شبح «الرباط الصليبي» ينال من 3 لاعبين حزماويين في أقل من 3 أسابيع

د. الزهراني عزا ذلك إلى ليونة مفاصل الركبة.. وسوء أرضية الملعب

TT

عاودت إصابة الرباط الصليبي مجددًا لاعبي الفريق الكروي الأول بنادي الحزم، معيدة لهم ذكريات العام قبل الماضي الأليمة، حين داهمت إصابة الرباط الصليبي لاعبي الفريق 4 مرات في موسم واحد، وهم عبد الله غازي وذياب مجرشي ويحيى مجرشي، والأخير هو من نالت منه الإصابة مرتين، ولم يختف شبح الإصابة بالرباط الصليبي عنه، عندما وجدت لها موطنا في ركبتي عبد الإله هوساوي وزميله الشاب رياض العريني، والأول أظهرت له الأقدار تسوية حقوقه مع نادي الحزم، إبان فترة علاجه، وأخفت له أن الإصابة ذاتها ستعاوده كما أي صديق حميم هذا العام بعد عودته للحزم.

وطاردت لعنة الإصابة لاعبي الحزم هذا العام، مسقطة ثلاثة من لاعبي الحزم خارج الحسابات حتى نهاية الموسم، وذلك خلال فترة وجيزة لا تزيد على 3 أسابيع، مع جهلها التام أن الفريق يستنزف لاعبيه عن طريق البطاقات الملونة لا سيما البطاقة الحمراء، التي تعهد لاعبو الحزم بالتصدي لها واحدا تلو الآخر منذ الجولة الخامسة، حين طرد على أثرها فؤاد المطيري، وفي الجولة السادسة اختار البطاقة الحمراء زميله في مركز محور الارتكاز نفسه السنغالي محمد روبيز، وفي الجولة السابعة كانت من نصيب الظهير الأيسر بالفريق نايف موسى، وتأجلت الجولة الثامنة للفريق أمام الشباب، ليستمر مسلسل البطاقات الحمراء للحزم في الجولة التاسعة لصالح الظهير الأيمن حمد العيسى المطرود أمام التعاون، ليأتي دور قائد الفريق أحمد مناور في الجولة العاشرة أمام الاتفاق، بعدها أصبح الحزم يفقد لاعبيه أزواجا، بالإصابات البالغة وتحديدا «الرباط الصليبي» في وقت استمر فيه قضاة الملاعب في إشهار البطاقات الحمراء للاعبي الحزم، إذ تحصل سامي بشير على البطاقة الحمراء في الجولة الـ11، وكان قبلها حارس الفريق سعيد الحربي قد خرج مصابا بالرباط الصليبي، وكانت تلك الإصابة أشبه بالخرزة الأولى من السبحة المفروطة، إذ تعرض مدافع الفريق في مباراة الجولة التي تليها للإصابة عينها أمام النصر قبل أن يطرد فيصل العبيلي في المباراة ذاتها، وقبل الجولة الـ13 بنحو 24 ساعة كشفت التحاليل التي خضع لها عبد الإله هوساوي إصابته بالرباط الصليبي في أحد تمارين فريقه الاستعدادية للقاء الفتح.

«الشرق الأوسط» بحثت عن أسباب الإصابات المتوالية بالرباط الصليبي، من اللاعبين المصابين وأطبائهم المداوين، وخرجت بالكثير من الآراء عن الإصابة في فترة قريبة، وبالصورة المفزعة التي وقعت للاعبي الحزم، وعلق عليها إداري الفريق زهير الروضان بأن «المصائب لا تأتي فرادى».

