ملاك ليفربول الجدد لن يتعاقدوا مع نجوم كبار مستقبلا

أشاروا إلى أن خطتهم تتجه نحو الاستثمار في الشباب واتباع نهج آرسنال ويونايتد

TT

لن يستطيع المدير الفني لفريق ليفربول الانجليزي روي هودجسون التعاقد مع لاعبين كبار في موسم الانتقالات الشتوية، نظرا لرغبة الشركة الأميركية المالكة للنادي (نيو إنغلاند سبورتس فنشرز) في وقف الإسراف الذي تعتقد أنه أعاق تطور النادي في السنوات الأخيرة.

ويعتقد أن الشركة أبدت قلقا بالغا إزاء ملايين الجنيهات التي بددها النادي على الانتقالات والرواتب خلال السنوات الأخيرة، خلال دراستها لتمويلات ليفربول كجزء من عملية المراجعة التي أجرتها الشركة لحسابات النادي قبل إتمام صفقة الشراء التي تكلفت 300 مليون جنيه إسترليني.

وكان النادي قد أنفق خلال قيادة المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز أكثر من 230 مليون جنيه إسترليني، على الانتقالات خلال ست سنوات فقط، رغم استعادة جزء كبير من المبلغ من مبيعات اللاعبين، في الوقت الذي تكلف فيه شراء لاعبين مثل راؤول ميريليس وكريستيان بولسن وبراد جونز وبول كونشسكي 25 مليون جنيه إسترليني خلال الموسم الأول لهودغسون مع الفريق.

ورغم توفير الشركة لمبلغ 36 مليون جنيه إسترليني من مصروفات النادي كانت تدفع من قبل كفوائد للديون البالغة 282 مليون جنيه إسترليني، كي تستثمر داخل النادي، وعرضها ضخ تمويلات فورية لشراء لاعبين، فإن الشركة الأميركية أوضحت أنها ستعمل على شراء لاعبين بأسعار متوسطة سواء من ناحية مصاريف الانتقال أو الرواتب.

وقال جون هنري، الداعم الرئيسي لشركة «نيو إنغلاند سبورتس فنشر»، الذي سيتولى منصبا في مجلس إدارة ليفربول «يجب علينا أن نكون أذكياء، وأكثر كفاءة، عندما ننفق دولارا يجب أن ينفق هذا الدولار بحكمة. لا يمكننا أن نتعاقد مع لاعب لن يفيد النادي على المدى البعيد. ومن ثم ينبغي علينا أن نكون أذكياء وأكثر جرأة وصلابة».

ومن المتوقع أن يتولى هنري دورا أكثر فاعلية في شؤون كرة القدم في ليفربول، حيث يتولى تقييم اللاعبين الذين سيرشحهم هودجسون، ويضع ميزانيات لإعادة التفاوض حول تجديد عقود اللاعبين الموجودين بالنادي بالفعل.

وقد عبر هنري (61 عاما) عن مخاوفه من الأجور التي يتقاضاها اللاعبون الكبار في النادي على المدى البعيد، ومن القيمة الكبيرة للعقود.

ومن المتوقع أن تبعد الخطة الجديدة - التي نفذت بنجاح كبير مع فريق البيسبول الأميركي «بوسطن ريد سوكس» - ليفربول عن التعاقد مع اللاعبين ذوي الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم، الذين أمل جمهور الفريق في وجودهم في أعقاب خروج المديرين السابقين توم هيكس وجورج جيليت.

وعوضا عن ذلك، أعلن مسؤولو النادي عن نيتهم اتباع نموذج فريق آرسنال في استخدام الكشافين (حاولت الشركة التأكيد على إعجابها به) أو انتهاج طريقة التعاقدات المتبعة في مانشستر يونايتد، حيث تدفع مكافآت إجادة للاعبين الشباب مع إمكانية بيعهم مرة أخرى.

وقال توم ويرنر، رئيس شركة «نيو إنغلاند سبورتس فنشر»: «قمنا في بوسطن سوكس باستثمارات كبيرة في الإدارة، والبحث عن المواهب الصغيرة، فنحن نعتقد أن الأساس لأي رياضة جيدة يجب أن يكون الخبرة والتقييم والفهم الجيد لطريقة استكشاف المواهب الشابة، ومن ثم سنقوم بالاستثمار في هذا أيضا».

اللاعبون الذي قام هودجسون بتقييمهم إلى جانب فريق الكشافين في الأسابيع القليلة الماضية كان من بينهم ستيفن ديفو، لاعب فريق ستاندرليغ، الذي كان محط أنظار المدير الفني منذ فترة طويلة، ويمثل عمر ديفو (22 عاما) وسعره الذي يبلغ 12 مليون جنيه إسترليني مجازفة بسيطة لمكافأة كبيرة، إلى جانب إبراهيم أفيلاي، لاعب الجناح في فريق أيندهوفن الذي قام النادي بتقييمه في الكثير من المناسبات السابقة. ويتوقع أن يكون لاعب المنتخب الهولندي، الذي يبلغ من العمر 24 عاما، وأحد أكثر اللاعبين الواعدين في أوروبا، إحدى صفقات الفريق المقبلة، في الوقت الذي سيحصل فيه على راتب متواضع نسبيا.

