اتهامات القبرصي مارانغوس بشأن تنظيم بطولة أمم أوروبا 2012 تثير عاصفة من الجدل

دعا إلى مؤتمر صحافي.. بلاتيني وبلاتر يلتزمان الصمت.. وإيطاليا تترقب الموقف بحذر

TT

لقد بدأ الهجوم المضاد من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضد سبيروس مارانغوس، أمين صندوق الاتحاد القبرصي السابق الذي صرح بأن لديه وثائق تثبت تورط بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في تلقي رشاوى من أجل منح أوكرانيا وبولندا حق تنظيم بطولة الأمم الأوروبية 2012. ويهدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم باتخاذ إجراءات قانونية ضد مارانغوس بتهمة التشهير «من أجل حماية صورة الاتحاد وإجباره على إظهار ما لديه من مستندات». ويقسم مارانغوس على امتلاكه لأدلة ووثائق من شأنها إدانة أوكرانيا وبولندا، حيث يقول إن أربعة من أعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم (التي منحت حق تنظيم البطولة) قد حصلوا على رشاوى تبلغ قيمتها 9.15 مليون يورو مقابل أصواتهم. ويقول مارانغوس إن جزءا من المبلغ (كله؟) قد تم تحويله عن طريق قبرص. ونظرا لتقديمهما لأسوأ ملف في التنافس على تنظيم البطولة، ما كانت كييف ووارسو لتحصلا على شرف تنظيم البطولة أبدا لولا هذه الرشوة. وتنتظر إيطاليا بشغف تطورات هذه القضية بينما أعلن مارانغوس عن عقد مؤتمر صحافي في نيقوسيا. فهل سيكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالأمر؟

اضطراب في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: إن مارانغوس، الأمين السابق لصندوق الاتحاد القبرصي لكرة القدم، والذي لم تتم إعادة انتخابه عام 2007، يعتبر خارج «العائلة» الشهيرة، والمثيرة للجدل أيضا، في عالم كرة القدم. وبالتالي لا يمكن مقاضاته إلا أمام المحاكم المدنية. وهو لا يريد الذهاب إلى نيون، بعد أن تم إلغاء موعد له، لكنه يرغب في أن يأتي مفتشو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى قبرص للقائه، حيث سيقوم بتسليم المستندات التي بحوزته لهم بحضور محاميه وأحد المسؤولين القبرصيين. ويحاول الاتحاد الأوروبي، من خلال القضية المدنية والجنائية، إخراج ما لدى مارانغوس من معلومات وإجباره أخيرا على الكشف عن الأدلة التي يمتلكها، إذا كانت حقا لها وجود. وهو أمر مشروع، لكن من الأفضل البدء على الفور في إجراءات تلك القضية، وليس الاكتفاء بالإعلان عنها منذ عدة أيام. وبالإضافة إلى ذلك – وبغض النظر عن أية إجراءات قانونية يمكن اتخاذها ضد مارانغوس – لماذا لا يتم حجز تذكرة طيران وإرسال أحد الأشخاص إلى قبرص؟ هل من الممكن أن يكون بلاتيني لا يشعر بالفضول والرغبة في فعل ذلك؟

هروب ولا تعليق: ولم يصدر أي رد فعل رسمي آخر من نيون حيث الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وبالإضافة إلى ذلك فإن بلاتيني مشغول في زيوريخ ضمن اللجنة التنفيذية للفيفا في منزل بلاتر. فلا بد من مناقضة الفضيحة الأخرى، التي تفجرت بالفعل ولا يقتصر الأمر على التهديد بإعلانها. وهي الفضيحة الخاصة ببيع أصوات في عملية اختيار الدول المنظمة لمونديالي 2018 و2022 بعد كشف صحيفة «صنداي تايمز» عن الأمر. لكن بلاتيني وبلاتر لا يدعان أحدا يقترب منهما. ويبقى الصحافيون خارج مبنى الاتحاد الدولي لكرة القدم، في ظل وجود حارسين على الباب، بينما يخرج جميع مسؤولي الفيفا من الباب الاحتياطي الموجود تحت الأرض. ولا يرغب أحد في الحديث نظرا لدقة وصعوبة الفترة الحالية. إنها مسألة أسلوب.

