يوفنتوس حقق المفاجأة وهزم الميلان.. وديل بييرو حطم الرقم القياسي لهدافي الفريق

برلسكوني يشيد بفريق السيدة العجوز.. وأليغري مدرب الميلان يرى النتيجة غير عادلة

TT

حقق فريق يوفنتوس المفاجأة وحسم قمة إيطاليا لصالحه بتغلبه على الميلان في عقر داره 2/1 بملعب سان سيرو، ووسط جماهيره، في المباراة التي جمعت بين قطبي الكرة الإيطالية في إطار منافسات الجولة التاسعة للدوري.

تقدم كوالياريلا الوافد هذا موسم من صفوف نابولي للسيدة العجوز في الدقيقة 24 من الشوط الأول، وفي الشوط الثاني عزز ديل بييرو المخضرم تقدم فريقه وسجل هدفا في الدقيقة 20، وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق تمكن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم الميلان من تقليص الفارق مسجلا هدف حفظ ماء الوجه. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد يوفنتوس إلى 15 نقطة يحتل بها المركز الرابع، فيما تجمد رصيد الميلان عند 17 نقطة يحتل بها المركز الثالث.

في مقابلة صحافية مع ديل بييرو، الخميس الماضي، لفتنا نظره إلى أنه لا توجد إحصائية لفريق يوفنتوس إلا وتحمل توقيعه، لكنه أوقفنا على الفور، وقال «لم أتجاوز بعد بونيبرتي الكبير هداف يوفنتوس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي..». وقد قام بذلك أول من أمس في سان سيرو، وقال «نعم، أنا هكذا الآن». وتابع «لا أبدا، لنظل صامتين ونتحدث في ذلك عقب المباراة». العظماء يختارون دائما المناسبات الكبيرة والمرموقة، فقد سجل قائد فريق السيدة العجوز أول من أمس هدفه رقم 179 في الدوري الإيطالي بقميص يوفنتوس، أمام ميلان العملاق، وجاء توقيع النجم المخضرم في الليلة الأصعب هذا الموسم. ومنذ أول من أمس ليس هناك أي شيء يخص يوفنتوس إلا ويحمل توقيعه. حينما أطلق الحكم روكي صافرة نهاية المباراة ظهر من على مقعد البدلاء مدلك يرتدي قميصا خاصا كتب عليه «197.. لقد انتهت الأرقام القياسية التي ينبغي تحطيمها».

الهدف 200: هل نراهن على أن أليساندرو أمام هدف آخر يكافح من أجله؟.. «فزت بالرهان، والآن هدفي هو الوصول إلى رصيد 200 هدف مع اليوفي في الدوري الإيطالي، فمن السليم أن يضع المرء لنفسه أهدافا طموحة. هذه ليال خاصة، تمجد ما وصل إليه الفريق. الفوز في ميلانو له طعم خاص، وقد جاء الرئيس برلسكوني إلى حجرة خلع الملابس لتهنئتنا. عقدي؟ (يضحك) قد يكون من الجميل أيضا أن أنهي المسيرة هكذا، بأداء وأهداف مشابهة، لكنني أريد المواصلة. علاقتي بالنادي ممتازة جدا، وسنتحدث عن ذلك في هدوء، والأمر لا يمثل أولوية حقا في الوقت الحالي». ويتحدث عن هدفه التاريخي قائلا «كنت أعتقد أن سيسوكو هو الذي سيسجل، وبالفطرة تابعته، وسارت الأمور على نحو جيدا للغاية». إنه فوز يعيد إطلاق يوفنتوس، أيضا في سباقه نحو لقب الدوري هذا الموسم. ويتابع عريس مباراة أول من أمس «خلال الموسم هناك مراحل مهمة، قد تغير وجه الفريق، والأمر لم يكن هكذا بالمرة اليوم، لكن هذا الفوز يجعلنا راسخين، وعلينا أن نأخذ منه فقط الحماس، ومن الغد تواضع وعمل، فلا يزال هناك الكثير لنقوم به».

