الفتى البرازيلي المتألق كوتينهو: أهدافي مقبلة قريبا

مدرب الإنتر يرى أن هدف سمبدوريا جاء من خطأ لكاسانو

TT

سقط الإنتر حامل اللقب في فخ التعادل أمام ضيفه سمبدوريا في الجولة الثامنة لبطولة الدوري الإيطالي، وذلك في المباراة التي جمعت بين الفريقين على استاد سان سيرو بميلانو. تقدم غوبرتي لسمبدوريا في الدقيقة 17 من الشوط الأول، ثم أدرك صامويل إيتو التعادل للإنتر في الدقيقة 35 من الشوط الثاني.

تم تكبيل الإنتر هذه المرة أيضا من جانب فريق سمبدوريا، وأصبح عقدة أصحاب الأرض، حيث لم يتمكن الإنتر اجتياز حاجز التعادل على ملعبه ووسط جمهوره، بل إنه حققه قبل عشر دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة. عن طريق صامويل إيتو، الذي سجل الهدف التاسع عشر له هذا الموسم في 16 مباراة لعبها، والسابع له في الدوري المحلي، ويصبح بذلك هدافا فريدا.

يذكر أن فريق المدرب بينيتيز قد لعب ضاغطا باستمرار وبحماس، وغلطته أنه ظهرا متوقعا للغاية أمام مرمى سمبدوريا المتسلح بتمرير الكرة بشكل يصعب معه إيجاد السرعة والعمق. أفضل ما في المباراة كان الضوء الذي أشعله كوتينهو، الذي يشهد تطورا طيبا في المستوى.

غياب ميليتو واستحالة الدفع بورقة قوية من بين الاحتياطيين جعل الحصار أكثر تعقيدا على فريق سمبدوريا الممتاز الذي دافع بتنظيم شديد ووجد في كاسانو السلاح القوي للانطلاقات العكسية. إنه دليل تفاني وتضحية من جانب اللاعب، بمحاذاة نضوجه الجديد، فهو الذي لعب الكرة العرضية التي سجل منها غوبرتي هدف التقدم لسمبدوريا. من الممكن التعادل أمام سمبدوريا، لكن الإنتر منذ أكثر من 4 سنوات، لا يجد نفسه بعيدا عن القمة بأربع نقاط، فآخر مرة كانت في بطولة الدوري موسم 2005 - 2006.

بينما سارت الأمور على نحو أفضل في الجهة اليسرى للإنتر، بفضل الإقدام العبقري لكوتينهو، الذي كان يطلق الكرات الأكثر خطورة لفريقه. وفي الدقيقة 10 من الشوط الأول، وبتمريرة ذهبية لامعة، أهدى لوسيو كرة رأسية سددها نحو كورتشي، حارس سمبدوريا، وفي الدقيقة 34، نجح اللاعب البرازيلي الشاب في المراوغة وأوشك على مجاوزة كورتشي. وليس صدفة أن أخطر لعبتين قد جاءتا من الكرات الرأسية، لكن الأمر لم يكن سهلا أمام فريق سمبدوريا الذي لا يترك مساحات. من حاول إدراك التعادل إذن هم كوتينهو، شنايدر وإيتو، فالثلاثة الذين سيتحدثون اللغة نفسها بحثوا بعضهم عن بعض. إيتو كان يتراجع أكثر من مرة كي يسمح لزميله بالاختراق في المساحة التي تركها في قلب دفاع الخصم. لكن شنايدر كان يتعب أكثر لأن بالومبو وتيسوني، لاعبي وسط سمبدوريا، كانا يتبادلان اللعب عليه للحد من خطورته. الإنتر قدم أكثر، سمبدوريا أخطأ أقل، فالتعادل هو النتيجة العادلة للفريقين.

إلى ذلك، يبدو إنتر الدوري الإيطالي هذا الموسم كصحراء جرداء، لو تم استثناء الأسد إيتو الذي لا يخطئ طريق المرمى أبدا والزهرة البرازيلية كوتينهو، فقد سجل الفريق هدفين في آخر 4 جولات في البطولة، و10 في ثماني مباريات، لكن لو اقتطعنا رباعية باري، لما وصلنا إلى معدل هدف واحد في المباراة. وسط كل هذا يتألق النجم الكاميروني ويخرج إلى النور الدولفين الصغير كوتينهو. وفي انتظار ميليتو، فإن المهاجمين الآخرين يعانون، من بيابياني إلى بانديف.

جنب إيتو في النهاية سقوط الإنتر في معقله سان سيرو، الذي لم يخسر أي مباراة محلية على ملعبه منذ 22 مارس (آذار) 2008، وتحديدا مباراة الإنتر - يوفنتوس (1/2)، وبعدها حقق 40 انتصارا و14 تعادلا. الوحيد الذي خرج عن الكورال النشاز أمس، هو فيليبي كوتينهو، ومثل الزهرة كان بعض المطر الخريفي الطيب كافيا لإخراج الفتى البرازيلي من قشرته، وبينما كان زملاؤه يعلبون الكرات الأفقية كان هو الوحيد الذي يصوب على المرمى حقا. ويقول: «كانت مباراة صعبة، وقد تلقيت بعض الضربات أيضا، إنها كرة قدم مختلفة عن تلك البرازيلية، لكن بدأت أفهم التحركات الخططية. بالطبع، سيكون الهدف الأول لي مهما، لكنه سيأتي قريبا». ويشرح بينيتيز: «ينقصه فقط بعض القوة البدنية»، ويضيف كامبياسو: «كان ينقصه فقط أن ينهي المباراة، بالنظر للضربات التي تلقاها».

