بوفون: غيابي كان بسبب ارتباطات طبية وجاهز للمشاركة في يناير

مدرب اليوفي يشن هجوما على حارس مرماه لعدم حضوره إلى معسكر الفريق

TT

إن عدم الحضور من أجل الصورة الجماعية الخاصة بالفريق ليس بالمشكلة الخطيرة، وغالبا ما يحدث ذلك، ثم بعدها تتولى البرمجيات والتقنيات الحديثة المتخصصة مهمة إدراج هذا الوجه أو غيره ضمن الصورة. إنه «تجاهل»، غير أن الفريق على مدار 3 أشهر لم يصدر عنه تجاه اللاعب أي شيء. وهكذا لم يستطع ديل نيري، مدرب فريق اليوفي، هضم هذا الموقف بسهولة. إن «شبح» هذه المعضلة هو جيجي بوفون، حارس مرمى نادي يوفنتوس، رمز وقائد فريق اليوفي منذ بداية الألفية الثالثة، الذي لم يظهر في الصورة الجماعية التي تم التقاطها للفريق يوم الجمعة الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن اللاعب، منذ شهر أغسطس (آب) الماضي وحتى اليوم، لم يوجد في معسكر تدريب الفريق في تورينو حتى ولو لخمس دقائق من أجل زيارة المدرب ورفقائه في الملعب. مما لا شك فيه أن جيجي كرس هذا الوقت للتعافي من الإصابة التي لحقت به في المونديال الأخير بجنوب أفريقيا 2010. ولكنه خصصه أيضا لصديقته كارايزي وللمنتخب الإيطالي الذي توجه بوفون إلى جنوا خصيصا من أجل زيارته أثناء مباراة (إيطاليا - صربيا).

«من المؤكد أنه كان باستطاعته أيضا أن يوجد معنا أحيانا». كانت تلك أول ضربة كوع وجهها ديل نيري إلى حارس المرمى. إن مدرب اليوفي رجل حر ولحسن الحظ لديه معرفة بسيطة بالدبلوماسية، ولذا فقد صرح بهذا الشأن قائلا: «ربما أنه لم يكن مدركا حتى لفترة الغياب الطويلة هذه. ولكننا على العكس ندركها بالفعل. لقد كانت بيننا اتصالات هاتفية فحسب. على أي حال سننتظر عودته إلى صفوف الفريق، ولنرى بعد ذلك......». إن ديل نيري يشعر بخيبة أمل تجاه ما حدث من جانب حارس مرمى فريقه. ويواصل ديل نيري تصريحاته قائلا: «لن نجعل من هذه الواقعة، على أي حال، مشكلة قومية».

* في سوق الانتقالات المقبلة ينتظر نادي اليوفي تعافي جيجي بوفون التام من الإصابة، ولكن ربما أن ثمة توترا قد وقع بين الأطراف. إن بوفون رجل يعيش بعاطفته وإحساسه، وإذا كان حتى الآن لم ير أن هناك حاجة إلى التواصل مع الفريق، فربما أن ذلك يعني أنه لم يعد يشعر بأهميته داخل المجموعة فحسب، وأنه لا يمكن الاستغناء عنه. ومن المحتمل أن يكون الأمر هكذا. ومن جانب آخر بدأ نادي اليوفي هذا الموسم عملية تجديد شاملة في جميع جوانبه؛ إنه الطريق الأفضل من أجل محو آثار تدمير الموسم الماضي 2009 - 2010، والعودة من جديد إلى مصاف الفرق الكبيرة في أسرع وقت ممكن. فضلا عن ذلك كله، فإن مبلغ الـ50 مليون يورو الذي قام نادي اليوفي بدفعه من أجل الحصول على بطاقة حارس المرمى من ناديه السابق بارما، تم استهلاكه بالفعل، ولذا فمن المحتمل أن يكون بيع لاعب يتقاضى نحو 12 مليونا صافيا في الموسم الواحد صفقة جيدة. وفي الوقت الراهن أي صفقة شراء تحتاج بالضرورة إلى العبور من نفق التضحيات المهمة. ولن يكون من قبيل الصدفة إذا عادت أصوات الشائعات تعلو بصدد الاهتمام الجاد لنادي مانشستر سيتي بشأن حارس مرمى اليوفي.

ومن جانبه رد جيجي بوفون على ما أثير مؤخرا بصدد غيابه عن صورة الفريق قائلا: «أنا لم أكن مع الآخرين في الصورة، لأنني كنت مرتبطا باختبار مهم للغاية في الساق، عقب العملية التي كنت قد خضعت لها قبل ذلك. لقد قمنا بإجراء اختبار الكفاءة والأداء ووجدت أن 85 في المائة من القوة في الساق اليسرى. كان الأمر مرعبا من قبل عندما لم يعد بإمكاني أن أشعر بأطرافي. والآن أنا في قمة سعادتي لأنني في يناير (كانون الثاني) المقبل سأتمكن من العودة إلى الملاعب. إن تركيزي ينصب على إتمام عملية الشفاء هذه».

