الميلان يسعى للثأر من ريال مدريد اليوم والحفاظ على فرصة تأهله في دوري الأبطال

رونالدينهو يعود للتشكيلة الأساسية.. وأليغري يدفع بإنزاغي وسيدورف

TT

لا تدعوا الشكوك تخدعكم، فرونالدينهو ما زال حيا ونشطا وأكثر تصميما من أي وقت مضى على إظهار ذلك وقبل لقاء الميلان وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا الذي يقام مساء اليوم يستعد رونالدينهو للعودة لمكانه في الملعب خلف المهاجمين، في طريقة 2/1/3/4 التي بدأ المدرب أليغري تطبيقها في بطولة دوري أبطال أوروبا (في أمستردام يوم 28 سبتمبر/أيلول الماضي) ولم يتخل عنها منذ ذلك الحين. وبغض النظر عن النتائج المتواضعة، ظهر طوال هذا الشهر أن تغيير مدرب الميلان لطريقة اللعب كان اختيارا صائبا.

الكرامة.. إن مركز لاعب الوسط المهاجم، من الناحية النظرية وأيضا في فكر المدرب، هو من نصيب رونالدينهو. لكن المشكلة هي أن أليغري لم ينجح دائما في تطبيق النظرية على الصعيد العملي. فقد ظهر رونالدينهو خلال هذا الجزء الأول من الموسم بأداء متقطع ومتذبذب المستوى - مثل باقي الفريق -، وهو ما دفع أليغري أيضا إلى تركه على مقعد البدلاء. وقد حدث ذلك أيضا في أمستردام عندما بدأ أليغري في تطبيق طريقة اللعب بلاعب خط وسط مهاجم وعهد بهذا الدور إلى سيدورف. وتسبب إبعاد رونالدينهو عن المشاركة في هذا اللقاء في اختفاء ابتسامة رونالدينهو لكنه أثار أيضا كرامته واعتزازه بنفسه، فلعب في بارما بعد عودته للمشاركة واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم.

التركيز.. ويمتلك رونالدينهو في الوقت الحالي رغبة كبيرة في استعادة موقعه مع الفريق، بعد أن شاهد آخر لقاءين للميلان أمام التلفزيون (أمام فريقي نابولي واليوفي). لكنه لم يغب عن هذين اللقاءين لأسباب فنية وإنما لمعاناته من إجهاد في العضلات، رغم أنه المرجح أن أليغري كان سيستبعده على أي حال من تشكيلة الفريق في هاتين المباراتين. وفي غياب دلائل مغايرة من الأفضل التفكير في الوضع الحالي الذي يولي فيه الفريق اهتماما كبيرا لمباراة ريال مدريد اليوم. وينتظر لاعبو وجماهير الميلان أن يظهر رونالدينهو حماسا كبيرا من أجل الاستمرار في المنافسة على حجز مكان في تشكيل الفريق (حيث يتنافس مع سيدورف وروبينهو). ويروي من شاهدوا رونالدينهو يتدرب في الأيام الأخيرة أنه يتدرب بتركيز كبير للغاية، وهذا الحماس هو الذي بدأ بالفعل يقنع أليغري في إعادة اللاعب البرازيلي الفذ إلى التشكيلة الأساسية للفريق (وساعد على ذلك الأداء غير المقنع لروبينهو أمام فريق اليوفي).

الغضب.. لكن الراحة الإجبارية التي حصل عليها رونالدينهو منحته أيضا الوقت الكافي للتفكير. وجاءت الأفكار التي عبر عنها رونالدينهو لتوجه سهام النقد لفريق الميلان. فقد سمح رونالدينهو لنفسه مساء السبت الماضي، وهو يتحدث في جلسة خاصة مع أصدقائه بأن يعبر عن غضبه ويوجه انتقادات لاذعة للفريق: «لا يمكن اللعب بهذه الطريقة. لا يمكن أن يلعب إبراهيموفيتش بمفرده وسط 4 من المنافسين». ولعل هذه العبارة لم تحظ بسعادة وقبول من جانب أليغري مدرب الميلان، لكن كلمات رونالدينهو على ما يبدو لم تثر أي ردود فعل داخل فريق الميلان.