أندريا أنيللي رئيس نادي يوفنتوس كان من بين أول من غادروا الاستاد، وعيناه تبعثان بفرحة عارمة، ويقول «ثلاث نقاط مهمة لإدراك قدرات الفريق. الفوز يعد رسالة بعثنا بها إلى أنفسنا، وتقنعنا بأننا قادرون على هزيمة أي فريق. كاسانو؟ لدي الثقة الكاملة في ماروتا مدير عام النادي، وفي اللحظة المناسبة سنقوم بتقييم الموقف. تشابي ألونسو؟ لننظر إلى اللاعبين الموجودين لدينا اليوم». وقبله بقليل كان هناك بيبي ماروتا الذي قال «كنا كبيرين، وتاريخيين. إنه انتصار جاء عن طريق الروح والتنظيم، من خلال اللعب التنافسي دائما. لقد وصلنا إلى نهاية المباراة من دون معوقات، على الرغم من العدد الهائل من الإصابات والغيابات». الآن يتعين على كوالياريلا الإيفاء بوعده لرفاقه فقد قال «لو سجلت فسوف أدعو الجميع لعشاء سمك».

إنه إنجاز كبير، وصبرا لو غضب لويغي ديل نيري حين يقرأ أن فوز اليوفي في سان سيرو يعود إليه الفضل فيه، فهو انتصار مدرب معلم، يشرح، يعلم، يصيح ويوبخ. ويقود خصوصا، فهو يقود الفريق ويقود التحركات، العقول ثم الأقدام. وقد كان اللاعبون بارعين في السير خلفه، وبارعين جدا أول من أمس في تحويل ليلة الطوارئ إلى فخر وإدراك للذات. لكنه هو، لويغي ديل نيري، الاستثنائي في تحويل مجموعة من اللاعبين إلى فريق في شهور قليلة. أول من أمس، فاز يوفنتوس، لكن حكمنا ما كان ليتغير لو تعادل الميلان في النهاية، فما قدمه ديل نيري كان إنجازا بكل المقاييس. ويقول «لكن لا تهنئوني أنا، اللاعبون يطبقون، وأنا لدي أفكاري وأحاول نقلها إليهم. اليوفي الذي فاز، ونحن أيضا فزنا.. نحن».

ويتابع المدير الفني «كان هذا هو رد فريق يتدرب جيدا، ومن يكون خارج المجموعة يكون ملتزما دائما، ونرى النتائج. لقد قاتلنا، ولعبنا جيدا على فترات، وعانينا لفترات أخرى. نمتلك الروح السليمة للبقاء على القمة في مايو (أيار) بنهاية الموسم، وبعدها لنر ماذا سيحدث». يحاول ديل نيري السيطرة على حماسه، لكن سعادته لا حدود لها، ويقول «فريق اليوفي هذا له سبع أرواح، ولدينا دائما ثقة ورغبة في العمل. السلوك والروح يليقان بيوفنتوس وهذا هو المهم. ليست لنا حدود، ولا نضع أمامنا أي هدف على المدى البعيد.. لكن هناك هدفا حقيقيا ودقيقا في كل مباراة في الدوري. إنها سابع مباراة لنا نتيجتها إيجابية على التوالي، تعجبني الاستمرارية وأداء الفريق في الملعب».

هناك مشكلة، وهي خطيرة بالقدر الكافي، إنها الإصابات. فقد تعرض مانينجر للإصابة يوم الجمعة الماضية، وكيلليني (اشتباه في شد بعضلة ربلة الساق الأيمن) خلال الإحماء، ودي تشيلي (كدمة بالركبة اليسرى)، ومارتينيز (التواء في القدم اليمنى) أثناء المباراة. وبذلك، يرتفع عدد المصابين هذا الموسم إلى 15 لاعبا، وفي مباراة سالزبورغ النمساوي في الدوري الأوروبي يوم الخميس المقبل سيغيب أيضا أكويلاني وكوالياريلا اللذين لا يمكنهما المشاركة مع اليوفي في البطولة الأوروبية. لكن في الصعوبات نرى عظمة الفريق، وهو ما شاهدناه في سان سيرو فقد رد اليوفي بطريقة مذهلة.