ربما يكون اللاعب الأغلى نسبيا ضمن التعاقدات المتوقعة بالنسبة لليفربول، إيدن هازارد، لاعب المنتخب البلجيكي، الذي يلعب حاليا ضمن صفوف فريق ليل الفرنسي. وقد جذب اللاعب الشاب اهتمام كل من برشلونة وريال مدريد وآرسنال وتشيلسي ومانشستر يونايتد، ومن المتوقع أن يكلف النادي 18 مليون جنيه إسترليني.

بيد أن ليفربول يعتقد أنه قادر على جذب اللاعب - الذي يتوقع أن يتلقى نصيحة من وكيل أعماله للبحث عن مكان في ناد يمكنه اللعب فيه أساسيا.

ولن يسمج لهودجسون بإضافة المزيد من اللاعبين من دون الاستغناء عن بعض الموجودين أولا. ويفتخر ليفربول بأنه النادي الرابع الأعلى أجرا في الدوري الإنجليزي، حيث بلغت أجور لاعبيه 107 ملايين جنيه إسترليني عام 2009، لكن تلك الرواتب لم تحقق التقدم للفريق الذي يقبع في المركز الثامن عشر في جدول الدوري، في الوقت الذي أنهى فيه رافائيل بينيتيز الموسم الماضي في المركز السابع. ولا تلقي الشركة باللائمة على هودجسون في الأداء السيئ هذا الموسم، لكنها تفسره بخلاف ذلك بأنه دليل على أن اللاعبين لا يؤكدون الشهرة التي نالوها أو الرواتب التي يحصلون عليها.

تجربة هنري المالك الجديد في المراهنة على المستقبل، إلى جانب هوسه بالرياضة والإحصاءات المالية، وضعاه في موقف مثالي لتحليل مثل هذه المعلومات. وهو مدرك تماما أن الإحصاءات تشير إلى ذلك، وبدقة لا تخطئ، فموقف النادي في الدوري تحدده قائمة الرواتب، فكون الإحصاءات لنادي ليفربول في الدوري متنافرة، يشير إلى أن أموال الفريق تنفق بغير حكمة.

وهنري أيضا شغوف بالتحليل الإحصائي لقيمة لاعبي البيسبول، الذي تسيده بيل جيمس، وأدى بهنري إلى تعيين ثيو إيبستين مديرا عاما لفريق «بوسطن ريد سوكس» في عام 2002 في سن الثامنة والعشرين.

وقد طبق إيبستين مبادئ جيمس التي وضعت لمساعدة الفرق السيئة في الحصول على لاعبين جيدين بأسعار متواضعة، وهو ما قاد الفريق إلى بطولتي كأس العالم بفريق مؤلف من لاعبين تم شراؤهم بأسعار زهيدة. وكانت انطباعاته لدى شرائه ليفربول تشير إلى أنه لا يزال يمتلك إيمانا قويا بهذه الطريقة.

ستة تعاقدات ما كانت لتحدث وفق سياسة الشركة

* فرناندو موريانتس: انضم لاعب المنتخب الإسباني إلى النادي مقابل 6.3 مليون جنيه إسترليني، في سن الثامنة والعشرين، في يناير (كانون الأول) 2005، وفشل فشلا ذريعا في التأقلم مع الفريق، إذ لم يحرز سوى 12 هدفا في 61 مباراة، وكان إيمان الشركة بالتعاقد مع اللاعبين الشباب ليحول دون إتمام الصفقة.

روبي كين: انضم إلى النادي في سن الثامن والعشرين مقابل 20.3 مليون جنيه إسترليني، ووفق معتقدات الشركة فإن سن اللاعب لا تجعله يستحق الحصول على هذا المبلغ الضخم.

ألبرتو أكويلاني: على الرغم من صغر سن اللاعب، الذي يمكن أن يجعله هدفا محتملا للتعاقد، فإن المخاوف بشأن سجل إصاباته كان من الممكن أن تحول دون إتمام صفقة انتقال مقابل 17 مليون جنيه إسترليني، للاعب روما المعار إلى يوفنتوس.

جيمي كاراغر: ربما كان العقد المربح للاعب في سن الثانية والثلاثين قبل تولي استحواذ الشركة على النادي ليثير قلق جون هنري.

ماكسي رودريغيز: اللاعب الأرجنتيني الدولي، البالغ من العمر 29 عاما، والذي قدم إلى النادي من انتقال حر من نادي أتليتكو مدريد، ربما يكون لاعبا جيدا، لكن راتبه الأسبوعي الذي يعتقد أنه يبلغ نحو 70 ألف دولار أسبوعيا، والذي يمتد حتى يونيو (حزيران) 2013، كان ليثبط الشركة عن إتمام التعاقد.

بول كونشسكي: رابع لاعب يبلغ من العمر 29 عاما ضمن تعاقدات النادي، والذي كلف ليفربول 5 ملايين جنيه إسترليني، وهو ما لا يتناسب مع معتقدات «نيو إنغلاند سبورتس فنشرز» في تطوير ليفربول على المدى البعيد.