أنا مستعد.. وقد عاد اللاعب البرازيلي يوم الاثنين الماضي للحديث عن هذا الأمر ونفى كل ما نسب له من تصريحات، حيث تحدث لقناتي «ميلان تشانيل» و«سكاي» قائلا: «ليس هناك أي شيء صحيح فيما قرأته. إنني ألعب مع الميلان منذ 3 سنوات والجميع يعرفونني. إنني لا أحب الحديث عن هذه الأمور وأنا ألعب، فما بالكم عندما لا ألعب. لا أسمح لنفسي بتقييم قرارات المدرب وأداء زملائي». وتحدث رونالدينهو بعد ذلك عن لقاء فريق ريال مدريد: «أشعر أنني بحالة جيدة وأنا مستعد لمعاونة زملائي. وعندما تحين مباراة من هذا الطراز فإنني أشعر بالرغبة في تقديم المزيد وإظهار حالتي الجيدة للمدرب. إنني أرغب في اللعب وبذل أقصى ما لدي. صفارات الاستهجان ضد باتو؟ إنه لاعب شاب وذكي وأنا أثق به كثيرا. وسرعان ما سيعود للتهديف وإسعاد الجماهير». لكن رونالدينهو نفسه يشعر بالفعل بسعادة بالغة بفضل استدعاء مينيز مدرب منتخب البرازيل له استعدادا للقاء ودي لمنتخب السامبا. وعلق رونالدينهو على هذا الأمر قائلا: «لقد كانت مفاجأة جملية وسيزيد المنتخب من حماسي ورغبتي في التألق».

وإذا ما تذكرنا ما كان الكاتب الايرلندي الشهير أوسكار وايلد يقوله: «إن الطريقة الوحيدة للتخلص من الغواية هو الاستسلام لها». من يدري لعل أليغري، الميلان سيترك نفسه لنصيحة الكاتب الايرلندي في لحظة اختياره لقائمة اللاعبين الأساسيين الذين سيخوضون مباراة اليوم أمام ريال مدريد. إن غواية مدرب الميلان تدعى فيليبو إنزاغي، المهاجم صاحب الـ68 هدفا في البطولات الأوروبية؛ حيث سيدفع به أليغري في مباراة اليوم خلف السويدي إبراهيموفيتش، وسيشارك باتو في هذا اللقاء من على مقاعد البدلاء، بحثا عن الثأر من نتيجة مباراة الذهاب التي انتهت لصالح الفريق الإسباني 2/0 والاحتفاظ بالمركز الثاني في المجموعة.

ثنائي مع زلاتان.. وتفسير هذه الغواية يوضحه الملعب؛ فيوم الاثنين الماضي قام أليغري بتجريب هذا الحل الهجومي، والذي لم يلجأ إليه حتى الآن مطلقا في بطولة دوري أبطال أوروبا. لقد لعب إنزاغي إلى جانب إبراهيموفيتش مرة واحدة منذ بداية الموسم الحالي (على ملعب استاد سان سيرو أمام فريق كاتانيا)، حيث لعب الفريق بثلاثة رؤوس حربة (زلاتان إبراهيموفيتش في الجهة اليمنى ورونالدينهو في الجانب الأيسر). ومنذ ذلك الحين وفيليبو يجلس على مقاعد البدلاء (خلال أربع مباريات متتالية في الدوري المحلي) مع الظهور في لقطات بسيطة خلال مباراة الريال. ولكن مدرب الميلان لديه ثقة كبيرة في فيليبو ولا يترك مناسبة إلا وقام بالثناء على اللاعب، وهو يفكر الآن في الدفع به من جديد في طريقة 2/1/3/4 والتي سيقوم فيها رونالدينهو بدور صانع العاب الفريق. ويسعى أليغري لهذه المحاولة أيضا من أجل منح قسط من الراحة إلى اللاعب البرازيلي باتو الذي لم يكن متألقا خلال آخر مباريتين للفريق. لقد شارك إنزاغي قليلا مع الفريق خلال الموسم الحالي (191 دقيقة فحسب؛ 169 في بطولة الدوري المحلي و22 في بطولة دوري الأبطال) غير أنه تمكن من تسجيل هدفين (بمعدل هدف كل 95.5 دقيقة). ولعب فيليبو في الموسم المنصرم أيضا، عندما كان ليوناردو هو مدرب الفريق، 484 دقيقة فحسب. إن فيليبو انزاغي يشعر بتناغم جيد مع إبراهيموفيتش؛ وعندما تم الدفع به خلال المباريات (مثل مباراة الذهاب أمام الريال ومباراة اليوفي) كان دائما مصدر إزعاج لدفاعات الخصم. ولكن باتو حتى الآن دائما ما يلعب أساسيا عندما يكون متاحا للمشاركة (فيما عدا مباراة بارما حيث كان عائدا من إصابة).

