يوفنتوس يشن حملة غضب على التحكيم في إيطاليا ويتهم الإعلام بإشعال الموقف

بعد إيقاف كرازيتش بسبب حصوله على ضربة جزاء بالخداع

TT

بعد صدور الحكم بإيقاف ميلوس كرازيتش لاعب خط وسط فريق يوفنتوس لمباراتين عبر بيبي ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، عن شعوره بالأسف الشديد وخيبة الأمل تجاه هذا الحكم وصرح قائلا: «إن قرار الحُكم ظالم للغاية». وانتقد ماروتا قرارات التحكيم التي أدت في حالات كثيرة إلى التأثير على مواقف مصيرية بالنسبة لترتيب الفرق في الدوري الإيطالي.

وكانت رابطة أندية الدوري الإيطالية قد أعلنت أول من أمس إيقاف ميلوس كرازيتش لاعب خط وسط فريق يوفنتوس لمباراتين بسبب مبالغته في السقوط داخل منطقة الجزاء والحصول على ضربة جزاء غير مستحقة خلال مباراة أقيمت مطلع هذا الأسبوع. وأعاد قاض رياضي، النظر في التسجيل التلفزيوني للاطلاع على كيفية تعمد اللاعب الصربي السقوط داخل منطقة الجزاء للحصول على ضربة جزاء في المباراة أمام بولونيا الأحد الماضي على الرغم من أن دانييلي بورتانوفا مدافع بولونيا لم يعرقله.

كذلك رفع اللاعب الصربي الدولي قبضة يده إلى أعلى احتفالا باحتساب حكم المباراة ضربة الجزاء التي أهدرها زميله فينتشينزو ياكوينتا في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي. وسيغيب كرازيتش، الذي سيبلغ السادسة والعشرين من عمره يوم الاثنين المقبل، عن مباراة يوفنتوس أمام ميلان يوم السبت المقبل. كذلك سيغيب عن المباراة التي يخوضها يوفنتوس على ملعبه أمام تشيزينا في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأعلن نادي يوفنتوس أنه سيقدم طلب استئناف ضد عقوبة الإيقاف.

«إنه سقوط تمثيلي بارع». هكذا جاء توصيف رئيس المحكمة الرياضية جان باولو توزيل لسقوط الصربي كرازيتش داخل منطقة جزاء فريق بولونيا. يذكر أن حكم اللقاء دي ماركو خُدع إثر سقوط اللاعب الصربي وقام باحتساب ركلة جزاء لفريق اليوفي قام بتسديدها المهاجم ياكوينتا إلا أن فيفيانو حارس مرمى بولونيا تصدى لها بجدارة. وقد أقر قاضي المحكمة الرياضية بمعاقبة لاعب فريق اليوفي بالإيقاف عن المشاركة مع فريقه خلال المباريتين المقبلتين إذا لم يتم قبول الطعن العاجل الذي تقدم به نادي يوفنتوس اليوم. ومن المحتمل أن يحضر اللاعب بشخصه اليوم في ساحة محكمة العدل الاتحادية للاستماع إلى روايته للأحداث.

الإيقاف: وجاء حكم توزيل على النحو التالي: «مع استبعاد أدنى شك لقد وقع حكم المباراة في خطأ احتساب ضربة جزاء غير صحيحة نتيجة سقوط تمثيلي بارع». وأضاف توزيل قائلا: «هناك سحب للأمام غير طبيعي للقدم اليسرى». ولكن نادي اليوفي لن يرضى بهذا الحكم وبمعاونة محامييه ميكيلى بريامونتى ولويغي كيابرو يعمل النادي الآن على تقديم الطعن الذي يستند إلى ثلاث نقاط وهي: أولا عدم وجود تصرف غير رياضي وهو العنصر الأساسي في توقيع عقوبة الإيقاف. ثانيا ديناميكية الحدث، حيث إن بورتانوفا، مدافع فريق بولونيا، اقترب من كرازيتش ومن المحتمل أن المدافع لمس بذراعه اليمنى لاعب اليوفي بصورة خفيفة. ثالثا عدم عدالة الحكم الذي ينص على إيقاف اللاعب لجولتين بسبب سقوطه الذي لو أن الحكم أدركه خلال المباراة وفسره على أنه تمثيل كان سيعاقب اللاعب بمجرد إنذار. رد الفعل: وبعد أن أعرب بيبي ماروتا، مدير عام نادي اليوفي، عن شعوره بالأسف الشديد وخيبة الأمل تجاه هذا الحكم، عمق ماروتا انتقاده وقال: «إن لعبة كرة القدم لا يتعين عليها أن تتحول، من خلال تشريح الصور، إلى لعبة (بلاي ستيشن). إن مفهوم التمثيل متسع للغاية: وهذه اللائحة تحتاج إلى إعادة نظر. إننا على ثقة بأن كرازيتش لم يكن بطلا لتصرف غير رياضي؛ لقد كان اللاعب يركض بسرعة كبيرة وأدرك من خلال الذراع اليمنى لبورتانوفا أن المدافع قد وصل إليه وأنه يتجه نحوه. وكان كرازيتش يخشى أن يتعرض للأذى من جانب مدافع بولونيا لذا حاول أن يمنع التصادم. كما أن هناك تفاوتا بهذا الشأن؛ لو كان حكم اللقاء قيم سقوط كرازيتش داخل منطقة جزاء بولونيا على أنه تمثيل كان سيعطيه إنذارا غير أن اللاعب الآن يتعين عليه التوقف لمباراتين». ولكن لم يتم أيضا خلال هذا الحكم إلغاء الإنذار الذي حصل عليه مدافع فريق بولونيا على أثر هذه اللعبة. إنه نظام غريب».

