما التدريب في الأول فسهل، لأنك فقط تضع التكتيك المناسب وتبني عليه استراتيجيتك.

* أين ترى نفسك؟ بالأندية أم في المنتخبات؟ ولماذا؟

- العمل واحد لكن ما يساعد المدرب (توفر الإمكانيات) فقط.

* بصراحة هل أضاف المدرب الوطني شيئا مختلفا عن نظيره الأجنبي؟

- معظم إنجازاتنا السعودية تحققت مع مدربين سعوديين. العمل منظومة متكاملة ومتواصلة، وأنا لا أنسب كل شيء لنا كمدربين وطنيين، فالأجنبي أيضا أدى دوره.

* اللاعب السابق ما إن يعتزل حتى يتجه للتدريب، أو الإدارة، أو التحليل، لماذا اتجهت للتدريب؟

- التدريب رغبة وموهبة وحب للمجال؛ أنتِ مثلا لو لم تحبي الإعلام ما نجحتِ وأبدعتِ فيه، كذلك التدريب بالنسبة للمدرب. حصلت على دورات أهمها (شهادة الرخصة الدولية» Icdl) من الاتحاد الآسيوي، وفي البرازيل وألمانيا وإنجلترا والسعودية، فضلا عن الخبرة 20 عاما، عملت مدربا بالمنتخبات والفرق السعودية، كالاتحاد، والوحدة، والنصر، والرياض، والرائد، والشعلة، والحزم، والناشئين والشباب أعطتني خبرة إضافية.

* بصراحة، أين تضع نفسك بين هؤلاء: خليل الزياني، محمد الخراشي، ناصر الجوهر؟

- الرابع.. فهؤلاء هم أساتذتي وأفتخر بهم.

* نتائجيا لم يستطع أي مدرب أن يصل بمنتخباتنا السعودية لما هو أبعد من إنجاز 94، والوصول لدور الـ8، لماذا؟

- كل مشاركة لها ظروفها ومشكلاتها، والمقبل أفضل بإذن الله.

* ما رأيك في إنجاز عبد العزيز الخالد مع منتخب ذوي الاحتياجات؟

- إنجاز مشرف للوطن، وتكراره للمرة الثانية دليل على مكانة المدرب الوطني، ولغة التفاهم الكبيرة الموجودة بينه وبين اللاعبين.

* هل تعتقد أن النجاح الذي قدمه الخالد مع منتخب الاحتياجات قادر على تكراره مع منتخبات الأسوياء؟

- (يسكت).. ويردف قائلا: أكيد قادر.

* علي كميخ، خالد المرزوقي، يوسف عنبر، أمين دابو، صالح خليفة، حمد الدبيخي، أسماء وطنية لم تتجاوز قيادتها للفرق السنية، لماذا؟ وما الذي ينقصها لتقود الفرق الكبيرة أو المنتخب الأول؟

- كل من ذكرتِهم دربوا على مستوى الفريق الأول، سدوس، والحمادة، والحزم، وكميخ، عملوا مع منتخب الناشئين، ومنهم من عمل مساعد مدرب مثل العنبر بالأهلي ودابو، الثقة موجودة لكن المهم (الفرصة) التي يتولد عنها الإنجاز.

* قلت في تصريح سابق إن لجنة المنتخبات السعودية أكثر ثقة في المدرب الوطني من الأندية.. لماذا؟

- لم أقل ذلك! فالأندية أعطت فرصا للمدربين الوطنيين. (لا تورطوني)، فنجاحات المدربين مع الأندية أكثر من ممتازة، والحمد لله.

* بصراحة هل تشعر بالعنصرية في الوسط الرياضي؟

- لا، على العكس، وحتى لو أرادت الأندية جلب مدربا أجنبيا فمن حقها، باعتبارها تبحث عن مصلحتها، والكل يبحث عن مصلحته، ولا عيب في ذلك.

* متى يحترف المدرب الوطني ويحلق لآفاق أبعد من تلك التي وصل لها محليا؟

- حينما يتحقق له «الضمان الوظيفي».

* لو سألتك هل قدمت لك شخصيا عروض خارجية. ومِن مَن؟

- نعم، قدمت لي في السعودية واليمن والخليج العربي والسودان ومصر.

