أبو داود: الأعمى يعرف أن الأهلي بحاجة إلى قلب دفاع.. وهؤلاء أشباه لاعبين

بندر سرور شدد على ضرورة التفاف أعضاء الشرف.. وحل الأزمة النفسية

TT

أكد الدوليان السابقان ولاعبا فريق الأهلي المهاجم حسام أبو داود والمدافع بندر سرور أن الفريق بحاجة إلى تدخل نفسي لانتشال اللاعبين من الوضع المتردي الحالي بعد تلقيه الخسارة السابعة على يد الفيصلي مساء أول من أمس في الجولة الحادية عشرة من دوري زين السعودي؛ حيث أجمعا على أن النادي الأهلي لم يتعرض لمثل ما يمر به حاليا طوال تاريخه، وذلك بتلقي الخسارة تلو الأخرى.

وأشار هداف فريق الأهلي وقائده في الثمانينات الميلادية الماضية المهاجم حسام أبو داود إلى أن لاعبي الأهلي لا يقدمون كرة قدم، وقال: أنا لست قريبا من الفريق خلال هذه الفترة، ولا يمكن أن أشخص الحالة بشكل دقيق، أو أضع اللوم على أي من أجهزته سواء الإدارة أو الجهاز الفني أو اللاعبون، فأنا مشاهد كغيري ممن يتابع في الوسط الرياضي السعودي، وأرى أن الذي يمثلون الأهلي هم أشباه لاعبين، ويبدو عليهم التحطم النفسي، يسجلون أهدفا في الخصوم إلا أنهم في الآن ذاته يستقبلون أهدافا أكثر في مرماهم، ويتكرر هذا المشهد في كل مباراة، مما يدل على أن اللاعبين لا يملكون أي حافز إلى جانب عدم توافر التجهيز النفسي وغيره من الأمور التي يحتاجها أي فريق قبل انطلاقة مباراته، ولا يمكن الجزم بتلك المسألة إلا حينما تكون موجودا في الموقع نفسه، وتكون قريبا من اللاعبين، لا سيما أن هناك 7 لاعبين دوليين في الأهلي يمثلون صفوف المنتخب الأول، إلى جانب 4 أجانب يشكلون بذلك فريقا كاملا قوي العتاد؛ لذلك يجب أن تكون هناك محاولات لتحسين الأوضاع.

وتابع أبو داود: إذا نظرنا لفريق الوحدة وما يقدمه حاليا كمثال، فهو يلعب كرة قدم جيدة، فحتى لو تعرض لخسارة فإنها تكون بشرف، وعلى الرغم من خروج عدد كبير من لاعبيه لأندية أخرى يضاهي عددهم فريقا كاملا، فإن ذلك لم يؤثر على الفريق، وأنا أوافق كل من طالب بضرورة إيجاد لاعب أجنبي في مركز قلب الدفاع في الأهلي، والأعمى يمكنه مشاهدة معاناة الفريق في هذا المركز، إلى جانب افتقاره للاعب في منطقة المحور، وعندما نشاهد الأهداف التي ولجت مرمى الأهلي نرى ذلك الضعف واضحا، والغريب في الأمر هل المدرب السابق النرويجي سوليد حينما طلب لاعبين في خطي الوسط والهجوم لم يشاهد الخلل الأهلاوي؟ وهل الإدارة كذلك كانت غافلة عن المشكلة؟ وهي أمور غير معقولة وكان يجب التدخل وحلها منذ وقت مبكر، فالفريق يدفع ثمن هذه الأخطاء الآن بينما قرأت للمدرب البرازيلي السابق فارياس أيضا أنه صدق في حديث مقروء سابق أن الحزم مفقود لدى إدارة الأهلي؛ حيث لا توجد هناك عقوبات بحق اللاعبين عند خطئهم أو غيابهم لفترات طويلة، وقد تكون خبرة الإدارة الأهلاوية ضعيفة في التعامل مع الفريق بهذا الجانب، مؤكدا أن الفريق بحاجة لدعمه بعناصر، سواء من داخل النادي أو من خارجه بصورة عاجلة، والعمل لمنح الفريق الثقة ليقف مجددا على قدميه ويحقق نتائج جيدة، فاللاعبون نفسيا محطمون ولنا في مباراة الفيصلي الأخيرة عبرة، فعلى الرغم من تأخر الأهلي بالنتيجة نجد أن الفيصلي هو من يضغط على المرمى الأهلاوي في نصف ملعبه حتى نهاية المباراة، وكان من المفروض أن يحدث العكس للبحث عن تعديل النتيجة في المباراة، وأعتقد أن هناك أمورا تحدث بالأهلي، القائمون على الفريق يمكنهم تحديدها، وهي واضحة لهم ليتمكنوا من تدارك الوضع حتى لا تحدث الكارثة، ويجب على اللاعبين أيضا التكاتف مع بعضهم، والعمل على انتشال الفريق من وضعه الحالي وكذلك الالتفاف من قبل أعضاء شرف النادي ومحبيه حول ناديهم خلال المرحلة المقبلة.