كما تراقص كوتينهو بزاوري مدافع سمبدوريا في الشوط الأول، وهو لاعب كان يبدأ مسيرته في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بينما كان عمر لاعب فاسكو دا غاما السابق لا يتجاوز أربعة أعوام. وفي الشوط الثاني، حينما انتقل كوتينهو إلى الجهة اليمنى، كانت الخطورة تأتي من بين أقدامه هو فقط، حتى صنع الهدف لإيتو الذي لا يعرف الخطأ. وفي المباراة الخامسة له أساسيا مع الفريق، بدا وقد نفض عن نفسه خجل شاب عمره 18 عاما، وفي مركز لا يخصه تماما، والمدرب الإسباني يعلم ذلك. في واقع الأمر، أجبرته أقدام شنايدر التي تفوح منها رائحة الكرة الذهبية على اللعب على الأجناب، حيث كل شيء يبدو صعبا ويتعين عليك التغطية في وسط الملعب، وهو ما كان يفعله أبوه الروحي إيتو من قبل، الذي أخذه جانبا أمس قبل صافرة البداية لشحن معنوياته، لكن الآن، ينبغي للآخرين الاستيقاظ.

ربما نحن في حاجة إلى القيود، أيضا هذه المرة، ومن دون مورينهو الذي كان يلهب جماهير سان سيرو. ربما تكون حركة القيود مفيدة لإيقاف لاتسيو، الذي يحتل الصدارة، وبدأ في الهروب بفارق عن من يأتي خلفه. رافائيل بينيتيز، كما صرح أول من أمس، لا يستخدم القيود ويرتدي النظارة، التي تفيده في رؤية الترتيب، حيث يحتل الإنتر المركز الثاني. لم يعتد فريق الإنتر وجماهيره المعاناة هكذا والبقاء متأخرين عن الصدارة. الخوف الكبير ولد رد الفعل الكبير، لكن المحصلة مجرد تعادل بسيط. ويشرح المدير الفني الإسباني: «أجل، لا يمكن أن أكون راضيا تماما، ففي البداية فرضنا سيطرتنا على المباراة، لكن الفريق عمل كثيرا من أجل تقديم المزيد، وبعدها ذلك الهدف الذي سجله غوبرتي...». ويرى بينيتيز أنه جاء بعد خطأ ارتكبه كاسانو الذي مرر الكرة العرضية لغوبرتي، حيث يضيف: «الجميع رأوه، فقد نظر كاسانو إلى حامل الراية، لكن ذلك الخطأ اضطرنا إلى إخراج شخصيتنا. كان بإمكاننا الفوز، حكم المباراة لم يرق لي وقلت له ذلك. أتمنى أن أكون أكثر سعادة في المرة المقبلة».

الإنتر يسجل قليلا، ويسجل خصوصا باللاعبين أنفسهم، لكن المدير الفني يهوّن من قيمة الأمر قائلا: «الفرص أتيحت لنا، وبقليل من الضراوة كنا لنحولها إلى أهداف. الفرص لم تغب أبدا. إنه صحيح، نحن سجل أهدافا بسهولة أكثر في دوري الأبطال، لكن من الصعب تجاوز الفرق الإيطالية». كما يرى بينيتيز أن هذه الصعوبة في الدوري المحلي لها أسباب محددة، «يغيب عنا ميليتو وأفضل حالة لغوران بانديف، فقد تحسن قليلا، وسيقوم ميليتو باختبار بسيط في الأيام المقبلة. من المبكر القول ما إذا كان سيلعب أمام جنوا أم لا، لكنني أتمنى مشاركته». بعدها، يتعين على بينيتيز إيجاد الطريقة المناسبة لجعله يتعايش مع إيتو، ويواصل: «كلاهما يريد التسجيل، وليس سهلا الآن تحريك إيتو من قلب الهجوم. ميليتو لاعب ذكي وقادر على التأقلم، وسنجد حلا». ماسيمو موراتي، رئيس الإنتر، كان يعلم جيدا أن فريق سمبدوريا لن يكون لقمة سائغة وقال لدى وصوله إلى الاستاد لحضور المباراة: «لا بد من الانتباه جيدا في الشق الدفاعي في ظل وجود كاسانو وباتزيني، وليس صدفة أن سمبدوريا جعلنا نعاني دائما في السنوات الأخيرة». أيضا مع بعض لاعبي الخصم كانت ستفيد القيود، ويمزح الرئيس قائلا: «لقد نسيتها في المنزل! ذلك الشيء الذي قام به مورينهو أحدث مشهدا وبعض الفلكلور. يبدو لي أن بينيتيز رد بمهارة. هل الإنتر أكثر لطفا مع رافائيل؟ المدرب الإسباني نوع آخر من التهكم، لكنني لم أكن غاضبا من تلك الطريقة الأخرى في التهكم». وعن لاتسيو المنفرد بالصدارة، قال موراتي: «إنهم بارعون، ويسعدني أنهم يعيشون سعادة كبيرة وكذلك جماهير الفريق». وعن تجديد شنايدر لعقده مع الإنتر، وإذا ما كان سيوقع في الأيام المقبلة اختتم موراتي قائلا: «أعتقد ذلك تحديدا».