الخبير الفني الخراشي: الأهلي بحاجة لاختصاصي نفسي.. وما يحدث له يصعب تفسيره

اعتبر نزيف نقاط الاتحاد أمرا طبيعيا.. ووصف رباعية الهلال في الرائد بالمفاجئة

TT

يبدو أن فريق الأهلي هو قضية هذا الموسم؛ فعلى الرغم من أن مشكلة الفريق تم تداولها وطرحها إعلاميا في فترات سابقة، فإن هذا الفريق يجدد معاناته في كل جولة، ولعل آخرها خسارته من فريق الفيصلي 3/2 في الجولة الماضية، التي ربما تكون بمثابة الضربة الموجعة جدا.. والسؤال بكل تأكيد بعد هذه الخسارة الموجعة سيكون: هل سيفيق الأهلي من إخفاقاته، أم أنه سيواصل سقوطه المذهل والغريب؟! الخبير الفني محمد الخراشي استهل قراءته الفنية الخاصة بـ«الشرق الأوسط» عن الجولة الحادية عشرة من دوري «زين» السعودي للمحترفين، للحديث عن فريق الأهلي، حيث قال: «بات الأهلي لغزا محيرا، فحتى لو مر الفريق بظروف فنية غير جيدة في بداية استعداده، أو ظروف مالية، أو إصابات لاعبين، فإنه لا ينبغي أن يصل لهذا المستوى، وهذا بكل تأكيد ليس تقليلا من فوز الفيصلي لأنه كان مستحقا، وهو (أي الفيصلي) من الفرق التي استعدت جيدا، إلا أن نتائج الأهلي غير جيدة بالنسبة لفريق بطل وعريق وصاحب إنجازات».

وتابع قائلا عن الأهلي: «بصراحة من الصعب تفسير ما يحدث من الفريق، فهو يضم لاعبي منتخبات على كل الأصعدة، ولديه لاعبون أصحاب تجربة وخبرة عريقة أيضا، حتى اللاعبون الأجانب ليسوا من أسوأ الموجودين، بل ربما أفضل من بعض الأندية، ومع ذلك تجدهم غير منسجمين مع المجموعة، ولا نعرف سوء الطالع من أين يأتي».

ويردف الخراشي: «في تصوري مشكلة الأهلي أصبحت نفسية، والخروج منها يحتاج متخصصا في هذا الجانب، فتوالي الهزائم والمشادات التي تحدث بين اللاعبين داخل الملعب أرى أن الجانب النفسي يلعب دورا كبير فيها، والأهلي بحاجة لمتخصص في هذا الجانب».

وبالاتجاه لجدول الدوري، نجد أن الاتحاد استمر في صدارة الدوري بفارق أربع نقاط عن أقرب مطارديه (النصر)، إلا أن الاتحاد لم يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية في الجولات الثلاث الماضية، حيث خسر نقاطا كثيرة بالتعادل.

وفي ذات الجانب، علق الخراشي على توالي تعادلات الاتحاد، وتفريطه بنقاط تبدو سهلة، حيث قال: «ليس بالضرورة أن يحسم الاتحاد أو الهلال جميع مبارياتهما بالفوز؛ فكما يعملان فإن هناك أندية تعمل أيضا، والنتائج العكسية متوقعة؛ فالوضع الآن اختلف عن الموسم الماضي، والأندية التي لم يحالفها الصواب في الفترة الماضية استعدت جيدا لهذا الموسم أيضا، والأندية صاحبة الإنجازات، والمؤهلة لخطف بطولات هذا الموسم لديها أخطاء كبيرة جدا في فترة الإعداد، أو حتى كبر سن لاعبيها، أو عدم توفق المهاجمين في تسجيل الأهداف, أو إصابات اللاعبين، أو الظروف الفنية التي أحاطت بالفريق؛ فكون الاتحاد يتعادل في ثلاث مباريات متتالية فهذا شيء طبيعي؛ فالقادسية قدم مباراة كبيرة جدا، والمباراة التي سبقتها قابل الاتحاد فرقا كانت قوية، وكادت أن تحقق نتائج إيجابية».

