روبينهو وإبراهيموفيتش يقودان الميلان لانتزاع وصافة الدوري الإيطالي

أليغري يشيد بأداء الفريق بعد فوز غال على نابولي.. وماتزري يتهم الحكم بعدم النزاهة

TT

قاد روبينهو وإبراهيموفيتش فريق الميلان إلى الفوز على مضيفه نابولي بهدفين مقابل هدف لإيزيكويل لافتزي في المباراة التي جمعت بينهما في المرحلة الثامنة من الدوري الإيطالي. وشهدت المباراة لحظات من التوتر عقب طرد باتسينزا في الدقيقة 45 من الشوط الأول بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية للمس الكرة بيده مرتين، ليستكمل نابولي المباراة بعشرة لاعبين فقط، فضلا عن الإصابة التي تعرض لها كريستيان ماجيو في الرأس في الدقيقة 24 من الشوط نفسه عقب التحامه مع أنطونيني، مما اضطر المدير الفني في الفريق إلى الدفع ببيده بدلا منه. وعلى الرغم من صعوبة المباراة، خرج الميلان منتصرا من ملعب سان باولو للمرة الأولى منذ 13 عاما (4 يناير 1998)؛ وفي ذلك الوقت كان ماسيميليانو أليغري، المدير الفني الحالي في الميلان، لاعبا في صفوف نابولي.

إن ماسيميليانو أليغري لا يحتفظ بذكريات طيبة عن فريق نابولي. فقد كان قميص فريق نابولي هو آخر قميص يرتديه أليغري كلاعب كرة قدم في دوري الدرجة الأولى. وكان ذلك في موسم 1998 - 1997 الذي انتهى باحتلال فريق نابولي للمركز الأخير وهبوطه لدوري الدرجة الثانية. ولعب أليغري خلال هذا الموسم 7 مباريات دون أن يحقق فوزا واحدا وخسر مباراة أيضا أمام فريق الميلان. ولم يكن حال أليغري مع فريق نابولي أفضل كثيرا كمدرب، فقد تعادل مرتين على استاد سان باولو عندما كان مدربا لفريق كالياري ولقي هزيمة واحدة مع فريق سبال.

ونعود إلى أحداث المباراة، حيث لم يهدأ بال أليغري عقب تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 22 من الشوط الأول، حيث حرص المدير الفني على إمداد فريقه بالنصائح طوال المباراة كما كان يفعل في التدريبات خلال الأسبوع الماضي. وفي أعقاب المباراة، صرح المدير الفني في الميلان قائلا: «لقد كانت مباراة نابولي مختلفة تماما عن مدريد، حيث قدم الفريق أداء رائعا على مدار 40 دقيقة، وكانت المباراة رائعة حقا حتى إن كان الفريق قد تعجل إنهاءها. لقد عشنا ثلاث دقائق من الرعب بعد الدقيقة 45». وأضاف قائلا «لقد أبلينا بلاء حسنا في الـ35 دقيقة الأولى حتى إن نابولي كان يسعى للاستفادة من أخطائنا فحسب. لقد تم الدفع بروبينهو في الثلث الأخير من الملعب، ولكنه كان ينطلق من الجناح الأيسر من حين لآخر من أجل تشتيت جبهة دفاع الفريق المنافس، وهو أمر مهم للغاية. من جهة أخرى، كان باستطاعتنا الاستفادة من بعض الفرص المتاحة أمامنا بشكل أفضل. هدف لافتزي؟ لقد استفدنا جيدا من تقدمنا بهدفين نظيفين لوقت طويل، ولكننا فقدنا التركيز في إحدى التمريرات الطويلة التي فتحت المباراة من جديد أمام نابولي. ولولا هذا الخطأ لانتهت المباراة دون هدف نابولي». وبالفوز على نابولي، أصبح الميلان وصيفا للدوري الإيطالي، وهي المرة الأولى التي يتقدم بها هذا الفريق على الإنتر في الموسم الحالي، وهو ما عقب عليه أليغري قائلا «ما يهمني هو الحصول على 17 نقطة وتحقيق 4 انتصارات متتالية في المنافسة المحلية. لا بد أن يضع الميلان عينيه على درع الدوري كما في دوري أبطال أوروبا وكأس إيطاليا. وعلى الرغم من ارتفاع رصيدنا إلى 17 نقطة، فإن الأهم من ذلك هو أننا استعدنا قدرتنا على اللعب بشكل جيد، فالأمر لم يكن سهلا على الإطلاق». وعن المشاجرة التي دبت بين روبينهو وأرونيكا، اختتم أليغري حديثه قائلا: «لا يجب أن تحدث مثل هذه الأشياء، وكان علينا أن ننهي المباراة بالفوز، فليس من الممكن أن يسجل أحدهم من منتصف الملعب. لا يمكن للميلان أن يمنح لمنافسه فرصة ثانية ليفتتح المباراة من جديد».

من جهة أخرى، توالت ردود فعل لاعبي الميلان حول الفوز على نابولي. واستهل ماسيمو أودو الحديث عن المشاركة الأولى له مع الفريق هذا الموسم قائلا «كنت متأثرا للغاية، ولكن الأمور سارت على خير ما يرام ونجحت أيضا في إهداء تمريرات حاسمة لرفاقي.

