الميلان يستغل خسارة لاتسيو وينتزع صدارة الدوري الإيطالي

أليغري سعيد بالفوز واعتلاء القمة قبل لقاء الديربي.. وروسي يتهم الحكم بعدم الحيادية

TT

قفز فريق ميلان إلى صدارة ترتيب فرق الدوري الإيطالي، وذلك بفوزه على باليرمو بثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بينهما على استاد سان سيرو، في إطار مباريات الجولة الحادية عشرة للدوري الإيطالي، وقد استغل فريق أليغري بذلك خسارة لاتسيو الذي كان متصدرا للترتيب حتى يوم أول من أمس أمام تشيزينا بهدف نظيف، وتجمد رصيده عند 22 نقطة، بينما وصل الميلان بهذا الانتصار إلى 23 نقطة، وتجمد رصيد باليرمو الخاسر عند 14 نقطة يحتل بها المركز الثامن. في الشوط الأول، تقدم باتو لأصحاب الأرض بهدف في الدقيقة 19، ثم أدرك باتشينوفيتش التعادل للضيوف في الدقيقة 18 من الشوط الثاني، لكن إبراهيموفيتش ضاعف النتيجة لصالح الميلان بهدف في الدقيقة 32، ثم سجل روبينهو هدف الاطمئنان وضمان الثلاث نقاط في الدقيقة 37.

إلى ذلك، أعرب ديليو روسي المدير الفني لفريق باليرمو عن غضبه من طاقم التحكيم في المباراة، وتناول في مؤتمره الصحافي عقب المباراة ثقل وطأة أخطاء بانتي، حكم المباراة، وبالنسبة لماوريتسيو زامباريني، رئيس النادي، فقد اتخذ قرارا قد يصبح نقطة تحول في حياته، حيث قال زامباريني: «صباح الغد، سأقدم استقالتي. أبيع فريق باليرمو، وأخرج نهائيا من عالم كرة القدم، والآن كفى، فقد سئمت من حضور أحداث بعينها، وقد اتخذت القرار».

عوّدنا رئيس النادي خلال مسيرته على تصريحات تشبه الرعد والبرق، لكنها لم تكن أبدا بنفس القوة والغضب كهذه المرة. شاهد زامباريني الذي لم يحضر إلى سان سيرو المباراة في التلفزيون، وتأملها، وزعم أنه لم تعد لديه رغبة في المضي قدما. أخطاء بانتي في مباراة أول من أمس كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير في موسم يعانده فيه القدر بمشكلات كثيرة.

كان رئيس باليرمو قد عاد لينتقض مسؤول تعيين الحكام لمباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، نيكي، وأعد أيضا ملفا بكل الأخطاء التي عانى منها فريقه منذ مباراة بريشيا في الجولة الثانية.

تُضم مباراة أول من أمس إلى الملف، وفي نهاية المباراة يترك زامباريني لديليو روسي التعبير الأكثر مرارة: «إنها مباراة لم تشهد حيادية في القرارات من جانب الحكم. بالطبع نرتكب أيضا بعض الأخطاء، لكن هذه المرة كنا ندا حقيقيا للمتصدر. فريقي في حاجة للثقة، وسنكون سعداء لو تم الاعتراف بأفضالنا. على المرء أن يكون قادرا على حمل ما يستحقه إلى بيته». وفي عشية المباراة تحديدا، صرح روسي قائلا: «لا بد من توافر ثلاثة عناصر لتحقيق نتيجة في سان سيرو: ألا يلعب الخصم بشكل جيد، أن تؤدي أنت مباراة حياتك، وأن يقوم الحكم بواجبه». وبدا في النهاية أن حس المدرب روسي كان صائبا، فقد كانت هناك بالفعل أخطاء تحكيمية.

لا حدود لمرارة روسي، فقد تعرض باستوري نجم الفريق للإصابة (كدمة والتواء في الركبة اليمنى)، ويقول: «المرء يأتي إلى ميلانو، ويعرف أنه سيواجه فريقا قويا للغاية، ويقدم أيضا مباراة طيبة، وبعدها يجد نفسه ضد كل هذه الأحداث، فمن المؤكد أن يخسر. باستوري حاول البقاء في الملعب لكنه لم يتمكن من ذلك، وسنرى ماذا سيكون رد الفحوص الطبية».

