الميلان ويوفنتوس في قمة كلاسيكية اليوم بالدوري الإيطالي

أليغري يبدأ بباتو وإبراهيموفيتش وروبينهو.. وديل نيري يبحث عن بدائل لنجومه الغائبين

TT

يعاني فريق يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم من تعدد حالات الغياب بين صفوفه بسبب الإصابة أو الاستبعاد وذلك قبل حلوله ضيفا على الميلان اليوم ضمن منافسات الأسبوع التاسع من مسابقة الدوري المحلي. وكان يوفنتوس تقدم بتظلم ضد عقوبة الإيقاف لمدة مباراتين التي وقعت على لاعبه الصربي ميلوس كراسيتش لتعمده السقوط في منطقة الجزاء للحصول على ضربة جزاء لفريقه خلال مباراته أمام بولونيا بداية هذا الأسبوع ولكن لا مجال أمام عودة لاعب خط الوسط المهاجم لصفوف يوفنتوس الآن والمشاركة في مباراة ميلان. كما يغيب عن صفوف مدرب اليوفي لويغي ديل نيري في المباراة المهاجمان أماوري وفينتشينزو ياكوينتا الذي أضاع ضربة جزاء في مباراة بولونيا التي انتهت بالتعادل السلبي.

وفي الجانب الآخر سيغيب النجم البرازيلي رونالدينهو عن اللقاء. حيث إن التدريبات ثقيلة الوطأة هذه الأيام تركت أثرها على رونالدينهو وشعر اللاعب البرازيلي بإجهاد شديد. إنه مجهد، ومحبط قليلا نظرا لسير الأمور من حوله في الوقت الحالي، لكن لحظة مناقشة الموقف مع المدير الفني لم تأت بعد. فما دام رونالدينهو ليس مصابا فلا جدوى من الحديث عن صعوبة تناوب اللاعبين على خط هجوم الفريق. بإمكان أليغري مدرب فريق الميلان المضي قدما من خلال روبينهو وباتو وإبراهيموفيتش من دون توقع لمواجهة أي شكاوى أو اعتراضات ممكنة من جانب النجم البرازيلي الفذ.

قام المدير الفني باختياراته، باتفاق وانسجام مع إدارة النادي، بعد الخسارة في مدريد أمام الريال في دوري الأبطال، وعاد العديد من اللاعبين لشحذ طاقاتهم من أجل استعادة البريق الذي تلاشى في عدة مباريات متتالية. رونالدينهو واحد من هؤلاء ويستعد لمباراة الأربعاء المقبل أمام ريال مدريد، وهو الحال أيضا بالنسبة لزامبروتا، بينما هناك إمكانية أن يلحق تياغو سيلفا بمواجهة يوفنتوس فقد تدرب اللاعب البرازيلي أول من أمس ما بين صالة التدريبات الرياضية والملعب، ومع الفريق أمس. لم يقل إن أليغري قد يستغنى عنه في مباراة مهمة مثل لقاء اليوم، فمباراة العودة أمام ريال مورينهو مهمة، لكن ليست هي كل شيء في الحياة.

سوابق: إذن، قد نرى سيلفا في الملعب، لكن رونالدينهو سيغيب عن اللقاء الذي تتجه إليه أنظار جماهير العالم بين قطبي الكرة الإيطالية. وبخلاف مباريات كأس إيطاليا، والتي تشهد إراحة دائمة لمن يشاركون في الدوري باستمرار، لم يكن يحدث منذ عام تقريبا لنجم برشلونة السابق أن يغيب عن لقاءين متتاليين، وإبان فترة تدريب أنشيلوتي غاب رونالدينهو عن أربع مباريات، ثلاث في الدوري والرابعة في كأس الاتحاد الأوروبي (لقاء ميلان - فيردر بريمن، والذي شهد خروج الميلان) منذ 22 فبراير (شباط) حتى 8 مارس (آذار) 2009. بعد ذلك حدث له أن غاب عن لقاءين للميلان (ميلان - مارسيليا وميلان - بولونيا) يومي 15 و20 سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي تلك المرة تعلق الأمر باختيارات فنية فقد فضل المدرب ليوناردو حينها لاعبين أكثر جاهزية وكان هذا الاستبعاد بمثابة حافز كبير للنجم البرازيلي.

