الأهلي «نجم الجولة الـ12».. وتراخي الشباب أفقده فرصة إعثار الاتحاد المتصدر

خليل المصري قال إن لعبة الكراسي بدأت تميل لمصلحة النصر والاتفاق

TT

بدأت لعبة الكراسي تأخذ طابع الجدية في مسابقة دوري زين السعودي للمحترفين، حيث اشتدت المنافسة على اللقب عقب النتائج التي انتهت عليها مباريات الجولة 12، التي جاءت لمصلحة النصر والاتفاق إذ يعتبران المستفيدين بعد فوزهما وحصد ثلاث نقاط مهمة، وفي نفس الوقت تعثر منافسيهما الاتحاد والهلال وخروجهما بنقطة واحدة مما قلص الفارق في الترتيب العام للمسابقة، فالاتحاد يتربع على الصدارة بـ25 نقطة من «11 مباراة»، يليه النصر 23 نقطة من «12 مباراة» والاتفاق 22 نقطة من «12 مباراة»، والهلال 20 نقطة مع تبقي أربع مباريات مؤجلة للهلال، وكذلك لا نبخس حق الفيصلي 19 نقطة من «12 مباراة» والشباب 14 نقطة ولديه أربع مباريات مؤجلة، فهذه الفرق قادرة على الاستمرار بالمنافسة عطفا على المستويات والنتائج التي تقدمها حتى هذه اللحظة، فيما يجهز الحزم بـ3 نقاط فقط وفي المركز الأخير حقائبه للعودة لدوري الدرجة الأولى بعد مواصلة نزيف النقاط التي ستعجل برحيله قبل نهاية المسابقة، كما شهدت الجولة عودة الأهلي القوية بعد فوزه الثمين على الوحدة والذي جاء بعد 7 جولات خسر خلالها 21 نقطة.

واستهل الخبير الفني خليل المصري قراءته الفنية الخاصة بـ«الشرق الأوسط» للحديث عن أبرز الأحداث التي صاحبت هذه الجولة، حيث أكد المصري أن فريق الأهلي يستحق أن نصفه بصاحب النجومية المطلقة في هذه الجولة، بعد أن استعاد نغمة الفوز الغائبة عن جماهيره ومحبيه في 7 مباريات، كونه تغلب على ظروفه وأخرج لاعبيه من الحالة النفسية التي طغت على الفريق بأكمله وهو يتجرع الهزيمة تلو الأخرى وعلى مدى 7جولات متتالية، وظهر الفريق بأفضل حالاته من خلال عودته القوية والفوز بنتيجة كبيرة خارج أرضه، ولاحظنا على اللاعبين الانسجام والروح القتالية والعزيمة والإصرار، مما مكنهم من فرض سيطرتهم على مجريات المباراة التي جاءت سريعة في أحداثها وممتعة في إثارتها، وسيكون لقاؤه المقبل أمام الهلال مواجهة من العيار الثقيل وهو اختبار حقيقي للاعبيه لتأكيد حضورهم في مواصلة حصد النقاط للابتعاد عن المركز الـ12 الذي لا يليق بتاريخ وسمعة قلعة الكؤوس.

وتابع المصري حديثه وعرج لمباراة الشباب والاتحاد التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2/2 إذ اعتبرها الأقوى والأبرز فنيا في هذه الجولة، حيث جاءت المباراة منذ بدايتها شبابية وفرض لاعبو الشباب سيطرتهم في الدقائق الأولى ونجحوا في خطف الهدف الأول، ولكن سرعان ما هبط مستوى لاعبيه نتيجة لتراخيهم بعد تسجيل الهدف الأول مما منح الفرصة لفريق الاتحاد في غزو المرمى الشبابي والتي لم تشكل خطورة بالغة نظرا لتفوق المدافعين في أبعاد الكرات الخطرة، واستمر فريق الاتحاد في سيطرته مع بداية الشوط الثاني ومع مرور الوقت كثف الاتحاد هجماته عن طريق الجهة اليسرى الشبابية التي كانت مسرحا للهجمات الاتحادية، على الرغم من عدم مشاركة المحترف البرتغالي باولو جورج الذي تأثرت الجهة اليمنى بغيابه، ولو كان موجودا على الضعف الحاصل في الجهة اليسرى الشبابية لكانت النتيجة أفضل للاتحاد، وبعد تسجيل الاتحاد هدف التعادل كان هنالك تدخل من مدرب فريق الشباب الأوروغواياني جورجي فوساتي، وأعتبره تدخلا جيدا من خلال مشاركة عبده عطيف وإخراجه عمر الغامدي وتحولت طريقة اللعب للعب بثلاثة محاور هم أحمد عطيف والكوري سونغ وعبد الكريم الخيبري، ولعب أمامهم البرازيلي كماتشو وعبده والشمراني، وهذا التغير أعطى التوازن لفريق الشباب وسيطر على منطقة المناورة، ولكن من تمريرة خاطئة تحولت إلى هجمة مرتدة سجل الاتحاد هدف التعادل الذي لم يغير من محاولات الشباب الهجومية الذي ظل مسيطرا على مجريات المباراة نتيجة لتكثيفه منطقة الوسط بالأسماء التي ذكرتها، ونجح في تسجيل هدفه الثاني، وفي اللحظات الحاسمة رمى الاتحاد بأوراقه الهجومية واستطاع تسجيل هدف التعادل في وقت صعب، عموما المباراة كانت متكافئة بين الفريقين وتعتبر من أفضل المباريات في هذه الجولة كونها عالية فنيا، ومن وجهة نظري تعتبر النتيجة عادلة لكلا الفريقين.