وفيما يخص النصر الذي يحتل المركز الثاني، على الرغم من أن بعض أدائه غير مقنع لبعض محبي النادي، قال الخبير الكروي محمد الخراشي: «ما يميز لاعبي النصر الروح القتالية التي يظهرون عليها أثناء المباريات، وهذه تغطي النقص والعيوب التي تحدث في الفريق, وفي تصوري الفريق سيقدم عروضا جيدة في الفترة المقبلة، وهو قادر على المنافسة، وسيكون له كلمة في الدوري، على الرغم من وجود عدم الرضا على مدرب الفريق الإيطالي زينغا ولاعبيه الأجانب الدوليين الذي لم يوفقوا مع النصر».

وعرج الخراشي بالحديث عن الغريم التقليدي لفريق النصر (الهلال)، الذي يحتل المركز الثالث، حيث قال معلقا على كثرة الأخطاء الدفاعية لفريق الهلال، ولعل آخرها في مباراة الرائد: «مشكلة دفاع الهلال أنهم أصبحوا يقارنون أنفسهم بلاعبي الوسط المتميزين، الذين يعتبرون من أفضل لاعبي دوري (زين) مهاريا، وكذلك هجوم الهلال، فالملاحظ يجد أن وسط وهجوم الهلال يلعبان بمهارة عالية، وهذه من واجباتهما، وكون خط الدفاع بقيادة هوساوي ورفاقه أصبحوا يتعاملون بشكل مهاري أكثر من اللازم في مناطق يقال عنها في عرف التدريب أنها (محرمة), فمحاولة استعراض المهارات ومن ثم الوقوع في أخطاء فادحة جدا أمر لا يجوز في العرف الكروي؛ فالهلال في كل مبارياته نجد أن خط الدفاع بات يخطئ كثيرا, فلو كانت هناك متابعة جيدة من لاعبي الخصم لتم استغلال هذه الأخطاء والتسجيل عن طريقها, فالمهاجم ولاعب الوسط عندما يستعرض مهاراته قد يسجل وقد يخسر الكرة، ولكن ليس هناك خطورة على شباك فريقه, ولكن أخطاء الدفاع قد تكلف الفريق كثيرا، وغلطة الشاطر بألف وليس بعشرة, ويجب التعامل بحزم وجدية وتخليص الكرات بشكل سريع».

وبشان فريق الحزم الذي يتذيل لائحة الترتيب بعد أن كان عنصرا إيجابيا في دوري «زين» في السنوات الماضية قال الخراشي: «في السابق كان هناك اهتمام كبير من أعضاء الشرف، وبالتحديد خالد البلطان، أو من محبي النادي القريبين جدا، أما الآن فلا يوجد هناك اهتمام، ولم نعد نشاهد التكاتف بين أبناء الرس على فريقهم؛ ففي السابق كان الحزم يحرج الفرق الكبيرة على أرضه، ويتعادل معها على أرضها, أما الآن فالحزم لم يستعد جيدا للدوري، وهناك لاعبون مميزون غادروا الفريق. أيضا الروح الانهزامية باتت طاغية على لاعبي الفريق».

واعتبر الخراشي مباراة القادسية والاتحاد هي الأبرز في هذه الجولة حيث قال: «كانت جميلة جدا أيضا مباراة الوحدة والشباب.. كانت مميزة بعملية تكافؤ الأهداف بين الطرفين, كذلك مباراة الرائد والهلال في الشوط الثاني، على الرغم من الطرد والشعور بالمسؤولية، وكان الفريق الأزرق في الموعد, مشيرا إلى أن فريق القادسية هو نجم الجولة من خلال (ديتمروف)، الذي قدم القادسية بشكل مختلف هذا الموسم، إضافة للعمل المميز من قبل إدارة النادي».

ومنح الخراشي ريان بلال مهاجم النصر نجومية الجولة، إلى جوار مهند عسيري مهاجم الوحدة، وإبراهيم غالب لاعب النصر أيضا، مشيرا في نهاية قراءته الفنية للجولة إلى أن النتيجة التي اعتبرها مفاجئة هي فوز الهلال برباعية على الرائد: «من خلال معطيات المباراة ومجريات الشوط الأول كنت أتوقع أن النتيجة 2/1 أو 2/2 أو 3/2 لكن أن تصل إلى 4/0 أعتقد أنها كانت مفاجئة للجميع».