في واقع الأمر، يعد يوفنتوس فريقا خاصا لأن الجميع يتعاونون فيه ويحفزون بعضهم بعضا، ويجتهدون. وفيليبي ميلو أكثر من الآخرين، فدائما لديه ما يقوله لرفاقه، أو صرخة لهزهم، أو المصافحة لشحذ هممهم. وقد رقص لاعب الوسط البرازيلي، أول من امس، بعد هدف كوالياريلا، ثم احتفل كالمجنون بعد تشتيته بالرأس لتسديدة لعبها إبراهيموفيتش. ولم تكن هناك لحظة، ولو واحدة، لم يكن فيها «داخل» المباراة، أو بالأحرى «فوق» المباراة، لأنه هيمن عليها متفوقا على خط وسط الميلان بصحبة اللامعين أكويلاني وماركيزيو. وفي النهاية يشعر ميلو بالسعادة ويعيشها، ويقول «الجميع أسود! لقد كنا جميعا أسودا مثلما تريد الجماهير. لم يكن أحد أبدا مؤمنا بيوفنتوس لما حدث الموسم الماضي، لكننا فريق كبير من الأصدقاء. أهدي هذا الفوز إلى جيورجيو كيلليني، فهو يساعدنا كثيرا ويمنحنا رجولية في الأداء». لكن ميلو ينظر إلى المستقبل، ويضيف «نعلم أن الإنتر والميلان لديهما مهارة أكثر منا، لكن يوفنتوس يعطي أقصى ما لديه. لو عملنا جيدا، فسننعم مع الجميع، والآن بإمكان الجماهير أن يحلموا بالدوري». إنهم يحلمون به يا فيليبي، ولا تعلم إلى أي مدى.

إلى ذلك، يذكر أن سيلفيو برلسكوني رئيس نادي ميلان قد حضر أول من أمس إلى استاد سان سيرو لمتابعة مباراة فريقه المهمة، واختتم الليلة بحركة تليق بفارس قديم، حيث نزل عقب المباراة إلى حجرة خلع الملابس الخاصة بالمنافس، يوفنتوس، وهنأهم بالفوز على الرغم من خسارة الميلان. لكن برلسكوني كان ليفضل الاحتفال مع لاعبيه بدلا من النقر على باب غرفة اليوفي لتهنئتهم، وهو الفريق الذي فاز على الميلان أيضا في مباراة كأس لويغي برلسكوني الودية بركلات الترجيح في أغسطس (آب) الماضي، وأول من أمس في الدوري الإيطالي، والخسارة الثانية بالطبع أثقل من الأولى لأن الميلان عاد إلى المركز الثالث أمام اليوفي، واليوفي ذاته اقترب منه كثيرا.

لقد كانت ليلة سيئة بالنسبة لرئيس الوزراء، الذي غادر سان سيرو وهو في غاية الحزن، ورغبته قليلة في الوقوف أمام الكاميرات ومفكرات الصحافيين، وقال «الكلام يكون عند الفوز، وحينما تخسر تخرس وتعود إلى منزلك».