من جهة أخرى، فإن قبضة يد ماسيمليانو أليغري، مدرب الميلان، إلى أسفل تحمل طعم التحرر، وفي الدقيقة 37 فقط من عمر مباراة فريقه مع باليرمو كان يمكنه أن يغادر، لأن هدف روبينهو يؤكد له أن الدقائق الأخيرة من المباراة هذه المرة لن تشهد معاناة، مثلما حدث مع باري وأمام الريال.

الميلان الذي يقفز إلى القمة يسجل مبكرا، ثم يدرك الخصم التعادل، لكن بعكس مرات أخرى كان لديه القوة والإصرار كي يضمن الثلاث نقاط، والآن بإمكان أليغري الاستمتاع بالترتيب، الذي يتأخر عنه الإنتر بثلاث نقاط قبل أربعة أيام من مواجهة الديربي المرتقبة، ويقول: «كنت أعلم أن مباراة واحدة صعبة ومهمة ستكون كافية، والفوز كان مهما للعودة إلى الانتصارات على ملعبنا، بعد الخسارة أمام يوفنتوس، ومن أجل رفع مستوى الثقة بالنفس قبل مباراة الإنتر».

كان ماسيمليانو أليغري محقا هذه المرة أيضا، فقد عمل وسط الملعب بشكل جيد والمكون من أمبروزيني، فلاميني وبواتينع الذي حل محل بيرلو. لكن لاعب الوسط المخضرم لم يغب عن اللقاء بسبب المبادلة، مثلما حدث في باري، لكنه كان مضطرا لعدم المشاركة بسبب ألم بالفخذ اليمنى. ويعلق أليغري: «نأمل في تعافيه واستعادته». وأحسن صنعا سيدورف الذي حل محل رونالدينهو في مركز صانع الألعاب، الذي أضاء أداء الميلان وسدد أيضا كرة اصطدمت بالقائم. ويعلق لاعب الوسط الهولندي: «لعبنا باستمرارية، وكنا مركزين وشرسين، وبعد هدف التعادل 1 - 1 أيضا نجحنا في الحفاظ على هدوئنا. إنها نتيجة تمنحنا معنويات عالية، وخاصة قبل أيام قليلة من لقاء الديربي، لكن علينا ألا نسترخي، بل علينا الركض أكثر، لأن الإنتر فريق كبير». ويضيف أليغري: «من يلعب عليه أن يعطي أقصى ما لديه، بيرلو لم يشارك، ورونالدينهو وروبينهو نزلا خلال سير المباراة، ومن أجل الفوز لا بد من تعاون الجميع». وعن رونالدينهو يتابع: «لم يشارك في البداية لاختيار فني، ولم أشرح له الأسباب، لأني لم أعتد القيام بذلك. هل سيلعب الديربي؟ سنرى، فهو يتألق في المباريات الكبيرة».

وعلق أليغري أيضا على الأحداث المثيرة للجدل، وعن خطأ بواتينغ باليد قائلا: «كان يمكن احتساب ركلة جزاء، لكن كانت هناك واحدة لصالحنا مع باتو، ويمكن القول إن أمبروزيني كان بارعا في السقوط، لكن قبل التسجيل لم يلمس الكرة بيده، عموما سارت الأمور على نحو جيد». خسارة أن يفقد الفريق خدمات إنزاغي (الذي حيته الجماهير بلافتة كبيرة كتب عليها «مشاعر جديدة مع كل هدف») وباتو، ومن الصعب استعادتهما لمباراة الديربي، ويضيف: «تعرض إنزاغي لكدمة بالركبة، ونتمنى ألا يكون الأمر خطيا، بينما تعرض باتو لمشكلة في العضلة القابضة، وعلينا تقييم الأمر». لكن التقييم يبدو خطيرا، وهناك شكوك حول تعرضه لشد عضلي.

