لاتسيو يحلق عاليا.. وكابيللو يرشحه لإحراز لقب الدوري الإيطالي

يستهل اليوم مشوار البحث عن الفوز ببطولة الكأس

TT

إنه قائد ورمز لاتسيو الجديد، إنه ستيفانو ماوري الجديد، أو ربما سيكون من الأفضل إذا قيل ماوري القديم. ذلك اللاعب الذي عندما بزغ نجمه منذ 7 سنوات مضيت مع فريق مودينا، يبدو وكأنه قد قدر له أن يصبح أحد أهم المنتجات التي أفرزتها كرة القدم الإيطالية. لقد عاش ماوري لحظات صعود وهبوط، اتسمت بالهبوط أكثر من الصعود في السنوات الثلاث الأخيرة. ولكنه عاد الآن من جديد، وعلى أعتاب عامه الثلاثين مؤخرا يظهر ما يمكنه القيام به.

الحياة تبدأ في سن الثلاثين: تمكن لاعب فريق لاتسيو خلال هذا الموسم من إحراز 3 أهداف حتى الآن، فضلا عن 3 تمريرات حاسمة «متقنة» ودائما ما يكون اللاعب الأفضل داخل الملعب خلال المباريات. وقد حصل اللاعب على متوسط تصويت (6.86) الأمر الذي يجعله يأتي في المركز الثالث لأفضل لاعبي البطولة هذا الموسم الحالي خلف الكاميروني صامويل إيتو لاعب الإنتر والأرجنتيني باستوري لاعب باليرمو، فهو إذن أفضل اللاعبين الإيطاليين. إنها الأرقام التي تتحدث عن ستيفانو ماوري الجديد -القديم، أو فلنقل ببساطة ماوري الحقيقي. إنه اللاعب ذاته الذي، بعد أن انتقل من مودينا، قدم أداء طيبا مع فريق بريشيا بقيادة باجيو، وترك أثرا طيبا مع فريق أودينيزي بقيادة سباليتي (حيث تم استدعاؤه لأول مرة للمشاركة مع المنتخب الإيطالي الأول)، وكان ماوري أيضا واحدا من مجموعة الأبطال التي حملت فريق لاتسيو، بقيادة مدربه ديليو روسي آنذاك، إلى المركز الثالث في ترتيب جدول الدوري الإيطالي عام 2007. ثم تعين عليه بعدها أن يمضي فترة من الظلام بسبب المشكلات أيضا التي كان يعاني منها في الظهر والتي كانت لا تبدو أنها ترغب في الرحيل عنه أبدا.

التوازن والموهبة: إن مرحلة الشباب الثانية في حياة ماوري بدأت بقدوم إيدي رييا المدرب الحالي لفريق لاتسيو. وقد أثنى اللاعب على إيدي قائلا: «إنه مدرب يعرف كيف يستفيد من الموارد المتاحة أمامه. أما بالنسبة إلي فقد قمت فحسب بواجبي، الأمر الذي أعاد إلي ثقة المدرب مرة أخرى». ولكن في الواقع إن النادي هو الآخر قد منحه بعض الثقة؛ فقد قام لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، في الربيع الماضي بتمديد عقد اللاعب إلى 2013، ثم إن النادي قام بعرقلة انتقال ماوري إلى نادي سمبدوريا في الصيف الماضي، ويقول اللاعب بهذا الصدد: «إنه إظهار للحب، لقد ساعدني ذلك وأشعرني بالمسؤولية». هذا إلى جانب شارة القائد التي يرتديها ماوري بكل فخر، ابتداء من هذا الموسم وعن ذلك يعقب لاعب لاتسيو «أشعر وكأن لاتسيو هو فريقي أنا. أتمنى أن أنهي مسيرتي هنا. أن أكون قائد هذا الفريق أمر رائع للغاية». وقد بادل اللاعب ثقة النادي والمدرب فيه بالتوازن والموهبة الذين يقدمهما اللاعب خلال المباريات. إن التوازن والموهبة هما الطريق الذي أعاد لماوري مكانه في صفوف المنتخب الإيطالي من جديد وهما الطريق الذي أصبح اللاعب من خلاله رمز فريق لاتسيو مفاجأة هذه الموسم.