لقد أثار غياب بوفون عن صورة الفريق يوم الجمعة الماضي سلسلة من الافتراضات التي كان من بينهما احتمال انفصال جيجي عن نادي السيدة العجوز بعد زواج سعيد دائم بينهما لمدة 10 سنوات. وقد تقابلت جريدة «لا غازيتا ديللو سبورت»، مساء يوم الجمعة ذاته، مع حارس مرمى اليوفي في سويسرا، حيث كان يتسلم اللاعب جائزة أفضل حارس مرمى في العالم خلال النسخة التاسعة لمهرجان الرياضة السويسرية. وقد صرح اللاعب بشأن تلك الواقعة قائلا: «أنا لم أقلل من شأن أحد، ويؤسفني أن يساء فهمي. لقد قمت بالزيارة الطبية الخاصة بي، ثم أجريت تدريباتي عصرا وبعدها حضرت بالسيارة إلى هنا في المساء. فقد وعدت بحضوري إلى هذا المهرجان منذ فترة. وليس هناك سر وراء ما وقع». ولكن الشائعات حول رحيل بوفون عن أسوار نادي اليوفي تتزايد. ويواصل جيجي: «منذ عشر سنوات مضت كان رحيلي إلى برشلونة مؤكدا، ومنذ أربع سنوات، كان الكثيرون يعتقدون أنني سأرحل من دون شك إلى مانشستر سيتي. غير أن هناك قصة واحدة تتكرر، ابتداء من شهر يناير المقبل سأكون داخل الملعب، فأنا لست متقاعدا. لقد ارتكبت خطأ عندما توجهت إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، وأنا أحمل هذا الألم اللعين. وهذا خطأ بإمكاني في المستقبل أن أتجنبه». وأثناء المقابلة الصحافية التي أجريت مع حارس مرمى اليوفي بصدد الجائزة التي حصل عليها، أعلن بوفون أنه لا يزال غير مكتمل الفخر بما حققه، وأنه ينقصه الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا. وربما يذهب البعض إلى أن هذه التصريحات تحمل في طياتها دعوة إلى أحد الأندية التي قد تصل بحارس المرمى سريعا إلى الهدف الذي ينقصه. ولكن بوفون كان واضحا وقال: «لماذا لا يمكن لفريق اليوفي أن يفوز هو الآخر ببطولة تشامبيونزليغ؟ إن هذا النادي يتمتع بتاريخ، ولديه بيئة جيدة. وليس دائما العشب الأقرب هو العشب الأكثر خضرة».

وكان بوفون خلال هذا التكريم كعادته محبا للناس من حوله. وأراد جيجي أن يتعرف من قريب على مارك جيرارديللي، متزحلق الجليد الشهير، أحد الأبطال المفضلين لدى حارس مرمى اليوفي، وقال له: «ولكن تعرف يا مارك أن الأولمبياد الشتوية كانت رائعة، لقد غيرت تورينو.. أنا من يقول لك ذلك حيث إنني أعيش هناك». ثم اتجه إلى التقاط بعض الصور بصحبة كارلو جانكا، المصنف العالمي الجديد رقم واحد في التزحلق على الجليد، وبعدها انصرف بوفون في سيارته.

وحول مستقبل الحارس بعد الاعتزال، صرح بوفون قائلا: «إنني شخص محظوظ. كثير من الناس يسألونني ماذا سأفعل بعد التوقف عن اللعب، ولكنني أفضل التفكير في الحاضر والمستقبل القريب، إن هذا هو عالمي. وعندما تمر عاصفة الكلمات هذه، فالأمر سيحتاج إلى الصبر فحسب، فالوقت قادر على إعادة الهدوء مرة أخرى». يذكر أن سيلفانو مارتينا، وكيل أعمال جيجي قام عقب ما أثير حول غياب اللاعب عن صورة الفريق بالتدخل هو الآخر في الأمر، وصرح قائلا: «إن بوفون يقوم بتدريبات يوميا لمدة 5 - 6 ساعات من أجل التعافي من الإصابة، وهذا ما يركز بوفون بصدده فحسب، فضلا عن متابعته لفريق اليوفي من خلال التلفاز. حيث إن اللاعب يقطن في تورينو كان بإمكان رفقائه أن يتوجهوا لزيارته والاطمئنان عليه..». وواصل مارتينا قائلا: «ليست هناك أي مشكلة في الوقت الحالي، غير أن اللاعب فضل الابتعاد بعض الوقت من أجل التركيز في التعافي من الإصابة».