في البداية كان الحديث للدكتور سالم الزهراني الذي شخص حالات اللاعبين الثلاثة «الحارس سعيد الحربي وزميليه المدافع ذياب مجرشي وأخيرا المهاجم عبد الإله هوساوي»، مرجحا أن يكون تكرار حدوث الإصابة للاعب، كما حصل مع مهاجم الحزم عبد الإله هوساوي وذلك عائد لليونة المفاصل، مشيرا إلى عدم وجود أي فحوصات تبين مدى ليونة المفاصل لدى اللاعب من أجل الاحتياط دون الإصابة، مستدركا: ليونة المفاصل وحدها لا تعرض اللاعب للإصابة سوى عند الالتحامات القوية، متطرقا إلى أن هناك أسبابا خارجية كنوع الحذاء وأرضية الملعب السيئة بشكلها العام، ربما تزيد من عرضة إصابة اللاعب بالرباط الصليبي، منوها بأنهم حتى بعد تعرض اللاعب للإصابة لا يستطيعون تحديد ما إذا كان السبب عوامل خارجية أم داخلية تخص المصاب ذاته، مشيرا إلى أن الإصابة بالرباط لا تعيق اللاعب للعودة لمستواه نفسه، مستشهدا بمهاجم الاتحاد نايف هزازي وزميله مشعل السعيد.

من ناحيته نفى مهاجم الحزم عبد الإله هوساوي أن تكون ليونة المفاصل السبب في تجدد الإصابة لديه، وقال: الإصابة تعرضت لها العام الماضي في ركبتي اليمنى، وهذه المرة نالت الإصابة من ركبتي اليسرى, مستبعدا أن يكون حذاؤه الرياضي سببا في ذلك، مبديا شكوكه في أرضية ملعب الحزم، قائلا: أتوقع أن تكون الأرضية سببا في ذلك، لأن ملاعبنا يصعب الاعتناء بها، فالأجواء غير ملائمة لذلك، وربما تكون الأجواء الباردة سببا في إصابتي، خصوصا أنني زرت المنطقة الغربية الدافئة قبل فترة يسيرة من عودتي للرس والإصابة فيها، مشيرا إلى أنه سيسعى إلى التبكير في إجراء العملية حتى يتفرغ للتأهيل بعد العيد، لافتا إلى أن تقارب التوقيت في الإصابة بالرباط الصليبي: «في العام الماضي أصبت في 30 سبتمبر (أيلول) في مباراتنا أمام الرائد، وهذه السنة تكررت الإصابة في 8 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي».

من جهته، فند اختصاصي العلاج الطبيعي في الحزم المصري طلعت محمد علي مراحل العلاج الطبيعي، بالإضافة للأسباب المؤدية للإصابة بالرباط الصليبي، التي عانى منها الرياضيون، لا سيما في ملاعب كرة القدم السعودية، التي تسجل في الموسم الواحد ما يزيد على إصابتين في الأربطة من شأنها إبعاد اللاعب عن فريقه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، حتى يتجاوز تمارين الكرة، مشيرا إلى أنها ناتجة عن الضعف في الأربطة، مبينا أن فترة العلاج الطبيعي الأولية لا تزيد في مجملها على 3 أشهر ونصف الشهر. من جانبه، أكد قائد خط دفاع الحزم ذياب مجرشي أن إصابته تختلف عن أقرانه في الفريق المصابين، باعتباره مصابا بالرباط الصليبي والرباط الجانبي، مشيرا إلى أنه سيحاول في الفترة الحالية تقوية العضلة حتى تسهل له إجراء العملية، مضيفا: «حتى العملية التي تكلف أكثر من 16 ألف ريال، ولا أعلم إن كنت سأجريها بعد العيد بشكل مباشر، أم أنها ستتأخر لأجل غير مسمى، خصوصا في ظل أزمة النادي المادية».

وكان حارس الفريق سعيد الحربي، الذي أجرى قبل أسبوع عملية للرباط الصليبي رفض الكشف عن هوية الشخصية التي تكفلت بعلاجه، معللا بأن ذلك رغبة من الشخص المتبرع بقيمة العلاج، مكتفيا بالقول «هو شخصية رياضية مرموقة»، مشيرا إلى أنه سيبدأ مراحل العلاج الطبيعي بعد إجازة العيد التي سينعم بها لاعبو الفريق.