ناني يحرز هدفا مثيرا للجدل ليونايتد وحارس برشلونة يخدع مهاجما بصافرته

مواقف كوميدية أفادت فرقا وأضرت أخرى وأثارت مشكلات للتحكيم

TT

سجل البرتغالي ناني هدفا بشكل غريب وكوميدي أسهم في فوز فريقه على توتنهام 2/صفر بالدوري الممتاز الإنجليزي، لكنه فتح باب الجدل حول قرارات الحكام المثيرة للجدل، التي تتابع منذ مونديال 2010، وسط مطالب بضرورة الاستعانة بالتكنولوجيا.

واحتج لاعبو توتنهام على هدف ناني الذي جاء قبل ست دقائق من النهاية عندما سدد الجناح البرتغالي الكرة في الشباك، بعد أن وضعها الحارس أوريليو جوميز أرضا لتنفيذ ركلة حرة اعتقد أن الحكم احتسبها لصالح فريقه إثر لمس ناني الكرة بيده وهو ساقط على الأرض، لكن الحكم طالب باستمرار اللعبة على أساس أن الكرة في حوزة حارس توتنهام.

والواقعة ليست الوحيدة الغريبة والكوميدية التي أثارت جدلا في الفترة الأخيرة فقبل 10 أيام قام الحارس المخضرم لفريق برشلونة، خوسيه مانويل بينتو، بتقليد صافرة الحكم ليخدع مهاجم فريق كوبنهاغن الدنماركي، سيزار سانتين، الذي كان في طريق لإحراز هدف فوقف الأخير، ظنا أن الحكم أعلن أنه متسلل.

في مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام، وقبل 5 دقائق من النهاية، وقعت حادثة ناني التي وصفها الإعلام الإنجليزي في معظم وسائله أمس بالسرقة المثيرة للضحك، لكن هدف ناني ضمن فوزا مستحقا لمانشستر يونايتد، ومثل هذه الجرأة في التنفيذ، جعلت مدرب توتنهام هاري ريدناب، يعلن أن فريقه حُرم بقسوة من فرصة العودة إلى المباراة.

وجه ريدناب الكثير من الانتقادات لحكم المباراة، مارك كلاتنبيرغ، الذي احتسب اللعبة هدفا بعد مشاورات مع مساعدة سيمون بيك. لأن المدير الفني لتوتنهام، ومعه اللاعبون أكدوا على أن ناني لمس الكرة بيده، وهو ما جعل حارس المرمى غوميز يعتقد باحتساب الحكم ركلة حرة، وهو ما جعله يثبت الكرة التي اختطفها الجناح البرتغالي ويسكنها في المرمى الخالي. وهيمن كلاتندبرغ على التساؤل الذي انطلق عقب المباراة، التي أسعدت المدير الفني ليونايتد أليكس فيرغسون، الذي طالب فريقه الذي يعاني من تذبذب مستواه بعدم إضاعة الوقت، وقد جاءت المباراة كرد لرسم البسمة على ملامحه القاسية.

فبعد ست تعادلات في عشر مباريات تمكن لاعبوه من تحقيق مفاجأة قوية غيرت من موازين القوة في الدوري حيث حطمت طموحات توتنهام، وحتى لو احتاجوا إلى الهدف المخادع الذي أحرزه ناني للإجهاز عليه.

الفوز، الذي بدت معالمه عبر الهدف الذي أحرز في النصف الأول من المباراة من رأسية لقائد الفريق نيمانيا فيديتش، جلب بعض الارتياح إلى مستوى الفريق، لكن الأداء كان من غير المتوقع أن يثير قلق فيرغسون. فهذه فترة عدم استقرار يمر بها النادي، هيمن عليها لاعب غير موجود في صفوف الفريق.