إلى ذلك، ربما حلم زلاتان إبراهيموفيتش بالأمر بشكل مختلف، أو بالتأكيد كان ليريده بصورة أخرى، فتسجيل اللاعب السويدي لهدفه رقم 100 مع الفرق الإيطالية يعد هدفا يستحق الاحتفال، حتى إن كان قد سجله من ركلة جزاء. الأهداف سجلها السويدي ما بين يوفنتوس والإنتر والميلان، هو رقم ثلاثي تقسيمه كالتالي: 85 في الدوري الإيطالي، 3 في كأس إيطاليا، و12 في بطولات أوروبا. وهو رقم يعكس البون الشاسع في الأداء بين الدوري المحلي والبطولات الأوروبية، لكن هذه المرة لا توجد مباراة لدوري الأبطال، ومن العدل إعطاء زلاتان ما يستحقه.

بدأت القصة في 12 سبتمبر (أيلول) 2004، في مرمى بريشيا، حيث فاز يوفنتوس بثلاثية نظيفة. وبعد ست سنوات من كرة القدم رفيعة المستوى منحت الميلان لاعبا تحسن أداؤه، ومختلفا في بقائه داخل الملعب، فمقارنة بأزمنة ماضية فقد تطور اللاعب السويدي بقوة المباريات الكبيرة، التي لعبها أمام خصوم يحلم أي لاعب كرة بمواجهتهم طوال مسيرته. موسم تلو الآخر، تعلم زلاتان اللعب في أكثر من مركز، أيضا في المباراة الواحدة، كي لا يعطي نقطة مرجعية، ويجعل الآخرين يسجلون أيضا. فالتمريرة الأخيرة تروق له كثيرا، بخلاف وضعها داخل الشباك. وبعدها، حينما تنجح اللعبة، يحدق النظر في زميله الذي يحتفل كما لو كان يقول له: «قبل أن تذهب إلى المدرجات تعلم أنه مع من يتعين عليك الاحتفال أولا».

أجاد إبراهيموفيتش في التحول من مهاجم تقليدي إلى مهاجم غير عادي، فطوله 195 سم، ووزنه 95 كيلوغراما، فهل هو هناك كي يخيف المدافعين؟ إن ذلك أمر متوقع. يذهب المهاجم للبحث عن المساحات واستقبال الكرة أمام منطقة الجزاء، وفي وسط الملعب أيضا لو تعين ذلك. يركض من الجانب الأيمن إلى الأيسر، وهو يأخذ المدافعين في نزهة، ويأمل أن يستغل أحد اللاعبين تحركاته ويتوغل. هذا هو تطور مهاجم ذي إمكانات فريدة تقريبا، الذي جعل أليغري يؤكد في بداية الموسم قائلا: «نقطتنا المرجعية في الهجوم هو، وسينبغي على الفريق تعلم العمل من أجله».

وبخلاف الـ100 هدف لزلاتان مع الأندية الإيطالية، لا بد أن نشير إلى أن تغييره أمس كان الأول هذا الموسم، فقد غاب إبراهيموفيتش عن مباراة ليتشي فقط، في الجولة الأولى، لكن فقط لأنه كان قادما لتوه من فريق برشلونة الإسباني. وبعدها، سلسلة غير منقطعة من المباريات التي لعبها من بدايتها لنهايتها، والمفهوم لم يتغير أمس، لكن على الأقل تغيرت الإحصائية، فقد جاء التغيير بعدما لعب 92 دقيقة و15 ثانية، وفقد المهاجم 45 ثانية فقط من عمر المباراة، وهي الوحيدة التي لم يلعبها في موسم مرصع بالأهداف (8، خمسة منها في الدوري المحلي و3 في دوري الأبطال) وصناعة الأهداف. والأخيرة تمثل تحولا في أداء إبراهيموفيتش الذي يرفع رأسه حينما تكون الكرة بين قدميه، ولو رأى زميلا له في وضع أفضل منه فهو يمرر له كي يسجل. خلاصة القول أن زلاتان الذي لا يتوانى أبدا، بإمكانه التنازل عن 45 ثانية حينما تكون المباراة قد انتهت تقريبا. يذكر أن اللاعب السويدي قد صنع أربعة أهداف لزملائه في الدوري: اثنان لباتو وواحد لفلاميني وآخر يوم أمس لروبينهو، وهي تساوي الأهداف في كرة القدم.