بلا حدود: وقد صرح اللاعب تعقيبا على تربع فريقه في المركز الأول لترتيب جدول الدوري الإيطالي قائلا: «إنني سعيد لما حققته ولكنني سعيد أكثر لما يقدمه فريق لاتسيو حاليا. بعد الموسم المخيف الذي عشناه في العام الماضي كنا نستحق أن نشعر من جديد ببعض السعادة». بالفعل ولكن هل سيستمر لاتسيو في صدارة الجدول. «لا يتعين علينا أن نفترض هذه التساؤلات. فنحن حتى الآن مطمئنون ونستمتع بما وصلنا إليه. علينا أن نحيا في الحاضر دون مخاوف. ولا يتعين علينا التفكير في الأهداف غير أنه لا يتعين علينا أيضا افتراض حدود لأهدافنا. وفي الربيع سنرى أين سيصل بنا الحال». إن ماوري إذا استمر في هذا الأداء العالي فسوف يحلق الفريق في مستويات عالية. بفضله هو والآخرين.

وفي سياق متصل، يشبه فريق لاتسيو، بقيادة رييا، فريق فيرونا بقيادة بانيولي الذي تمكن من الفوز بدرع الدوري الإيطالي في الثمانينات. هل هذه مقارنة مبالغ فيها؟ لا إذا كان من يطلقها هو فابيو كابيللو مدرب المنتخب الإنجليزي الذي لا يعد مجرد زميل لإيدي رييا في مجال التدريب بل هو صديقه القديم. ويرشح كابيللو لاتسيو للفوز بدرع الدوري الإيطالي هذا الموسم. وقد صرح مدرب فريق لاتسيو أول من أمس ردا على ذلك التشبيه مازحا: «إذا كان فابيو قد قال ذلك فعلينا أن نؤمن به». ثم أردف رييا قائلا: «أتمنى كثيرا لو يصير الأمر كذلك غير أن فريق فيرونا كان فريقا غير عادي. لقد كان أقوى منا بفضل بريغيل وأليكيير. على أي حال أعتقد أن الحديث عن درع البطولة لا يعنينا حتى وإن كنا نسير بشكل جيد للغاية».

ناضجون: وفي غضون ذلك تمكن فريق لاتسيو يوم الأحد الماضي من الفوز على كالياري 2/1 وحقق فوزه الرابع على التوالي وتربع على قمة جدول الدوري الإيطالي بفارق 4 نقاط عن الإنتر حامل الدرع في الموسم الماضي. وقد صرح إيدي بهذا الشأن قائلا: «لقد كنا أذكياء ورائعين في تغير مجريات اللقاء. إننا ننمو كرويا ونتذوق طعم النضوج». يذكر أن فريق لاتسيو كان منذ أشهر قليلة مضت على بعد خطوة من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية وعن ذلك يتحدث رييا قائلا: «لقد كانت نتائج مباريات شهر يناير (كانون الثاني) في الموسم الماضي ذات ثقل. لقد كانت نهاية الموسم الماضي رائعة للغاية. ونحن في الموسم الحالي نستمر على نفس النهج. وبعيدا عن هيرنانيز فريق لاتسيو هو نفس فريق الموسم الماضي».

كأس إيطاليا: ويعود فريق لاتسيو اليوم إلى أرض الملعب من أجل خوض أول مباراة له في بطولة كأس إيطاليا. وسيشهد ملعب الاستاد الأولمبي مباراة لاتسيو أمام فريق بورتوغروارو الذي يتولى تدريبه فيفياني، المساعد الأسبق لرييا، وسيقوم مدرب فريق لاتسيو خلال هذا اللقاء بالدفع باللاعبين الذين لم يشاركوا كثيرا مع الفريق في مباريات الدوري حتى الآن.