مونتاري البديل يقود إنترميلان للفوز على جنوا بصعوبة في الدوري الإيطالي

المهزوم يصف الفائز بفريق «الأقاليم» لإضاعته الوقت.. وبينيتيز يقول إن الأهم هو الحصول على النقاط الثلاث

TT

فاز فريق الإنتر حامل لقب النسخة الماضية للدوري الإيطالي على مضيفه جنوا بهدف نظيف سجله الغاني سولي مونتاري في الدقيقة 48 من الشوط الأول، في إطار منافسات الجولة التاسعة من البطولة، وبذلك يصبح رصيد الإنتر 18 نقطة يحتل بها المركز الثاني مؤقتا.

ثلاث نقاط وخطوة إلى الأمام في تطور مستوى الفريق على الطريق الذي يريد رسمه المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز، الذي أعرب عن بالغ سعادته بالفوز على جنوا وقال عقب المباراة: «مع سمبدوريا، استحوذنا على الكرة كثيرا ضد فريق كان يدافع، ونجحنا في الشيء ذاته هذه المرة أمام خصم كان يسعى دائما للانطلاق مجددا، ونجحنا في السيطرة على مجريات مباراة صعبة وتمكنا من إدارة مواقف مختلفة على النحو الأفضل. اليوم، كانت مباراة حملت بصمات جديدة، بعض اللاعبين، أصحاب العقلية الهجومية خاصة، قاموا بمجهود كبير في الشق الدفاعي، وهو شيء في غاية الأهمية. والآن نعلم أننا نجيد فعل ذلك». لقد شارك مدرب الإنتر في الملعب بحماس، حيث يوجه اللاعبين ويحفزهم وينادي عليهم. لكنه، بمجرد انتهاء المباراة، نجح بهدوء شديد في توضيح إيجابيات وسلبيات الفريق مفندا بدقة أخطاء التشكيل الذي بدأ المباراة أيضا، حيث تابع: «في الشوط الثاني، سنحت لنا 5 أو 6 مواقف رائعة لهجمات عكسية، لكننا لم نستغلها على النحو الأفضل، بل إننا كنا نفقد الكرة وحينها كنا نعاني نحن من هجماتهم العكسية. على العكس، السعي لاستحواذ الكرة أمر ضروري لأنه حين لا تتوافر مساحة وأنت تلعب أمام فرق تطبق طرق اللعب المغلقة فينبغي أن تتحرك الكرة بين أقدام اللاعبين لفتح الثغرات. بالطبع، أحيانا يتعين علينا محاولة التمرير رأسيا بشكل أسرع».

توأمان مختلفان.. بعد الأداء الكبير للبرازيلي كوتينهو أمام سمبدوريا، جاءت مباراة مثيرة من جانب بيابياني، حيث يؤكد بينيتيز: «إنه عنصر مفيد عندما تتوافر أمامه المساحات للانطلاق حيث ينجح عندئذ في الإبلاء حسنا واليوم أتيحت له مساحات أكبر. بينما كوتينهو له مميزات مغايرة، لكن هذا أمر جيد، لأننا سنتمكن من استغلالهما على أفضل نحو حسب الموقف».

بالتأكيد، يتحول الانتباه فورا إلى دوري أبطال أوروبا ومباراة توتنهام المهمة في لندن في إطار دور المجموعات الثلاثاء المقبل، وهي مباراة من أجلها تم عمل برنامج لدييغو ميليتو. لكن كل شيء لم يتم بسبب مشكلات بدنية لدى بعض اللاعبين، ويتابع رافائيل: «اليوم، كنت أنوي إشراك ميليتو لبعض الوقت خلال اللقاء، لكن التطورات المختلفة في سير المباراة منعتني من ذلك». إذن، لم يتم اختبار المهاجم الأرجنتيني من أجل لقاء دوري الأبطال، لكن لم يكن ذلك هو أسوأ ما في الليلة تحديدا، فقد خرج ثلاثة من لاعبي الإنتر من المباراة مصابين، وهم: لوسيو وكامبياسو وجوليو سيزار. ويعلق المدير الفني: «بالنسبة للأول، لا أعتقد أن هناك مشكلات، وبالنسبة للاثنين الآخرين فسنرى في الأيام المقبلة». ولا يبدو يسيرا استعادتهما في وقت قصير هكذا.

وفي الدقيقة 19 من المباراة التي أقيمت باستاد «لويجي فيراريس» أجرى بينيتيز تغييرا اضطراريا حيث أشرك لاعب خط الوسط الغاني مونتاري بدلا من استيبان كامبياسو الذي خرج مصابا. وأثبت مونتاري جدارته بثقة المدرب وسجل الهدف الأول له هذا الموسم قبل ثوان من نهاية الشوط الأول. وحالف الحظ اللاعب الغاني حيث لم يتمركز حارس المرمى البرتغالي إدواردو في المكان المناسب عندما سدد مونتاري كرة قوية وسط ارتباك في منطقة الجزاء.

