كاسانو يعتذر عن تجاوزه الخطوط الحمراء ويعلن رغبته في البقاء

إدارة نادي سمبدوريا تلتزم الصمت وتنتظر قرار رابطة الأندية

TT

لأول مرة في حياته يقف في مركز المدافع. إن أنطونيو كاسانو، مهاجم فريق سمبدوريا، ظهر مختلفا تماما عن ذي قبل وندم من قلبه عما صدر منه ضد غاروني رئيس النادي. إن كاسانو لم يقم بهذا الأمر مطلقا من قبل سواء عندما كان لاعبا في فريق روما أو عندما كان في نادي ريال مدريد الإسباني أو حتى في ناديه الحالي سمبدوريا خلال السنوات الماضية، كما لو أنه لم يكن حينها يرتكب حماقات. ولم ينف اللاعب مطلقا قيامه قبل ذلك بأعمال «كاسانو الجنونية الشهيرة»؛ فهو ببساطة لم يكن يعبأ بالنظر خلفه ليرى حطام الأواني الفخارية التي حطمها وتناثرت على الأرض. وكانت تصريحاته دائما تحمل هذا المعنى «هذا أنا كاسانو وعليكم أن تقبلوني هكذا وكفى». وربما ما كانت أفعاله دائما مصحوبة بابتسامة متغطرسة. وإذا كانت هذه الحماقات تستوجب آنذاك العقاب؛ غرامات أو الانتقال إلى أحد الأندية في الخارج أو الاستبعاد عن تشكيلة الفريق، فمن سيهتم بذلك.

مشكلات شخصية: هذه المرة كاسانو مختلف؛ فلقد نضج اللاعب وتحولت الابتسامة الساخرة هذه المرة إلى وجه عبوس، فهو لا يرغب في التخلي عن ناديه المفضل سمبدوريا بسبب لحظة غضب صدرت منه فيها كلمات هجومية قاسية مبالغ فيها ضد رئيس ناديه. إن حطام الأواني الفخارية الملقى على الأرض، هذه المرة، يمثل جزءا منه. وقد صرح اللاعب إلى وكالة الأنباء «أنسا» بصدد هذه الحماقة الأخيرة قائلا: «إنني متأسف لكل ما حدث. وقد تقدمت بالاعتذار إلى السيد غاروني، الذي يروق لي كثيرا، في حضور رفقائي بالملعب. إن الوقائع التي وصفت من جانب رجال الصحافة بشأن هذه الواقعة لم تأخذ بعين الاعتبار ما حدث مسبقا أو ما قمت بتوضيحه أكثر من مرة إلى الأشخاص المقربين مني ولا حتى هذه اللحظة الخاصة التي أعيشها بالقرب من زوجتي. لو أنني أريد البقاء بالقرب منها، في ظل الالتزامات التنافسية الكثيرة التي يرتبط بها الفريق، فسيكون هناك سبب لذلك، غير أني لا أريد أن أجعل من حياتي الخاصة أمرا عاما». وخصوصية حياة اللاعب كلها تكمن في حبه زوجته كارولينا، وقريبا سيصبحان أبوين، ومن الطبيعي أن لا يكون انتظار المولود في المرة الأولى مفعم بالاطمئنان. ويبدو أن ثمة مشكلة بسيطة في الأمر، ليست في الواقع خطيرة، غير أن بعض القلق نشب في نفس اللاعب مما تسبب في حدوث هذا التوتر. وعليه، ووفقا لطبيعية شخصية كاسانو العصبية، فقد حمل هذا التوتر اللاعب، يوم الثلاثاء قبل الماضي، على تجاوز الخطوط الحمراء في التعامل مع ريكاردو غاروني. إن كاسانو وكارولينا في انتظار قدوم مولودهما، ولا يبدو أنهما يضعان في حساباتهما مغادرة جنوا. لذا، فإن مغامرة اللاعب مع سمبدوريا لا يمكنها، ولا يتعين عليها أن تنتهي الآن. وقد أوضح اللاعب في تصريحاته لوكالة الأنباء قائلا: «لقد قرأت أن كل ما وقع كان من أجل سوق الانتقالات، ولكني أؤكد أنني أود البقاء دائما في سمبدوريا».

عدم وجود تواصل: لقد اعتذر أنطونيو كاسانو عما اقترفه من خطأ، كما قام بتوضيح ضعفه، غير أن نادي سمبدوريا يلتزم الصمت بهذا الشأن. وقد اتضح ذلك في بيان خاص بالنادي تم نشره وجاء فيه: «حتى يصدر قرار رابطة الأندية لن نعلق أكثر على هذه الحاثة». وقد تمنى اللاعب حظا سعيدا لرفقائه عبر بيان جاء على لسانه. وربما أنه كان من الصعب عليه للغاية أن يذكر النادي الذي تم استبعاده منه، ليس للغطرسة، هذه المرة، ولكن ربما بسبب الخوف من أن لا يصير سمبدوريا هو ناديه بعد الآن.