ديربي ميلانو غدا يضع الدوري الإيطالي على صفيح ساخن

ترسبات الماضي والرغبة في الثأر تشعل حماس لاعبي الميلان.. والإنتر الجريح يسعى لإثبات ذاته

TT

مع بداية العد التنازلي لمباراة الديربي بين فريقي الإنتر والميلان، بات الباب مفتوحا للتوقعات حول نتيجة المباراة وأداء الفريقين في لقاء غدا. وعليه، قامت جريدة «لاغازيتا ديلو سبورت» باستطلاع آراء 50 شخصا من المديرين الفنيين واللاعبين الحاليين والسابقين وخبراء الكرة والمحللين، وكذلك المديرين الرياضيين الذين يمضون أوقاتهم بين الملاعب والفنادق التي يقطن بها اللاعبون، فضلا عن المناقشات المستمرة حول أسواق الانتقالات. أما فيما يتعلق بالمديرين الفنيين، فيرى المدير الفني ليوفنتوس لويغي ديل نيري، أن كلا الفريقين يحظى بنفس فرصة الفوز، فيما يتوقع بيزولي المدير الفني لكالياري، ودي كارلو المدير الفني لسمبدوريا، فوز الإنتر.. على عكس المدير الفني لليتشي دي كانيو الذي تنبأ بفوز الميلان. وقد صرح بيزولي قائلا «الإنتر لا يرغب في فقدان المزيد من النقاط»، في حين أكد دي كارلو قائلا «الإنتر في مركز متأخر للغاية، ولديه دوافع قوية للفوز».

من جهة أخرى، أجمع معظم اللاعبين على رجحان كفة الميلان نظرا للانطلاقة القوية للفريق والقوة البدنية التي يتميز بها اللاعبون. وفي هذا الشأن، أكد حارس مرمى يوفنتوس، ماركو ستوراري، قائلا «سيكون إبراهيموفيتش حاسما في مواجهة الإنتر»، وقال ماتري، مهاجم كالياري «الميلان قوي للغاية الآن»، في حين أضاف بوغداني، لاعب تشيزينا، قائلا «لقد توقعت فوز الميلان باللقب هذا العام منذ بداية الموسم». وفي المقابل، توقع هداف بولونيا، ماركو دي فايو، فوز الإنتر قائلا «القرار بيد ميليتو»، بينما يرى ماوري وبيليسيه أن المباراة ستنتهي بالتعادل، حيث صرح الأول قائلا «الإنتر أقوى من الناحية النظرية، لكن الميلان في أحسن حالاته، ويحرز تقدما ملحوظا في قائمة التصنيفات». ومن جانبه، بدا لاعب يوفنتوس السابق، بافل نيدفيد، واثقا من فوز الميلان حيث قال «المباراة ستنتهي لصالح الميلان لأنه يمتلك إبراهيموفيتش، وهو قادر على إحداث فارق كبير في المباراة». ولم يختلف رأي فرانشيسكو فلاكي كثيرا عن التشيكي حيث قال «رونالدينهو هو الحل، فهو جميل مثل الشمس». ويضيف سلفاتوري باني قائلا «لقد ترك فريق الميلان انطباعا جميلا بداخلي في مباراة الأربعاء الماضي، وعلى الرغم من تفوق الفريق في الكثير من النواحي الفنية، فإنني أتوقع فوز الإنتر». وتباينت توقعات الكثير من الخبراء المخضرمين أمثال إيفاريستو بيكالوسي الذي قال «الفوز للإنتر، حيث يلعب ديان ستانكوفيتش»، وستيفانو بيتاريني الذي قال «سيفوز الميلان، فالإنتر لا يمتلك سوى إيتو». وجاءت توقعات لورنزو مينوتي، المدير الرياضي في تشيزينا، على النحو التالي «كوتينهو، لاعب الإنتر، هو مفتاح الفوز». من ناحية ثانية، توقع 54.8% من قراء الجريدة فوز الميلان، في حين اقتصرت نسبة الأصوات الممنوحة للإنتر على 45.2%، وكان عدد المصوتين عبر الموقع الإلكتروني للجريدة قد وصل إلى 8872 قارئا.

من جهته، يعتقد الإسباني رافاييل بينيتيز، المدير الفني لفريق إنتر ميلان، أن استعادة الأرجنتيني ميليتو لياقته البدنية وعافيته جاءت في وقت مثالي للفريق، في ظل الاستعدادات لمواجهة ميلان في مباراة الديربي غدا، والتي تأتي بعد التعادل المحبط مع ليتشي. وقال بينيتيز «سنحاول اللعب بشكل أفضل في الديربي، سنبذل قصارى جهدنا، ويمكننا الفوز. الأمر يرجع لنا». وفاز إنتر ميلان مرة واحدة فقط في آخر خمس مباريات، وسيكون الفوز على ميلان هو أنسب طريقة لاستعادة التوازن.

جدير بالذكر أن الضجة التي يثيرها ديربي ميلانو ترجع إلى الأهمية الكبرى التي تكتسبها هذه المباراة مقارنة بالأعوام السابقة، فعلى الرغم من شراسة المنافسة بين الفريقين فإن المباراة هي بمثابة خطوة إجبارية على طريق الأهداف المحلية لكل منهما. كما أن السيطرة الطويلة للإنتر على اللقب المحلي لمدة 4 سنوات، تمثل دافعا إضافيا للميلان لزلزلة عرش منافسه اللدود، مستعينا بالقوى الإضافية التي يتمتع بها هذا الموسم. وقد بدت رغبة الميلان القوية في إيقاف قطار الإنتر واضحة للغاية من خلال سوق الانتقالات، ليصل الفريق لمباراة الديربي تحت قيادة المدير الفني أليغري الذي يعي جيدا أن الفوز بالديربي لا يعني فقط حصد ثلاث نقاط إضافية، بل إنه ثأر تاريخي لفريقه الذي تلقى الكثير من الصفعات في الأعوام الماضية. ويذكر التاريخ أنه في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، كان الإنتر قد خطا أولى خطواته في مسيرته الجديدة تحت قيادة روبرتو مانشيني، لكنه نجح في تخطي عقبة الميلان بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وأحرز الميلان هدفيه الأخيرين في الدقائق العشرين الأخيرة من عمر المباراة عن طريق جيلاردينو وكاكا بعد أن تم طرد ماتيرازي، بينما مني فييرا بإصابة بالغة في القدم. وفي نهاية المباراة، بدت السعادة واضحة على ستانكوفيتش ومايكون اللذين غلبهما البكاء، وتساقطت منهما دموع الفرحة. ربما تتشابه مباراة الديربي المرتقبة مع مباراة 2006 من حيث بحث الإنتر عن المجد في الوقت الذي يعاني فيه الفريق من الإجهاد، وسعي الميلان لاقتناص عرش الدوري الإيطالي.