* ما الأقوى والأصعب لإظهار المدرب مهاراته الفنية والذهنية والتكتيكية؛ التدريب بالأندية أم بالمنتخبات؟

- العمل في الأندية أصعب؛ لأن نوعية اللاعبين محدودة ولا ننسى الإمكانيات، بعكس المنتخب؛ كل شيء متوفر عناصريا وإمكانيا.

* عمر باخشوين، صالح خليفة، عبد الله المهيدب أسماء تقود منتخب الناشئين، ما رأيك بها؟ وماذا قدمت للآن؟

- من الصعوبة إطلاق أحكام على زملائي، فالفترة الزمنية التي تسلموا خلالها التدريب قصيرة، قدموا خلالها مستويات جيدة.

* هل هناك تواصل بينكم، على سبيل المرادفة الانتقالية؟

- طبعا، لأن هذا الفريق هو من سيخرج العناصر لنا، التواصل موجود. والفريق الحالي سوف يكون معنا العام المقبل.

* كيف استطعت تجاوز إخفاقك في دورة الخليج الأولمبية، بعد حملة الهجوم الإعلامي العنيف والنقد اللاذع والسخرية التي اتجهت لها بعض الأقلام من المدرب الوطني؟

- لم تكن سخرية بمعنى سخرية، وأجد لها العذر، لأنها بعيدة عن التصور الذي وضعناه وكان الهدف منه الإعداد، والمسؤولون مدركون لصيغة عملنا، فقد خسرنا من الإمارات من ضربة ثابتة، لكننا قدمنا أداء جيدا.

* متى يجب أن يعتزل المدرب؟

- إذا وصل للإحساس بعدم قدرته على تقديم شيء، والأهم أن يكون لائقا صحيا ويحقق النجاح لنفسه وللموقع المتواجد فيه.

* كيف يستطيع المدرب الوطني تخطي حاجز الثقة فيه وحصره في زاوية مدرب الطوارئ؟

- سأردف سؤالك بسؤال؛ هل المدرب الأجنبي الذي يأتي في توقيت صعب مثل الوطني؟ هل هو مدرب طوارئ أيضا؟

* معنى ذلك أنك تصادق على كلامي أنه (مدرب طوارئ)؟

- لا، على العكس، ولو ذهبت للمستشفى وجاء طبيب في توقيت صعب وعاجل؛ أجنبي أو وطني، ألا نطلق عليه طبيب طوارئ؟

* تطوير المدرب لنفسه مسؤولية مَن؟ المدرب نفسه، أم اتحاد الكرة؟

- التطوير مهمة ذاتية ومن ثم على الأندية، لأنه إذا لم يجد فرصة تطبيق ما تعلمه فلن يفيد، أيضا أخذ الدورات التأهيلية والتطويرية لرفع مستواه.

* وهل تضمن أن كل المدربين الوطنيين قادرون على تحمل تكاليف السفر والدراسة، لماذا تحيد دور اتحاد الكرة؟

- لا لم أحيده، ولكنني أقصد الرغبة في التعليم والتطبيق، بالتأكيد الاتحاد السعودي عليه مسؤولية توفير الفرص، وهو لم يقصر معنا في هذا الجانب.

* هل المدرب الوطني مظلوم؟

- ليس مظلوما؛ فمن ناحية الدورات موجودة، لكن شعبيا، مهما عمل المدرب الوطني يبقى عمله أقل وغير ملحوظ، وهذه مشكلة في كل الدول العربية، حتى في البرازيل، أزمة فكر في رأيي.

* تدريبك للأندية هل هو مغامرة غير محسوبة الجانب أم فرصة لزيادة الخبرة التراكمية والبقاء على واجهة التحديات وإثبات الذات؟

- هناك هدف واحد أسعى إليه، وهو الثقة بالعمل الفني الذي أقوم به كمدرب، بدليل تكرار العروض المقدمة لي من أندية دربتها.

* هل ستنجح الأكاديميات مع الأندية؟

- بالتأكيد، فعملها يفوق المدارس من جانب التجهيز والإعداد من سن صغيرة ومبكرة (8 سنوات)، عكس المدارس 14 - 15 سنة.