مارانغوس يضحك: ويرد مارانغوس صاحب الاتهامات الشديدة على الهاتف المحمول من ليماسول وهو يقود سيارته السوداء في جو حار. ويضحك مارانغوس عندما يستمع لآخر الأخبار ويقول: «التحرك القانوني للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضدي؟ إنني أعرف كل شيء. حسنا، حسنا». وهو لا يهرب، فهو إما مجنون أو أن لديه بالفعل شيئا ما. لكن حتى رسائل البريد الإليكتروني والفاكس البسيطة المتبادلة بين مارانغوس والاتحاد الأوروبي تكشف عن أن هناك شيئا لم يسر على ما يرام في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. فقد كان هناك تأخير وإلغاء لبعض الرحلات واللقاءات بناء على «أوامر من الرؤساء». وبغض النظر عن وجود أدلة لدى مارانغوس من عدمه فإن الموقف يثير بعض الريبة والشك. دعونا نتحدث بصراحة، ليس أمرا جديدا أن التصويت الذي تم في مدينة كارديف قد أثار في ذلك الحين استياء نصف مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

إيطاليا تنتظر: وعلى صعيد آخر ما زالت إيطاليا تنتظر ما ستسفر عنه هذه المسألة. وقد أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أنه تلقى واحتفظ بالفعل برسالتي البريد الإليكتروني اللذين أرسلهما مارانغوس، نظرا لأن المسؤول القبرصي يقول إنه أبلغ بالفعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وتجنب مسؤولو الاتحاد الإيطالي في الوقت الحالي القيام بأي ضغوط على بلاتيني، مفضلين ترك الأمر كمسألة شخصية بين مارانغوس والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وتم تأجيل اتخاذ أية خطوات لحين ظهور الأدلة التي يتحدث عنها مارانغوس. ففي ذلك الوقت سيبدأ الاتحاد الإيطالي اتخاذ تحركات رسمية، أما حاليا فما زال الوقت مبكرا.

وقد تجنب جياني بيتروتشي رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية الحديث عن هذه المسألة في البداية، لكنه صرح بعد ذلك لقناة «سكاي سبورت24» قائلا: «سيمكنني الحديث بدرجة أكبر عندما ستكون الأدلة متوفرة، لكن الآن هناك هذا الخبر. إنني أتفق مع ما صرح به أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ونحن نثق في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وبالتأكيد إذا ثبت هذا الخبر فإنه سيكون أمرا مدويا. لا يمكنني قول أي شيء في الوقت الحالي، فقد قال الكثيرون عن الهزيمة في نيل حق تنظيم تلك البطولة إن إيطاليا لم تكن تمتلك القدرة لكنني اليوم لا أستطيع التصريح بأي شيء لأنني لا أمتلك الأدلة. وإذا ثبتت صحة ذلك الأمر فسيتعين علينا أن نعود للثقة في أنفسنا في أمور عديدة، لكنني لا أستطيع قول أي شيء لأنني لا أمتلك أدلة. إذا ثبتت صحة الأمر؟ إنني رجل واقعي ولدينا اتحاد كرة يتمتع بإدارة جيدة وأنا أثق في أبيتي».

نحن مستعدون: وفي الصباح كان روكو كريمي نائب رئيس الوزراء الإيطالي لشؤون الرياضة قد صرح قائلا: «إذا تم منحنا تنظيم بطولة الأمم الأوروبية فنحن مستعدون، سواء على صعيد الملاعب أو الأمن. إن التثبت من صحة هذه الأمور من اختصاص القضاء الذي يجب أن يحقق في الأمر بصورة جيدة وعميقة. وإذا ثبت ارتكاب جرائم فيجب معاقبة المسؤولين عنها جنائيا لأن من أخطأ يجب أن يدفع الثمن». وأضاف جيوفاني ميلاندري وزير الرياضة السابق قائلا: «إنها أنباء تولد الكثير من القلق. ولا يسعني، مثلما فعل أبيتي إلا أن أتمنى وأن أطالب بتوضيح الأمور في أسرع وقت ممكن حول ذلك القرار الذي كان في ذلك الحين غير متوقع بالمرة».

الحذر: ومثلما صرح من قبل لجريدة «لاغازيتا»، تحدث جانكارلو أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم يوم الخميس الماضي بحذر شديد قائلا: «لقد فتح الاتحاد الأوروبي تحقيقا في الأمر. إننا نثق في بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي يتابع المسألة باهتمام بالغ ونعتقد أن الاتحاد الأوروبي لديه الرغبة في توضيح الأمور في هذا الصدد». وعاد أبيتي ليضيف حول اتهامات أمين صندوق الاتحاد القبرصي السابق: «إذا أحضر هذا الشخص الأدلة، فقد أكد الاتحاد الأوروبي أنه مستعد للتدخل. وإذا حدث العكس فيجب مقاضاة هذا الشخص ومعاقبته».