ميلوس مثل روبينهو: في الواقع أن سرعة اللاعب الصربي أحيانا تعد مشكلة بالنسبة للاعب ذاته. في مباراة اليوفي أمام مانشستر سيتي في بطولة الدوري الأوروبي تعرض اللاعب للإنذار بداعي التمثيل ثم أوضحت الصور التلفزيونية أنه كان هناك التحام بينه وبين مدافع الفريق الإنجليزي يستحق منح ضربة جزاء لصالح اللاعب الصربي. إن تقدير التمثيل داخل أرض الملعب يعد أمرا محيرا. وقد أجرى ماروتا، بهدوء، مقارنة مع حالة اللاعب روبينهو لاعب فريق الميلان الذي سقط على الأرض إثر استقباله لدفعة بسيطة من جانب ارونيكا مدافع فريق نابولي خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين الاثنين الماضي وأدت هذه الواقعة إلى مشاجرة داخل الملعب، وأكد مدير عام نادي اليوفي قائلا: «لا أريد أن أشغل نفسي بأمور فريق الميلان غير أنني أقول فحسب إن الحادثين متشابهان. وبالنسبة إلى كليهما فليس هناك تمثيل سواء واقعة روبينهو أو سقوط كرازيتش. ومن المؤكد أن ميلوس لم يكن يرغب في تفجير مشكلة أو يحرض على العنف». كما أنه من المؤكد لم يكن يرغب أيضا في عدم المشاركة في مباراة الميلان.

وفي سياق متصل، كان اندريا انيللي رئيس نادي السيدة العجوز قد دافع من قبل عن ناديه أمام الهجمات التي شنها عليه ماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر في شهر أغسطس (آب) الماضي، وأمس ساند انيللي، قبل معرفة الحكم الذي قضت به المحكمة الرياضية، كرازيتش وعبر عن استيائه من إثارة الأمر بهذه الصورة الكبيرة وقال: «منذ يوم الأحد الماضي، وعلى ضوء العداء الإعلامي الذي اندلع ضد اللاعب، قمنا بتنبيه محامي النادي. ولقد سمعنا أيضا إشارات وتلميحات إلى جنسية اللاعب. إننا على ثقة من أن تصرف كرازيتش كان تصرف شخص صادق وبطل كبير فضل الدوري الإيطالي على الدوري الإنجليزي الذي يتسم بالحماية داخل الملعب وخارجه». وأردف رئيس نادي اليوفي قائلا: «لم تكن هناك حاجة إلى هذا الضغط الإعلامي على تصرف اللاعب الذي يستقبل 4 أو 5 إعاقات في كل هجمة يقوم بها. وعلى أية حال كانت هناك ضربة جزاء لفريق اليوفي خلال مباراة بولونيا نتيجة خطأ تم ارتكابه ضد ياكوينتا». واختتم انيللي حديثه قبل معرفة الحكم قائلا: «إن الجانب الإيجابي في هذه الواقعة هو العمل الذي يقوم به ماروتا ومعاونوه الذي جعل من جديد اليوفي فريقا يهابه الآخرون».

التفاؤل: وصرح أدريانو غالياني نائب رئيس نادي الميلان بصدد هذه الواقعة قائلا: «ربما سيشارك لاعب آخر مكان كرازيتش ويسجل هدفا. لقد حدث ذلك من قبل عندما حضر اليوفي إلى ملعب استاد سان سيرو من دون إبراهيموفيتش الذي كان موقوفا بسبب القرائن التلفزيونية المصورة وتمكن من الفوز». لقد كان ذلك في 15 مايو (أيار) 2005. كانت مباراة حاسمة قبل نهاية الدوري بأربع جولات. واستطاع اليوفي آنذاك من دون إبراهيموفيتش أن يحقق الفوز على الميلان وكذلك درع البطولة. ربما يحمل إيقاف كرازيتش الخير إلى اليوفي.