من جهته، أكد مدافع الأهلي خلال حقبة الثمانينات الميلادية من القرن السابق بندر سرور أن نجاح أي فريق يعتمد على 3 عوامل قبل أي أمر، هي: إدارة جيدة، جهاز فني مميز، لاعبون جيدون.. فإن اجتمعت تجد عملا ونتائج مميزة وحتى لو لم يكن أحد مراكز الفريق في المستوى المأمول، فإن ذلك أمر طبيعي؛ لأننا نتحدث عن فريق كامل يضم 11 لاعبا. وقال: إن ما يحدث للأهلي ليس مرضيا لنا كأهلاويين، ولا يرضي أي محب له، ولا بد من العمل على انتشاله من الوضع الحالي، وتحديد احتياجات الفريق العناصرية بشكل دقيق، وهي واضحة للجميع، فالأهلي يعاني خللا في الدفاع، وفي مركز المحور، بينما باقي الأمور لا يمكن تحديد مكامن الخلل فيها لبعدي عن النادي خلال هذه الفترة، ومن وجهة نظري أن الفريق يضم عناصر جيدة، حتى إن شهدنا في مستواها انخفاضا فنيا، فلا يمكن أن يعمل مدرب أو لاعبون أو إدارة بشكل منفصل عن الآخر، بل لا بد أن يكون العمل تكامليا والحل ليس في إبعاد إداري أو مدرب أو لاعب.

وأضاف سرور: إدارة الأهلي، بدعم من رئيس أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبد الله، قادرون على تحديد مكامن الخلل ومعالجته في المرحلة المقبلة، ويجب على اللاعبين الشعور بالمسؤولية التي تحتم عليهم التركيز واللعب من أجل الشعار، والأهلي بحاجة إلى التفاف أعضاء الشرف حول الفريق والقرب من اللاعبين، فمردود هذا الأمر سيكون كبيرا على نفسيات اللاعبين، والواضح أن اللاعبين يعانون نفسيا من توالي الخسائر، ولا بد من شحذ الهمم، خصوصا أن لديهم الإمكانات التي تؤهلهم لعودة الأهلي لطريق الانتصارات. وطالب بندر سرور بالتعامل مع وضع الفريق الحالي بعقلانية، وهو ما سيعيد البريق لفرقة الرعب الأهلاوية كما كان محبو النادي يطلقون عليه سابقا.

وامتدح بندر سرور مدرب الفريق الحالي الصربي ميلوفان، وقال: لا يمكن الانتقاص من العمل الذي يقوم به، لكن ماذا يعمل إن كان اللاعبون يعانون نفسيا؟ مضيفا أن أهم أمر لإخراج الفريق من الحالة التي يمر بها هو تقارب اللاعبين من بعضهم، والجلوس لتشخيص أسباب ما يمر به الفريق مع مساعدتهم من قبل إدارة النادي في تهيئة جميع السبل لهم، والعمل على تجهيز اللاعبين نفسيا للمباريات المقبلة. وأبدى بندر سروره وثقته في عودة الأهلي لوضعه الطبيعي، مطالبا بأن تستمر الجماهير في دفع اللاعبين معنويا من خلال الحضور للمباريات وتشجيع الفريق. وقال: على الرغم من الخسائر الماضية نجد الحضور والمؤازرة متواصلين ونتمنى أن يستمرا في الجولات المقبلة.