سباق ثنائي.. الموقف هذه المرة مُحفز أيضا، فقد أعاد أليغري تنظيم توازنات الفريق بعد ليلة البرنابيو التعيسة، وهي التوازنات التي من المفترض الاحتفاظ بها في المباريات المقبلة لفترة مكثفة تنتهي بلقاء الديربي أمام الإنتر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. تطور مستوى روبينهو يغير من شكل هجوم الميلان وينبغي على رونالدينهو أكثر من أي وقت مضى القبول بالمنافسة. الاثنان تربطهما صداقة شديدة، وسيحضر رونالدينهو الأربعاء المقبل العشاء البرازيلي الذي سيتم تنظيمه في منزل آخر الوافدين إلى صفوف الفريق، روبينهو. المناخ ممتاز، لكن هذا لا يمنع أن المنافسة ستصير أكثر قوة دائما، ورونالدينهو في الآونة الأخيرة لم يكن معتادا كثيرا على المنافسة.

خط وسط متحرك.. لكن ليس النجم البرازيلي هو الوحيد، فالهولندي المخضرم سيدورف يعاني حاليا من قوة تغييرات أليغري، فقد تم إفساح المجال في خط الوسط لكل من بواتينغ، وفلاميني يسعى لاستعادة مستواه بعد توقف طويل للإصابة، والمعنى: سيجد سيدورف نفسه أكثر محل نقاش ونقد من جانب البعض، وإن كان اللاعب الهولندي ليس ممن يثيرون المشكلات، واستبعاد آخر قد يجعل من الضروري توضيح الموقف. قوة فريق الميلان وشخصية المدرب أليغري ستخضعان قريبا لاختبارات حاسمة.

ويبدو أن الميلان قد اكتشف الحل السحري للمشكلات الفنية التي عانى منها الفريق على أرض ملعب سانتياغو بيرنابيو، وبعد المواجهة الصعبة مع ريال مدريد والهزيمة التي لحقت بماسيميليانو أليغري ولاعبيه، قرر المدير الفني أن يكتفي بهذا القدر من عناء البحث عن التوازن الأفلاطوني الذي بدأ يتبخر كالسراب أمام فريق مورينهو على الرغم من مجموعة النجوم التي تزين جبهة هجوم الميلان. ومع استحالة الدفع بكل المهاجمين في مباراة واحدة، خاصة أن الفريق يخوض مباراة كل ثلاثة أيام، جاء قرار المدير الفني في الميلان بإعادة الحسابات مرة أخرى حتى لا ينتهي به الأمر خارج حلبة المنافسة المحلية والأوروبية. وبعد مرور أسبوعين على مباراة البيرنابيو، أصبحت المهمة الموكلة للمدير الفني في المرحلة الحالية هي الاستفادة من الجميع بشكل جيد، والعمل على زيادة سرعة الفريق قدر الإمكان. وقد كانت مباراة نابولي بالفعل هي الخطوة الأولى في طريق تنفيذ السياسة الفنية الجديدة، بيد أن مباراة اليوفي ستكون هي المعيار الحقيقي للحكم على نجاحها من عدمه. ولا شك أن بواتينغ وروبينهو أحدثا تغييرا جذريا في جناحي الميلان، وهو ما بدا واضحا في مدريد. غير أن الميلان لا يمكنه الاعتماد على اللاعبين المنضمين حديثا لصفوف الفريق، ومن بينهم إبراهيموفيتش، مع تجاهل الحرس القديم الذي قدم يد العون للفريق طوال السنوات الماضية. ويأتي غاتوزو وبيرلو على رأس قائمة اللاعبين الإيطاليين المخضرمين في الميلان، خاصة بعد أن أعاد الأول إنعاش إمكاناته البدنية، فيما تحرر الأخير من قيود أساليب أليغري التكتيكية.

سيدورف - بواتينغ والحيرة في اختيار طريقة اللعب: يقول أليغري دائما: «لا فرق بين اللعب بطريقة (4/3/3) أو (4/3/1/2). بالنسبة إلينا، الأمر لا يختلف كثيرا بين هاتين الطريقتين». يبدو أن خطة الدفع بمهاجم إضافي في الثلث الأخير من الملعب جاءت بنتائج أكثر فعالية من غيرها، فهي الطريقة الوحيدة لتفعيل أدوار قلبي الهجوم. وتحقيقا لهذا الغرض، تمت عملية إعادة توزيع المراكز على روبينهو ورونالدينهو، بحيث يمكن للأخير الانطلاق من الجناح الأيسر من الملعب. وفي الوقت نفسه، تم إجراء ثورة تغييرات في وسط الملعب، مع وضع الطاقة الكبيرة التي يتميز بها بواتينغ عن سيدورف في الاعتبار حتى وإن كان الهولندي يتمتع بقدر أكبر من الخبرة والمهارة من الناحية التكتيكية. لقد كان على أليغري أن يختار بين السرعة والكفاءة، ولكن كفة الأول كانت هي الأرجح في الكثير من الأحيان.