إنزاغي يؤكد أنه سيقهر الإصابة وسيعود للتألق من جديد مع الميلان

حزن في أوساط الكرة الإيطالية على إصابة اللاعب التي قد تنهي مسيرته

TT

بعد أسبوع واحد تحولت دموع الفرحة إلى بكاء صامت نتيجة الإحباط، وفي منطقة الجزاء ذاتها التي احتفل فيها بتحطيمه رقم الألماني موللر والإسباني راؤول غونزالس وتحقيقه رقما قياسيا في عدد الأهداف خلال البطولات الأوروبية، تعرضت الركبة اليسرى لفيليبو إنزاغي لإصابة خطيرة، حيث تمزق الرباط الصليبي الأمامي للركبة وكذلك رباط الغضروف الخارجي، مما يعني ابتعاد اللاعب عن الملاعب لستة أشهر، وبالتالي انتهاء الموسم بالنسبة له. إنها ضربة في غاية القسوة والتي كانت لتنهي على آمال أي لاعب نهائيا، لكن ليس إنزاغي الذي يعد قائلا: «لن أستسلم، وسأفعل كل شيء كي لا ينتهي الأمر عند هذا الحد».

كان اللاعب قد تعرض لمشكلة في الدقيقة 32 من الشوط الثاني بينما كان يسدد على المرمى الكرة التي تسببت في ركلة الجزاء التي منحت لأمبروزيني. ظل أسفل الحذاء في الأرض بينما التفت الركبة بشكل غير طبيعي، عاد فيليبو إلى غرفة خلع الملابس باكيا، بسبب الألم وخاصة لأنه أدرك فورا أن شيئا ما خطيرا قد حدث. ولذا فإن تصريحات البروفيسور ميليعاتي، طبيب فريق الميلان، لم تطمئنه والذي استبعد عقب المباراة وجود مشكلة تتعلق بالأربطة، ولهذا أيضا لم يرد مهاجم الميلان الانتظار 24 ساعة، مثلما كان متوقعا في البداية، في انتظار الفحوصات الطبية، فقد فهم كل شيء في الساعة الثانية بعد منتصف الليل. وذهب بصحبة خطيبته أليسيا فينتورا إلى الدكتور بييرو فولبي لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي وجاء التأكيد لما كان يخشاه: تمزق في الرباط الصليبي الأمامي مصحوب بقطع في الغضروف الخارجي للركبة اليسرى. وسيتعين على إنزاغي الخضوع لجراحة في نفس الركبة التي تم التداخل الجراحي معها في الماضي، غير أنه لم يقرر بعد أين ومتى سيقوم بذلك، حيث يتابع: «سأفعل ذلك بهدوء في الأيام المقبلة، فأريد أن يكون الذي يجري العملية هو رقم واحد في هذا المجال لأن هدفي هو العودة إلى الملاعب أقوى من ذي قبل». لا يأخذ فيليبو في الاعتبار حتى إمكانية أن تكون مسيرته قد انتهت هنا، حتى مع الأخذ في الاعتبار مدة التعافي وعمر اللاعب. يتحدث التشخيص عن توقف لمدة 6 أشهر لكن إنزاغي سيفعل كل ما بوسعه من أجل التسريع من العودة، كما أن البنية اللينة والخفيفة ستساعده على التعافي بشكل أسرع.

كان إنزاغي، مغمورا بحب الجماهير، وكان موقع الميلان قد فعّل خدمة رسائل قصيرة لمن يريد أن يبعث إليه بتحية، لكنه، أي الموقع، كان مضطرا لإيقافه بسبب عدد الرسائل الزائد عن الحد. وبعث فرانشيسكو توتي أيضا برسالة إليه، قال فيها: «أنت مثال للجدية والالتزام بالنسبة للجميع. لا تستسلم». كان ديل بييرو قائد يوفنتوس قد تعرض لتمزق في الرباط الصليبي في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 1998 وعاد إلى الملعب في أغسطس (آب) التالي، ويقول: «إنني حزين للغاية، فلا أحد يستحق شيئا من هذا القبيل، وخصوصا فيليبو الذي يظهر حماسا وحبا كبيرا في كل مرة ينزل فيها إلى الملعب. أحترم احترافيته جدا وطريقته في فهم الرياضة، فلا بد أن يكون اللاعب نموذجا للشباب. أنتظرك فاتحا ذراعي». رد إنزاغي على الجميع عبر موقع الميلان وقال: «الحياة وكرة القدم هكذا، قبلها بدقيقة واحدة تلعب وتقاتل، وبعدها بدقيقة واحدة تمسك بركبتك بين يديك، وبعدها بدقيقة تنظر حولك، وأنا من حولي أجدكم جميعا. الأمر صعب لكنني لن أستسلم، وسأفعل كل شيء كي لا أجعل الأمر ينتهي». المحارب إنزاغي يريد الفوز بهذه المعركة أيضا.

لكن على نادي الميلان أن ينظر حوله أيضا، وكانت الحالة الصحية لإنزاغي هي الشغل الشاغل في الطابق الثالث من مقر النادي، وحاول أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان جاهدا من أجل البقاء قدر الإمكان إلى جانب المهاجم صاحب الأرقام القياسية، وأحد لاعبي الفريق المفضلين إليه. لكنه ليس وقت الأفعال الاستعراضية، ولا بد من استبعاد تجديد الميلان عقد اللاعب فورا والذي ينتهي هذا الموسم، ومن المقرر مناقشة التجديدات في فصل الربيع، من دون استثناءات.

مع ذلك، تثير الاعتبارات الأولى الاعتقاد بأن الميلان سيتفحص بدقة سوق الانتقالات في الأيام المقبلة بحثا عن مهاجم يضمه الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) المقبل. المسح الأول في إيطاليا كان مخيبا، فعلى سبيل هناك ألبرتو بالوسكي في فريق بارما (ملكية مشتركة)، لكن هو أيضا ليس بحالة بدنية يمكن الاعتماد عليها. وهو سبب سيجعل لا مناص من البحث في الخارج لكن مع النظر إلى اللاعبين من داخل الاتحاد الأوروبي، نظرا لعدم وجود مكان للاعب آخر من خارجه. لذا لننتبه إلى اسم كريم بنزيمه، اللاعب الفرنسي الذي يتوق شوقا للرحيل عن ريال مدريد. بالطبع لن يتمكن من اللعب في دوري أبطال أوروبا لكن الميلان حريص على لقب الدوري هذا الموسم أكثر من أي موسم مضى. وكبديل له، يبزغ اسم دييغو فورلان، المهاجم الأوروغوياني وهو أيضا في مشكلات مع نادي أتليتكو مدريد. وانظر للصدفة، فنادي يوفنتوس يفاوض اللاعبين وقد يولد سباقا ثنائيا جميلا.

من جهة أخرى، يواصل مدير الكرة للميلان أرييدو برايدا رحلته في أميركا الجنوبية، وفي برنامجه، بخلاف لقاء كوينثيانز - كروزيرو الظهير جوناثان. ومن المقرر أن يحضر الأحد المقبل لقاء فلوميننسي المتصدر مع غوياس.