لماذا ألعب قليلا مع الفريق؟ لا أشعر أنني أقل من أحد، ولكنني أحترم اختيارات المدير الفني». جدير بالذكر أن الاستبعاد المتكرر لأودو من التشكيل الأساسي للفريق في المباريات الماضية، كان قد دفع البعض إلى التفكير في رحيل قريب للاعب، خاصة بعد مطالبات الجماهير ببيعه واستثمار قيمته في صفقة جديدة. غير أن اختيار أليغري له للمشاركة أمام نابولي كان كافيا للقضاء على كل هذه الشائعات. ومن جانبه، عقب روبينهو قائلا «هذه النقاط مهمة جدا بالنسبة إلينا. مركزي؟ لقد لعبت في خط الوسط رغم أنني أفضل اللعب في الثلث الأخير من الملعب». أما إبراهيموفيتش فيقول: «بدأ روبينهو يتعلم كرة القدم الإيطالية جيدا، وهو ما بدا واضحا في الهدف الذي سجله». وعن اللكمة التي تلقاها روبينهو من لاعب نابولي، عقب النجم البرازيلي قائلا: «لقد قال أرونيكا أنه كان يحمي نفسه، ولكنه لكمني في صدري ولم ير الحكم ما حدث».

وتجدر الإشارة إلى الدور الكبير الذي قام به لافتزي في المباراة، فهو صاحب هدف نابولي الوحيد، كما أنه ظل محتفظا بالأمل حتى اللحظات الأخيرة من عمر المباراة. وفي الوقت الذي حل فيه الإجهاد على لاعبي نابولي، كان المهاجم الأرجنتيني يواصل محاولاته لاختراق مرمى الميلان مرة ثانية، مؤمنا بأن زمان المعجزات لم ينته بعد. في الشوط الأول من المباراة، بدا الخوف واضحا على فريق نابولي، وهي نفسها الحالة التي أصابت اللاعبين في مواجهة ليفربول يوم الخميس الماضي في الدوري الأوروبي ثم ازدادت الأمور تعقيدا عند الدفع ببيده بدلا من ماجيو. وفي أعقاب المباراة، أعرب ماتزري، المدير الفني لنابولي، عن غضبه الشديد من نتيجة المباراة قائلا «لا بد أن يحتفظ الفريق بهدوئه في الملعب. ولو أننا لعبنا بـ11 لاعبا، لما انتهت المباراة بهذا الشكل. أفضل عدم التحدث عن الأخطاء التحكيمية، فمن المفترض أن يكون الحكم عادلا في قراراته مهما اختلفت المواقف. لقد شهدت المباراة لمسة يد أخرى من قبل الميلان، ولكن الحكم لم يتخذ أي قرار حيال ذلك. مخالفة سقراطس على لافتزي؟ هل أنتم متأكدون أن هذا الحكم كان سيقرر منح ركلة جزءا لنا؟».

جدير بالذكر أن فريق الميلان كان في حاجة إلى هذا الفوز بعد الأداء السيئ في دوري الأبطال أمام ريال مدريد. لقد كان لهزيمة فريق الميلان في مدريد أمام النادي الملكي في دوري أبطال أوروبا صدى كبير على الفريق. فلأول مرة تستمر أصداء إحدى المباريات لتتردد في أرجاء النادي وتؤثر على الفريق لفترة طويلة. واستطاع فريق الميلان التخلص من آثار هذا اللقاء بتقديم أداء جيد أمام نابولي وتحقيق الفوز. وكانت تصريحات أليغري بعد لقاء ريال مدريد وقبل مواجهة نابولي لتتماشى مع هذا السياق حيث صرح المدرب قائلا: «بعد مباراة مثل التي أديناها في استاد برنابيو من الصعب التفكير في استثناء أحد من الانتقادات، بما فيهم أنا». وقد أضاف أليغري قائلا في هذا الصدد: «لقد كانت مباراة غريبة، ويجب أن نضعها جانبا الآن وأن نعتبرها درسا لنا. يجب أن ننسى ما حدث في مدريد، لكن فريق الميلان لا يحتاج على أي حال لاستعادة ثقته في نفسه لأنه فريق قوي في الهزيمة مثلما هو في النصر. يجب استئناف المسيرة في الدوري الإيطالي بأداء جيد بغض النظر عن المنافسين».

لقد عانى الفريق من بعض التوتر بعد الهزيمة في إسبانيا، لكن قيادات نادي الميلان لم تستشط غضبا بعد هذه الهزيمة. ودعونا نقل إن هذه الهزيمة تم تصنيفها تحت قائمة «حوادث اعتيادية». وقد أوضح أليغري قائلا في هذا الشأن: «لقد تحدثت مع برلسكوني. إنه قريب دائما من الفريق ويستطيع نقل الطمأنينة إليه. وقد قال لي أن أستمر في العمل مثلما نفعل حاليا. انتقادات؟ كلا، لم يوجه لي أي انتقادات».

وعقب انتهاء مواجهة نابولي بالفوز، تحدث أليغري عن تدريبات الفريق بعد عودته من إسبانيا وعما قام به من أجل زيادة نشاط وحماس اللاعبين: «لقد تدرب الفريق بصورة جيدة للغاية بعد الهزيمة في مدريد. وقد لمست الحماس اللازم من أجل مواجهة نابولي والمنافسين الآخرين بالطريقة المطلوبة».