يبدو أن شهر انتصارات الميلان سينطفئ قبل أن ينتهي، فقد فاز أمام كييفو، ثم كرر الشيء ذاته مع نابولي، لكنه خسر مرتين في مدريد وأمام يوفنتوس. لا يزال على ميلان أليغري أن يجد نفسه، وأن يفهم ذاته خاصة.. والمشكلة أن ثلاثي الهجوم ذوي الأقدام الذهبية صاروا مشكلة حقيقية. عشية المباراة، طلب المدير الفني الكثافة، وحصل عليها. ربما كان ينبغي أن يطلب الفاعلية أيضا، والتي غابت تماما عن فريقه. الكثير من اللاعبين أمام منطقة الجزاء، لكن تسديدات قليلة، ليس هذا هو الحامض النووي للمدرب المنحدر من ليفورنو، وهو من النوع الذي يهتم بالمضمون وربما كان يريد الشيء ذاته من الميلان. وفي نهاية المباراة، حاول أليغري التخفيف من وطأة الخسارة، وقال «لست محبطا معنويا، إنني حزين فقط، والسبب بسيط: لأول مرة هذا الموسم نخسر من دون حق. نتيجة مدريد كانت عادلة، لكن هذه المرة فلا. إنها، عموما، نتيجة علينا تقبلها بهدوء، لأنني مقتنع بأننا سنقاتل على لقب الدوري حتى النهاية». الميلان ترك انطباعا، على الفور، بأنه تسرع في محاولة تعديل النتيجة بعد هدف التأخر الأول. ويؤكد أليغري «كان علينا أن نصبر أكثر، ومحاولة توسيع اللعب لفتح دفاع اليوفي. لكن، على العكس، كنا متعجلين للغاية، وارتكبنا أخطاء مجانية لا يمكننا السماح بها. لكن حتى هدف ديل بييرو لم يكن اليوفي قد تجاوز نصف ملعبه. خلاصة القول، قدم الميلان مباراة طيبة، وكان يمكننا التعادل في نهاية الشوط الأول. النتيجة لا تعكس ما قاله الملعب».

كما علق أليغري مدرب الميلان على المباراة، والذي كان يريد مواجهة ريال مدريد بمعنويات مرتفعة بعد الخسارة أمام 70 ألف متفرج جاءوا لمؤازرة الفريق على ملعبه، ودافع عن غياب باتو تحديدا عن التألق قائلا «أعتقد أنه قدم مباراة طيبة، حتى وإن كان ينبغي ويمكنه تقديم أكثر. لقد قمت بتبديله لأنني كنت في حاجة للاعب مثل إنزاغي، وليس لأنه يلعب بشكل سيئ».

من الغريب حالة باتو في بداية هذا الموسم، حيث يتألق ويسجل مع المنتخب البرازيلي فهو يمثل ظاهرة، ويعشقه المدرب مانو مينيزيس وربما لإسعاده تماما قرر استدعاء رونالدينهو وتطبيق طريقة الميلان (4/3/1/2) مع منتخب البرازيل من خلال رونالدينهو خلف لاعبي الميلان الآخرين باتو وروبينهو.

إلى ذلك، تتواصل لعنة الدفاع في الميلان، فقد خرج بونيرا مصابا أول من أمس بعد مرور 35 دقيقة من المباراة إثر احتكاك غير متعمد مع دي تشيلي، خرج منه ظهير الميلان بكدمة قوية جدا في الركبة اليسرى، وغادر الملعب وهو يبكي وركبته متورمة للغاية. وفور الاحتكاك لم يكن المدافع يتمكن من تحريك قدمه، وفور اختفاء التورم سيخضع للفحوصات لمعرفة المزيد.

وهكذا ينضم بونيرا إلى قائمة المصابين: أودو، وزامبروتا، وتياغو سيلفا. لكن بالنظر إلى مواجهة الأربعاء المقبل أمام ريال مدريد، فعلى الأقل ستتم استعادة اللاعب البرازيلي، فيما يبدو أن حالة زامبروتا المصاب في العضلة الضامة ستحتاج وقت أطول، فيما يعود للمباراة المقبلة أيضا أمبروزيني (المتوقف منذ 15 سبتمبر/ أيلول الماضي)، بينما رونالدينهو، بعد أيام من التدريب الفردي، من المفترض أن يعود للتدرب مع الفريق، لكن يبقى القول إن مشاركته يوم الأربعاء غير مؤكدة تماما.