وعن مباراة الحزم والنصر التي نالت النتيجة الأكبر في هذه الجولة في عدد الأهداف إذ وصلت 7 أهداف كان نصيب النصر منها خمسة أهداف وفي عدد البطاقات الملونة 7 بطاقات صفراء وبطاقة حمراء قال المصري إن السبب وراء الكم الهائل من الأهداف والبطاقات الملونة يعود لصغر حجم ملعب نادي الحزم، مما ينتج عنه احتكاك اللاعبين والسبب الآخر أن الحزم يمر بأزمة نفسية سيئة تتمثل في المشكلات الإدارية والهزائم المتواصلة مما أثر على الفريق تأثيرا كبيرا، بعكس النصر الذي يواصل انتصاراته وحصده للنقاط حيث يملك قوة هجومية ضاربة بقيادة ريان بلال، ولكن لديه مشكلة لا بد من علاجها تتمثل في الأخطاء الكبيرة من الحراسة والدفاع اللذين يتحملان الهدفين وهذه الأخطاء لم تعوضها قوة الهجوم والوسط فجاءت النتيجة الثقيلة التي تلقتها شباك فريق الحزم.

وعلق المدرب خليل المصري على مواجهة الهلال والقادسية التي انتهت بالتعادل السلبي، حيث أشاد بالمستوى الذي قدمه فريق القادسية الذي يعتبر من الفرق الجيدة التي تملك عناصر ممتازة ولديه توازن في خطوطه ونجح في كسب نقطتين ثمينتين من أقوى فريقين في الدوري الهلال وقبله الاتحاد، ولكن في نفس الوقت يلاحظ على القادسية الضعف في المناطق الخلفية التي يمكن وصفها بالهشة، ورغم ذلك لم نشاهد الهلال يستغل هذا الضعف.

واضاف عموما القادسية قدم مباراة تعتبر جيدة خارج أرضه رغم النقص الحاصل بالفريق، وكان يعتمد في هجماته على ظهيره خالد الغامدي الذي شكل خطورة في الجهة اليمنى مستغلا سرعته ومهاراته، ومن وجهة نظري هو مشروع لاعب قادم في هذه الجهة، ولكن يجب عدم الاستعجال في ضمه للمنتخب لأنه ليس كل لاعب يبرز في مباراة أو مباراتين أو حتى دور كامل ينضم للمنتخب، بل يجب أن يكون للمنتخب شخصية بمعنى أن أي لاعب يتم اختياره للمنتخب يكون نجما في جميع المباريات وعندما يبرز ويكون مستواه ثابتا ونعرف أنه نضج، في ذلك الوقت من الممكن أن ينضم للمنتخب.

بالمقابل شاهدنا فريق الهلال في تلك المباراة لم يقدم مستواه ووضح على الفريق تأثره بغياب نجومه وبالذات الروماني رادوي والجهة اليسرى الهلالية ضعيفة جدا لم يستغلها الفريق القادسوي، وحاول خالد الغامدي جاهدا اختراق هذه الجهة في العديد من المحاولات كونها منطقة عبور سهلة والسبب في ذلك ضعف هذه الجهة للهلال حيث أشرك سلمان الفرج في مركز غير مركزه المعروف، عموما الهلال لم يقدم المستوى الذي عرف عنه رغم أنه يملك عناصر جيدة، ولكن من وجهة نظري كما ذكرت تأثر بسبب الغياب الكبير الذي داهم الفريق في أكثر من مركز.

وختم المصري رؤيته الفنية في هذه الجولة حيث قال: «أنا سعيد بالنتائج التي صاحبت الجولة 12 حيث اشتدت المنافسة على المراكز الأولى في الترتيب وأصبح الفارق النقطي قريبا جدا بين خمسة فرق»، بعكس العام الماضي حيث كانت محصورة بين الهلال والاتحاد ولكن في هذا الموسم شاهدنا دخول أكثر من خمسة فرق للمنافسة، وهذا سيساهم في قوة الدوري ونجاح المسابقة، وأتوقع موسما حافلا مليئا بالإثارة والمتعة ولكن لدي ملاحظة حول المباريات المؤجلة لفريق الهلال، فمن وجهة نظري أجد أن الهلال من الصعب أن يفوز في جميع هذه المباريات كون ضغط المباريات سيؤثر على لاعبي الفريق، عموما المنافسة ستكون حامية مع بداية الدور الثاني من الدوري ونأمل أن نشاهد مستويات فنية أفضل مما شهدناه في الدور الأول وبطبيعة الحال ما يهمنا هو أن تعود الفائدة على الكرة السعودية.