يشار إلى أن بينيتيز كان على خلاف مع مونتاري بسبب هروب اللاعب من استاد سان سيرو ليلة مباراة إنتر - يوفينتوس، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، واستبعده بينيتيز من القائمة. لكن بينيتيز نسى هذه الفعلة السيئة بعد توبيخه بشدة، وتجنب الإنتر فرض عقوبة على اللاعب وهو عاد إلى صوابه، ففي الفوز على كالياري نزل في الدقيقة 41 من الشوط الثاني، وقبل مباراة جنوا، كان قد شارك 71 دقيقة في الدوري المحلي الإيطالي ودقيقتين في دوري الأبطال. ثم جاء ما يشبه التعويض أمام جنوا حيث حل محل كامبياسو المصاب. حسنا، لم يبدأ مونتاري هذا العام أي مباراة أساسيا، وهو ما سيحدث في دوري الأبطال. ويبدو الآن أنه هناك رغبة لدى أندية روما وتوتنهام وفولفسبورغ لضمه، والسؤال: إذا كانت هذا هو حال عضلات لاعبي الإنتر فهل الأمر يستحق الاستغناء عنه؟

هذا لأن سير عضلات لاعبي الإنتر مثير للقلق، وبخلاف بانديف الذي تعرض لإصابة في الكاحل وموتا في الركبة، فهناك 15 لاعبا تعرضوا لمشكلات عضلية، وأمس جاء دور كامبياسو ومن بعده جوليو سيزار الذي قال: «حزين لذلك، كنت بحالة جيدة، وسأقوم على الفور بعمل أشعة الرنين المغناطيسي. أتمنى ألا يكون الأمر خطيرا لكن القلق موجود». كان اللاعبان قد شعرا بألم في منطقة ذات الرأسين بعضلة الفخذ الخلفية، ثم لوسيو الذي تعرض لمشكلة في ربلة الساق الأيسر. إنها إصابات تثير القلق وهناك خطر على لقاء دوري الأبطال، فمن سيلعب في لندن: ربما ينبغي على مونتاري اللعب أساسيا، مثل ميليتو الذي قال: «إنني جاهز، وأتمنى اللعب يوم الثلاثاء».

وعودة إلى سير المباراة: أتيحت فرصة أمام لوكا توني في الشوط الأول لكنه سدد كرة ضعيفة ثم سدد كرة أخرى خطيرة في الدقيقة 21 لكن خوليو سيزار حارس مرمى إنترميلان تصدى لها. كذلك سدد جياندومينيكو ميستو كرة ضعيفة أمسك بها الحارس البرازيلي سيزار بثبات، وكاد النجم الكاميروني صامويل إيتو لاعب إنترميلان أن يسجل في الدقيقة 29 لكنه أهدر الفرصة ليتجمد رصيده هذا الموسم عند سبعة أهداف. وارتكب لاعب خط الوسط ماركو روسي خطأ مشابها لخطأ إيتو ثم نجح إنترميلان في هز شباك مضيفه جنوه في الثواني الأخيرة من الشوط الأول.

وكاد إنترميلان أن يعزز تقدمه في بداية الشوط الثاني عن طريق الفرنسي جوناثان بيابياني لكن إدواردو تصدى للكرة.

من جهته، صرح إنريكو بريتسيوزي رئيس نادي جنوا عقب المباراة قائلا: «شعرت بالضيق نتيجة تصرف لاعبي الإنتر في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، ورأيت إيتو يسقط على الأرض من دون أي احتكاك، ويتظاهر بالإصابة، وآخرين يضيعون الوقت بشتى الطرق. إنها أمور يمكن أن نغفرها بصعوبة لفريق من الأقاليم وليس الإنتر. إنه تصرف لا يليق بفريق كبير، أتوقف هنا لكنني غاضب للغاية. الدقائق الأخيرة أزعجتني فسلوكهم كان غير رياضي». يبدو أن رئيس النادي غير قادر على هضم الخسارة التي جاءت بأسوأ طريقة لتحطم الأداء الكبير لفريقه، لكنه واثق من عودة ميليتو لاعب الإنتر إلى صفوف جنوا مرة أخرى، حيث قال: «أعتقد أنه سينهي مسيرته هنا».

بينما يتلقى المدرب غاسبيريني الضربة أفضل، أيضا لأن الفريق نفذ في الملعب ما طلبه منه، وقال: «أجل، لا يمكننا أن نشعر بخيبة الأمل، فقد قدمنا المباراة كما كنا نريد، وإن دخل الهدف مرمانا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، وتعاملنا بأفضل الطرق في الثاني، ونجحنا في خلق فرص طيبة للتعادل، من خلال توني وبواكيي. أجل، الفريق أعجبني كثيرا، حتى وإن ظلت الحسرة للخروج بلا أي نقاط، وهو أمر تشعر به للأسف في بطولة دوري صعبة ومتوازنة هكذا». وفي اللحظات الأخيرة، جرب المدير الفني الخيار الأخير ودفع بداينيللي إلى الهجوم، ويقول عن ذلك: «بهذه الحركة كنت أريد أيضا إعاقة انطلاقات الإنتر العكسية، لكنهم كانوا متيقظين للغاية. نحن، عموما، قدمنا مباراة طيبة، مثلما فعل أيضا اللاعبون المكلفون بمراكز جديدة عليهم، مثل روسي، أو رافينها والذي نجح في وسط الملعب في وقف الخصوم ومنعهم من الانطلاق مجددا بسرعة. نحن لعبنا المباراة بشكل دقيق، فكان ينبغي انتظارهم، لكن، بعدها، الهجوم بعدد كبير من اللاعبين كي لا نجد أنفسنا مكتسحين من جانب الدفاع، وهو أمر فعلناه طويلا وبطريقة ممتازة».