هل يعود سيدورف؟ الغواية لا تزال قائمة، والآن سيتطلب الأمر معرفة ما إذا كان اليغري سيستسلم أو سيقاوم. من جانب هناك انزاغي الذي يمتلك رغبة قوية في تقليص الفارق بينه وبين هدافي البطولات الأوروبية الذين يسبقونه في الترتيب (الإسباني راؤول والألماني توماس مولر الذي يتربع على قمة هدافي أوروبا برصيد 69 هدفا)، كما يسعى مهاجم الميلان أيضا إلى افتتاح سجله التهديفي في بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. ومن جانب آخر هناك باتو أفضل هدافي الميلان في الدوري المحلي هذا الموسم (إلى جانب زلاتان) برصيد 4 أهداف، بيد أنه لا يزال صائما عن التهديف في البطولة الحالية لدوري الأبطال (ولكن لديه في هذه البطولة هدفان أحرزهما في شباك الريال). إن العطش التهديفي لفيليبو انزاغي في مواجهة قدرة باتو التي لا يمكن التنبؤ بها. ومن المحتمل أن يعود اللاعب الهولندي سيدورف أساسيا في وسط ملعب الميلان خلال مباراة اليوم. يذكر أن اللاعب الهولندي لم يشارك خلال المباراتين الأخيرتين للفريق في الدوري المحلي (أمام نابولي واليوفي). وربما سيفضل اليغري الدفع بلاعب الوسط المخضرم، بدلا من الغاني بواتينغ، لما يتمتع به من خبرة ومهارة.

ثمة خبر سعيد يدور في فلك الميلان في الوقت الحالي وهو أن الإصابات أخيرا تتلاشي من صفوف الفريق؛ فجميع اللاعبين جاهزون ما عدا ماسيمو اودو (الذي يعاني من تمزق عضلي ويحتاج إلى شهر توقف) وبونيرا (الذي تعرض لكدمة في العظم وتتطلب 15 يوما للعلاج). يذكر أن، تياغو سيلفا وزامبروتا ورونالدينهو وأمبروزيني لم يشاركوا جميعا في مباراة الفريق الأخيرة أمام اليوفي لكونهم عائدين من الإصابة، ولكنهم شاركوا مع الفريق في التدريبات وتعافوا تماما من الإصابات. ومن المؤكد أن تياغو سيلعب أساسيا في مباراة الريال اليوم في مركز قلب الدفاع إلى جانب نيستا. هناك أيضا فرص جيدة لدفع بزامبروتا من بداية اللقاء على الجانب الأيمن للفريق فيما سيلعب انطونيني في الجهة اليسرى. وسنجد أيضا ماسيمو امبروزيني من بين قائمة اللاعبين الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في مباراة الفريق اليوم؛ فلقد غاب قائد فريق الميلان عن المباريات منذ 11 سبتمبر (أيلول) المنصرم بسبب تعرضه لإصابة في الركبة. وربما يبدأ لقاء الريال من على مقاعد البدلاء.