وقد أثبت الانتصار الذي حققه مانشستر يونايتد على واحد من الفرق الكبيرة في الدوري أن الفريق قادر على الصمود دون الحضور الرئيسي للاعب مثل روني في مدرجات النادي، إلى جانب مدرب المنتخب الإنجليزي فابيو كابيلو. ربما يكون ديميتار بيرباتوف منزعجا إلى حد ما في الأمام، لكن فيديتش قاد الفريق بصرورة نموذجية لتحريك يونايتد، قبل أن يستغل ناني الفرصة لتسجيل الهدف المثير للجدل. وقال فيرغسون: «أرى أننا لعبنا في النصف الثاني من المباراة بصورة جيدة للغاية. أعتقد أن المباراة كانت مفتوحة للغاية في النصف الأول من المباراة، ونحن في حاجة إلى مواصلة المشوار على هذا النحو، لا يمكننا إضاعة المزيد من المباريات».

على الرغم من الهدف المشكوك فيه الذي أحرزه ناني، فإنه كان شعلة الإبداع في صفوف يونايتد طوال المباراة. كما لعب جي سونغ بارك بفاعلية كبيرة على الطرف الآخر من الملعب ليزعج صفوف دفاع فريق توتنهام.

كان فريقا يبدو أغلب المباراة قانعا بتحمل الضغط، لسبب وجيه، وهو أنهم قادرون على الاعتماد على آرون لينون، اللاعب الديناميكي، لتنفيذ الهجمات المرتدة لفريقهم. وقد شهدت المباراة تألق حارس مرمى مانشستر يونايتد، إدوين فان در سار، الذي تحدى بضراوة سنوات عمره الأربعين بهمة عالية لهجمات المنافس، لكن يونايتد تقدم بعدما نفد صبر يونس كابول بعد ساعة من الضغط، واصطدم بقوة بخافيير هيرنانديز ليطرد من المباراة. ولعب ناني الضربة الحرة التي سمحت لفيديتش بالتقدم أمام بنوا إسواكوت بسهولة وإسكان الكرة الشباك برأسه.

ليلة طويلة أخرى شهدها توتنهام حتى إن رافاييل فان دير فارت فعل ما بوسعه لتعزيز محاولاتهم اليائسة بطاقته الكبيرة دون جدوى. ولوكا مودريتش، الذي حضه ريدناب على القيام بهجمات توتنهام عبر الكرات غير العالية التي بذل فان دير سار جهدا كبيرا للتعامل معها. مثل ناني مصدر إزعاج طوال المباراة، توجه بإحراز سكن زاوية المرمى، لكن غاريث بال يمتلك الإمكانات التي تؤهله لمجاراة النجم البرتغالي. وقد افتقد برباتوف، مهاجم توتنهام السابق الذي دفعه فيرغسون للعب دور رئيسي في هجوم الفريق في غياب واين روني، الدقة والمرونة، ولم يتمكن من إحراز الهدف الثاني لمانشستر يونايتد، فتم استبداله بعد 64 دقيقة لعدم فاعليته.

ولم تسكت الهتافات «يا لها من مضيعة للمال»، إلا بعد الهدف الماكر الذي سدده ناني.

أما واقعة بينتو الكوميدية الأخرى فحدثت عندما قام حارس برشلونة بالصفير بطريقة مشابهة للحكم، خلال هجمة لفريق كوبنهاغن دفعت مهاجم الأخير سانتين لعدم إكمال الهجمة، اعتقادا منه أنه كان في موقف تسلل، فقد عوقب عليها من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) بالإيقاف لمباراتين في بطولة دوري الأبطال، بدعوى السلوك غير اللائق.

لكن جماهير نادي برشلونة أعربت عن سخطها من هذه العقوبة، وأظهر استطلاع رأي أنه ما لا يقل عن 82 في المائة يرون أن عقوبة الإيقاف مباراتين التي تعرض لها بينتو «غير عادلة».

وكان فريق كوبنهاغن قد تقدم بشكوى لليويفا لحصول بينتو، الذي شارك في ظل مرض الحارس الأساسي فيكتور فالديز، على عقوبة الإيقاف مباراتين.