الفرق الكبرى لاترى النور بمناصب مهددة بالزوال

مانشيني المدير الفني رقم 17 الذي يتولى قيادة مانشستر سيتي خلال عهد فيرغسون في مانشستر يونايتد

TT

مع مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) يتجدد الغموض حول مستقبل المديرين الفنيين، ولذا يأتي كأهم شهور العام التي يسعى خلالها المديرون الفنيون إلى التأكيد على جدارتهم. هذا الشعور المحموم بالخوف إزاء عملهم، دفع المدير الفني لنادي إيفرتون، ديفيد مويز، الواثق باستمراره في منصبه إلى القول: «يجب تقديم نافذة للانتقالات للمديرين، وقصر انتقالات المدربين على يناير (كانون الثاني) أو الصيف لإضفاء المزيد من الاستقرار على الدوري».

هذه الدوامة المحمومة تدفع أندية الدوري الإنجليزي للاستغناء عن المدربين بصورة غير لائقة، فتشير إحصاءات رابطة المديرين الفنيين للدوري الإنجليزي، إلى أن الـ51 مديرا فنيا الذين أقيلوا في الأقسام الأربعة للدوري خلال النصف الثاني من الدوري تم منحهم 17 شهرا فقط لإثبات جدارتهم.

وإذا أردنا أن نركز على الدوري الإنجليزي هذا الموسم فسنجد أنه يشهد ديناميكية من نوع خاص، مع تفوق واضح لفريق تشيلسي، الذي يبدو أنه يقترب من الحصول على لقب آخر دون منازع، تاركا السباق من أجل الحصول على مقاعد بطولة دوري أبطال أوروبا كأقصى الطموحات بالنسبة لباقي الفرق.

من ناحية أخرى يجب أن يكون هدف مانشستر سيتي في الوقت الحالي إنهاء الدوري ضمن المراكز الأربعة الأولى، وأن يكون ذلك بروية ويقين، وأن توضع في الحسبان الرؤى طويلة الأمد لا التقييمات السريعة حول تقدم الفريق في ظل قيادة روبرتو مانشيني. منذ ما يقرب من أسبوعين وخلال أزمة واين روني مع ناديه مانشستر يونايتد بسبب العقد الجديد وأمور أخرى تتعلق بسلوك اللاعب، وصفت الصحافة مانشيني بأنه ملك مانشستر الجديد، بينما كتب البعض بغرابة عن السير أليكس فيرغسون أنه مدير فني يشهد حالة من التقهقر. الآن يشيد الجميع بفيرغسون بأنه المدير الفني الخالد في الوقت الذي تراجعت فيه الإشادة بمانشيني بعد المباراتين ضعيفتي المستوى اللتين قدمهما الفريق. المقارنة الأولى بالتأكيد بعد أن سرت شائعات عن رحيل روني إلى مانشستر سيتي.

يعتبر مانشيني المدير الفني رقم 17 الذي يتولى قيادة مانشستر سيتي خلال عهد فيرغسون في مانشستر يونايتد، وهو رقم يؤكد أن الفرق الكبرى لا يمكن إقامتها بمنصب مهدد بالزوال، وهو ما يؤكد نظرية مويز بالحاجة إلى الاستقرار. فالشكوك لا تولد سوى الشكوك، وما يدفع اللاعبين إلى التساؤل عن طول المدة التي سيدعم خلالها مالكو الأندية المديرين الفنيين. ويجب أن يكون مالكو نادي مانشستر سيتي على علم تام بهذه المسألة، فإذا ما اعتقدوا أن مانشيني سيكون مدربا جيدا إذا هزم تشيلسي، يجب أن يحافظوا على إيمانهم، هذا على الرغم من الخسائر أمام آرسنال وولفز. فكما بدت إقالة مارك هيوز العام الماضي غير منطقية فإن طرد مدير فني آخر من المدينة سيكون أيضا غير منطقي.

ويجب على مانشيني أن يسيطر على تصرفات بعض النجوم. فعندما أعد ستيفن آيرلاند للعب أمام نادي أستون فيلا، قام اللاعب بتوجيه الانتقادات لبعض زملائه في الفريق، أضف إلى ذلك أن السماح للبديل يايا توريه، بمغادرة أرض الملعب في النصف الأول من المباراة أضر كثيرا بوحدة الفريق. وكان الأجدر بتوريه البقاء في الملعب ومؤازرة زملائه. وفي الوقت الذي تزداد فيه الانتقادات لمانشيني نجد النيران التي أحاطت بهودجسون قد بدأت تهدأ بعض الشيء بعد الانتصارين المتواليين.

كان المفترض أن يمنح هودجسون الفرصة مثل مانشيني، لفرض تكتيكاته، ليدرك أن ليفربول بحاجة إلى طريقة أكثر جرأة من تلك التي اعتاد عليها في فولهام وأيضا بالنسبة لفيرناندو توريس لاستعادة تألقه. ما يحتاجه هودجسون هو الوقت والمال ليثبت جدارته في سوق الانتقالات، وهو الآن يأتي خلف هاري ريدناب بثلاث نقاط ويحظى بإعجاب وتقدير كبيرين.

ولحسن الحظ ابتعدت دائرة الضوء الحارقة عن كريس هيوتون، الذي حامت حول مستقبله الشكوك الأسبوع الماضي. مما يثير الضحك، سعى البعض لدفع ستيف بروس مدرب سندرلاند إلى الاستقالة في أعقاب الهزيمة القاسية لفريقه على يد نيوكاسل يونايتد. هذا نوع من الجنون، فبروس مدرب جيد مثل هيوتون، فدعوه يكمل عمله. الأحداث في وستهام يصعب تقييمها، فقد كان أفرام غرانت لغزا إلى حد ما، يمتلك مهارات لا خلاف عليها، ناهيك عن عزيمته القوية وصلاته الجيدة. على الرغم من ذلك فإن غرانت في حاجة إلى الوقت لتحقيق أفكاره. ومن ثم فإن تغييرات نوفمبر لا تكون دائما الأفضل.